الناخب مَن يختار.. رجل الأمن أم رجل الخدمات؟

تحقيق: عصام حاكم

 

شبكة النبأ: تشهد الأيام والأسابيع القادمة  مفاجآت الإجابة عن التساؤل المطروح باتجاه تحديد هوية المشاركين في الانتخابات القادمة لمجلس النواب العراقي، وما تلوح به الأصابع البنفسجية لاسيما على صعيد تبيان الأولويات التي يؤمن بها الناخب العراقي المبتلي بين خيارين لا ثالث لهما وهي تأييد رجل الأمن والقوة أم  الاصطفاف إلى جانب رجل الخدمات، والى أن تأتي تلك الساعة  الموعودة نظل نستطلع آراء وانطباعات المجتمع محاولين قراءة ما ينتج عن أفكار وميول الشارع العراقي تجاه المرشحين

عقيل أبو غريب،  إعلامي، يقول لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" ان الناخب يختار الإنسان الذي يحب بلده ولا يفرق بين هذا وذاك على جميع المستويات ما عدا الذي يشك في وطنيته ويثبت إدانته بأنه أولغ في دم الشعب العراقي، المواطن سيختار من ينتمي إلى الوطن ويقدم الخير للمجتمع على الرغم من إن  تجربتنا فتية وقاصرة في مضمار العملية الديمقراطية".

ويضيف أبو غريب،" هناك من يعتبر الكثافة العددية على أنها مادة إعلامية تستحق التساؤل والحيرة لاسيما وأن أعداد المتقدمين لخوض الانتخابات التشريعية الثانية قاربت الستة آلاف مرشح، وهذا بحد ذاته يشعر الناخب العراقي بحالة من عدم الاطمئنان  والارتياح، لذا أرى من وجهة نظري أن هناك ثمة نقمة شعبية ضد الأعضاء الحاليين من منظار استغلال المنصب الحكومي لأغراض شخصية، وهذا بحد ذاته يخلق فجوة وانطباع سلبي تجاه المتقدمين لخوض الانتخابات التشريعية الثانية، فهناك ثمة علاقة وثيقة ما بين الماضي القريب والمستقبل القادم.

أما محمد الجحيشي، مدرّس، فلا يرى ثمة فروقات شاسعة ما بين مطلبَي الخدمات والأمن ويعتبر أن كلاهما مكمل للآخر، فلا توجد خدمات عندما ينحسر الأمن".

ويضيف،" كذلك الحال  بالنسبة للخدمات فهي تشكل مطلباً وطنياً وضرورة قصوى في ظل التركة الثقيلة التي خلفتها السياسات السابقة، فنحن بحاجة إلى حزمة متكاملة ومتراصة من المطالب والاحتياجات  والقوانين، ومن واجب  الحكومات ان تحرص على تحقيق تلك الانجازات لصالح المواطن العراقي، الذي كان ولا زال يشكل الحلقة الأهم والأصعب في قاموس العملية الديمقراطية، وربما نستطيع أن نخدع الناس لفترة وجيزة لكننا بالتأكيد لن نستطيع أن نخدعهم على طول الخط.

إلا أن الأستاذ حسن هادي، مراسل قناة البغدادية الفضائية، يذهب إلى حد التذرع بمنهجية القول القائل بأن الشعوب ليست دائما على حق، وذلك بسبب ما تمليه  القراءة المتأنية لمساحة التفاوت الثقافي وعدم قدرة الناخب العراقي على تشخيص مواطن الخلل ومحاولة التعرض إلى عناصر الدقة والاستقلالية ومجاراة الفراسة في اختيار الأصلح  والأكفأ".

ويضيف هادي لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" وربما يتكئ المواطن العراقي على العلاقات الاجتماعية والانتماءات الأصولية والطائفية والحزبية، وهذه بمجملها تخلق رؤى غير سوية وقراءات لا تصلح لأن تمهد لبناء إستراتيجية مسئولة، من حيث استيعاب الواقع وإيجاد الحلول المناسبة على مستوى الحدث القادم المختص باختيار ممثلي الشعب".

ويقول الحقوقي حسين كريم، إنني أتابع الشأن السياسي العراقي وعلى مدار السنوات السبعة الماضية وهي تكاد أن تفرز نقاط مهمة تصلح لأن تكون نموذج حي يمكن التذرع به في ظل  الفوضى والإرباك السياسي والوطني، فقد لاحظنا عن كثب زيف الادعاءات والتصريحات غير المسئولة لعدد لا يستهان به من الساسة العراقيين، ومن بينهم أعضاء في البرلمان العراقي بخصوص مجمل القضايا المصيرية ومن بينها إشكالية الدستور ومن بعد ذلك عقود النفط  وبعدها جاءت الاتفاقية الأمنية  لتأتي الأيام السوداء الممثلة بأيام الأربعاء والأحد وغيرها".

ويضيف كريم قائلا لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" بودّي أن أوضح إن العملية الديمقراطية في المقام الأول تعني الثراء الفكري والثقافي والوطني والإنساني والاجتماعي، وليست هي مجموعة شعارات ترفع أو هي عبارة عن ربطة عنق وبدلة رسمية وسيارات مصفحة، فالمسؤولية شعور وإحساس وطني، لذا كان من المفترض أن نعمل على تهيئة الكوادر ومحاولة استيعاب التجارب ورفض كل الانتماءات الضيقة".

المواطنة رجاء حسين ترى،" إن الناخب العراقي سوف يختار الرجل الأنسب والأصلح من خلال ما تم تحقيقه على مستوى الأمن، معتبرة ذلك مفتاحاً لكل الأمنيات الراكدة في ضمير الإنسان العراقي".

وتضيف رجاء" ليست هناك خدمات وليس هناك من اعمار إلا إذا توفرت ظروف الأمن والأمان في ربوع وطننا الغالي، وقد لمسنا من خلال السنين الفائتة الغدر والإرهاب من فلول البعث والقاعدة التي كانت ولازالت تستخدم الدم العراقي كوسيلة ضغط ضد الحكومة العراقية وهذا بحد ذاته أقذر أساليب الجريمة في العالم، الناس ستختار بالتأكيد الرجل الذي يمكن أن يحقق الأمن أولاً.."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 24/شباط/2010 - 9/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م