الانتخابات البرلمانية: صراع في المحاور لاستباق النتائج

دول الاقليم والبحث عن حظوة جديدة

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يتباين سقف التوقعات لدى معظم المحلليين عما ستفرزه نتائج الانتخابات البرلمانية القادمة التي يعول عليها بشده لمعرفه شكل الحكومة العراقية الجديدة التي ستبصر النور في المستقبل القريب، ويتضح جليا من خلال الجولات المكوكية للساسة العراقيين في المحيط الاقليمي سعيهم لتوطئة علاقات اقليمية خاصة مع بعض الدول المجاورة، في استباق معلن لنتائج الانتخابات البرلمانية ومحاولات حثيثة لبلورة شكل الحكومة القادمة.

في السياق ذاته استعر الصراع الايراني الامريكي لمترير الاجندات السياسية المتضادة بشكل اربك العملية السياسية على حسب اغلب المحللين، فيما تحاول الحكومة العراقية التوفيق بين رضى الطرفين رغم اعلانها رفض التدخلات الخارجية.

التنافسات الاقليمية

فلدى القوى الخارجية خاصة ايران وعدوتها الولايات المتحدة مصالح كبيرة معلقة على الانتخابات العراقية المقررة يوم الاحد المقبل والتوترات السياسية وربما أعمال العنف التي قد تعقبها.

ومع اعتزام الولايات المتحدة سحب قواتها بحلول نهاية 2011 تبدو ايران في وضع يؤهلها لمد نفوذها الذي كرسته في العراق منذ الغزو عام 2003 والذي تقول بعض الاراء انها الرابح الرئيسي منه.

لكن طهران ستسبح ضد التيار القومي القوي في العراق الذي يعقد رغبتها في أن تتولى السلطة حكومة صديقة يقودها الشيعة ويفضل أن تكون معادية للولايات المتحدة.

وعلى العكس يأمل الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تؤدي الانتخابات الى تولي حكومة أكثر علمانية تتمتع بقاعدة عريضة يمكنها الحفاظ على الاستقرار في العراق بما يسمح بضمان انسحاب سلس للقوات الامريكية. بحسب رويترز.

وتتبع كل من السعودية وتركيا وسوريا مصالحها لدى جار جعلته الصراعات الطائفية والعرقية والسياسية عرضة للتدخلات الخارجية.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات "الدولة مازالت ضعيفة للغاية وسيادتها غير محكمة والطبقة السياسية فيها منقسمة وهو ما يكاد يكون بمثابة دعوة للتدخل الاجنبي."

وأضافت المجموعة "نفوذ ايران واضح ويمتد في شتى أرجاء البلاد وبين النخبة السياسية بل يتخطى حتى التقسيمات الطائفية."

وقالت المجموعة في تقرير قبيل الانتخابات ان طهران كرست " السلطة اللينة" المتمثلة في الدبلوماسية والتجارة وصفقات الغاز والمساعدات لاعادة الاعمار والتبرعات الدينية بشكل أكثر فاعلية بكثير من الدول العربية التي تحاول كذلك مد نفوذها في العراق.

وتفضل جميع الدول المجاورة عراقا موحدا ومستقرا. ولدى هذه الدول ما يدعو للخوف من أي تفجر للاوضاع الداخلية قد يكون من شأنه أن يدفعها لتدخل مباشر قد يشعل صراعا في المنطقة. لكنها لا تريد عراقا قويا بدرجة تسمح له بتهديدها.

ويصدق العراقيون عن طيب خاطر ما يقال عن دعم دولة أو أخرى أحزابا عراقية أو ميليشيات أو انها ترسل مقاتلين عبر الحدود أو حتى تدبر تفجيرات.

وعندما منعت لجنة يسيطر عليها الشيعة في يناير كانون الثاني نحو 500 مرشح من خوض الانتخابات المقررة يوم السابع من مارس اذار الجاري بسبب مزاعم عن علاقاتهم بحزب البعث المحظور اتهمت الولايات المتحدة وبعض العراقيين طهران بأنها وراء هذه الخطوة.

وكان اثنان من أبرز ساسة السنة ضمن المحظورين مما أثار مخاوف من أن تفقد الانتخابات القادمة مصداقيتها في أعين الاقلية السنية التي قاطعت انتخابات عام 2005 وهو ما يقوض فرص المصالحة الطائفية.

وتبنى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وغيره من زعماء الشيعة قرار الحظر متحدثين عن مؤامرات بعثية لم يحددوها.

ونجحت قلة من المرشحين المحظورين الاستئناف ضد القرار. ولا يعتزم السنة مقاطعة الانتخابات هذه المرة لكن المسألة تهدد بانعاش التوترات الطائفية التي سعى المالكي لدفنها.

وقال فالح عبد الجبار استاذ علم الاجتماع وهو عراقي مقيم في العاصمة اللبنانية بيروت "كانت محاولة ايرانية لاحراج المالكي."

ونفى أحمد الجلبي الذي يرأس لجنة المحاسبة والعدالة في حديث في الفترة الاخيرة أن تكون ايران وراء الحظر أو انه يستهدف السنة.

وقال "من السهل القول بان هذا الامر طبخ في طهران لكن هل لديهم الوصفة.. ولماذا لا تكون الحقيقة أن عودة البعثيين طبخت في واشنطن.. من السهل قول ذلك أيضا."

وكان الجلبي ذات يوم هو السياسي المفضل في الولايات المتحدة وهو الان صديق لايران وأقر بأن القوى الخارجية تتدخل لكنه قال ان الامر يرجع للعراقيين في بناء مؤسسات قوية تمنع حدوث ذلك.

وتأججت كذلك شكوك العراقيين بشأن التدخل الاجنبي عندما توجه اياد علاوي رئيس الوزراء السابق الذي يقود قائمة علمانية تضم ساسة من السنة لخوض الانتخابات الى الرياض قبل تسعة أيام واجتمع مع العاهل السعودي الملك عبد الله ومدير المخابرات.

وكان بعض رجال الدين السعوديين قد أيدوا التمرد السني في العراق ويشتبه أن سعوديين أثرياء يمولون ميليشيات. ويرفض الملك عبد الله لقاء المالكي أو فتح سفارة سعودية في بغداد.

ورفض علاوي "العقول المريضة" التي تريد ابعاد العراق عن جيرانه العرب نافيا أن تكون زيارته للرياض لها علاقة بالانتخابات.

وتشعر السعودية التي تعتبر نفسها قلعة للسنة بالقلق من تصاعد النفوذ الايراني وهيمنة الشيعة على مقاليد الامور في العراق بعد الحرب.

لكن مصطفى علاني وهو محلل عراقي مقيم في دبي ومطلع على اسلوب التفكير السعودي يقول ان الرياض تجنبت التدخل في العراق.

ويضيف "انهم على أعتابهم لكنهم لا يدعمون السنة هناك رغم تعرضهم لضغوط كبيرة للقيام بذلك. السعوديون يقولون انهم لا يمكنهم التدخل لان ذلك سيعود عليهم بالمشاكل دون تحقيق اي مكاسب." وتبقى تركيا وسوريا كذلك بعيدتان عن الظهور العلني.

ولكن حساسية تركيا من الطموحات القومية للاكراد ودعمها للاقلية التركمانية في شمال العراق الذي يهيمن عليه الاكراد لم تمنعها من اقامة أعمال مزدهرة هناك.

لكن امدادات النفط والغاز على المحك. ولا ترغب أنقرة في ابعاد الحكومة المركزية في بغداد. ورغم سعادتها بالتعامل مع ايران الا انها تخشى من أنشطة طهران النووية.

وتشترك سوريا مع تركيا وايران في القلق من الاكراد وتؤكد " الهوية العربية" للعراق. وتنفي دمشق اتهامات أمريكية وعراقية بانها تسمح بعبور مقاتلين عبر الحدود الى الاراضي العراقية.

وفي صياغة علاقاتها مع العراق يتعين على دمشق الموازنة بين علاقاتها طويلة الامد مع ايران ومساعي التقارب المترددة مع واشنطن وعلاقاتها بجماعات عراقية متنوعة وتفضيلها الخاص لقيادة علمانية قومية عربية في العراق.

وقال سامي مبيض رئيس تحرير مجلة فورورد السورية التي تصدر بالانجليزية "سوريا لا يمكنها ان تتحمل عراقا تسوده الفوضى... ليس من مصلحة سوريا ان يجوب مسلحون لا يخضعون لحكم القانون شوارع بغداد داعين لاسلام سياسي متشدد." وتابع ان دمشق شجعت المصالحة في العراق وحثت السنة على المشاركة في العملية السياسية.

وقال جوست هيلترمان نائب مدير برنامج المجموعة الدولية لمعالجة الازمات للشرق الاوسط وشمال افريقيا انه أيا كانت نتائج الانتخابات فان الاستقرار قد يراوغ العراق حتى يتوصل ساسته لاتفاقات أساسية بشأن السلطة والاراضي والموارد.

خلقت الولايات المتحدة واقعا جديدا في العراق وعليها ان تساعد العراقيين على ابرام هذه الاتفاقات لتحقيق مصالحة طائفية وعرقية حقيقية حتى اذا كان ذلك يعني تأجيل سحب قواتها.

وقال "من المفارقات أن ادارة (الرئيس الامريكي السابق جورج) بوش كانت مستعدة للبقاء للابد لكنها كانت تقوم بكل شيء بشكل خاطيء."

وأضاف "تحليل ادارة اوباما جيد. فهي تعلم ما جرى بشكل خاطيء وكيفية اصلاحه لكنهم فعلا لا يريدون البقاء."

علاقات بلا تحالفات

من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان بلاده ترحب بافضل العلاقات مع ايران وسورية والسعودية وتركيا شرط الا تكون مبنية على قاعدة تحالفات ومحاور موضحا في لقاء خاص مع البي بي سي ان المنطقة دفعت ثمن المحاور التي ادت الى تصادمات اقليمية .

واتهم المالكي في مقابلة خاصة مع بي بي سي العربية القوائم الانتخابية المنافسة لقائمته إئتلاف دولة القانون ، بالحصول على دعم مالي من دول مجاورة واخرى بعيدة.

وفي إجابة عن سؤال عن دعوة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي اطلقها اثناء زيارته سورية بأن يكون العراق حليفا لايران، قال المالكي إن العراق يرحب بعلاقات طيبة مع إيران شريطة ألا تكون مبنية على أساس أحلاف.

وحول عدم تعيين الرياض سفيرا لها في بغداد حتى الان والموقف من السعودية قال اولا لم اطلب زيارة اي مسؤول سعودي في القمة او خارجها وكنت قد بدأت زياراتي الخارجية بالسعودية بهدف تحسين العلاقات معها فاذا رغبوا في تحسين العلاقات فاهلا وسهلا واذا اصروا على القطيعة فهم احرار في ذلك .

وردا على سؤال حول ما يدور عن ائتلاف مع الاكراد، قال المالكي لا نمانع من الائتلاف مع الاكراد وفيما يتعلق بمسالة كركوك فيمكن حلها ضمن سياقات دستورية فهي محافظة عراقية.

وأشار رئيس الوزراء العراقي الى انه تم خلال السنوات الماضية ووفقا للدستور دفع تعويضات للاكراد الذين هجروا من المنطقة في اطار عمليات التعريب ووصلت التعويضات الى 650 مليون دولار.

العراق وسوريا

الى ذلك اكد الرئيس السوري بشار الاسد اثناء استقباله نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي حرص سوريا "الدائم" على "اقامة افضل العلاقات مع العراق"، بحسب ما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وقالت الوكالة ان الاسد اكد "حرص سوريا الدائم على اقامة افضل العلاقات مع العراق ودعم امنه واستقراره ووحدة اراضيه وشعبه".

واعرب الاسد عن امله "في ان تشكل الانتخابات المقبلة مفصلا اساسيا في استعادة العراق لامنه وعودة الوفاق بين مكونات شعبه".

وتشهد الانتخابات العراقية المقررة الاحد المقبل تنافسا حادا بين "ائتلاف دولة القانون" الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي و"الائتلاف الوطني العراقي" بقيادة عمار الحكيم و"الكتلة العراقية" الليبرالية التي يتزعمها رئيس الورزاء الاسبق اياد علاوي.

من جهته، عبر الهاشمي الذي نقل "رسالة شفهية من الحكومة العراقية تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتؤكد حرصها على تطوير هذه العلاقات في المجالات كافة" عن "تقدير بلاده الكبير لما تقوم به سوريا من دعم ومساندة للشعب العراقي وخاصة عبر احتضانها المهجرين العراقيين الموجودين على اراضيها".

وكان الهاشمي وصف لدى وصوله الى دمشق الاثنين في تصريح بثته الوكالة، الخلافات القائمة بين سوريا والعراق بانها "خلافات بين العائلة الواحدة لان ما يجمع بين البلدين هو اكثر بكثير مما يفرقهما".

وازدادت حدة التوتر بين البلدين مع استدعائهما لسفيريهما في اواخر اب/اغسطس الماضي حيث اتهم مسؤولون عراقيون سوريا بايواء قادة بعثيين عراقيين سابقين يقفون وراء اعتداءات بغداد الدامية التي وقعت في 19 اب/اغسطس واسفرت عن سقوط 95 قتيلا و600 جريح. ونفت سوريا هذه الاتهامات. بحسب فرانس برس.

كما تناول اللقاء "تطورات الاوضاع على الساحة العراقية والتحضيرات الجارية للانتخابات التشريعية المقبلة هناك والجهود المبذولة لعودة الامن والاستقرار الى العراق"، بحسب الوكالة.

وكان الهاشمي (سني) الذي يشارك في الانتخابات ضمن "الكتلة العراقية" الليبرالية التي يتزعمها علاوي، التقى ابناء الجالية العراقية في دمشق مساء الاثنين ووجه اتهاما الى "اصحاب الشأن والذين لديهم المال والقرار" بالتباطؤ في اتخاذ قرار يشكل حلا لقضية المهجرين العراقيين، شاكرا سوريا على موقفها "التاريخي" باحتضان المهجرين رغم الخلاف السياسي بين البلدين.

العراق وإسرائيل

في سياق متصل أكد الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب أن إسرائيل فاعل رئيسي في توجيه السياسة الأمريكية تجاه العراق وتنظر إلى العراق بأنها دولة قوية غير طبيعية.

وقال الفقي إن إسرائيل تستهدف الآن إيران بنفس الأسلوب الذي جرى بالنسبة للعراق، وأن الخطر عليها يأتي من إيران والعراق.

جاء ذلك في كلمة للفقي في مؤتمر بالمركز الديموقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية حول الانتخابات البرلمانية العراقية وانعكاساتها المحتملة على مستقبل العراق والمنطقة العربية.

ولفت الفقي إلى أن إسرائيل لاتبحث عن السلام لكنها دائما تبحث عن الهيمنة في المنطقة والعراق كان يمثل لها شوكة في الحلق وقد استطاعت أن تتخلص منها، مشيرا إلى وجود قوة احتلال عسكري في العراق تؤثر في القرار السياسي والانتخابي.

وأوضح الفقي أن إيران رابح أساسي لكل مايجري في العراق، كما أن أمريكا خدمت إيران عندما أسقطت طالبان "السنية" في أفغانستان، وأسقطت نظام صدام حسين "السني" في العراق وبذلك تخرج إيران رابحة على الجانبين وانعكس ذلك على دورها في العراق.

وقال الدكتور الفقي: «نحن نريد إيران قوة مضافة للدور العربي وليس خصما فيه، محذرا من أن مايجري الآن أثر بشكل كبير في القضية الفلسطينية».

وأوضح أنه إذا كانت إيران تريد بالفعل علاقات حسنة وطيبة مع الدول العربية فلابد من أن تعلن ذلك بصراحة ووضوح، وتعترف بعروبة العراق، وتكف يدها عن الهجوم على الهوية العربية للعراق من خلال الشيعة وخصوصا في الجنوب.

وأشار إلى أن الشيعة في العراق هم عرب وسبقوا في التشيع إيران بعدة قرون، وأن عروبة الشيعة في العراق ليست محل جدل، موضحا أن مايحدث في إيران الآن هو ترجمة لأجندة ولما قاله الإمام الخميني وهو عائد إلى إيران في فبراير عام 1979 انه قد آن للقومية الفارسية لكي يكون لها دور والهيمنة على الدول العربية والإسلامية.

وختم الفقي كلمته بقوله إن الأزمة الحقيقية في العراق هي الاحتلال وما يهدده هو وعروبته ووحدته ونرجو أن يعود العراق قويا بعد أن جرى طمس حضارته وهويته.. حيث اختزلت عروبة العراق في النص في دستوره على أنه دولة مؤسسة للجامعة العربية.

القاعدة والفراغ

 من جهته حذر مستشار الامن الوطني العراقي من "اوقات صعبة" قد يستغلها تنظيم القاعدة في حال حصول فراغ امني اذا استغرق تشكيل الحكومة الجديدة فترة طويلة بعد الانتخابات التي ستجري الاحد المقبل.

وتاتي تصريحات صفاء حسين في مقابلة مع وكالة فرانس برس، وسط مخاوف من ان يتطلب تشكيل الحكومة عدة اشهر بعد اعلان نتائج الانتخابات في السابع من اذار/مارس.

وقال حسين الذي وضع الاسراع في تشكيل الحكومة في اولويات مخاوفه الامنية "اذا استغرقت وقتا طويلا، سنواجه بعض الصعوبات"، معتبرا ان شهرا واحدا يعتبر "فترة قصيرة". بحسب فرانس برس.

وبموجب النظام الانتخابي العراقي، يمكن لاي طرف يحصل على 163 مقعدا في البرلمان ان يشكل حكومة بمفرده، لكن اذا لم تحصل جهة واحدة على هذه النسبة، فانه يتوجب الدخول في تحالفات مع جهات اخرى، وهذا يتطلب وقتا طويلا.

واكد حسين قلقه بالقول "بدأت اخشى انها (الحكومة) قد لا تتشكل حتى تموز/يوليو المقبل". واضاف ان "قوات الامن ستعمل كما ينبغي، لكن على الاقل الارهابيين سيجدون الفرصة لتنفيذ هجمات، كما سيجدون فرصة مؤاتية للتاثير على تشكيل الحكومة، وهو ما يأملون تحقيقه".

واشار حسين الى ان "اهم التحديات التي ستواجه الحكومة المقبلة هو التعامل مع التوترات الكردية العربية، خصوصا في ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها في شمال البلاد، بالاضافة الى انهاء ملف الحدود مع الكويت وايران". واضاف "خلال الاشهر القادمة، سنواجه اوقاتا صعبة، لكن بعد تشكيل الحكومة، اعتقد اننا سنشهد تقدما جيدا وسريعا".

وحذر حسين من "مزيد من التعقيدات اذا لم يندمج الائتلاف الوطني العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة مع خصمهم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل الكتلة الاكبر في الانتخابات"، موضحا ان "المفاوضات (بينهم) قد تطول اكثر بسبب رفض الائتلاف الوطني ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة مرة اخرى".

يشار الى ان تشكيل الحكومة تطلب ثلاثة اشهر من المباحثات بعد الانتخابات العامة في 2005.

واشار المستشار الى ان "قوات الامن العراقية عثرت وابطلت عشر سيارات مفخخة خلال الشهر الماضي كان تنظيم القاعدة وجماعات متمردة اخرى هيئتها لاستهداف الانتخابات". وتابع ان "غالبية هذه المتفجرات والتي كانت ستوقع اضرارا كبيرة جدا، كانت مهيئة لاستهداف بغداد".

وحول المجاميع التي تحاول استهداف بغداد في الفترة التي تقترب من الانتخابات، قال ان "هجمات تنظيم القاعدة في العراق تشكل التهديد الاكبر والاكثر تاثيرا وجدية".

واضاف ان "القاعدة ستحاول استهداف العملية السياسية بصورة كاملة، لكننا نعتقد انه ليس لديها الامكانية للوصول الى اهدافها". وتابع "ربما سيحاولون التأثير على نتائج الانتخابات الى حد كبير ونعتقد انهم لا يملكون هذه القدرة كذلك، لكنهم ربما يستطيعون القيام ببعض العمليات التي تستهدف بعض الابرياء".

وعن رايه في اولويات الحكومة المقبلة، وضع المستشار التوتر بين الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان العراق، في راس القائمة، بالاضافة الى قضية الحدود مع ايران والكويت بعد حروب البلدين في 1980 و1990، ومشكلة المياه مع تركيا.

وشدد حسين على ضرورة معالجة مشكلة المناطق المتنازع عليها وحدود اقليم كردستان، قائلا ان "المشاكل بين الحكومة والاكراد قضية مهمة يجب معالجتها".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/آذار/2010 - 19/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م