الانتخابات والمستقبل الأمريكي في العراق

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: يشير اغلب المحللون للشأن العراقي ان الاعوام السبعة الماضية من التغيير الذي شهدته تلك البلاد افرزت الكثير من المرتكزات الاساسية الداعمة للديمقراطية الناشئة في العراق، على الرغم من بعض الخروقات السياسية والامنية التي تقع بين الفينة والاخرى.

فبحسب اغلب الاحصائيات والبيانات الميدانية التي تزامن الفترة التي تسبق الانتخابات البرلمانية القادمة الى تنامي الشعور بالاستقرار النسبي للاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بالرغم من المخاوف المفتعلة من قرارات هيئة المسائلة والعدالة ومخاض المستبعدين من الانتخابات القادمة.

فيما بدى شكل العراق اكثر اتزانا واستقلالية حسب الكثيرين في التعامل مع ذلك الملف الحساس وتداعياته الدولية والاقليمية، سيما مع الولايات المتحدة الامريكية وايران.

أكبر انجازات إدارة أوباما

قال جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي في لقاء أجرته معه محطة أي بي سي الإخبارية abc News إن العراق يمكن أن يكون أحد “أكبر انجازات” الإدارة الحالية، مبينا أن عشرات الآلاف من قوات بلاده ستسحب بنهاية الصيف المقبل.

وأضاف بايدن خلال اللقاء أن العراق “يمكن أن يكون أحد أكبر انجازات هذه الإدارة”، مشيرا إلى أن “عودة 90 ألف عسكري أمريكي إلى بلادهم ستتم بنهاية الصيف إذ سترون حكومة مستقرة في العراق الذي يتحرك حاليا باتجاه حكومة تمثيلية”.

وقال بايدن إنه “زار العراق 17 مرة وإنه يذهب إليه كل ثلاثة أشهر أو نحو ذلك”، مبديا معرفته بـ”كل واحد من اللاعبين الكبار في كل قطاعات المجتمع العراقي”. بحسب أصوات العراق.  

وتابع “لقد أثر فيَّ كيف أنهم قرروا اللجوء للعملية السياسية بدلا من السلاح لتسوية خلافاتهم”.

وقالت المحطة إن صحفيا وجه سؤالا للمتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، خلال الموجز الاسبوعي، عن كيفية وصف بايدن للعراق بأنه أحد أكبر انجازات إدارة أوباما مع أن بايدن دعا سابقا إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق موزعة بين الكرد والشيعة والسنة، وكان بايدن في حينها يعارض زخم القوات الأمريكية التي رأى الكثير من الخبراء أنها أسمهمت في الاستقرار الذي سمح بمواصلة عملية المصالحة.

وأضاف الصحفي أن أوباما، وكان في حينها سيناتورا، أعرب عن عدم قناعته بأن زيادة 20 ألف عسكري في العراق ستحل العنف الطائفي.. مبديا اعتقاده أنها “ستفعل العكس”.

ورد غيبس أن “الانجازات هي إصلاح ما كان منكسرا وإعادة القوات إلى البلد”، وزاد “هذا ما ننوي فعله في آب أغسطس من هذا العام”.

وذكر صحفيا آخر كما تنقل المحطة، أن اتفاقية وضع القوات التي تقضي بإعادة القوات الأمريكية قد أبرمت قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي الحالي مهامه، فوصف غيبس الاتفاقية بأنها “شيء اعتقد أن الضغط السياسي الذي مارسه الرئيس وكان حينها مرشحا أسهم في تحقيقه”.

ورأى غيبس أن غزو العراق حول الولايات المتحدة إلى “قوة محتلة لبلد لم يكن فيه عنصر واحد من القاعدة”.

وقال غيبس إن نائب الرئيس “يشترك بعمق في ترتيب العملية السياسية في العراق حتى يمكن عقد انتخابات وبالتالي يصبح بإمكان قواتنا العودة إلى البلد كما مخطط في هذا الصيف”.

السفير الاميركي لدى العراق ينتقد "اخطاء" ارتكبت بعد الاجتياح

من جانبه قال السفير الاميركي في بغداد لفرانس برس ان العملية المستخدمة لشطب تاثير اشخاص مرتبطين بنظام صدام حسين اسيء تدبيرها الامر الذي يلقي بظلاله على الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في السابع من اذار/مارس المقبل.

وقال كريستوفر هيل "لا اعتقد ان هناك شخصا على قيد الحياة قد يقول انه لم تقع اخطاء في بداية العملية" في اشارة الى الخطوات المثيرة للجدل التي اتخذها بول بريمر السفير الاميركي الذي ارسلته واشنطن لادارة البلاد بعد الاطاحة بصدام. بحسب فرانس برس.

واضاف هيل ان قرار اجتثاث البعث، الذي طرد بموجبه عشرات الالاف ومنعوا من ممارسة الحياة السياسية بعد الاجتياح العام 2003 لم يكن مدروسا بشكل كامل.

واصدر بريمر قرار اجتثاث البعث في 16 ايار/مايو 2003، في اليوم ذاته الذي تشكلت فيه سلطة الائتلاف المؤقتة.

وتابع السفير قبل خمسة اسابيع من الانتخابات ان "الناس الذين لا يعتقدون ان اخطاء ارتكبت هم ببساطة لا يعرفون الكثير عما حدث على ارض الواقع (...) كنا نعرف ان قرار اجثتاث البعث يشكل معضلة، فالعملية اوجدت انفعالات كبيرة بين العراقيين (...) ولا تزال مدعاة للقلق".

ولم تقر سلطة الائتلاف الموقتة بان اجراءاتها شملت العديد من المدرسين والموظفين في مجالات الصحة والشرطة وغيرها ممن انضموا الى حزب البعث مرغمين لان العضوية كانت الزامية للحصول على وظيفة في القطاع العام.

وكان الاجتثاث وراء زيادة الفوضى وعدم الاستقرار، اذ فشلت سلطة الائتلاف الموقتة والقوات الاميركية في السيطرة على انفلات الاوضاع.

وانتقد هيل الذي تسلم منصبه في بغداد في نيسان/ابريل 2009 ايكال هيئة الاجتثاث الى احمد الجلبي السياسي الشيعي الذي زود الرئيس جورج بوش وحلفاءه معلومات استخباراتية لتبرير الاجتياح.

واوضح ان "قرارات اتخذها غير العراقيين في ذلك الوقت من ضمنها قرار تسمية اعضاء هيئة اجثتاث البعث، ربما لم تكن من القرارات الحكيمة". وحلت هيئة المساءلة والعدالة مكان اجتثاث البعث العام 2008.

ويتراس الهيئة حاليا علي اللامي احد حلفاء الجلبي، وقد اعتقله الاميركيون لمدة عام بتهمة ارتباطه بجماعات متطرفة على علاقة مع ايران، الامر الذي انتقده هيل كذلك.

وقال السفير حول اعتقال اللامي "لم نمنحه اجازة (...) لقد كان معتقلا لسبب ما".

وقد منعت الهيئة التي يديرها اللامي 511 مرشحا من خوض الانتخابات، بتهمة ارتباطهم بنظام صدام حسين.

وعبر عن ثقته بان الهيئة التمييزية التي اقرها البرلمان العراقي للنظر في الطعون التي يقدمها الممنوعون من خوض الانتخابات ستعمل على حل هذه المشكلة.

واوضح في هذا السياق ان "المشكلة تكمن في ما اذا كان لديهم (المساءلة والعدالة) آليات منفتحة وشفافية تامة للتعامل مع المسالة. انا غير مقتنع حتى الان".

ويعتقد البعض ان السجالات التي اعقبت صدور المنع تعتبر مؤشرا الى ان التاثير الاميركي في بغداد بدا بالتراجع قبل سحب الوحدات القتالية في اب/اغسطس المقبل والانسحاب النهائي اواخر العام 2011.

لكن هيل رفض ذلك موضحا ان "نفوذنا ازداد، ومن الافضل ان تعبر عن نفسك للعراقيين كدبلوماسي غربي محترم، وليس كمحتل".

واشار الى ان توقيع كبار الشركات العالمية عقود انتاج ضخمة يؤمن مليارات الدولارات لبغداد رغم عدم اقرار قانون النفط والغاز الذي نوقش مرات عدة في البرلمان لكنه لم يقر ابان عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

واضاف "اذا كنا نملك ذلك النفوذ القوي في الماضي فلماذا لم ننجز اهدافا رئيسية مثل قانون النفط والغاز؟ وكان احد اهم الاهداف الرئيسية، وقد نوقش باستمرار من قبل مسؤولين رفيعين في الحكومة الاميركية، لكنه لم يتحقق قط".

وبالنسبة الى ايران، لا يزال الدور الايراني في السياسة العراقية يشكل مصدر قلق مهم بالنسبة للادارة الاميركية، بحسب هيل.

واوضح في هذا الصدد "يبدو لي ان تدخل الايرانيين في العراق اخيرا لا يدعو للبهجة فضلا عن كونه سلبيا، لا اعتقد ان الايرانيين مهما يفعلون في اطار يومي من فعاليات مختلفة يعون حقيقة انهم يقدمون للعراق مستقبلا مشرقا".

ويمثل اجراء الانتخابات التشريعية قضية مهمة للحفاظ على الجدول الزمني لانسحاب القوات الاميركية.

وينتشر حاليا 107 الاف جندي اميركي في العراق، لكن هذا الرقم سينخفض الى خمسين الفا، عندما تغادر الوحدات القتالية في اب/غسطس المقبل.

قائد القوات الاميركية و الارتباط بايران

في السياق ذاته اتهم قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال راي اودييرنو مسؤولين سياسيين عراقيين هما في صلب الجدل حول استبعاد مرشحين من الانتخابات التشريعية، بالارتباط بالحرس الثوري الايراني.

وقال اودييرنو متحدثا في "معهد الدراسات الحربية" في واشنطن ان "ايران لديها تأثير واضح" على علي اللامي واحمد الجلبي مضيفا "لدينا معلومات مباشرة تفيد عن ذلك".

واحمد الجلبي المشرف على هذه الهيئة كان حرض على الاجتياح الاميركي عام 2003 قبل ان تتدهور علاقاته بواشنطن. وقد تقرب بعدها من الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر.

وقال الجنرال اودييرنو ان علي اللامي واحمد الجلبي شاركا في عدة اجتماعات عقدت في ايران مع احد المعاونين المقربين من قائد فيلق القدس وهو وحدة في الحرس الثوري مكلفة القيام بعمليات سرية. بحسب فرانس برس.

واضاف في اشارة الى النظام الايراني "نعتقد انهم ضالعون بشكل تام في التاثير على نتيجة الانتخابات. وامكانية قيامهم بذلك هو مصدر قلق".

وقال ان اللامي "ضالع منذ فترة من الوقت في انشطة مشينة للغاية في العراق" معتبرا "من المخيب للامل ان يعين شخص مثله على رأس هذه الهيئة".

ووقال اودييرنو ان انشطة طهران في العراق انتقلت من الوسائل "القاتلة" الى استخدام السبل السياسية والمالية لممارسة النفوذ.

وقال "ما زلنا نكتشف صواريخ ايرانية ومعدات اخرى مصنوعة في ايران وافرادا تدربوا في هذا البلد على شن هجمات على القوات الاميركية والعراقية" غير ان هذه الانشطة باتت "اقل مما كانت عليه" في الماضي.

مقتل 150 جنديا امريكيا

من جهة اخرى تميز عام  2009 في العراق، الذي شهد انسحاب القوات الامريكية المقاتلة من مراكز المدن والمحافظات تطبيقيا للاتفاقية الامنية التي وقعت نهاية عام 2008 بين العراق والولايات المتحدة، بإنخفاض معدل خسائر الجيش الامريكي في الارواح حتى بلغ أدنى مستوياته مقارنة بالسنوات الماضية منذ دخول القوات الامريكية الى العراق في اذار مارس من العام 2003 .

وبنهاية العام 2009 تصبحت الحصيلة الكلية لعدد القتلى من الجنود الامريكيين في العراق 4371 قتيلا ، لكن العام المنقضي سجل انخفاضا كبيرا في حصيلة القتلى من القوات الامريكية في العراق، حيث بلغت خسائر هذه القوات  خلال هذا العام 150 قتيلا، نصفهم تقريبا قضوا لاسباب غير قتالية ويشكل هذا العدد انخفاضا بنسبة اكثر من النصف قياسا بخسائر العام 2008. بحسب اصوات العراق.

فقد شهد عام 2009 مقتل 150 جنديا امريكيا بينهم 74 جنديا توفوا لاسباب غير قتالية وهذه العبارة تعني بحسب البيانات الامريكية ان القتلى لم يسقطوا بنيران معادية او مواجهات مسلحة او عبوات ناسفة وانما قضوا نتيجة اصابتهم بحوادث سير او امراض وغيرها من الحوادث العرضية، فيما سقط 49 جنديا منذ الاول من تموز يوليو بعد الانسحاب الامريكي من المدن وحتى نهاية العام .

وتعد هذه الحصيلة منخفضة قياسا بالاعوام الماضية، ففي العام الماضي 2008 سقط 314 قتيلا بينهم 89 توفوا لاسباب غير قتالية ، فيما شهد العام 2007 اعلى حصيلة لعدد القتلى بلغت 904 قتلى بينهم 137 قتلوا لاسباب غير قتالية وشهد العام 2006 مقتل 822 جنديا بينهم 119 قتيلا لاسباب غير قتالية .

بينما شهد العام 2005 مقتل 849 جنديا بينهم 170 جنديا قضوا لاسباب غير قتالية وشهد العام 2004 مقتل 849 بينهم 130 لاسباب غير قتالية فيما شهد عام دخول القوات الامريكية الى العراق وهو العام 2003 مقتل 486 جنديا بينهم 163 لاسباب غير قتالية .

شهر كانون الثاني يناير من العام 2009، الذي شهد انسحاب معظم القوات الاجنبية الاخرى التي كانت جزءا من القوات متعددة الجنسيات من العراق، سجل مقتل 16 جنديا نصفهم توفوا لاسباب غير قتالية، قضى اربعة منهم في تحطم طائرتين بمحافظة كركوك شمال العاصمة بغداد.

وكانت الحصيلة الاكبر من القتلى خلال هذا الشهر في محافظة كركوك حيث قتل فيها خمسة جنود تلتها بغداد التي شهدت مقتل 3 جنود ثم صلاح الدين التي شهدت مقتل ثلاثة ايضا ثم واسط جنديين والانبار جندي واحد فيما لم يحدد الجيش الامريكي مكان مقتل جندي اخر مكتفيا بالقول ان وفاته جاءت شمال العراق بينما توفي جندي اخر في الكويت .

وشهد هذا الشهر استلام الحكومة العراقية في الاول من كانون الثاني يناير السلطة بصورة كاملة على المنطقة الخضراء والقصر الجمهوري من القوات الامريكية تطبيقا لقرار مجلس الأمن القاضي بانسحاب قوات الأمم المتحدة متعددة الجنسيات من العراق بعد انقضاء عام 2008 وانتقال السلطات الأمنية إلى القوات العراقية ، و خطوة اولى في تنفيذ الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية.

وشهد شهر شباط فبراير مقتل 17 جنديا بينهم 6 قضوا لاسباب غير قتالية فيما قتل اربعة اخرون ومترجمهم بتفجير عبوة ناسفة بمدينة الموصل شمالي العراق كما قتل جنديان اخران في الموصل لتكون المحافظة الاكثر في عدد القتلى تلتها ديالى التي شهدت سقوط 3 قتلى ثم بغداد وتفرق بقية القتلى على اماكن مختلفة .

وشهد شهر اذار مارس انخفاضا كبيرا بعدد القتلى وصل الى 9 قتلى، بينهم خمسة لاسباب غير قتالية، توزعوا على محافظات بغداد بواقع 3 قتلى واثنان في صلاح الدين واثنان في الانبار وواحد في الموصل وواحد في مدينة الاسكندرية .

لكن حصيلة قتلى القوات الامريكية عاودت الارتفاع خلال شهر نيسان ابريل الذي شهد مقتل 19 جنديا بينهم 6 لاسباب غير قتالية ، حيث قتل خمسة جنود بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في الموصل ، فيما شهدت الانبار سقوط ستة اخرين في حوادث متفرقة وفي بغداد قتل اثنان وفي صلاح الدين مثلهما وتوزع الاخرون على محافظات الديوانية  وكربلاء وكركوك فيما توفي جندي واحد في مستشفى عسكري .

وكان شهر ايار مايو الاكثر دموية منذ شهر سبتمبر من العام 2008، كما تعد حصيلة هذا الشهر من القتلى هي الاكثر على الاطلاق خلال العام 2009 اذ بلغت فيه خسائر القوات الامريكية 25 قتيلا بينهم 13 لاسباب غير قتالية.

وسقط خمسة من هؤلاء الجنود على يد زميل لهم في حادث اطلاق نار بمعسكر الحرية قرب مطار بغداد، فيما قتل 3 اخرون بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الدورة جنوبي بغداد التي قتل فيها ثلاثة جنود اخرون ليصبح مجموع من قتل في بغداد 11 جنديا ، وشهدت صلاح الدين سقوط 4 قتلى والموصل 3 قتلى فيما قتل اثنان في ذي قار واثنان في البصرة واثنان في الانبار وواحد في مستشفى عسكري.

ثم عاودت خسائر القوات الامريكية الانخفاض مرة اخرى خلال شهر حزيران يونيو حتى وصلت الى 15 قتيلا بينهم  خمسة سقطوا في حوادث غير قتالية .

وقتل في العاصمة بغداد 7 جنود بينهم اربعة في يوم واحد بانفجار عبوة ناسفة فيما شهدت محافظة صلاح الدين مقتل جنديين والانبار جندي واحد وكركوك جندي واحد والموصل جندي واحد والسماوة جندي واحد فيما لم تحدد اماكن مقتل الجنود الاخرين .

وكان يوم الثلاثين من حزيران يونيو الاهم على مستوى تسلم الملف الامني ، اذ شهد انسحاب القوات الامريكية من المدن بموجب الاتفاقية الامنية التي وقعت بين العراق والولايات المتحدة والذي سمي بيوم السيادة الوطنية.

وانخفضت خسائر القوات الامريكية الى النصف خلال شهر تموز يوليو مقارنة بشهر حزيران يونيو الذي سبقه فقد بلغت حصيلة قتلى الجيش الامريكي خلال هذا الشهر، وبعد انسحابها من المدن العراقية، 8 قتلى فقط  ثلاثة منهم قضوا لاسباب غير قتالية .

وقتل خلال هذا الشهر ثلاثة جنود في عملية قصف بقذائف الكاتيوشا إستهدفت قاعدة العمليات الطارئة في البصرة، كما قتل اثنان في العاصمة بغداد وواحد في الانبار والاخر في سلمان باك ولم يحدد مكان مقتل الجندي الثامن.

وواصلت حصيلة قتلى القوات الامريكية الانخفاض لتصل خلال شهر اب اغسطس الى ادنى مستوى لها منذ دخول هذه القوات الى العراق في العام 2003 حتى ذلك الحين، حيث بلغت خسائر القوات الامريكية خلال هذا الشهر سبعة قتلى فقط 3 منهم توفوا لاسباب غير قتالية .

وسقط 3 من هؤلاء في العاصمة بغداد وواحد في بابل واخر في الديوانية ولم يحدد مكان مقتل اثنين اخرين .

وشهد شهر ايلول سبتمبر زيادة طفيفة عن شهر اب اغسطس حيث بلغت خسائر القوات الامريكية 10 قتلى بينهم ستة لاسباب غير قتالية.

وقتل اربعة جنود من هؤلاء في محافظة صلاح الدين بينهم 3 في يوم واحد بانفجار عبوة ناسفة في قضاء بيجي والاخر في حادث تحطم مروحية قرب قاعدة بلد، وفي بغداد قتل جنديان ومثلهما في ديالى وجندي في واسط والاخر توفي في قاعدة امريكية في الكويت .

وفي تشرين الاول اكتوبر قتل 9 جنود بينهم سبعة لاسباب غير قتالية ، حيث قتل في العاصمة بغداد 3 جنود وفي الموصل اثنان وفي البصرة واحد واخر في ذي قار وجندي في بابل ولم يحدد مكان مقتل الاخير .

وفي تشرين الثاني نوفمبر قتل 11 جنديا بينهم 8 في حوادث غير قتالية ، سقط اثنان منهم في حادث تحطم مروحية في تكريت بمحافظة محافظة صلاح الدين التي كانت حصتها 3 قتلى وتوزع الاخرون على محافظات بغداد وبابل وديالى والانبار وواسط والبصرة والموصل ولم يحدد مكان مقتل احد الجنود .

وفي شهر كانون الاول ديسمبر قتل اربعة جنود جميعهم نتيجة حوادث غير قتالية ثلاثة منهم في بغداد والاخر في كركوك ، ليكون بذلك شهر كانون الاول ديسمبر الشهر الاقل في حصيلة القتلى منذ 2003.

وما يزال شهر تشرين الثاني نوفمبر من العام 2004 يحتفظ بأعلى معدل للقتلى في صفوف الجنود الأمريكيين في العراق، والذي بلغ عددهم 137 جنديا.

وسقط 49 قتيلا منذ الاول من تموز يوليو بعد الانسحاب الامريكي من المدن ولغاية نهاية العام 2009 .

وكان من بين القتلى خلال 2009 ثلاث مجندات احدهما قضت في قاعدة في الكويت لاسباب غير قتالية وواحدة في الموصل والاخرى لاسباب غير قتالية في ديالى ، في حين كان عدد المجندات اللواتي قتلن في عام 2008 قد وصل الى 9 مجندات.

ولم يشهد العام 2009 مقتل اي جندي من جنسيات اخرى سوى جندي بريطاني واحد قتل باطلاق نار عرضي في البصرة خلال شهر شباط فبراير ، بينما شهد عام 2008 مقتل اربعة بريطانيين ثلاثة في البصرة والرابع في بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/شباط/2010 - 5/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م