المالكي فاز قبل إعلان النتائج

حسين ابو سعود

لا يخفى على احد بان وقت الدعاية الانتخابية قد انتهى كما انتهت عملية الاقتراع في الداخل والخارج، ولم يبق سوى فرز الأصوات وإعلان النتائج، ومهما تكن النتائج فان الأستاذ نوري المالكي قد فاز في الانتخابات بإقامة انتخابات نزيهة وعادلة ومنصفة، وانه دخل التاريخ من أوسع الأبواب، فهو بطل الانتخابات وبطل الديمقراطية بلا منازع سواء حصد أكثرية الأصوات أم لم يحصد، لقد ترك للشعب حرية الاختيار، وهيأ لهذه الحرية الأسباب المطلوبة عن طريق اقامة الامن وتكثيف الحمايات.

لقد كان الأمن من أولويات المالكي لكي يستطيع المواطن اختيار مرشحه الذي يقتنع به دون ضغوط، وقد شهد العالم  الأيام التي سبقت الانتخابات وكيف أن العراق تحول   الى ساحة عرس حقيقية، لقد كان عرس المطابع والخطاطين وعرس الشعب والميادين والشوارع، كان عرس العراق بالرغم من بعض المظاهر السلبية التي تم رصدها من قيام البعض بإلحاق الأضرار بملصقات المرشحين وإزالتها وتثبيت ملصقات أخرى بدلا منها، مع إن الشوارع والميادين كانت تسع الجميع.

لقد وقفت القوات المسلحة كلها وعلى رأسها السيد المالكي القائد العام للقوات المسلحة أمام الإرهاب وقفة شجاعة، على إن الشجاعة معهودة من المالكي منذ تصديه لجميع قوى الشر والإرهاب وهزم الظلاميين كلهم وأعاد للعراق الأمن والأمان حتى صار المواطن يتنقل من محافظة الى أخرى بلا خوف ولا وجل وما أقوله ليس دعاية للمالكي، إذ أن وقت الدعاية الانتخابية قد مضى ولكني استقرأت آراء الناس من خلال حديث الشارع فوجدت إن أكثر الناس يميلون للسيد المالكي لأنه أعاد الأمن والأمان للبلاد وقد وجدت أيضا الكثير ممن لا يؤمن بالانتخابات وجدتهم قد قرروا انتخاب قائمة دولة القانون  دون أن يعرفوا أسماء  من هم في القائمة.

لقد كسب المالكي القلوب قبل الأصوات ومهما تكن النتائج فالمالكي ومن باب الإنصاف قد دخل التاريخ بطلا قاد البلاد في أحلك الظروف وأصعب الحالات، حيث الإرهاب والفساد الإداري والتدخلات الأجنبية وغيرها من المشاكل التي تعصف بأكبر حكومة في العالم في وقت قصير.

ماذا يريد الناس غير الأمان، وهل الأمان إلا مفتاح للازدهار الاقتصادي والرخاء الاجتماعي، وكم كانت جميلة تلك الأمسية التي تجولنا فيها بالسيارة في مناطق الكاظمية والاعظمية وقد تبدت الأنوار اللامعة والأضواء الساطعة لمرقدي الإمام الكاظم والإمام أبي حنيفة النعمان، تجولنا دون أن يسكننا الخوف والتردد.

في مساء السابع من آذار عندما أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها تم إعلان انتصار المالكي على الفردية وعلى التسلط والدكتاتورية والإرهاب والفساد وكل المظاهر السيئة، ولم يبق سوى إعلان النتائج الرسمية ليأتي دور تشكيل الحكومة الجديدة، الحكومة التي ستبدأ العمل الحقيقي لبناء  عراق جديد وضع لبناتها السيد المالكي وتحمل الجزء الأكبر من الأخطار والتحديات، وان الشعب الذي تحدى الموت وشارك في الانتخابات إنما يطلب من الذين لم يحالفهم الحظ في الفوز تقبل الأمر بروح رياضية عالية وتقديم التهاني للفائزين الذين سيحملون أعباء ومسئوليات جسام لإعادة الحياة الطبيعية الى العراق.

المالكي ليس إلا رمز للعراق والعراقيين سواء بقي أم ذهب فانه بطل أقدس الثورات اعني الانتخابات التي جرت في عهده دون تدخل منه في سيرها، ولن ينسى الشعب هذه الروحية العالية وهذا الأداء الفريد له.

ان الأطراف التي حاولت النيل من المالكي وبمختلف السبل لم تستطع تحقيق أغراضها، وقد شاهدنا إحدى الفضائيات وهي تحاول الإساءة الى شخص المالكي  عندما ألقى كلمة عشية الانتخابات حث فيها الناس لاختيار الأجدر وهو توجيه أبوي واضح المعنى، حاولت الفضائية أن تفسره حسب أهواءها باعتبار أن المالكي أراد التأثير على الناخبين وهو كلام عار عن الصحة بعيد عن الإنصاف، فيا أيها الناس أنصفوا المالكي  فالانصاف إذا غاب عن مجتمع غابت عنه المثل الأخرى وتحول الى غابة من المفترسين لا تطاق، أقول أنصفوا مواقف المالكي وأداءه وتضحياته سواء  أحرز الأكثرية أم لم يحرز.

لقد انتصر المالكي وانتصر العراق ومبروك لجميع العراقيين انتهاء الانتخابات بسلام وأمان بالرغم من محاولات اليائسين وأما إذا حدثت بعض الخروقات فاقول ان الانتخابات هي حالة جديدة على العراقيين وان الخروقات النسبية تحدث في معظم البلدان، والأمل كبير في أن تكون الانتخابات البرلمانية القادمة انتخابات مثالية خالية من السلبيات، والى كل من يريد أن يشكك في نزاهة الانتخابات بعد النتائج أقول : إن الانتخابات جرت بمرأى ومسمع من العالم تراقبه أعين المراقبين الدوليين والمحليين وممثلي الأحزاب والصحافة وكانت كل الفضائيات العراقية تنقل الوقائع أولا بأول  بعدسات ذكية ومراسلين أذكى.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 9/آذار/2010 - 22/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م