ليبيا والغرب... تجدد للصراع ام تراشق عابر

القذافي يقاطع اوربا... وامريكا تعتذر

 

شبكة النبأ: اثارت تصريحات الرئيس الليبي معمر القذافي ضد سويسرا موخرا استياء العديد من الدول الاوربية والام المتحدة، كونها تضمت دعوة الى الجهاد والحرب ضدها. في تصعيد بالغ الحساسية في طبيعة العلاقات بين البلدين المتوترة اصلا.

حيث نقلت وسائل الاعلام عن القذافي احد اكثر الشخصيات الجدلية، تصريحات تحريضية على محاربة سويسرا متهما اياها بالمافيا الدولية وعدوة الله وانبياءه على حد قوله.

الجدير بالذكر ان ملف ليبيا في العلاقات الدولية كان حتى وقت قريب تسوده التوترات مع اغلب الدول الغربية.

سويسرا في خدمة القاعدة

فقد شن الزعيم الليبي، معمر القذافي، هجوماً عنيفاً على سويسرا التي وصفها بأنها "مافيا العالم،" وذلك بسبب الاستفتاء الذي أسفر عن الموافقة على حظر بناء المآذن في البلاد، فقال إن هذه الخطوة ستفتح أبواب مقاطعة سويسرا اقتصادياً، كما سيعطي مبرراً للقاعدة لتأكيد صحة آرائها حول الغرب.

ولم يوفر القذافي الديانة المسيحية من هجومه، فقال إنها "وثنية" لأنها تقوم على "عبادة الصليب" ولوح بأن تقوم الدول الإسلامية بحظر بناء الكنائس على أراضيها رداً على الخطوة السويسرية، كما دافع عن موقف ليبيا في عيد الأضحى الأخير، عندما قامت بالاحتفال بالعيد قبل يوم من سائر الدول. بحسب (CNN).

ودعا القذافي إلى القول بأن الغرب "متقدم وليس متحضراً" وشرح قائلاً: "يعني تقدموا جداً في الفضاء وفي الطب، لكن من الناحية الإنسانية هم صفر، من الناحية الاجتماعية هم لا شيء فحياتهم ليس لها أي قيمة.. ذلك أنهم هم الذين بتقنيتهم خلقوا ما يبيد الإنسانية، هم الذين صنعوا قنابل ذرية وكيماوية وجرثومية، وصنعوا فيروس الإيدز، والفيروس الذي يحكون عنه الآن.. الخنازير."

وتابع: "عندما هاجموا النبي، هل نحن نهاجم عيسى أو موسى؟! غير ممكن، لأننا بعد ذلك نكفر ونصبح كفارا.. الآن كيان مصطنع اسمه سويسرا، مافيا العالم، خطر لهم أن قالوا سنعرض على الناس قرارا بمنع مآذن المساجد.. نحن نرد عليهم بأن المئذنة هذه هي أساس الجامع ولا يمكن فصلها عنه."

وورأى القذافي أن السويسريين يتبعون ديانة "وثنية" لأنهم "يعبدون الصليب الذي هو عبادة وثنية لا قال بها المسيح ولا قال بها الله.. إذن الذي لم يمش مع محمد ومع الدين الإسلامي هو في الآخرة من الخاسرين، نحن نتمنى أن يكونوا من الخاسرين،" وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الليبية.

وحذر القذافي من أن الدعوة إلى حظر المآذن والتخويف من "الأسلمة" هو "لعب بالنار، وسينقلب عليهم،" وتوعد برد فعل إسلامي قائلا: "هذا يعطينا مبررات حتى نحن نلغي هذا التسامح الذي عملناه معهم وسمحنا في العالم الإسلامي بالكنائس وبالصلبان التي هي أوثان."

وأضاف: "نحن قبل هذا كنا ساكتين على الدين المسيحي .. نحن نعرف أنه ملغي بعد أن جاء الإسلام .. وإذا جاءت الحقيقة نستطيع أن نقول لهم إن الكنيسة غلط، والصليب غلط، وهذه كلها عبادة وثنية."

وأشار الزعيم الليبي إلى أن ما حدث في سويسرا سيطلق شرارة مقاطعة اقتصادية لذلك البلد، كما ستجري مقاطعة  الدول الأوروبية الأخرى التي تقوم بالأمر نفسه.

ووصل القذافي إلى حد التحذير من حرب صليبية جديدة قائلاً: "الآن أقارن بداية الحروب الصليبية بالبدايات السيئة التي بدأت الآن في أوروبا وفي سويسرا .. أريد أن أنبههم أنهم إذا كانوا يريدون عالما متعاونا واستثمارات متبادلة وسلاما واستقرارا، ينتبهون ويقفون عند حدهم، أما إذا كانوا يريدون أن ندخل مرحلة صليبية جديدة .. ندخلها وهم البادئون."

وقال إن الأوضاع الاقتصادية اليوم في العالم مماثلة لما كانت عليه خلال الحروب الصليبية في القرون الوسطى، بسبب تزايد أعداد العاطلين عن العمل."

وبحسب القذافي، فإن سويسرا "أعطت أكبر خدمة لتنظيم القاعدة" عبر خطوتها حيال المآذن.

وتطرق القذافي إلى الجدل الذي رافق عيد الأضحى الذي أحيته ليبيا قبل يوم من سائر دول العالم، فدافع عن موقف بلاده لجهة تحديد يوم العيد، وذلك عبر القول إن المعلومات جاءت من مركز متخصص بالحسابات الفلكية، وأضاف: "من يتحمل مسؤولية هذا الذنب؟ أيضا لا أعرف .. هل هو الحاج نفسه أو سلطات مكة؟"

يشار إلى أن مواقف القذافي جاءت على هامش الحفل الذي أقامته الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية لتكريمه بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية في الدعوة والثقافة الإسلامية.

إدانة دولية

من جانبها نددت الأمم المتحدة ما جاء في خطاب الزعيم الليبي، معمر القذافي، حول سويسرا، ودعوته لـ"الجهاد" ضدها، فقال الأمين العام للمنظمة، بان كي مون، إنه يشعر "بالأسف" لتطور الأمور بهذا الشكل، في حين وصف سيرغي أوردزونكسي، رئيس مكتب المنظمة بجنيف الدعوة بأنها "غير مقبولة بالأعراف الدولية."

وفي وقت غابت فيه التصريحات الرسمية من الجانب السويسري، حذّر سياسيون من التبعات الدبلوماسية لدعوة رئيس دولة إلى شن حرب على دولة أخرى، بينما شككت مرجعيات إسلامية بصحة الدعوة باعتبار أنها صدرت عن شخصية سياسية، في حين وصف متخصص بالشؤون الإسلامية القذافي بـ"الطفل الشقي،" مقللاً من تأثير مواقفه على الشارع.

وتابع موقع الإذاعة السويسرية القضية عبر مناقشتها مع رينارد شولز، مدير الدراسات الإسلامية في جامعة "برن" الذي قال إن العالم الإسلامي "معتاد على خطابات القذافي ولن ينخرط في دعوته للجهاد."

ووصف شولز القذافي بـ"الطفل الشقي،" مضيفاً أنه لا يمتلك الصلاحية الدينية للدعوة للجهاد، باعتبار أن ذلك يصدر عن مرجعيات دينية وليس سياسية، ورأى أن تصريحاته موجهة إلى الشارع الإسلامي وليس إلى الغرب، بهدف جعل الزعيم الليبي "قائداً شعبياً."

ودعا شولز الحكومة الليبي إلى اعتبار مواقف القذافي جزءاً من القضايا الداخلية التي لا تعنيها في العالم الإسلامي، وعدم القلق حيال احتمال تعرض البلاد للهجوم، مضيفاً أن تهديد القذافي سيضره شخصياً لأنه سيؤثر على رغبة دول العالم في بناء علاقات تجارية واقتصادية معه.

وأضاف المتخصص السويسري: "القضية هي قضية مبدأ وشرف عائلي، وليست قضية نزاع.. سويسرا حتى الساعة تتصرف وفق القواعد الدبلوماسية، ولكن عليها أخذ مسألة الشرف هذه بعين الاعتبار لأنها مهمة بالنسبة لليبيا،" مشيراً بذلك إلى خلفية النزاع بين الجانبين، والمتعلقة بتوقيف نجل القذافي بسويسرا.

من جهته، قال النائب السويسري أوسكر فرايسنغر، إنه يتصور بأن بلاده لن تأخذ الأمر على محمل الجد، ولكن القضية ليست سهلة باعتبار أن هناك "رئيس دولة يعلن الحرب.

أما عمر الصانع، مدير مسجد جنيف، فسخر من تصريحات الزعيم الليبي قائلاً: "هذه قضية سياسية بين القذافي وسويسرا، وليس للإسلام أو المسلمين صلة بها.. الجهاد يعني التضحية بالنسبة في سبيل ما تريد القيام به، والله وحده هو الذي يعلم لماذا أدلى القذافي بهذه التصريحات."

وكان القذافي قد دعا إلى "الجهاد" ضد سويسرا قائلا إنها دولة كافرة "تدمر بيوت الله،" في مزيد من التصعيد للتوتر الذي يلف العلاقات بين الدولتين.

وتوترت العلاقة بين الدولتين بعد اعتقال أحد أبناء القذافي في جنيف لفترة قصيرة في عام 2008، ثم الإفراج عنه وإسقاط الاتهامات الموجهة له، لكن ليبيا قطعت إمدادات النفط لسويسرا وسحبت مليارات الدولارات من حسابات في أحد البنوك السويسرية واعتقلت اثنين من رجال الأعمال السويسريين العاملين في ليبيا.

وأفرج عن احدهما لكن الآخر أجبر على مغادرة السفارة السويسرية في طرابلس حيث كان يحتمي ونقل إلى السجن لقضاء عقوبة بالسجن لمدة أربعة أشهر، إلى جانب ذلك، ساءت العلاقات على خلفية قرار سويسرا الأسبوع الماضي عدم منح تأشيرات دخول لقائمة ضمت 188 ليبيا، بينهم الرئيس الليبي وأفراد عائلته ومسؤولين كبار.

السفارة السويسرية

من جانب آخر احاط العشرات من رجال الشرطة الليبية بالسفارة السويسرية في طرابلس بعد أن وجهت ليبيا انذارا نهائيا لسويسرا بتسليم سويسريين يحتميان بداخلها.

وشوهد أحد السويسريين وهو رشيد حمداني يخرج من المبنى ويركب سيارة قادها مسؤولون ليبيون. ولم يكن هناك أثر للرجل الثاني ماكس جولدي. بحسب (CNN).

وشكل عشرات من الضباط طوقا حول المبنى الذي كان يحتمي فيه حمداني وجولدي منذ عدة أشهر.

ويقول مسؤولون ليبيون ان حمداني الذي بريء من اتهامات كانت موجهة اليه حر في مغادرة البلاد لكن طرابلس تقول انه لابد من تسليم جولدي ليقضي عقوبة بالسجن أربعة شهور بعد أن أدانته محكمة بتهمة مخالفة قواعد الاقامة.

وامتنعت ليبيا عن اصدار تأشيرات لمواطني معظم الدول الاوروبية في خطوة تم ربطها بالخلاف الدائر مع سويسرا. وقالت وكالة الانباء الليبية انه تم تحديد مهلة لتسليم سويسرا الرجلين.

وأضافت الوكالة أن موسى كوسة أمين اللجنة الشعبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية) استدعى سفراء الاتحاد الاوروبي ليل الاحد لتسليمهم الانذار.

ونقلت الوكالة عن الوزير قوله ان حماية سويسرا لرجل الاعمال السويسري ماكس جولدي في سفارتها بطرابلس "يعتبر اساءة لاستعمال حصانة مقر السفارة وتوظيف هذه الحصانة في غير أغراضها المتعارف عليها عرفا وقانونا."

وتابعت الوكالة "في حالة عدم التجاوب، فسنقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة." ولم تذكر أي تفاصيل بخصوص الاجراءات التي تعتزم السلطات الليبية اتخاذها.

ومنع الاثنان من مغادرة ليبيا منذ يوليو تموز 2008 بعد فترة قصيرة من القاء القبض على هانيبال القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في فندق فخم في جنيف بتهمة اساءة معاملة اثنين من الخدم.

وأسقطت القضية ضد نجل القذافي في وقت لاحق ونفى مسؤولون ليبيون أي علاقة بين القبض على ابن القذافي في جنيف ومحاكمة رجلي الاعمال السويسريين.

منع الأوروبيين من الدخول

من جانبه عبر الاتحاد الأوروبي عن "أسفه،" بعد أن قالت مصادر إن ليبيا أوقفت إصدار تأشيرات الدخول لجميع مواطني دول الأتحاد الأوروبي في منطقة "شينغن" باستثناء بريطانيا، على خلفية نزاع دبلوماسي مع سويسرا.

وقال بيان للاتحاد الأوروبي نشر على موقعه الرسمي: "نأسف لمثل هذا الإجراء.. فإجراءات تعليق تأشيرات الدخول تمت من جانب واحد وهي غير مناسبة،" مضيفا أنه "حتى مواطنين من الدول الأعضاء في شينغن.. كان بحوزتهم تأشيرة سارية منعوا من الدخول وأعيدوا."

وقالت صحيفة "أويا" المقربة من سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي إن "ليبيا ستتخذ إجراءات صارمة ردا على قائمة سويسرا." بحسب (CNN).

وظهر بيان على موقع وزارة الخارجية الفرنسية الإلكتروني يؤكد أن ليبيا أوقفت منح تأشيرات لمواطني دول منطقة "شينغن"، وهي 25 دولة أوروبية تضم دولا أخرى مثل سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي.

ورغم تأكيدات عدد من وزارات الخارجية الأوروبية، إلا أنه لم يصدر تأكيد رسمي من الحكومة الليبية، إلا أن صحيفة "أويا" نقلت عن مسؤولين وشهود عيان في مطار طرابلس قولهم، إن القرار اتخذ بالفعل.

وقالت الصحيفة: "نفذت ليبيا قرراها بمنع دخول رعايا دول الإتحاد الأوروبي أراضيها، ومنعت السلطات الأمنية بمطار طرابلس دخول الأوروبيين من الدول الأعضاء في هذا الاتحاد، مستثنية بذلك الرعايا البريطانيين."

ونقلت الصحيفة عن شهود عيان بمطار طرابلس قولهم، إن "سلطات المطار لم تسمح لأي أوروبي من دول الاتحاد بالدخول إلى البلاد،" فيما قال آخر للصحيفة: "لقد تم ترجيع من وصل منهم اليوم على الطائرات التي جاؤوا على متنها."

اعتذار امريكي

الى ذلك  تقدمت الخارجية الأمريكية باعتذار عن تعليق تهكمي أدلى به الناطق باسمها، فيليب كرولي، حول الرئيس الليبي، معمر القذافي ودعوته لإعلان الجهاد ضد سويسرا، في واقعة هددت العلاقات الدبلوماسية بين طرابلس وواشنطن.

وقال كرولي، خلال موجز صحفي: "هذه التعليقات لا تعكس السياسة الأمريكية ولم يكن الهدف منها الإهانة.. أعتذر أن تعليقاتي أصبحت عقبة في طريق مزيد من التقدم في علاقاتنا الثنائية." بحسب (CNN).

وكان الناطق باسم الخارجية الأمريكية، وأثناء موجز صحفي الشهر الماضي، قد رد على سؤال صحفي بشأن تصريحات الزعيم الليبي قائلاً بأن الدعوة تذكره "بكلمة القذافي المطولة أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول."

وتابع متهكماً: "أذكر الكثير.. الكثير من الكلمات والأوراق المتطايرة في كل مكان، ليس بالضرورة أن يكون لها الكثير من المعنى."

ولوحت طرابلس بإمكانية اتخاذ إجراءات ضد المصالح الأمريكية في البلاد ما لم تتقدم أمريكا باعتذار رسمي.

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الذي أكد في وقت سابق أن تعليقاته لم تكن موجهة كهجوم شخصي على القذافي، قد التقى بالسفير الليبي لدى واشنطن، في محاولة لحل الأزمة التي تسببت بها تصريحاته، في الوقت الذي يستعد جيفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية، وكبير الدبلوماسيين الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، للسفر إلى طرابلس للقاء المسؤولين الليبيين.

وفي هذا السياق قال كرولي: "آسف لأن تصريحاتي أصبحت عقبة أمام إحراز مزيد من التقدم في علاقاتنا الثنائية."

ويذكر أن الزعيم الليبي أثار في خطابه أمام الجمعية العمومية لمجلس الأمن في سبتمبر/أيلول الماضي عاصفة من المواقف المثيرة للجدل، فرفض وجود الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن، الذي اسماه "مجلس الرعب"، واصفاً حق الفيتو بأنه "إرهاب."

واتهم "مصانع تابعة للمخابرات" بإنتاج فيروس أنفلونزا الخنازير، وطالب بالتحقيق في الحروب التي وقعت بعد الحرب العالمية الثانية، وخاصة ما جرى بالعراق وأفغانستان، إلى جانب اغتيال الرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، متحدثاً عن دور إسرائيلي بالقضية، وكشف أن عناصر من القاعدة موقوفة في ليبيا، اعترفت بأن مبنى الأمم المتحدة يشكل هدفاً للتنظيم.

وطلب القذافي نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك بسبب مشقة الوصول إليها، وفارق التوقيت الكبير بينها وبين سائر دول العالم، محذراً من أن المبنى مستهدف من تنظيم القاعدة بناء على معلومات توفرت لديه من اعترافات عشرات عناصر القاعدة الذي أوقفهم الأمن الليبي.

شركات طاقة أمريكية

في سياق متصل قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا ان أكبر مسؤول نفطي ليبي استدعى الرؤساء المحليين لشركات طاقة أمريكية وأبلغهم ان الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن قد يكون له تأثير سلبي على أنشطة الشركات الامريكية في ليبيا.

وكان التحذير لشركات النفط أوضح اشارة حتى الان على ان طرابلس مستعدة لتصعيد النزاع. بحسب رويترز.

وفي مهب الريح الان مليارات الدولارات التي تستثمرها شركات امريكية هرعت الى ليبيا التي بها أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في افريقيا بعد ان رفعت الولايات المتحدة الحظر التجاري في عام 2004 .

واستدعى شكري غانم امين لجنة ادارة المؤسسة الوطنية للنفط رؤساء شركات النفط الامريكية العاملة في ليبيا الذين يمثلون شركات اكسون موبيل وكونوكوفيلبس وأوكسيدنتال وماراثون.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان انه أبلغ هذه الشركات بالاستياء من التصريحات غير المسؤولة التي ادلى بها متحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية لوسائل الاعلام.

وقصفت طائرة امريكية طرابلس عام 1986 بعدما انحت واشنطن باللائمة على ليبيا في تفجير مرقص في برلين الغربية وكان احد نقاط الخلاف بين ليبيا الولايات المتحدة منذ ان تولى القذافي السلطة في عام 1969.

وعندما تخلت ليبيا عن برامج الاسلحة المحظورة اعادت واشنطن العلاقات الدبلوماسية ورفعت حظرا تجاريا.

ومنذ ذلك الحين نمت العلاقات التجارية بسرعة. وفي عام 2003 صدرت الولايات المتحدة ما قيمته 200 الف دولار من السلع الى ليبيا ولم تستورد شيئا. وبحلول عام 2009 قفزت الصادرات الى ليبيا الى 666 مليون دولار وبلغت قيمة الواردات 1.9 مليار دولار.

انتصار جديد

من جهتها وصفت صحيفة الفجر الجديد الليبية الرسمية "الاسف" الاميركي عن تعليقات ساخرة صدرت من واشنطن حيال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بانها "انتصار جديد لليبيا" و"قدرتها على حماية كرامتها".

وقالت الصحيفة ان "الاعتذار الاميركي عن التصريحات غير اللائقة يعتبر نصرا جديدا لليبيا التي اثبتت صلابة موقفها وقدرتها على حماية كرامتها". بحسب فرانس برس.

التعاون مُعَرَض للخطر

من جهة اخرى قالت ايطاليا ان ليبيا ربما تتراجع عن اتفاق للسيطرة على تدفق المهاجرين بصورة غير مشروعة بسبب خلاف مع سويسرا حول تأشيرات السفر والذي تصاعد الى نزاع على نطاق واسع في أوروبا.

واتهمت ايطاليا -التي لها علاقات تجارية وثيقة مع ليبيا- سويسرا باساءة استخدام اتفاقية شينجن والتأثير على أعضائها من خلال فرض الحظر الذي أجبر دول أخرى على حظر سفر الليبيين أيضا. بحسب رويترز.

وقال وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني على هامش اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الاوروبي ان النزاع يعرض منطقة شينجن للخطر وقد يزيد من توتر العلاقات مع ليبيا.

واضاف ان من بين القضايا المعرضة للخطر هي تعاون طرابلس في السيطرة على الهجرة الى الاتحاد الاوروبي .

وقال للصحفيين "الخوف في جزء منه ان..ليبيا قد تضعف عملية المراقبة على حدودها فيما يتعلق بالهجرة غير المشروعة."

وعرض الاتحاد الاوروبي على ليبيا 20 مليون يورو (26.95 مليون دولار) لمساعدتها على مواجهة تدفق المهاجرين بصورة غير قانونية والذين غالبا ما يستخدمون الاراضي الليبية كنقطة انطلاق الى جنوب اوروبا وبصفة خاصة ايطاليا.

ووقعت روما ايضا اتفاقية تعاون مع ليبيا العام الماضي للحد من الهجرة عبر البحر المتوسط من خلال إقامة دوريات مشتركة.

وشاركت وزيرة العدل السويسرية ايفيلين فيدمر شلومف في اجتماع مع وزراء الاتحاد الاوروبي لمناقشة حلول محتملة لنزاع السفر.

وكررت نفي سويسرا بأن بيرن اساءت استخدام اتفاقية شينجين لكنها رفضت اعطاء اي تفاصيل عن المحادثات.

الاحداث الرئيسية للخلاف

وفيما يلي تسلسل للاحداث في هذا النزاع الدبلوماسي:

15 يوليو 2008 - دخل نحو 20 فردا من الشرطة فندقا فاخرا في مدينة جنيف السويسرية حيث كان يقيم هانيبال نجل الزعيم الليبي معمر القذافي وألقوا القبض عليه هو وزوجته الحامل بتهمة اساءة معاملة اثنين من الخدم. بحسب رويترز.

- نفى الزوجان هذه الاتهامات وغادرا البلاد بعد أن دفعا كفالة. وبعد أيام أعلنت ليبيا العضو في منظمة أوبك أنها ستوقف صادرات النفط الى سويسرا وأن رجلي أعمال سويسريين يعملان بها هما ماكس جولدي ورشيد حمداني ممنوعان من مغادرة البلاد.

3 سبتمبر 2008 - أسقط الادعاء في جنيف القضية المنظورة ضد هانيبال القذافي وزوجته بعد أن سحب المدعيان وهما تونسية ومغربي بلاغهما الرسمي.

20 أغسطس 2009 - زار الرئيس السويسري هانز رودولف ميرتس طرابلس واعتذر عن احتجاز هانيبال القذافي. وبعد زيارة ميرتس انتظرت طائرة فالكون تابعة للحكومة السويسرية عدة أيام في طرابلس لنقل جولدي وحمداني الى بلدهما. غادرت الطائرة البلاد بدونهما بعد عدم سماح ليبيا لهما بالسفر.

12 نوفمبر - قالت وزارة الخارجية الليبية ان جولدي وحمداني سيحاكمان لمخالفتهما قواعد الاقامة وعدم احترامه القواعد الموضوعة للشركات التي تعمل في لبييا. وقال مسؤول بالوزارة ان الاتهامات " منفصلة تماما" عن الخلاف الدبلوماسي المتعلق بالقاء القبض على هانيبال القذافي.

الاول من ديسمبر - أدانت محكمة في طرابلس كلا من جولدي وحمداني بمخالفة قواعد الاقامة وحكم عليهما بالسجن 16 شهرا. بقى الرجلان في السفارة السويسرية في طرابلس ولم يحضرا المحاكمة. واستأنف محاموهما الحكم.

2 ديسمبر - قال مسؤول ليبي ان جولدي وحمداني سيواجهان محاكمة جديدة في اتهامات منفصلة تتعلق بمخالفة قواعد العمل.

31 يناير 2010 - أبطلت محكمة ليبية تنظر في دعوى استئناف أقامها حمداني حكم ادانته بمخالفة قواعد الاقامة وبرأته.

6 فبراير - أدان قاض جولدي بانتهاك قواعد العمل وحكم عليه بغرامة قيمتها ألف دينار (800 دولار).

7 فبراير - برأت محكمة حمداني من تهمة مخالفة قواعد العمل. قال محاميه ان موكله له مطلق الحرية في العودة الى بلده ما لم يستأنف الادعاء الحكم.

11 فبراير - قال محامي جولدي انه بعد الاستئناف تم تخفيف الحكم بالسجن 16 شهرا لمخالفة قواعد الاقامة الى أربعة أشهر. وقال انه يأمل أن يقرر المدعي العام الغاء الحكم تماما.

14 فبراير - قالت صحيفة ليبية ان طرابلس ستتخذ اجراءات قاسية ردا على منع سويسرا منح تأشيرات دخول لما يقرب من 200 ليبي منهم القذافي وأفراد أسرته ومسؤولون كبار اخرون.

15 فبراير - امتنعت ليبيا عن اصدار تأشيرات لمواطني منطقة شينجن وهي 25 دولة أوروبية منها دول مثل سويسرا غير العضو في الاتحاد الاوروبي.

18 فبراير - استدعى موسى محمد كوسة أمين اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي (وزير الخارجية) سفراء الاتحاد الاوروبي لانذارهم بضرورة تسليم الرجلين بحلول الساعة 12 ظهر يوم 22 فبراير والا ستكون هناك عواقب لم يحددها.

22 فبراير - غادر السويسريان السفارة في طرابلس. ركب حمداني سيارة مع مسؤولين ليبيين وقال محاميه انه متجه الى تونس بعد أن سمحت له السلطات الليبية بمغادرة البلاد.

- اقتيد جولدي للسجن لتنفيذ حكم السجن أربعة أشهر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آذار/2010 - 26/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م