شؤون صينية: التنّين يُطيح بألمانيا ويخترق أصول أمريكية

 

شبكة النبأ: أطاحت الصين بألمانيا العام الماضي وتصدرت قائمة الدول المصدرة وفق ما كشفت الأرقام الرسمية الألمانية، فيما أعلنت بكين أن التجارة الخارجية الصينية حققت نمواً بنسبة 44.4 في المائة في يناير/كانون الثاني 2010 على أساس سنوي.

وفي الوقت نفسه أعلن صندوق الثروة السيادي الصيني عن موجة شراء لأسهم الشركات الأمريكية في العام المنصرم بلغ اجماليها 9.6 مليار دولار.

ومن جانب آخر بلغ الدخل الفردي الذي حققه سكان بكين للمرة الاولى، عشرة الاف دولار في 2009، ما ادخل سكان العاصمة الصينية الى ناد محدود يقتصر على عدد قليل من المدن الصينية.

تفصيلاً، كشفت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الفيدرالي الألماني حول حجم التجارة العالمية خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي أن تراجع الصادرات الألمانية بنسبة 18.4 في المائة خلال العام 2009، مقارنة بالعام السابق، ما يعد أكبر تراجع خلال عام واحد منذ عام 1950.

وبلغت صادرات ألمانيا، التي تعد أكبر اقتصاد أوروبي، 1.12 تريليون دولار، مقارنة مع 1.20 تريليون دولار، إجمالي الصادرات الصينية خلال الفترة نفسها.

ورغم هذا التراجع في الصادرات، إلا أن ألمانيا لا تتطلع لخسارة لقب أكبر الدول المصدرة في العالم كضربة قاسية، ذلك أن الصين كانت تسير على مسار كسب اللقب منذ سنوات.

غير أن خسارتها للقب قد تعكس بعض الانتقادات الدولية للحكومة الألمانية لعدم بذل المزيد من أجل تحفيز الطلب المحلي، خصوصاً مع تراجع الواردات الألمانية بنسبة 17.2 في المائة عن العام السابق، ما يعني أن نسبة التراجع في الواردات تكاد تعادل نسبة التراجع في الصادرات.

على أن ألمانيا قد تسترد الصدارة بعد حساب الصادرات في ديسمبر/كانون الأول، وهو الشهر الذي شهد زيادة كبيرة في الصادرات الألمانية، مواصلة زيادتها للشهر الرابع على التوالي. بحسب رويترز.

وكانت الصين قد قالت في وقت سابق إن صادراتها ارتفعت بنحو 18 في المائة في ديسمبر/كانون الأول، حيث بلغت صادراتها من السلع 957 بليون دولار في الشهور العشرة الأولى من عام 2009 فيما صدّرت ألمانيا بضائع بـ 917 بليوناً في الفترة ذاتها، لتواصل الصين صعودها إلى مصاف القوى الاقتصادية العظمى.

وقال فرد فرانكيل، رئيس قسم السياسة الاستثمارية في شركة "بيكون تراست": "التركيز على مجموعة السبع، خلال خمس سنوات من الآن، لن يكون بذات أهمية التركيز على مجموعة الاثنين، وتضم الولايات المتحدة والصين."

موجة شراء لأصول أمريكية

وخالفت الاسهم الصينية توجه الاسواق الامريكية التي تراجعت بسبب المخاوف من مشاكل الديون في اوروبا، وارتفع مؤشر الاسهم الرئيسي في شنغهاي بفضل ارتفاع اسهم شركات التعدين. واغلق مؤشر شنغهاي المجمع في نهاية تعاملات الثلاثاء بارتفاع نصف نقطة مئوية.

في الوقت نفسه اعلن صندوق الثروة السيادي الصيني عن موجة شراء لاسهم الشركات الامريكية في العام المنصرم بلغ اجماليها 9.6 مليار دولار.

واشترت هيئة الاستثمار الصينية انصبة صغيرة في عدة شركات كبيرة، مثل كوكاكولا وابل وجوديير، حسب استراتيجيتها لتفادي لفت الانتباه وتجنب عمليات الاستحواذ الحساسة سياسيا.

الا ان الكشف عن عمليات الشراء تلك يشير الى تزايد الدور الدولي للجناح للاستثماري للصين الذي يدير جزءا من احتياطياتها الاجنبية البالغة 2.4 تريليون دولار.

وكشفت الهيئة عن مشترياتها ضمن الاجراء السنوي الذي تتطلبه لجنة الاسهم والسندات الامريكية بالنسبة للاسهم المسجلة في الاسواق الامريكية.

ويدير الصندوق السيادي الصيني 200 مليار دولار، يخصص ثلثها للاستثمار في الخارج، واشترت الهيئة اسهما في شركات تعدين ونفط وشركات مالية كبرى.

وكان اكبر نصيب كشف عنه هو حصة في شركة التعدين الكندية تك ريسورسز انك بقيمة 3.5 مليار دولار. بحسب رويترز.

ويقوم الصندوق بدور المستثمر السلبي، اي الذي يشتري حصصا صغيرة دون اهتمام بالاستحواذ، تفاديا لتكرار الازمة التي وقعت عام 2005 عندما حاولت شركة البترول الوطنية الصينية شراء شركة يونوكال كورب الامريكية واعترض نواب امريكيون على الصفقة باعتبارها تضر بالامن القومي الامريكي.

وتحتفظ الصين بالقدر الاكبر من احتياطياتها الاجنبية في شكل سندات خزانة امريكية وسندات دين حكومي امريكية اخرى، تعد امنة وان كانت قليلة العائد.

لأول مرة.. دخل فردي يفوق 10 آلاف دولار

من جانب آخر بلغ الدخل الفردي الذي حققه سكان بكين للمرة الاولى عشرة الاف دولار في 2009، ما ادخل سكان العاصمة الصينية الى ناد محدود يقتصر على عدد قليل من المدن الصينية.

واعلنت بلدية بكين على موقعها الالكتروني ان اجمالي الناتج الداخلي للفرد في بكين بلغ 68788 يوان العام الماضي، اي عشرة الاف دولار.

ونقلت وسائل الاعلام عن متحدث باسم البلدية تعليقه على الامر بالقول "ان ذلك يشكل مفترقا"، مضيفا ان "بكين اصبحت مدينة غنية الى حد ما".

وتنضم بكين بذلك الى مدينتين اقتصاديتين في جنوب وشرق الصين وهما كانتون وشنغهاي حيث بلغ اجمالي الناتج الداخلي للفرد 81233 يوان (حوالى 11700 دولار) و73124 يوان (10529 دولارا) على التوالي في 2008.

والنمو الاقتصادي المسجل في بكين العام الماضي، وهو 10,1%، تجاوز المعدل الوطني البالغ 8,7% وفق الوتيرة السنوية.

ووفرت صناعة الخدمات اكثر من ثلاثة ارباع الثروة التي حققها 17,5 مليون مقيم دائم في العاصمة.وبحسب احصاءات البلدية، فان الدخل الفردي المتوافر اعلى من المعدل ايضا.

وكان دخل الفرد يعادل 26738 يوان لسكان المدن مقابل معدل وطني من 17175 يوان (1771 يورو)، وفقا لاحصاءات اعلنها المكتب الوطني للاحصاءات الخميس.

اما سكان الريف في بلدية بكين الواسعة فسجلوا 11986 يوان للفرد في 2009 مقابل 5153 يوان على المستوى الوطني.

الإحباط الجنسي يسبب مشاكل اجتماعية

ومن ناحية أخرى نقلت وسائل إعلام حكومية صينية عن مسؤول محلي قوله ان الاحباط الجنسي بين العمال المهاجرين في اقليم جوانجدونج الجنوبي المزدهر في الصين يؤدي الى عدد من المشاكل الاجتماعية مما يستلزم معالجته.

يقيم في اقليم جوانجدونج القوة المحركة للصادرات الصينية نحو 30 مليون عامل مهاجر هم الاكثر في البلاد. ويترك كثير منهم زوجات وأزواج أو أطفالا في قراهم الاصلية سعيا وراء أجور أعلى بالمصانع مقارنة بالعمل الزراعي.

ونقلت صحيفة تشاينا ديلي عن زانج فينج رئيس اللجنة الاقليمية للسكان وتنظيم الاسرة في جوانجدونج قوله ان العمال المهاجرين يعانون من "كبح جنسي شديد".

وقال زانج "الامراض التي تنقل عن طريق الجنس تنتشر أسرع بين العمال المهاجرين الذين اهملت حياتهم الجنسية لفترة طويلة."

ويلجأ العديد من العمال المهاجرين الى راغبات المتعة اثناء الفترات الطويلة لابتعادهم عن ازواجهم."

ونقلت الصحيفة عن مسح في الاونة الاخيرة للعادات الجنسية للعمال المهاجرين أن ما يصل الى 36 في المئة من الرجال المتزوجين اصيبوا بكبح جنسي شديد.ولم تقتصر المشكلة على الرجال.

وقالت صحيفة تشاينا ديلي ان "النساء الصغيرات اللاتي هاجرن من مناطق ريفية حيث لا يوجد تعليم جنسي يصابون بصدمة ثقافية في المدن. وقد يتبعون خطى اصدقاء لهم بتبني موقف أكثر انفتاحا على الجنس."

وأضافت الصحيفة "تشير تقارير الى ان بعض النساء تعملن عارضات وينتهي الحال بنساء اخريات بالزواج لكنهن يقبلن زواج الزوج من امرأة ثانية أو عشيقة. وقد تذهب نساء اخريات الى حد المشاركة في صناعة الجنس عبر الانترنت مثل الدردشة مع الرجال على الانترنت وهن عاريات."

الانترنت منبر للمواطنين وتهديد للنظام

عبرَ سماحها باستخدام الانترنت، أتاحت الصين للملايين من مواطنيها التعبير عن آرائهم اكثر من اي وقت مضى، لكن النظام الشيوعي يمارس اليوم رقابة متزايدة على 360 مليون مستخدم صيني للانترنت وشبكاتها الاجتماعية التي لا تنفك تتزايد.

وفي اكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان (1,3 مليار نسمة)، وحيث يسيطر الحزب الشيوعي على مقاليد الحكم منذ 60 عاما، اصبحت الشبكة العنكبوتية في السنوات الاخيرة المنبر الاول لاسماع صوت السخط الشعبي والسياسي.

واظهر تقرير نشرته مؤخرا اكاديمية العلوم الاجتماعية في الصين ان المواضيع الاكثر تداولا بين الصينيين على الانترنت في 2009 كانت تلك المتعلقة ب"حماية حقوق المواطنين والاشراف على طريقة استخدام السلطات للقوة، والحفاظ على النظام العام وتعزيز الاخلاق العامة". بحسب رويترز.

وفي صدارة هذه القائمة قضية الشابة دينغ يوجياو التي لوحقت بتهمة قتل مسؤول محلي في مدينة هوبيي (وسط) ولكنها اكدت انها كانت في حالة دفاع مشروع عن النفس. وقد ساهمت الحملة التي نظمها مستخدمو الانترنت لصالحها في تجنيبها الملاحقة.

واكد الباحثون في اكاديمية العلوم الاجتماعية في الصين زو هواخين وشان خويغانغ وهو جيانغشون ظهور "طبقة جديدة ممن يعبرون عن آرائهم".

واوضحوا في تقريرهم انه "عندما تنفجر قضية ما، تبرهن هذه الطبقة الجديدة دوما عن تأثيرها الهائل على الرأي العام".

الا ان الحكومة تمارس على مستخدمي الانترنت مراقبة مشددة تجنبا لاي خروج عن الحدود المرسومة واحتواء لاي نقمة شعبية محتملة.

وفي 2009 اغلقت الحكومة عشرات الاف المواقع الالكترونية تحت شعار مكافحة الاباحية واعتقلت اكثر من خمسة الاف شخص ومنعت الوصول الى العديد من شبكات التواصل الاجتماعي والمنتديات الحوارية. ومن ابرز المواقع التي طالتها هذه الاجراءات: يوتيوب في ايار/مايو وتويتر وفايسبوك في تموز/يوليو اثر اعمال الشغب الدموية التي اندلعت في اقليم شينجيانغ.

وفي هذا الاقليم الواقع في شمال غرب البلاد عمدت السلطات الصينية بكل بساطة الى قطع خدمة الانترنت بشكل تام.

ويؤكد رينو دي سبينس الخبير في وسائل الاعلام الحديثة في الصين ان "هذا الامر يظهر بالتأكيد العلاقة التي تقيمها السلطة بين الانترنت ومخاطر الانفجار" الاجتماعي.

الجفاف يصيب ربع مليون صيني

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية الصينية ان منطقة جوانجشي المنتجة للسكر في جنوب الصين تعاني من جفاف مطوّل أدى الى ترك نحو ربع مليون شخص بلا مياه للشرب.

وقالت وكالة انباء الصين الجديدة /شينخوا/ نقلا عن السلطات المحلية ان المناطق الجبلية في غرب وشمال غرب جوانجشي والتي تتقاسم الحدود مع فيتنام لم تسقط عليها امطار كافية منذ اغسطس اب الماضي.

واضاف التقرير ان 240 الف شخص على الاقل و110 الاف رأس ماشية ليس لديهم مياه شرب كافية. بحسب رويترز.

ونقلت عن مسؤول اغاثة قوله ان "الحكومات المحلية ارسلت شاحنات مياه الى تلك القرى التي تعاني من نقص حاد."اننا ننظم السكان المحليين لحفر ابار وتحويل المياه من مناطق اخرى الى المناطق التي تعاني من الجفاف."

وقال تجار لرويترز في ديسمبر كانون الاول انهم يقدرون ان انتاج السكر في جوانجشي وهي اكبر منطقة منتجة للسكر في الصين سيهبط نحو 300 الف طن من انتاج عام 2008 الذي بلغ 7.63 مليون طن. وتنتج جوانجشي 60 في المئة من انتاج الصين من السكر الذي وصل في مجمله الى 12.43 مليون طن في 2008.

ون يحذر من التحديات مع الاستعداد لاستقبال عام جديد

ونبّه رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو شعبه الى ضرورة الحفاظ على "عقل واع" بشأن التحديات التي تنتظر البلاد في العام الجديد وذلك في الوقت الذي استعدت فيه الصين لاستقبال عام النمر باحتفالات صاخبة يوم السبت.

ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) عن ون قوله في تصريحات نشرت في الصحف الرئيسية ان "الصين ستواجه في 2010 وضعا اكثر تعقيدا في الداخل والخارج."

وقال ان على الناس "الحفاظ على عقل واع وشعور قوي بالقلق بشأن التخلف" عن الركب.

واضاف انه يجب اعطاء الاولوية "لاستمرار اعتبار التنمية الاقتصادية المهمة الاساسية.. وتعزيز الاصلاح والانفتاح بقوة.. وتحسين الرد على الازمة المالية العالمية من اجل الحفاظ على تنمية اقتصادية مطردة وسريعة نسبيا."

ورفعت الصين مستوى الاحتياطيات التي يتعين على البنوك امتلاكها للمرة الثانية هذا العام يوم الجمعة مثيرة قلق الاسواق المالية عشية عطلة السنة الجديدة باظهار عزمها على الحد من الاقراض والتضخم.

وقال ون "جمع ما نفعله يهدف الى تمكين الناس من ان يعيشوا حياة اكثر سعادة وكرامة."

ونما الاقتصاد الصيني 8.7 في المئة سنويا العام الماضي وهي نسبة تزيد كثيرا عن اي من الهياكل الاقتصادية القوية مما زاد الطلب على كل شيء من النحاس التشيلي الى خام الحديد الاسترالي.

وقال بائع خضروات ببكين يدعى لو تشينمي "الاسعار ترتفع والزبائن قلقة من التضخم لكني خفضت الاسعار اليوم كي اعود الى المنزل مبكرا."

وقضى الرئيس الصيني هو جين تاو امس في زيارة المستثمرين التايوانيين في اقليم فوجيان بجنوب شرق الصين.

ويستثمر التايوانيون مليارات الدولارات في الصين منذ بدء الوفاق بين الجانبين في الثمانينات تحفزهم على ذلك الثقافة واللغة المشتركتين.

وانفصلت تايوان عن الحكم الصيني منذ اندلاع حرب اهلية انتهت بفوز الشيوعيين عام 1949.

وزاد تحسن العلاقات في اعقاب انتخاب ما ينج جيو الذي يبدي ودا تجاه الصين رئيسا لتايوان عام 2008 ووقع سلسلة من الاتفاقات التاريخية في مجال التجارة والسياحة مع بكين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 17/شباط/2010 - 2/ربيع الأول/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م