وسائل الدعاية الانتخابية ودورها في جذب الناخب لصناديق الاقتراع

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية تتسارع إيقاعات الحملات الدعائية بين المرشحين لكسب تأييد الناخب وتتنوع هذه الدعايات لتأخذ أشكالا مختلفة بين مرشح وآخر. ومن بين أكثر هذه الأشكال وضع الصور والملصقات في الأماكن العامة لجذب الانتباه رغم مخالفة البعض في تجاوز الأماكن المخصصة.

والدعاية الانتخابية هي حق مشروع من اجل التعريف بالمرشّح وما يملكه من خبرات ومؤهلات علمية، لكن هذا ليس هو بيت القصيد بل ما يهمنا في المقام الاول هو التعريف بدور الدعاية الانتخابية في جذب الناخب لصناديق الاقتراع.

ضياء الكعبي، صحفي، يقول،" تفتقر الدعاية الانتخابية اليوم إلى عنصر المغايرة وهي عامل الشد الأساس في الاستحواذ على قناعة المواطن، وإن الانتخابات على العموم فيها إنصاف للناس من السياسيين ذلك لأنهم يتحولون في موسم الانتخابات إلى سلع، ويبدو لي إن الأمر معقد بعض الشيء لكن المواطن يفهم اغلب الأشياء سيما قضاياه الانتخابية وما يتعلق بها من قريب أو بعيد.

وعلّقَ الاستاذ جميل حسين، مدرّس، على متن الكلام في الملصقات الانتخابية فقال لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" الانتخابات القادمة حالة صحية وسليمة اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن الدعوة للانتخابات تشكل معطى حضاري وأساس مهم لبناء الدولة المدنية".

وأضاف حسين،" يشوب الدعايات الانتخابية الكثير من الأخطاء اللغوية، فضلاً عن  وجود عنصر المبالغة في الشعارات والوعود، ومن الأخطاء التي تؤشَّر إن اغلبها تصر على معاقبة المفسدين ولا نعلم من هو المفسد اذا كان الكل ينوي محاربة الفساد!".

وتابع،" أما من الجانب الجمالي فقد تضمنت هذه الملصقات الكثير من التفاصيل التي تتعب أنظار المتلقي، فمن الصورة إلى المتن اللغوي إلى الشعار بحيث يؤدي هذا إلى ضياع الهدف المنشود من هذه الملصقات، ولكن لزاما أن نذكر بأن الدعاية الانتخابية هي وسيلة من وسائل جذب الناخب إلا انها ليست هي الوحيدة او العامل الاول".

وقال علي الكربلائي، فنان،" هناك تنوع ملحوظ في طرائق الدعاية الانتخابية فهناك وسائل الاعلام التقليدية مثل الراديو والتلفزيون، وربما يضاف اليها الاتصال السريع المتمثل بالمسجات التلفونية ورسائل الانترنيت، ناهيك عن الاعلانات الضوئية والملصقات، وكل هذه الوسائل تبحث عن هدف واحد وهو  السعي الى كسب تأييد الناخب العراقي". وعلى ذلك أجد أن هذا التنوع في طرح الدعاية مهم جداً لإيصال أفكار وصوت المرشّح الى الناخب ليتسنى له الاختيار".

 أما الأكاديمية ليلى نعمان، من أهالي الحلة فتقول لـ شبكة النبأ،" قبل أيام قليلة من انطلاق الحملات الانتخابية في العراق، بدأت الأحزاب والائتلافات السياسية بالترويج لنفسها مبكرا مستثمرة الزحام الشديد الذي تشهده المناطق الدينية المقدسة مثل كربلاء والنجف، لا سيما في يومي الخميس والجمعة في نهاية كل أسبوع، ولكن ذلك تبدو عليه قلة الخبرة وعشوائية التصميم، وفيما يخصني أعتقد أن  الدعاية الانتخابية هي نوع من انواع  الضغط على الناخب العراقي".

وتحدثَ مهدي القريشي، صاحب إحدى عربات النقل الصغيرة في كربلاء عن أساليب الدعاية قائلاً،" إن المرشحين يقومون باستئجار عربات (الستّوتة) ذات العجلات الثلاث، لتعليق صورهم عليها طوال مدة الدعاية الانتخابية، وذلك لشد انتباه المارة، مقابل مبالغ 100-150 ألف دينار عراقي (85- 127 دولار) لحين انتهاء الانتخابات".

وأضاف القريشي لـ شبكة النبأ،" برغم الانتشار الكبير للمروجين للانتخابات ومرشحيها، إلا إن الكثيرين منهم يدركون أن دفع الناس لاختيار المرشح لا ينجح في أغلب الأحيان دون قناعة شخصية، إذ يكتفي المواطنون بإيماءة من رؤوسهم لإقناع المروِّج باختيار مرشحه المقصود".

إلى هنا قد تتضح صورة الرد الجماهيري في تقييم ما تصبوا اليه الناس في مضمار الحملة الانتخابية وهي ترفض عشوائية الأحلام الوردية والأمنيات المبالغ فيها، لكن هذا هو السبيل الوحيد للحفاظ على ما تم في طريق الديمقراطية ومحاولة المجتمع العراقي الاستمرار في هذا الطريق نحو بناء دولة المؤسسات لا دولة المحاصصة والاستغلال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/آذار/2010 - 15/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م