أمراض وفيروسات جديدة تطرق أبواب العالم

فيروسات وسلالات بكتيرية عابرة للقارات تدقّ ناقوس الخطر

 

شبكة النبأ: قالت دراسة طبية حديثة أن هناك سلالة من الجراثيم لها القدرة على مقاومة أقوى المضادات الحيوية والذي يعد أكثر ثباتا واستمرارية أمام مقاومة هذا النوع من الجراثيم.

وفي غضون ذلك قالت شركة مختبرات أن عدداً من الفيروسات التي تشبه فيروسات الأنفلونزا أصبحت أشيَع من المعتاد في موسم الأنفلونزا الحالي بالولايات المتحدة مما يزيد من حالة التشوش المرتبطة بفيروس (إتش1إن1) المعروف باسم أنفلونزا الخنازير.

ومن جانب آخر حذّرَ عالم سويدي  بارز من أن الصين تهدد صحة العالم بإنتاج سلالة خارقة من الجراثيم المقاومة للعقاقير نتيجة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في نظامها الصحي والقطاع الزراعي، وفق تقرير بريطاني.

وفي نفس السياق قال خبير أمريكي أن الولايات المتحدة وأوربا تواجهان تهديدا صحيا جديدا من مرض ينقله البعوض أسوأ بكثير من فيروس غرب النيل الذي انتقل إلى أمريكا الشمالية قبل عشر سنوات.

سلالات جرثومية سريعة الانتقال وعابرة للقارات

وقالت دراسة طبية سعودية أن هناك سلالة من الجراثيم لها القدرة على مقاومة أقوى المضادات الحيوية والذي يعد أكثر ثباتا واستمرارية أمام مقاومة هذا النوع من الجراثيم.

وكشفت الدراسة التي قدمها الدكتور سليمان عبيد استشاري علوم الأحياء الدقيقة بمستشفى قوى الأمن بالرياض عن نتائج أبحاث أجراهما في المستشفى بالتعاون مع مراكز أبحاث عالمية ، تناولت نوعين من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية ، وعُرضت نتائجهما في مؤتمرات ولقاءات عالمية.

وأوضح في تصريحات صحفيه نشرتها وكالة الأنباء السعودية "واس", أن البحث الأول تناول دراسة جرثوم مقاوم للمضادات الحيوية نفذ بالتعاون مع معهد (باستور) في باريس يصيب غالباً الخدج ناقصي الوزن يطلق عليه (العصيبات الرئوي)، فيما تناول البحث الثاني عزل أول سلالة من جرثوم (المكورات العنقودية المذهبة) من عينة زرع دم من مريض منوم في العناية المركزة بمستشفى قوى الأمن.

وقال الدكتور عبيد إن هذا الجرثوم سببا للعديد من الأمراض الخمجية القاتلة كما يعد عزل هذه السلالة شديدة الفوعة الامراضية والمقاومة لمعظم المضادات الحيوية المكتشفة حتى الآن سابقة من نوعها على مستوى المملكة وقد تكون على مستوى المنطقة. بحسب اربيان بزنس.

وأضاف " تبين من خلال البحث أن تلك السلالة لها القدرة على مقاومة أقوى المضادات الحيوية والذي يعد أكثر ثباتا واستمرارية أمام مقاومة هذا النوع من الجراثيم . هذا المضاد الحيوي يستخدم منذ أكثر من أربعين عاماً في علاج معظم الحالات المرضية المشابهة وهو الأكثر استخداما حتى الآن لعلاج هذه الحالات الصعبة ويدعى فانكومايسين".

وأشار الدكتور عبيد إلى أن هناك عوامل مساعدة على ظهور هذه السلالات الجرثومية التي تقاوم أكثر المضادات الحيوية فعالية منها وصف المضادات الحيوية لحالات لا تحتاج إلى استخدامها كحالات الالتهابات الفيروسية ، وكذلك عدم إتمام المريض للجرعة المحددة من قبل الطبيب مما يعطى فرصة للجرثوم للتعرف عليها، ومن ثم إنتاج سلالات مقاومة لها ( الصراع من أجل البقاء ).

وبين أن لهذه السلالات القدرة على الانتقال من مريض إلى مريض ، ومن مستشفى إلى مستشفى آخر ، كما أنها تعد عابرة للقارات والحدود من حيث قدرتها على الانتقال السريع خاصة بعد التطور الكبير لوسائل النقل مما يجعلها مشكلة لا تحدها حدود ، وذات طابع عالمي.

كما بين أن منظمة الدواء والغداء الأمريكية طالبتا الباحثين والعلماء إيجاد مضادات حيوية جديدة ذات قوة قادرة على مقاومة هذه السلالات، والعمل على اكتشافها مبكراً قبل أن يستفحل انتشارها لحماية الإنسان من أخطارها المرضية القاتلة.

فيروسات جديدة في موسم الأنفلونزا بأمريكا

من جهة اخرى قالت شركة مختبرات ان عددا من الفيروسات التي تشبه فيروسات الانفلونزا أصبحت أشيع من المعتاد في موسم الانفلونزا الحالي بالولايات المتحدة مما يزيد من حالة التشوش المرتبطة بفيروس (إتش1إن1) المعروف باسم انفلونزا الخنازير.

ووجدت مختبرات فيراكور التي يقع مقرها في مدينة كانساس بولاية ميزوري أن ستة في المئة فقط من العينات التي أرسلت اليها مصابة بفيروس الانفلونزا ايه. أما الفحوص التي أجرتها المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها فتظهر أن كل اصابات الانفلونزا المنتشرة حاليا تقريبا هي اصابات بفيروس انفلونزا الخنازير (إتش1إن1).

وتشمل باقي العينات مجموعة من الفيروسات التي تشبه فيروسات الانفلونزا والتي تتسبب في كل منها جرثومة مختلفة لكنها تؤدي جميعا الى أعراض مماثلة.

كما وجدت شركة المختبرات أن أكثر الفيروسات شيوعا هو الرينوفيروس وهو من الفيروسات المسببة لنزلات البرد العادية. بحسب رويترز.

ويتفق هذا مع تقرير أصدره مستشفى فيلادلفيا للاطفال في نوفمبر تشرين الثاني الماضي حيث عولج 500 طفل مصاب بالرينوفيروس في الشهرين السابقين وهو عدد كبير بشكل غير معتاد لمرضي ظهرت عليهم أعراض شديدة بسبب فيروس عادة ما يكون أثره بسيطا.

وأجرت مختبرات فيراكور فحوصا لعينات من أطفال يعانون من أعراض شديدة في مناطق مختلفة من الولايات المتحدة وكذلك لمرضى أجريت لهم جراحات لنقل أعضاء وغيرهم من المرضى ممن لديهم عوامل خطورة كبيرة وظهرت لديهم أعراض مرض الانفلونزا. وأظهرت الفحوص أن 28 في المئة من المرضى أصيبوا بالرينوفيروس بين ابريل نيسان وديسمبر كانون الاول.

الصين تهدد صحة العالم بجراثيم مقاومة للمضادات الحيوية

ومن جانب آخر حذر عالم سويدي  بارز من أن الصين تهدد صحة العالم بإنتاج سلالة خارقة من الجراثيم المقاومة للعقاقير نتيجة الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في نظامها الصحي والقطاع الزراعي، وفق تقرير بريطاني.

ولفت العالم أندرياس هديني من "المعهد السويدي لمكافحة الأمراض المعدية" إلى أن النظام الصحي في الصيني يتعامل مع المضادات الحيوية بتهور، حيث يقدم الأطباء الصينيون، بشكل روتيني، جرعات متعددة من العقار لعلاج أمراض بسيطة مثل التهاب الحنجرة، كما أن اعتماد المزراعين المفرط عليه قد لوث السلسلة الغذائية.

وأظهرت دراسات في الصين تزايد "مرعب" في البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل "بكتيريا المكورات العنقودية الذهبي (staphylococcus aureus bacteria - MRSA)، كما أن هناك تحذيرات من سرعة انتشار سلالة  جديدة من الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية عن طريق الأجواء الدولية المفتوحة ومصادر الغذاء. بحسب سي ان ان.

وصرح هديني: "لدينا الكثير من البيانات من مستشفيات صينية تظهر صورة مخيفة للغاية لارتفاع حاد في البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.. الأطباء يصطدمون يومياً بحقيقة عجزهم عن القيام بشيء إذا لا يجدي تقديم المزيد والمزيد من المضادات الحيوية."

ولفت محذراً وقال "هناك خطر حقيقي على الصعيد العالمي بأننا سنعود إلى حقبة ما قبل المضادات الحيوية ، حيث نجد أنفسنا في مواجهة خيارات طبية للعلاج لم تعد متاحة.. ما يحدث في الصين يؤثر ويهم بقية العالم.

والعام الماضي، اكتشف باحثون سلالة جديدة من فيروس "مرسا" في خنازير صينية جرى تصديرها إلى "هونغ كونغ" ودعوا لإجراء دراسات عاجلة لتتأكد من قدرتها على إصابة البشر بالعدوى وذلك بعد تأكيد ظهور سلالة أخرى جديدة في إقليم "غوانزو" الصيني، حيث تربى أعداد كبيرة من قطعان الخنازير هناك.

وحذر خبير صحي مطلع على دراسات لم تنشر نتائجها تدق ناقوس الخطر من أن الوضع أسوأ بكثير مما تشير إليه الدراسات، مضيفاً: " "وزارة الصحة الصينية لديها كل البيانات.. ولكن يبدو أنها غير قادرة أو غير راغبة تصديق ذلك. إن للوضع انعكاسات عالمية وهو أمر مزعج للغاية".

ووفق التقرير الذي نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، قال تشو:"في المستشفيات الصينية بياناتنا تظهر أن 60 في المائة من المرضى المقيمين هناك يعالجون بالمضادات الحيوية، مقارنة بــ30 في المائة حسب إرشادات منظمة الصحة العالمية."

أنفلونزا الماعز.. في مصر ودول الخليج!

وكتبت صحيفة الشروق اليومي الجزائرية عن تسجيل حالات في بلجيكا وهولندا وأمريكا ودول الخليج مصابة بمرض جديد يسمى أنفلونزا الماعز.

وقالت الصحيفة: "الكارثة مدوية بكل المقاييس، فمن أنفلونزا الخنازير إلى أنفلونزا الماعز المعروف بفيروس 'كيو'، تتوالى المصائب على البشر وبهذا يكون العالم في مواجهة وباء لا يقل خطورة عن سابقيه.

وفي هذا الصدد أفادت وكالة الأنباء البلجيكية عن إصابة 11 شخصا في هولندا و19 آخرين ببلجيكا، 21 حالة في أمريكا و4 في كندا بهذا الفيروس."

وأضافت: "والأمر لم يتوقف فقط عند الدول الأوروبية، بل تعدى إلى الدول العربية، حيث تناقلت مختلف المواقع الإخبارية تسجيل حالات عديدة من الفيروس الهولندي 'كيو' وفي المقدمة دول الخليج، حيث تم رصد 7 حالات في السعودية و3 في البحرين و6 في قطر و16 في الإمارات و8 في مصر و2 في عمان و32 في الدول العربية الأخرى."

فيروس أفريقي ينقله البعوض للغرب

وفي نفس السياق قال خبير امريكي ان الولايات المتحدة واوروبا تواجهان تهديدا صحيا جديدا من مرض ينقله البعوض اسوأ بكثير من فيروس غرب النيل الذي انتقل الى امريكا الشمالية قبل عشر سنوات.

وامتد فيروس شيكونجونيا الى خارج افريقيا منذ عام 2005 مسببا تفشي المرض وسقوط عشرات الوفيات في الهند وجزيرة ريونيون الفرنسية. وتم اكتشافه ايضا في ايطاليا حيث بدأ في الانتشار محليا بالاضافة الى فرنسا.

وقال الدكتور جيمس دياز من مركز علوم الصحة بجامعة لويزيانا خلال اجتماع بشأن شركات الطيران والمطارات وانتقال الامراض برعاية المجلس القومي الامريكي للابحاث "اننا قلقون جدا."على عكس فيروس غرب النيل حيث تظهر الاعراض كاملة على تسعة من عشرة اشخاص او ربما يصابون بصداع خفيف او تيبس في الرقبة اذا اصبت بالشيكونجونيا ستكون مريضا. "المرض يمكن ان يكون قاتلا. انه مرض خطير. لا يوجد لقاح."

ويسبب الاصابة بفيروس شيكونجونيا ارتفاع في درجة الحرارة وصداعا وارهاقا وغثيان وقيئا وألما في العضلات وحكة والما في المفاصل. ويمكن ان تستمر الاعراض بضعة اسابيع على الرغم من ان بعض المصابين يشكون من الم في المفاصل او التهاب في المفاصل يستمر شهورا.واكتشف المرض لاول مرة في تنزانيا في عام 1952.

ويمكن الان انتشار المرض عالميا لان من الممكن ان تحمله بعوضة النمر الاسيوي الموجودة في اسيا وافريقيا واوروبا والامريكتين واستراليا ونيوزيلندا.

صنف جديد من الملاريا يهدد حياة الانسان

وأفادت ابحاث صدرت حديثا بأن صنفا جديدا من الملاريا وهو طفيلي البلاسموديوم كنولزي الذي كان يصيب القرود بات يشكل خطرا على حياة الانسان.

وافادت التقارير ان هذا النوع من الملاريا بات يصيب الانسان بشكل كبير وقاتل في ماليزيا حسبما اعلنت دراسة نشرت حديثا جاء فيها ان هذا النوع من الملاريا بالغ الخطورة في حال لم يتم معالجته على وجه السرعة.

وجاء في البحث الذي كشف عنه ان البولاسموديوم كنولزي هو صنف الملاريا الذي رصد عند ثلثي المصابين في ماليزيا.

الا ان الباحثين قالوا ان غالبية الحالات ليست مستعصية وفي حال بدء العلاج بسرعة فتعتبر بسيطة اذ يمكن استخدام الكلوريكوين والبريماكوين وهي ادوية تستعمل لعلاج الملاريا.

ولكن الدراسة كشفت بأن بين كل 10 مصابين بهذا النوع من الملاريا حالة تتطور الى ضيق في التنفس ومشاكل كلى، وانه تم حتى الآن احصاء حالتي وفاة بسببها.

وعلى الرغم من ان نسبة الوفاة بسبب هذا الصنف من الملاريا لم تتخط 2 بالمئة، فانه لا يزال يعتبر قاتلا كنوع الملاريا المعروف بالـ بلاسموديوم فالسيباروم.

واعتبر الباحثون انه لا يمكن حتى الآن تحديد النسبة الصحيحة لتسبب هذا النوع من الملاريا بالوفاة بسبب الحالات القليلة التي تمكنوا من احصائها حتى الآن.

ونقلت الدراسة ان المصابين بالصنف الجديد من الملاريا يعانون جميعهم من نقص بالصفائح الدموية وهو امر غير معهود عند المصابين بالملاريا من اصناف اخرى.

لكن الدراسة افادت بأن على الرغم من اهميتها، فان النقص بالصفائح الدموية لم يؤد عند المصابين بأي نزيف او مشاكل اخرى في الدم.

كما اشار الباحثون الى ان الانخفاض في الصفائح الدموية لدى المصابين بالملاريا قد يكون مؤشرا الى اصابتهم بهذا النوع الجديد وغير المعهود عند الانسان.

وقال احد المشاركين في اعداد الدراسة ان "ازدياد عدد السياح في جنوب شرقي آسيا قد يؤدي الى رصد حالات جديدة لهذا النوع من الملاريا في البلدان الغربية"، مضيفا بأن "على الاطباء والمختبرات الانتباه لهذاالنوع الجديد من الملاريا والبدء بمعالجته على وجه السرعة لان أي تأخير في ذلك قد يؤدي الى تطور حالة المصاب بشكل سيء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/آذار/2010 - 14/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م