الخطاب الوحدوي والقفز الى الامام

برير السادة

يمكن وصف الخطاب الوحدوي بانه خطاب واقعي, يتعاطى بموضوعية مع التداعيات والاحداث السياسية الداخلية والخارجية, لكنه في الوقت ذاته خطاب قلق مضطرب حائر بسبب الاختلافات المذهبية.

فالهواجس الجماهيرية من عدم جدوى هذا المشروع والمكاسب المتواضعة التي حققها طوال عمره الزمني, والثقافة العقدية الراسخة والشائعة  والمتباينة بين المذاهب الاسلامية, وكذلك الاجندة السياسية المغذية للطائفية والتعصب عوامل مؤثرة ومولدة لهذا القلق والاضطراب.

فتبني عقيدة و ثقافة مغايرة للعقيدة والثقافة الدينية الاجتماعية السائده, يفرض نوعا من القلق خصوصا مع وجود اليات وغايات مختلفة عن آليات المدرسة الدينية التقليدية  في قرائتها للنص الديني.

 فالخطاب الوحدوي يرتكز على اليات واقعية تجريبية في قراءته للنص الديني في ما يخص الاختلافات المذهبية بمعنى ان حضور التجربة والواقع اقوى من حضور النص الديني.

هذا القلق مفاده سؤال عن قدرة الخطاب الوحدوي في توليد قناعات بضرورة ترسيخ مبدأ التعايش والتسامح واشاعة ثقافة الحوار بين المذاهب. هذا القلق نتيجة ايضا لافتراض احتمالات الانزلاق في اتون الصراع الطائفي   بسبب ضعف العناية الرسمية والدينية لهذا النوع من الخطاب.

لهذا من المهم ان يحظى الخطاب الوحدوي بدعم المؤسسة الدينية او المؤسسة  الرسمية ليحقق مكاسب اضافية, وان يؤسس زخم اعلامي قوي في هذا الاتجاه, لتوليد قناعات جماهيرية بضرورة التعايش لتسيير عجلة الحياة دون ان يعني ذلك مزيدا من الضغوطات في الجانب العقدي والايدلوجي ... حتى لا يعود الخطاب الوحدوي للمربع الاول.

فتقدم الخطاب الوحدوي رهين قدرته على الاقناع الجماهيري, الامر الذي يتطلب ديناميكية مؤثرة في الجمهور للكف عن ما يعكر صفو التعايش, والابتعاد عن توظيف التنوع المذهبي في الصراعات السياسية.

ويبدو ان خيار المواطنة القائم على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات من انجع السبل لسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي الداخلي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 6/آذار/2010 - 19/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م