يا حضرات المرشحين قليلا من الروح الرياضية

جمال الخرسان

كلما اقترب يوم السابع من اذار من عام 2010 كلما اشتدت الدعاية الانتخابية ضراوة وشراسة.. وحمى وطيسها الى الدرجات القصوى، بعدما  استخدم المرشحون مختلف الاساليب القديمة والجديدة من اجل الدعاية لانفسهم ولكياناتهم السياسية.

الدعاية الانتخابية حتى وان كانت مبالغا فيها حق مشروع ومن يريد ان يوصل صوته من خلال التنوع في الاسلوب من اجل الوصول لمختلف الشرائح الانتخابية الموزعة على بيئات اجتماعية وجغرافية متفاوتة  فهذا حق مكفول له في العرف والقانون، بل واكثر من ذلك فربما تكون الدعاية الانتخابية للمرشحين ايضا احد الاسباب المهمة التي تحث الناخب على المشاركة في الانتخابات مما يعني انها حققت هدفا مهما اخر بالاضافة للدعاية للمرشح نفسه.

لكن ما هو غير مشروع ذلك الضرب المباشر تحت الحزام  من قبل بعض المرشحين باتجاه زملائهم الاخرين وعلى الهواء مباشرة في الحملة الانتخابية المفتوحة على مصراعيها لا بل هنالك قوائم انتخابية تتلخص دعايتها الانتخابية فقط من خلال الاتكاء بشكل مباشر على اسقاط الخصوم وهذا بكل تاكيد لعب غير نظيف ومثير للاشمئزاز.

الالتزام باصول اللعبة الانتخابية يخدم المرشحين قبل غيرهم ولكن المرشح حينما يتعامل بطريقة مشاكسة مع الاخرين بعيدة عن روح التنافس فانه يساهم بشكل او باخر بالاساءة لنفسه وللجو الانتخابي بشكل عام.

الشركات التجارية ورغم كل ما بينها من تنافس غير شريف من اجل الاستحواذ على جيب الزبون الا انها حينما تقوم بعمل دعاية تقارن من خلالها بين ما تقدمه من منتجات وبين منتجات الشركات الاخرى  لا تظهر العلامة التجارية للشركات الاخرى بشكل واضح بل تقوم بتظليل الماركة حفاظا على شعرة معاوية بين المؤسسات التجارية وكذلك تخلصا ربما من التعرض لمسائلة قانونية ..

وحتى هذا العرف للاسف الشديد غير متوفر في بعض المرشحين الذين يدعون في انفسهم اهلية لتمثيل الشعب.

أن ضمان نزاهة المنافسة الانتخابية هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع المرتبطين بالعملية الانتخابية  سواءا اكانوا مرشحين او ناخبين، وليس ذلك الهدف المنشود فقط من واجبات الجهة المشرفة او المنفذة للانتخابات.

لقد دأب بعض المرشحين على التحذير من التزوير واتهام الاخرين بالشروع من الان بمحاولة جر الانتخابات لصالح جهات بعينها وفي نفس الوقت فان هؤلاء الذي يوجهون الاتهامات يشاركون بقوة مفرطة في الانتخابات بحيث يشعرونك بانهم مقتنعين مائة بالمائة بنزاهة الانتخابات من خلال الصرف المفرط  والمبالغ فيه  على الدعاية الانتخابية ولا يلتزمون من جهتهم بضوابط الدعاية الانتخابية  فهم  كحال الباكي الذي سبق الشاكي!

الغريب ان هؤلاء الشاكين الباكين يحذورن للمرة المليون من استخدام المال العام ومن وجود اجحاف بين كتل واخرى لان البعض لديه امكانيات كبيرة ولديه فضائيات ومتنفذ في السلطة وبالتالي فان فرصه اكبر.. لكننا في الحقيقة تفاجئنا ان هؤلاء قد انفقوا على الدعاية الانتخابية مبالغ فلكية لا تتناسب وحجم الامكانيات التي بحوزتهم والتي يعلنون عنها في مناسبات كثيرة وهذا ما يثير تساؤل عامة الناس عن مصادر هذه الامكانيات الكبيرة ؟ فهل بالامكان ان يكشف هؤلاء عن مصادر حملاتهم الانتخابية من اجل اثبات نزاهتهم التي يراهنون عليها ويدعون انهم افضل من الاطراف السياسية السابقة التي وصفوها بانها فاسدة وبانهم على خلاف ذلك ؟!

 قد يكون الرد بالايجاب على هذا التساؤل الاخير من قبل المخاطبين به دعاية انتخابية مشروعة ترفع من رصيدهم وتعتبر بكل تاكيد خيارا افضل بكثير من خيار التسقيط  والضرب تحت الحزام !

* كاتب عراقي

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/شباط/2010 - 7/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م