الايدز: تجارة الجنس تضاعف الاصابات

 

شبكة النبأ: أفاد تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار المصري أن مصر تتحرك نحو انتشار وبائي مركز لفيروس نقص المناعة البشري (الأيد) في ظل تسجيل ارتفاع متزايد في عدد المصابين بالفيروس.

وفي لبنان حذر رئيس جمعية الرعاية الصحية SIDC من أن عدم استخدام الواقي الذكري بين العاملات المحليات في تجارة الجنس يمكن أن يصبح في القريب العاجل مشكلة صحة عامة تعصف بلبنان.

وفي وقت تحقِّق فيه دول افريقية عدة تقدّماً في محاربة مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" خلال السنوات الماضية، إلا أن دولاً أخرى، بينها جمهورية أفريقيا الوسطى، لا يزال عليها بذل الجهد لتحقيق تقدم مماثل في محاربة الايدز.

ومن جانب آخر أكثر تفاؤلاً كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن التعاطي المتزايد للعقاقير المضادة للفيروسات أدى إلى تقليل وفيات الايدز بنسبة 10 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية.

فيما أصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات جديدة للحد من انتشار فيروس الإيدز، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض القاتل، تشتمل على نصائح بشأن علاج الرضّع ووقايتهم وتغذيتهم، استناداً إلى أحدث البيّانات العلمية في هذا المجال.

تحذير من انتشار وبائي للأيدز بمصر

أفاد تقرير صادر عن "مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار"، وهي وحدة معنية بالأبحاث تابعة لمجلس الوزراء المصري، أن مصر تتحرك نحو "انتشار وبائي مركز لفيروس نقص المناعة البشري" في ظل تسجيل ارتفاع متزايد في عدد المصابين بالفيروس.

ويشير هذا التقرير الذي أوردته شبكة الأنباء الإنسانية التابعة للأمم المتحدة "إيرين"، والذي لم يتم تحميله على شبكة الإنترنت بعد، إلى أن عدد الإصابات بالفيروس في مصر وصل مع نهاية عام 2008 إلى 3,735 إصابة تطور 963 (25.8 بالمائة) منها إلى مرض الإيدز.

وترى المنظمات غير الحكومية المحلية المعنية بقضايا الإيدز وفيروس نقص المناعة البشري HIV وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه أن العدد الحقيقي للمصابين قد يكون أعلى من ذلك بكثير. بحسب سي ان ان.

وبالرغم من أن عدد حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز في مصر لا يزال منخفضاً مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، إلا أن نتائج التقرير شكلت صدمة بالنسبة للعديد في هذا المجتمع المحافظ.

وفي السياق نفسه، أفاد مجدي بدران، وهو أخصائي بارز في علم المناعة في مصر أنه "لا يمكن التحكم في العلاقات الجنسية المحفوفة بالخطر. كما تشهد البلاد انتشاراً كبيراً للإدمان على المخدرات. وهذه ممارسات من شأنها نشر الفيروس بشكل كبير جداً"، على ما أوردت "إيرين".

كما أفاد التقرير، الذي يعتبر الأول من نوعه الذي تصدره هيئة حكومية رفيعة المستوى بهذا الشكل، أن عدد حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري تضاعف ست مرات خلال الفترة من 1994 و2008. وأوضح أن هناك إصابات في كل محافظات مصر باستثناء المناطق الشمالية والجنوبية من سيناء. ولكن معظم الحالات تتركز في مدينتي الإسكندرية والقاهرة، أكبر مدينتين في البلاد. وأوضح التقرير أيضاً أن حوالي 75 بالمائة من المصريين المصابين بالفيروس تتراوح أعمارهم بين 25 و49 عاماً، الفئة الأكثر إنتاجاً في المجتمع.

وأفاد واضعو التقرير أن أحد أسباب ارتفاع عدد المصابين قد يعود لانعدام التثقيف الجنسي في المدارس. وعلق بدران على ذلك بقوله: "يجب أن تقدم مدارسنا تثقيفاً جنسياً ملائماً حول طرق انتقال فيروس نقص المناعة البشري. كما ينبغي أن نعمل بجهد لمكافحة الإدمان على المخدرات وتشجيع الزواج ووضع حد لظاهرة أطفال الشوارع".

وتقدر بعض المنظمات غير الحكومية عدد أطفال الشوارع في مصر بأكثر من ثلاثة ملايين طفل بالرغم من أن الحكومة تشكك في هذا الرقم. وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال يشكلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والإيدز.

مخاوف من الأيدز جراء العمل بتجارة الجنس بلبنان

وفي لبنان حذر  إيلي الأعرج، رئيس جمعية الرعاية الصحية SIDC من أن عدم استخدام الواقي الذكري بين العاملات المحليات في تجارة الجنس يمكن أن يصبح في القريب العاجل مشكلة صحة عامة.

ونقلت شبكة الأنباء الإنسانية "أيرين" عنه قوله: "حتى الآن لم يتم تسجيل حالات إصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين العاملات في تجارة الجنس في البلاد اللواتي شملهن الاستطلاع. ولكن بمجرد أن يصل الفيروس إلى هذه المجموعة فإنه سينتشر بسرعة كبيرة."

وفي مسح أجرته الجمعية على مدى أكثر من خمسة أشهر خلال عام 2008، قابل موظفوها 502 عاملة في تجارة الجنس في لبنان وتوصلوا إلى أن ثلثهن مصاب بأحد الأمراض المنقولة جنسيا.

ووفقاً للبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، هناك حوالي 1234 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشري بين عموم المواطنين، في حين يقدر البرنامج أن يكون هناك ما بين 2500 و 3000 مصاب بالفيروس يجهلون حقيقة إصابتهم.

وحسب لارا دبغي، منسقة مشاريع ببرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه، فإن "هذا الرقم يدل على الانتشار المنخفض في البلاد ، فهو لا يتجاوز واحد بالمائة... ونحن نأمل ألا تزيد النسبة عن ذلك."

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه، لم تخضع سوى حوالي 200 من العاملات في تجارة الجنس في لبنان لاختبار الكشف عن الإصابة بالفيروس. ولم تكشف الفحوصات عن إصابة أي منهن.

وقد عزى العاملون في مجال الصحة ذلك إلى انخفاض معدل انتشار الفيروس في لبنان. ولكنهم أقروا بأن هذا الوضع قابل للتغير بشكل سريع للغاية. حيث أفادت دبغي أن "بعض الناس لا يعلمون بأمر إصابتهم. حيث أن عشرة بالمائة فقط من المصابين هم الذين يعلمون بحقيقة حملهم للفيروس على الصعيد العالمي."

قلق دولي حول الايدز في أفريقيا الوسطى

وفي وقت تحقق فيه دول افريقية عدة، وخصوصا رواندا، تقدما في محاربة مرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" خلال السنوات الماضية، الا ان دولا اخرى، بينها جمهورية افريقيا الوسطى، لا يزال عليها بذل الجهد لتحقيق تقدم مماثل في محاربة الايدز.

وتعاني جمهورية افريقيا الوسطى من مستوى انتشار للاصابات بالمرض يبلغ 6.2 في المائة، وهي نسبة تفوق معدلات انتشار المرض في غالبية الدول المجاورة لها.

ويقول مراسل بي بي سي كريس سيمبسون ان على هذا البلد العمل على تعزيز مستوى القطاع الصحي في بلد لا يزال في طريقة للتعافي من اثار الحرب.

فبعد مرور اكثر نم 25 عاما على اكتشاف اول حالة اصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة في وسط افريقيا، يشاهد الزائر لمدينة بانجي، لافتات لحشد الدعم لجهود مكافحة المرض.

وتسعى الافتات الى تشجيع الجيل الشاب على اتباع اساليب حماية افضل ضد المرض في المستقبل.الا ان الخبراء يقولون ان جمهورية افريقيا الوسطى تحتاج جهد يتجاوز الشعارات التي ترفع في طرقات عاصمتها او حملات التوعية، معتبرين ان نسبة انتشار المرض الحالية غير مقبولة.

ويرى المراقبون ان هناك حاجة للتحفيز على اتباع السكان لاساليب وقاية عند ممارسة الجنس مثل استخدام الواقي الذكري، وتوفير مراكز تشخيص للمرض.

ويقول الخبراء ان هناك حاجة للتركيز على توفير المعلومات للمرأة حول فرص انتقال المرض من الامهات الى ابنائهن.

وتشير التقارير الى ان جمهورية افريقيا الوسطى قد وضعت مجموعات عمل لوضع برامج مكافحة الايدز على اجندة اولويات البلاد، الا انهم يقولون ان البلاد لا تسير بالسرعة المطلوبة.

انخفاض وفيات الايدز بـ10 في المئة خلال خمس سنوات

من جانب آخر أكثر تفاؤلاً كشفت منظمة الصحة العالمية عن أن التعاطي المتزايد للعقاقير المضادة للفيروسات أدى إلى تقليل وفيات الايدز بنسبة 10 في المئة خلال السنوات الخمس الماضية.

وذكرت المنظمة في تقرير مشترك مع برنامج الأمم المتحدة المشترك حول الايدز (يونيدز) أن القدرة على الحصول على علاج قوي بواسطة العقاقير أدى لانقاذ الكثير من الأرواح.

وتقدر منظمة الصحة العالمية و(يونيدز) عدد المصابين بفيروس (اتش آي في) المسبب للايدز بحوالي 33.4 مليون شخص في العالم.

وكان عدد المصابين حوالي 33 مليون فقط عام 2007، وذلك لأن عددا قليلا من المصابين بالفيروس توفوا نتيجة الاصابة.كما كشفت الاحصائيات الأخيرة عن انخفاض كبير كذلك في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 2.9 مليون شخص انقذت أرواحهم منذ توفر العقاقير الفعالة عام 1996.

يذكر أن ما يقرب من 60 مليون انسان التقطوا فيروس (اتش آي في) وحوالي 25 مليون توفوا نتيجة أسباب متعلقة به، منذ أن بدأ الايدز في الانتشار.

وذكر تقرير المنظمة أن برامج الوقاية من (اتش آي في) كان لها أثر كبير، مشيرا إلى أن حالات العدوى بالفيروس قد انخفضت بنسبة 17 في المئة خلال الأعوام الثمانية الماضية.

وسجلت حالات العدوى في افريقيا جنوب الصحراء، أكثر المناطق التي ينتشر فيها الايدز، انخفاضا بنسبة 15 في المئة منذ عام 2001، حيث انخفضت بحوالي 400 ألف حالة في عام 2008 فقط.

توصيات جديدة لمحاربة الأيدز

وأصدرت منظمة الصحة العالمية توصيات جديدة للحد من انتشار فيروس الإيدز، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لهذا المرض القاتل، تشتمل على نصائح بشأن علاج الرضّع ووقايتهم وتغذيتهم، استناداً إلى أحدث البيّانات العلمية في هذا المجال.

وتوصي المنظمة، حالياً، بالبدء باستخدام المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لدى البالغين والمراهقين في مراحل مبكّرة، وتمديد فترة استخدام تلك الأدوية للحدّ من انتقال الفيروس من الأمّ إلى طفلها. وهذه هي المرّة الأولى التي توصي فيها المنظمة بضرورة قيام الأمهات اللائي يحملن فيروس الأيدز بتناول تلك الأدوية، أو إعطائها لأطفالهن.

وقال الدكتور هيروكي ناكاتاني، المدير العام المساعد المسؤول عن دائرة الأيدز والسل والملاريا وأمراض المناطق المدارية المنسية بمنظمة الصحة العالمية، "إنّ هذه التوصيات تستند إلى أحدث البيّنات المتوافرة في هذا المجال. ولا شكّ في أنّ اعتمادها على نطاق واسع سيمكّن من إطالة أعمار العديد من الناس وتحسين أحوالهم الصحية."بحسب سي ان ان.

وتشير التقديرات إلى أنّ هناك نحو 33.4 مليون من المتعايشين مع الأيدز والعدوى بفيروسه، وأنّ كل عام يشهد وقوع 2.7 مليون إصابة جديدة بذلك الفيروس.

وتوصي المنظمة أيضاً بضرورة العمل، تدريجياً، على وقف استخدام مادة الستافودين، أو " D4T" بسبب آثارها الجانبية الطويلة الأجل، والملاحظ أنّ ذلك الدواء لا يزال يُستخدم على نطاق واسع في إطار معالجة الخط الأوّل في البلدان النامية نظراً لسعره المنخفض وتوافره على نطاق واسع.

كما تنصح باستخدام الزيدوفودين (AZT) أو التينوفوفير (TDF) باعتبارهما بديلين يضمنان مستوى أقلّ من السمومية ودرجة مماثلة من النجاعة.

وتوصي منظمة الصحة العالمية أيضاً بمواصلة الرضاعة الطبيعية حتى بلوغ الرضيع 12 شهراً من العمر، شريطة استفادة الأمّ الحاملة لفيروس الأيدز أو طفلها الرضيع من المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية أثناء تلك الفترة. ويسهم ذلك في الحدّ من مخاطر انتقال الفيروس إلى الرضيع وتزيد حظوظه في البقاء على قيد الحياة.

عقاقير الايدز تمنع انتقال الإصابة لشريك الحياة

وقال باحثون ان اشخاصا في افريقيا تناولوا عقاقير علاج الايدز انخفضت بينهم بشدة احتمالات انتقال الفيروس الي شركائهم في الحياة.

والدراسة -التي قدمت في اجتماع لخبراء في الايدز- هي احدى الدراسات الاولى التي تظهر بوضوح ان العقاقير يمكن ان تمنع انتقال العدوى بالاضافة الى الحفاظ على صحة المرضى.

كما انها يمكن ان تعطي دفعة لجهود تقديم عقاقير علاج الايدز للاشخاص خصوصا في الدول الاشد تضررا في افريقيا. بحسب رويترز.

وتابعت الدكتورة ديبورا دونيل من مركز فريد هوتشينسون لابحاث السرطان في سياتل وزملاؤها 6800 زوج وزوجة اصيب أحدهما بالفيروس بينما لم يصب الاخر في سبع دول افريقية.

وتلقى الازواج والزوجات جميعهم نصائح بشأن كيفية حماية انفسهم وحصل الازواج على واق ذكري مجاني. وفي مرحلة معينة بدأ كل مريض بفيروس (اتش. اي.في) في تناول مجموعة العقاقير.

وعلى مدى فترة من عام الى ثلاثة اعوام من تناولهم العقاقير اصيب 103 من الاشخاص الذين لم يكونوا مصابين بالفيروس من قبل. وأبلغت دونيل مؤتمرا طبيا في سان فرانسيسكو ان جميع الاصابات تقريبا -102 اصابة- حدثت قبل المرحلة التي بدأ فيها الشريك المصاب تناول العقاقير.

ويوجد 33 مليون شخص في انحاء العالم مصابين بالايدز الذي قتل 25 مليونا منذ بدأ في الانتشار كوباء في ثمانينات القرن الماضي. ولا يوجد علاج ناجع للايدز او لقاح واق لكن يمكن لخليط من العقاقير يطلق عليه المضادات الفيروسية ان يبقي المريض في صحة جيدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/شباط/2010 - 7/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م