طموحات مرشحات عراقيات في البرلمان القادم

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: يؤكد عالم النفس كارل يونج فكرة التعدد في الكيان البشري والتكامل بين الرجل والمرأة، وأن الصراع بينهما صراع عقيم لا يولد إلا المزيد من الانقسامات والإحباط والتردي والنكوص في المجتمعات.

وهذا خلاف ما أفرزته التجربة العراقية حينما أستسلمت لرغبة الناخب العراقي في اختيار من يمثله في الانتخابات التشريعية القادمة شريطة أن تتوفر عناصر الكفاءة والامانة والاخلاص مع ضرورة النظر بمتطلبات المواطن من دون الحاجة الى تغييب مشاركة المرأة  في الانتخابات على أعتبارها  تشكل أكثر من نصف الجتمع ان لم نقل كله لمعطيات اجتماعية وانسانية.

 حذام يوسف طاهر وهي اعلامية وناشطة ومرشحة لخوض الانتخابات القادمة عن قائمة الاستاذ مثال الالوسي، قالت خلال حديثها لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): "المرأة بصورة عامة اثبتت قدرتها على القيادة من خلال ترأسها لكثير من منظمات المجتمع المدني وقيادتها لعدد من دوائر الدولة، وهذا يعني انها قادرة على اتخاذ القرار لو فسح لها المجال".

وتضيف حذام، "اعتقد كونها مرشحة هذا يعطيها مجال اوسع وفضاء اكبر للتحرك، يعني بما انها في موقع سلطة اذن هي قادرة على تشريع قوانين تكون في مصلحة البلد او على الاقل في مصلحة فئة معينة من المواطنين".

وتشير، "لكن للاسف لازالت المراة مقيدة وتتعرض في كثير من الاحيان الى الاستخفاف بقدراتها ومشاريعها، وهناك ثمة حاجة ملحة تدعو الى مشاركة المرأه في الانتخابات لانها بالتاكيد قادرة ليس لانصاف المراة وحسب  بل لانصاف كل العراقيين ولاسيما الاطفال الذين هم بذرة المستقبل ويجب العمل على تاسيس جيل قوي ويعتمد عليه للاسف  في البرلمان السابق لم تكن النساء بالمستوى المطلوب او بمستوى الطموح فلم نرى اي برلمانية تحركت للصالح العام وللاسف كانت البرلمانية مجرد تابعة للكتلة او الحزب الذي تنتمي اليه وتردد مايردده رجال تلك الكتلة الضمان وببساطة ان المرشحات الحاليات هن من قدمن انفسهن للعملية الانتخابية ولم يجيء بهن لسد فراغ بل هن مؤمنات بانهن قادرات على تقديم الكثير في البرلمان القادم".

من جهتها قالت المرشحة فاتن عبد الرحمن في محافظة البصرة خلال حديثها مع (شبكة النبأ المعلوماتية): بأنها ومن منطلق حرصها الاكيد على تجاوز الاخفاقات التي منيت بها البرلمانيات العراقيات وللدورة الحالية هذا مما حفزها على ان تكون في الصف الاول من اجل الدفاع عن حقوق العراقيين اولا، ومن ثمة اهالي محافظة البصرة وخصوصا شريحة النساء لما لحقهم من حيف جراء حالة التماهي عن تلبية متطلباتهم ومحاولة دراسة واقعهم ووضع التشريعات الصائبة من أجل الانقضاض على المشاريع الهدامة، خصوصا وان محافظة البصرة تعد معلما حضاريا وتجاريا وسياحيا ناهيك عن كونها قوة اقتصادية لا يستهان بها على صعيد واقعها النفطي وثرواتها الزراعية، وهذه كلها محتمعتا تدعونا الى التركيز على محافظة البصرة واستغلالها بالصورة المثلى.

اما المرشحة سندس عمران الطريحي الاسدي عن قائمة دولة القانون في محافظة كربلاء فتقول خلال حديثها لـ(شبكة النبأ المعلوماتية): تعد ممارسة المرأة للعمل السياسي والبرلماني حالة ضرورية ومطلب مهم يجب ان لا نستهين به  وذلك لانها تمثل نصف المجتمع وهي قادرة اكثر من غيرها على سن القوانيين بحكم طبيعتها التكوينية  وقدرتها على استشعار الغير وخصوصا فيما يتعلق بموضوع النساء أوالاطفال وكذلك الحال بالنسبة للشباب ناهيك عن تلمس المنعطف الانساني لشرائح المجتمع المختلفة وخصوصا الطبقة الضعيفة.

وتابعت الاستاذة سندس: بأن المرأة تتصف بالهدوء وهي اقل تشنجا من الرجال ولو اتفقنا على ان البرلمان العراقي جميعه من النساء لما حصلت الوان الشقاقات الحاصلة اليوم بين التيارات والكتل والاحزاب ولتغلبة مصلحة الوطن على حالة الانوية واثبات الذات.

وقد كان مسك ختام تلك الجولة الانتخابية مع احدى مرشحات الائتلاف الوطني العراقي وهي من محافظة النجف، حيث قالت: من السابق لاوانة ان ننحاز الى جانب الرجل لاسيما على صعيد الانجازات المتحققة على مدار السنوات السبعة الماضية التي أعقبت دخول القوات الامريكية الى العراق وان مساحة التنافس الانتخابي تتسع لان تكون المرأة العنصر الفاعل في تلك المعادلة الانتخابية لاسيما وان المرأة تشكل العنوان الابرز في قائمة الصمود العراقي على مدار السنوات الماضية فهي التي قدمت الابناء والبنات والازواج قرابين الى مسرح الشهادة فليس هناك من حرج ان تكون المرأة على مستوى المسؤولية وان تكون في عداد العملية السياسية خصوصا وهي قادرة على احتواء الموقف المتشنج والمتصلب وهناك ثمة قاعدة تكوينية تحسب لصالح المرأة دون سواها من الرجال حيث تمتلك هاجس الاطمئنان والسكينة وعدم التسرع والانفعال في اتخاذ القرارات وهذا على ما اعتقد يصب بأتجاه تجميل صورة العمل البرلماني واستقرار حالة الخلاف والاختلاف بين وجهات النظر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/آذار/2010 - 19/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م