رهينة بيد السعودية ويتهمون الآخرين بالعمالة!

جمال الخرسان

رغم انها كانت في الماضي تشكل ظاهرة دأب عليها البعض واقتات عليها كثيرا الا انها طفت للسطح في الاونة الاخيرة بشكل فاضح نتيجة للاجواء الساخنة التي تعيشها الساحة العراقية المقبلة على انتخابات برلمانية لها طابع خاص.. انها باختصار ظاهرة التخوين التي تعود جذورها الى 1963 وربما كانت قبل ذلك.

الملفت ان هؤلاء الذين يرجعون كل ما يحدث في العراق الى المطبخ الايراني ويتجاوزون اكبر سفارة في العالم لاكبر دولة في هذا الكون تتوسط العاصمة العراقية بغداد ولها ترسانة عسكرية في العراق بامكانها اسقاط جميع الانظمة الحاكمة في الشرق الاوسط.

لقد اختزل الخطاب السياسي لبعض المرشحين وكذلك بعض المستبعدين عن الانتخابات فقط وفقط في القاء اللوم على ايران وعلى الخصوم الاخرين.. ذلك وحده كافيا في تصورهم لضمان الفوز في الانتخابات دون الحاجة الى برنامج انتخابي يراعي اولويات المرحلة.

هل جاء ذلك الخطاب كغطاء للاخطاء التي وقعت فيها تلك القوى، وغطاء على القرارات والمواقف الخاطئة التي اتخذت من قبلها ؟ خصوصا وان بعض هؤلاء اخذ فرصته في قيادة الدولة العراقية لفترة من الزمن.

واذا لم يكن ما تقدم اذن فما هو المبرر لبعض القوائم الانتخابية التي تسير بذات الاتجاه... ما هو المبرر لهؤلاء في اعادة انتاج الخطاب السقيم والعودة للتخوين وإلقاء جميع الازمات والكوارث على شماعة البعبع الايراني ؟!!!

ما يثير الانتباه ان ذلك الخطاب وليد مدرسة واحدة... تتغير الوجوه وتتعاقب الحقب الزمنية لكن الخطاب يكرر نفسه والعقدة تعيد ذاتها من جديد... كان صدام حسين يتهم حزب الدعوة بالعمالة لايران رغم ان الحزب تأسس قبل انتصار الثورة الايرانية! ويرمي جميع من يتمرد عليه او كل من يمارس طقسا دينيا حتى لو كان بعيدا عن السياسية يرميه بنفس التهمة التي تقود للاعدام! وتعيد نفسها تلك العقدة عند البعض بشكل يدعو للاشمئزاز.

ولو صدقنا تلك التهمة جدلا وتماشينا معها فان الطرف الاخر وخصوصا من يرفعون لافتة عمالة خصومهم لايران ويريدون احتكار الوطنية انهم من جهتهم لا ينكرون كونهم عملاء للمحور السعودي الذي يبحث له عن اوراق نفوذ يصفي من خلالها حساباته مع ايران بعيدا عن المصلحة العراقية!

وهكذا طالما اصبح الجميع سواسية في لغة الاتهامات فعلى ماذا اذن يتمايز بعض على بعض آخر؟! لقد رمتني بدائها وانسلت! ذلك لسان حال العديد من القوى السياسية التي استهدفها خطاب التخوين.

* كاتب عراقي

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/شباط/2010 - 3/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م