سنة العراق وطموح العودة الى السلطة

القوائم العلمانية تكتسح الموصل وصلاح الدين والانبار

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: سعى سنة العراق من خلال المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخرا الى تعزيز دورهم السياسي والاجتماعي بعد اخفاق احزابهم الدينية في تلبية تطلعاتهم وطموحهم المنشود في المشاركة الفعلية في السلطة.

حيث شهدت معظم المحافظات العراقية ذي الاغلبية السنية مشاركة كثيفة للناخبين في اجواء اتسمت بالهدوء دون ان تتخللها اي خروقات امنية تذكر، فيما غلبت وحسب التسريبات الاولية لنتائج الانتخابات طبيعة التصويت للقائمة العلمانية وتراجع كبير في مزاج الناخبين هناك للتصويت للقوائم الاسلامية السنية التي كانت تهيمن على الاجواء السياسية.

من جهة اخرى يرى اغلب المحللين في التوجه العام لدى السنة في اختيار القوائم العلمانية متأتي من طموح العودة الى السلطة، سيما ان فرص الوصول اليها باتت مستبعدة تحت عنوان الطائفة السنية لضعف تمثيلها البرلماني في العراق.

عيون ترنو الى السلطة

فقد سجل الناخبون العرب السنة مشاركة واسعة في انتخابات الاحد الماضي، وفي المحافظات السنية مثل محافظة الانبار المترامية الاطراف، حيث يأمل الناخبون فيها ان تعوضهم نتائج هذه الانتخابات عن الحرمان الذي عاشوه خلال السنوات الماضية.

وقال كمال فرحان (66 عاما) في أحد اسواق مدينة الرمادي "كل شيء الان اصبح علينا حسرة. لا يوجد خدمات. نحن بدون عمل. الفقر قتلنا. ماذا ينتظرون.. يريدوننا ان نشحذ بالشوارع حتى نعيش. هل هذا الذي ينتظرون.."

وأضاف فرحان الذي قال ان اثنين من اولاده قتلا في ذروة العنف الذي اجتاح المحافظة قبل سنوات عندما اطلق مسلحون النار عليهما وعليه فأصابوه بجروح مازالت اثارها على قدمه "والله اذا لم يحصل التغيير... الدم سيصل الى الركب وسيعود العنف والقتل مرة اخرى الى هذه المحافظة." بحسب رويترز.

واظهرت نسبة الاقتراع في هذه المحافظة -التي تمتد على مساحة واسعة تصل حدودها بين بغداد في المركز وصولا الى الحدود السورية والاردنية غربا والسعودية الى الجنوب الغربي- مشاركة كبيرة بعد ان اعلنت مفوضية الانتخابات العراقية ان اكثر من 61 في المئة من الناخبين فيها صوتوا يوم الاحد في حين اعلنت المفوضية ان نسبة الاقتراع لعموم البلاد بلغت اكثر من 62 في المئة.

وتنافس المرشحون على 14 مقعدا برلمانيا خصصت للمحافظة التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة. وسيكون عدد المقاعد في البرلمان القادم 325 مقعدا.

والى جانب محافظة الانبار فان نسبة المشاركة في المحافظات العراقية ذات الاغلبية السنية كانت عالية أيضا. فقد شهدت الموصل نسبة تصويت بلغت 66 في المئةومحافظة ديالى 62 في المئة ومحافظة صلاح الدين مسقط راس الرئيس الراحل صدام حسين 73 في المئة.

وساهم التحسن الامني الذي باتت تنعم به الانبار والذي تحقق بعد عام 2006 عندما شكلت عشائرها بدعم من القوات الامريكية مجاميع مسلحة من ابنائها سميت مجالس الصحوة تعهدت بمقاتلة التنظيمات المسلحة في المحافظة وخاصة تنظيم القاعدة في زيادة الاقبال في هذه الانتخابات.

واظهر الناخبون في المحافظة ميلا كبيرا تجاه القوائم العلمانية وخاصة قائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي.

واظهرت قائمة وحدة العراق التي تضم الشيخ احمد ابو ريشة وهو زعيم مجالس الصحوة تنافسا لقائمة العراقية في عدد من مراكز الاقتراع في المحافظة. وتضم قائمة ابو ريشة وزير الداخلية الحالي جواد البولاني.

وقال تركي حماد وهو صاحب شركة نقل كان يجلس بين ما يقرب من ثمانية من اصدقائه أيدوا كلماته "علاوي هو الافضل... هو صدام حسين اخر لكن بدون شارب."

وتعكس كلمات حماد ميل اهالي هذه المحافظة الى الشخصية القوية التي تظهر الكثير من الحزم وهي صفات تجد الكثير من القبول لدى أبناء المحافظة ذات الطابع العشائري.

وبحدة عالية قال فرحان الذي كان يجلس في محل احد اقاربه وعيناه تشعان بالغضب "اقسم بالله اذا ما فاز علاوي سأموت من القهر."

ولم يسلم السنة من قبضة صدام الحديدية التي حكمت العراق لعقود شأنهم في ذلك شأن الشيعة والاكراد الذين تعرضوا ايضا لعمليات اضطهاد والذين سيطروا على الحكم بعد سقوط نظام صدام على يد القوات الامريكية في ابريل نيسان 2003 .

وساهمت تلك المعاناة في بذر بذور الفرقة في المجتمع العراقي الذي شهد قتالا طائفيا داميا كاد يؤدي الى حرب اهلية بين الشيعة والسنة وخاصة في العامين 2006 و 2007.

وينحى ابناء محافظة الانبار باللائمة بشدة -مثلهم مثل العديد من ابناء المحافظات الاخرى- على الاحزاب الدينية الشيعية والسنية التي هيمنت على المشهد السياسي العراقي بعد عام 2003 ويحملونها مسؤولية الاقتتال الطائفي. كما ينتقد الاهالي الحكومة الحالية التي يهيمن عليها الشيعة ويحملونها مسؤولية نقص الخدمات وانتشار الفساد الاداري.

وصوت الناخبون السنة بقوة لصالح القوائم العلمانية في محاولة لاحداث تغيير في المشهد السياسي الذي مازال تحت هيمنة الاحزاب الدينية بشكل كبير حيث يعتقد الكثير من الناخبين ان التصويت لصالح القوائم العلمانية التي تضم العديد من المرشحين السنة قد يساهم بشكل او باخر في عودتهم الى السلطة التي فقدوها بعد عام 2003.

واظهرت نتائج غير رسمية لعدد من مراكز الاقتراع في المدينتين الرئيسيتين لهذه المحافظة وهما الرمادي العاصمة والفلوجة ذات الثقل السكاني الاكبر تقدما واضحا لقائمة العراقية التي تضم العديد من المرشحين السنة امثال نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.

وفي المركز الانتخابي لمعقل الشيخ ابو ريشة والذي كانت كل التوقعات تشير الى تقدمه بشكل كبير هناك صوت 750 ناخبا لعلاوي مقابل 1200 لابو ريشة فيما لم تحصل قائمة رئيس الحكومة نوري المالكي سوى على 129 صوتا. وفي مراكز انتخابية اخرى في الرمادي والفلوجة حققت قائمة علاوي تقدما ساحقا على بقية القوائم هناك.

وقال صالح عبد وهو وكيل عقارات في الرمادي "لم اصوت لصالح قائمة الحكومة لانها لم تنفعنا بشيء."

واضاف "قررنا نحن في العشيرة ان نصوت لقائمة واحد حتى لا تضيع الاصوات وتتفرق.. وحنى نحدث التغيير."

وفي وقت متاخر من مساء الاحد احتفل ابو ريشة في قصره بالرمادي بنتائج الانتخابات التي قال انها أظهرت فوز قائمته. واطلق ابو ريشة وهو محاط بعدد كبير من الانصار ما يقرب من 20 طلقة في الهواء تعبيرا عن النصر.

وقال وهو يطلق النار ممسكا ببندقيته بيد واحدة "لقد فزنا... وهذه تحية للنصر."

الاعظمية

في السياق ذاته لا يخطر ببالك وأنت في حي الاعظمية الذي يغلب عليه السنة ببغداد أن أحدا من الاغلبية الشيعية في العراق ينافس في الانتخابات البرلمانية.

وتختفي فجأة من أمام عينيك صور المرشحين الشيعة التي تزخر بها بقية أنحاء العاصمة العراقية عندما تدخل بسيارتك حي الاعظمية الراقي على الضفة الشرقية لنهر دجلة.

وتغيب صور رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بملامحه الصارمة. ويسعى المالكي لاقناع الناخبين بأنه رجل قومي غير طائفي رغم جذوره الاسلامية. كما تختفي الصور الخاصة بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وهو حزب ديني كبير يرتبط ارتباطا وثيقا بالجارة الشيعية ايران. بحسب رويترز.

وبدلا من ذلك تظهر صورة ضخمة لطارق الهاشمي وهو النائب السني للرئيس العراقي الى جانب ملصقات خاصة بقائمة تضم طوائف مختلفة يرأسها رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وهو شيعي علماني.

ويرى البعض ان الطريقة التي يصوت بها السنة تساعد في تحديد ما اذا كان من الممكن أن تخفف الديمقراطية الوليدة في العراق من مشاعر الاستياء لديهم.

وينفي السنة في الاعظمية مثل الكثيرين بمختلف أنحاء العراق وجود أي ضغينة باقية بين المواطنين العراقيين العاديين على الرغم من أعمال القتل الطائفية التي كادت تمزق العراق في عامي 2006 و2007.

لكن مواطنين سنة مثل ابراهيم خليل يبدون علانية غضبهم الشديد إزاء ما يرونه محاولات من جانب الزعماء الشيعة الجدد في العراق لابعادهم عن السلطة طويلا ويبدون استياءهم البالغ ازاء دلائل على سوء الادارة.

وقال خليل ان العراق يحصل على ملايين الدولارات يوميا من النفط. وأضاف متسائلا "لكن انظر كيف نعيش.. كيف يمكن أن يحدث هذا.." مشيرا الى الشارع غير المعبد الذي تتناثر فيه القمامة تحت الاقدام.

والقائمة طويلة لشكاوى السنة الذين كانوا يتمتعون بامتيازات نسبيا خلال حكم حزب البعث بقيادة صدام حسين. ومن بين هذه الشكاوى أن أحياءهم تتمتع بخدمات أقل وأنهم لا يستطيعون الحصول على وظائف حكومية.

وقد تصب هذه المشاعر في مصلحة علاوي وهو طبيب لبق الحديث تعهد بالفصل بين الدين والسياسة ويتهم المالكي بوضع الملح على الجروح الطائفية في البلاد.

كما أثيرت الشكوك لدى السنة عندما حظرت هيئة يقودها الشيعة مئات المرشحين متهمة اياهم بوجود صلات بينهم وبين حزب البعث المحظور الان بما في ذلك سياسي سني بارز مرشح على قائمة علاوي. وأيد المالكي الحظر.

وقال جمال خليل وهو سائق سيارة أجرة سني ان المالكي يقول انه ليست لديه انحيازات طائفية لكن ذلك يخالف الحقيقة.

وفي حين لم يتسن الحصول بعد على أرقام فيما يتعلق بنسبة الاقبال فلم يظهر سوى اشارات لا تذكر على تكرار المقاطعة السنية للانتخابات مثلما حدث في انتخابات عام 2005 التي زادت تهميش السنة وغذت تمردا شرسا في البلاد.

وقال شاكر جاسم وهو يدلي بصوته في مدينة البصرة الجنوبية ان السنة ارتكبوا خطأ بعدم مشاركتهم في الانتخابات السابقة مضيفا أن مشاركتهم الان تصحيح للموقف الخاطيء الذي فرض عليهم من قبل بعض الزعماء السياسيين والدينيين.

ووجهت نداءات في بعض المساجد السنية يوم الانتخابات لحث الناس على التصويت. وبدا الاقبال متواضعا وربما يرجع ذلك جزئيا الى الانفجارات التي دوت في أنحاء بغداد خلال الساعات الاولى من التصويت.

وفي الاعظمية وغيرها من المناطق السنية كان الاطفال يلعبون الكرة في الشوارع الخالية بسبب حظر على مرور السيارات. وتوجهت الاسر الى مراكز الاقتراع سيرا على الاقدام في أجواء ربيعية دافئة.

ويخشى كثير من السنة أن تلجأ الاحزاب الشيعية الحاكمة الان الى "حيل قذرة" في الانتخابات. واشتكى علاوي بالفعل من مخالفات في التصويت المبكر الذي جري على مدى اليومين الماضيين.

وقال فالح عبد الله (62 عاما) في الرمادي عاصمة محافظة الانبار التي كانت معقلا للتمرد السني في السابق ان السنة يسعون الى شراكة حقيقية في السلطة وليس مجرد المشاركة فيها مضيفا أن الشعور بالحرمان سيستمر حتى يتمكن السنة من المشاركة بفعالية. لكنه وصف ذلك بأنه صعب في الظروف الراهنة.

وفي مدرسة ابتدائية بحي الاعظمية وقف أحمد الصفار غاضبا خارج مركز الاقتراع لان اسمه لم يرد على قوائم الناخبين ولم يتمكن من الادلاء بصوته.

كما أعرب أبو زياد وهو أستاذ جامعي خرج الى متجر قريب لشراء الحليب عن مخاوفه من التزوير. وقال انه سمع أن الحبر المستخدم في وضع العلامات ببطاقات الاقتراع يختفي بعد ساعات قلائل مضيفا أنه يمكن حينئذ تغيير اسماء المرشحين الذين صوت لهم الناس.

وتساءل أبو زياد عمن يمكن أن يكون وراء هذا التزوير ثم أشار بأصبعه الى السماء قائلا انها ليست إرادة السماء.

امل التغيير

من جانب آخر عندما تحدث الشيخ مناف علي الندا وهو رئيس القبيلة التي ينتمي اليها الرئيس العراقي السابق صدام حسين عنه كان يتحدث بكثير من التوجس والحذر محاولا تجنب ما قد يمكن ان ينشأ من ردود افعال حانقة من جميع الاطراف في عراق ما بعد العام 2003.

لكن الندا قال ان انتماء صدام لقبيلته لا يمكن لاحد نكرانه او التبرؤ منه داعيا جميع الاطراف الى نسيان الماضي والتطلع لبداية جديدة.

وقال الندا (38 عاما) من قصره في منطقة العوجة وهي مسقط رأس صدام والذي يقع على هضبة عالية تطل بمنظر خلاب على نهر دجلة "صدام كان واحدا من ابناء هذه العشيرة وسيبقى وهذا شيء لا يمكن لاحد من العشيرة نكرانه او التبرؤ منه."

واضاف بشيء من الحدة والغضب "صدام مات لكن هذه العشيرة باقية وستبقى... ماذا يريدون؟ هل يجب ان تموت هذه العشيرة لانها انجبت صدام؟ نريد ان نضع الماضي خلفنا ونبدأ حياة جديدة. لا يجب ان نكون اسرى الماضي." بحسب رويترز.

وكان صدام الذي حكم العراق لسنوات طويلة بقبضة من حديد قد أُسقط على أيدي القوات الامريكية التي قادت الغزو ضد العراق في العام 2003. وهو الغزو الذي احدث سنوات من الصراع الدموي الطائفي في العراق وكاد يودي بالبلاد الى اتون حرب اهلية. واحدث الغزو تغييرا دراماتيكيا في حكم العراق بعد ان اعطى السلطة للاغلبية الشيعية على حساب السنة الذي حكموا العراق لقرون طويلة.

وتراجع العنف في العراق كثيرا في السنتين الماضيتين وخاصة في المحافظات السنية التي كانت تعتبر مناطق ساخنة ومن ضمنها محافظة صلاح الدين التي تقع فيها العوجة وهي مسقط رأس صدام والتي تحتضن قبره وقبور ولديه وحفيده. ومع تراجع حدة العنف يتوقع ان يقوم العراقيون بالادلاء باصواتهم الاحد في انتخابات برلمانية قد يسفر عنها تشكيل حكومة جديدة.

ورشح الندا نفسه للمشاركة بالانتخابات البرلمانية المقبلة مرشحا عن قرية العوجة لمحافظة صلاح الدين.

وقال الندا ان ترشيح نفسه للانتخابات البرلمانية هو "دليل على الرغبة ببداية جديدة". ووصف الندا مايجري من حملات انتخابية سواء في محافظة صلاح الدين وبالذات في قرية العوجة بانه تطور كبير تجاه العملية السياسية حيث لم يشترك احد من قرية العوجة في الانتخابات الماضية التي جرت نهاية العام 2005.

وقال الندا الذي كان يجلس في مضيفة مرتديا زيه القبلي "قبل اربع سنوات لم يكن احد يجرؤ على الترشيح. من كان يرشح نفسه يقتل."

واضاف "انا نفسي لم اكن مقتنعا بالعملية السياسية انذاك بسبب الاحتلال وبسبب الفتاوي انذاك وايضا بسبب اليات العملية السياسية انذاك."

ومضى يقول "الان الوضع مختلف سواء من الناحية السياسية او الامنية. انا اعتقد الان حتى الجماعات المسلحة تؤيد مشاركة الناس بالانتخابات."

السنة والمالكي

من جهته تلا نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي أبياتا من الشعر المناهض للطائفية اعتبرت بلا شك رسالة من الزعيم الشيعي الى قادة العشائر السنية.

وبدأت انشودة "كلنا اخوان سنة وشيعة" في قاعة تجمع فيها المئات من مشايخ العشائر بعقالاتهم وعباءاتهم ليستمعوا الى حديث المالكي في اطار حملته الدعائية التي سبقت الانتخابات، وتلتها أنشودة "العراق أمنا وأبونا".

والمالكي الذي يرأس ائتلاف دولة القانون في الانتخابات البرلمانية له جذور اسلامية شيعية كان يحاول اقناع العراقيين الذين أنهكهم العنف الطائفي والقيادة الاسلامية الضعيفة انه قومي غير طائفي.

ويرى كثيرون في العراق حيث قتل العنف الطائفي عشرات الالاف منذ عام 2003 أن الخطاب الذي يتبناه المالكي واخرون من الاحزاب الاسلامية ليس أكثر من دعاية انتخابية.

واحتاج المالكي الذي وقف أمام 600 من قادة العشائر في محافظة صلاح الدين مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين الى قدرة أكبر على الاقناع بعد أن دعم في الاسابيع الاخيرة تطهيرا لمرشحين للانتخابات زعم أن لهم صلات بحزب البعث المحظور.

واعتبر السنة الذين فقدوا السلطة بعد سقوط صدام حسين أن استبعاد المرشحين محاولة جديدة لتهميشهم سياسيا.

وقال محمد ريدن أحد الحاضرين المتشككين ان المصالحة الوطنية لم تحدث في العراق وانه لا بد أن تكون هناك حقوق متساوية للجميع سواء كانوا بعثيين أم لا.

وكان ريدن واحدا من بين عدد قليل عبر عن عدم رضاه من بين الحاضرين الذين سافروا لما يقرب من 150 كيلومترا من صلاح الدين الى فندق في بغداد للاستماع الى خطاب المالكي. وقال وليد الجبوري ممثل احدى العشائر انه يعتبر رئيس الوزراء أكثر المرشحين قومية.

وأحجم شيوخ العشائر الذين كانوا عمليا في ضيافة المالكي عن انتقاد المالكي علنا. وساهمت حقيقة أن الرحلة والوجبات والاقامة لمدة ليلة في أحد أفخم الفنادق في بغداد وكلها على ما يبدو مدفوعة على نفقة ائتلاف المالكي في رفع المعنويات.

ولم يتح التأكد من أحد مسؤولي ائتلاف دولة القانون عمن دفع فاتورة الفندق. وقال شيوخ العشائر انهم لم يدفعوا شيئا وانهم ضيوف الائتلاف وهو قدر من السخاء غير متاح لتحالفات انتخابية أصغر في الانتخابات العراقية.

وتحدث المالكي في الدقائق الخمس الاولى لخطابه الذي استمر 40 دقيقة عن الاخوة بين الطوائف والجماعات العرقية المختلفة في العراق قبل أن ينتقل الى موضوعات الامن والاقتصاد.

وبعد الخطاب أعطى أكثر الناس المغادرين للقاعة التي زينت بشعارات تثني على أهالي محافظة صلاح الدين وبصورة للمالكي أثناء خطاب وهو يلوح بقبضته اراء ايجابية. لكن ريدن ظل على تشككه وقال انه لن يقتنع حتى يرى تغييرا على أرض الواقع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آذار/2010 - 26/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م