نووية إيران تثير التشاؤم في الغرب والقلق في الخليج

احتمالات بدء سباق نووي في الشرق الأوسط

 

شبكة النبأ: طالبَ الأميركيون والأوربيون الذين يتفاوضون منذ سنوات مع إيران حول برنامجها النووي، السبت الماضي هذا البلد بترجمة أقواله إلى أفعال، معربين عن تشكيكهم في حصول انقلاب في موقف طهران حيال تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج.

واعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز أن الأنشطة الذرية الإيرانية اليوم تمثل "اكبر مصدر للقلق بالنسبة إلى الأمن المشترك". وأوضح الجنرال الأميركي السابق أن "سباقا على التسلح النووي في الشرق الأوسط اضافة الى الانتشار (العسكري النووي) المتزايد في العالم اصبح على المحك".

ومن جهة أخرى اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمام مجموعة من الدبلوماسيين والخبراء ان اتفاقا "نهائيا" حول تبادل اليورانيوم مع ايران لمفاعلها للابحاث في طهران بات في متناول اليد.

وكانت إيران أفشلت في تشرين الاول/اكتوبر الماضي عرضا لنقل اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب الى روسيا لمعالجته ثم الى فرنسا، قبل ان يعاد الى ايران لتلبية حاجات مفاعلها للابحاث في طهران.

وبدا ان ايران وافقت على مبدأ التبادل قبل ان تعود عنه، الى ان اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء ان بلاده لا تزال على استعداد لتبادل قسم من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب (3,5%) مقابل وقود عالي التخصيب (20%) مخصص لمفاعلها للابحاث.

وقال الجنرال جونس دون التعليق على تراجع محتمل في الموقف الايراني ان "السباق الى التسلح النووي في الشرق الاوسط والانتشار (النووي) يطرحان تحديا". واضاف "على طهران ان تتحمل مسؤولياتها والا تعرضت لعقوبات اشد وربما الى مزيد من العزلة". بحسب فرانس برس.

واعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي لم يقدم اليه اي اقتراح جديد حول البرنامج النووي الايراني خلال لقائهما السبت في ميونيخ. وقال امانو اثر هذا الاجتماع "لم نتلق اقتراحا جديدا. لقد تبادلنا وجهات النظر. الحوار يتواصل وينبغي تسريع وتيرته، هذا هو المهم".

وكان متكي اعلن في وقت سابق انه عقد "اجتماعا جيدا جدا" مع مدير الوكالة الذرية من دون ان يتطرق الى مضمونه. وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس واضحا السبت في انقرة عندما اعلن "انه لا يشعر" بانه بات وشيكا عقد اتفاق مع ايران رغم هذه التصريحات الجديدة.

وفي ميونيخ، لم يخف وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي بدوره تشاؤمه ودعا الى الحزم. وقال ان "يدنا تبقى ممدودة، لكن لم نحصل على جواب حتى اليوم"، مذكرا بعروض التعاون التي قدمت لايران من جانب الدول الست الكبرى (المانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين) والاتحاد الاوروبي المكلفة التفاوض مع طهران.

بايدن: الحكومة الايرانية تبذر بذور دمارها

ومن جهة أخرى قال جو بايدن نائب الرئيس الامريكي ان الحكومة الايرانية "تبذر بذور دمارها" من خلال التشبث بالسلطة في مواجهة الاضطرابات المعادية للحكومة.

وأضاف بايدن متحدثا مع محطة (ام.اس.ان.بي.سي) ان الحكومة الايرانية " فقدت مصداقيتها الاخلاقية في بلادها وفي أنحاء المنطقة" حينما استخدمت العنف في اخماد الاحتجاجات الاخيرة.

وتابع قائلا "اننا نتحرك مع العالم بما فيه روسيا والاخرين من أجل فرض عقوبات عليهم.. أعتقد أننا تحركنا في الاتجاه الصحيح بطريقة محسوبة."

وبالمقابل أعلن الرئيس الإيراني، محمود احمدي نجاد، أن إيران أنتجت الكمية الأولى من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة من مفاعل نتتز النووي، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام مئات آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في "ساحة الحرية" وسط طهران للاحتفال بذكرى مرور 31 عاماً على انتصار الثورة الإسلامية.

ووجه نجاد كلمة إلى شعوب المنطقة وحكامها قال فيها: "كونوا حذرين لأن الفكر الرأسمالي وصل إلى طريق مسدود، وهذا الحضور الشعبي الإيراني يؤكد وضع ختم النهاية على هذا الفكر المعادي للإنسانية."

وأضاف: "وصلوا إلى نهاية الطريق وهم يريدون رمي الكرة لساحة اليمن ومناطق أخرى للخروج من أزماتهم ولكن كلما زادوا من ظلمهم كلما تعرقلت مسيرتهم، هؤلاء لا يمكن لهم أن يواجهوا الشعب الإيراني وسيحاولون إيجاد الفتن لأنها اللحظات الأخيرة للنظام الرأسمالي."

واستعرض نجاد مسيرة المفاوضات النووية مع الغرب، فقال إن الدول الكبرى حاولت منع إيران من تخصيب اليورانيوم وتطوير قدراتها، مضيفاً أن بلاده أعربت عن استعدادها لمبادلة اليورانيوم لكن الغرب حاول فرض شروطه، وهي أمور لم تقبلها طهران.

وتحدث نجاد عن "منجزات" النظام الإيراني، ومنها التطور العلمي والتقني والاقتصادي، كما تطرق إلى الوضع في العراق قائلاً إن حزب البعث لن يعود إلى السلطة.

وكان أنصار المعارضة الإصلاحية الإيرانية قد قالوا إن طهران قامت بقطع وسائل الاتصال الإلكتروني مع العالم الخارجي، استباقاً لتحركات متوقعة للمعارضة الخميس، بالتزامن مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية على نظام الشاه السابق، فتعطلت خدمة الرسائل القصيرة وشهد استخدام الإنترنت مصاعب عديدة.

وقال أحد الإيرانيين، في رسالة عبر البريد الإلكتروني لـCNN، استغرق إرسالها سبع ساعات، إنه راجع إدارة خدمات الإنترنت، فذكروا أن الوضع "خارج عن سيطرتهم."

ونشر موقع إلكتروني إيراني حديثاً لأحد مسؤولي شبكات الاتصال في البلاد، ذكر فيه أن طهران تعتزم تعليق خدمات بريد غوغل الإلكتروني "جي ميل" Gmail، مشيراً إلى أن ذلك يمثل "فرصة للأمة للسير باتجاه توفير نظام بريد إلكتروني خاص ووضع الثقة في الإدارة والنظام ووقف الاعتماد على الأجانب."

وفي الإطار عينه، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية "فارس" أن الذين يتحدون قرار حظر المظاهرات الاحتجاجية خلال إحياء ذكرى انتصار الثورة "سيتعرضون للسجن حتى احتفالات عيد النيروز (رأس السنة الفارسية) في التاسع من أبريل/نيسان المقبل."

أمريكا تريد فرض عقوبات على إيران خلال أسابيع

ولاحقاً، قالت الولايات المتحدة انها تريد استصدار قرار بتوقيع عقوبات من مجلس الامن التابع للامم المتحدة "في غضون أسابيع" فيما توسعت ايران بدرجة أكبر في برنامجها النووي في تحد للضغوط الدولية المتنامية.

وذكرت ايران التي تنفي أن يكون لبرنامجها النووي أي أغراض عسكرية يوم الاحد أنها ستنتج يورانيوم مخصبا الى مستوى 20 في المئة من أجل مفاعل أبحاث في طهران يصنع النظائر المشعة لمرضى السرطان.

وسارعت القوى الكبرى بالفعل من ايقاع محادثاتها بشأن التحركات القادمة. وبعثت روسيا بأقوى اشارة حتى الان بأنها قد تؤيد فرض مجموعة رابعة من العقوبات من جانب الامم المتحدة على البرنامج النووي الايراني.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس لشبكة تلفزيون فوكس نيوز الاخبارية "أعتقد أن الامر سيستغرق بعض الوقت.. أقول أسابيع وليس شهورا لنرى اذا لم نستطع استصدار قرار اخر من مجلس الامن الدولي."

ورغم نفي ايران تخشى القوى الغربية من ان تكون طهران تقوم بتخصيب اليورانيوم مع تطلعها لصنع أسلحة نووية.

ونقل التلفزيون الحكومي عن علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية قوله ان "تخصيب (اليورانيوم) بنسبة 20 بالمئة بدأ في منشأة نطنز تحت اشراف (الوكالة الدولية للطاقة الذرية)."

وجاءت هذه الخطوة عقب فشل في الاتفاق مع قوى كبرى من بينها روسيا بشأن مبادلة مقترحة للوقود النووي ترسل ايران بموجبها أغلب اليورانيوم منخفض التخصيب لديها الى الخارج مقابل الحصول على قضبان وقود نقي بنسبة 20 بالمئة لمفاعلها. وتخصب ايران اليورانيوم في الوقت الحالي الى مستوى 3.5 في المئة.

وقال صالحي ان ايران قامت بتركيب 164 من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم وذلك لانتاج الوقود المخصب بنسبة 20 في المئة. وذكرت وكالة الطلبة للانباء أن صالحي قال ان قدرة الانتاج تتراوح بين ثلاثة وخمسة كيلوجرامات في الشهر أي ما يفوق حاجة المفاعل في طهران وهي 1.5 كيلوجرام.

ورغم ان صنع قنبلة نووية يحتاج الى يورانيوم مخصب بدرجة نقاء تبلغ 90 في المئة فان الوصول الى 20 في المئة يمثل خطوة كبيرة لان عملية التخصيب لمستوى منخفض هي أكثر المراحل استهلاكا للوقت واصعب مرحلة في هذه العملية.

وايران ليس لديها في الوقت الحالي محطات طاقة نووية قادرة على استخدام يورانيوم منخفض التخصيب قامت بانتاجه بالفعل وتفتقر ايضا الى التكنولوجيا اللازمة لتحويل اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20 في المئة الى قضبان وقود تحتاج اليها في تشغيل مفاعل نووي يستخدم في الاغراض الطبية.

لا اتفاق قريب مع إيران

وشككَ وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس في انقرة في قرب التوصل الى اتفاق مع ايران حول الوقود النووي. وقال غيتس للصحافيين "لا اشعر باننا قريبون من التوصل الى اتفاق".

واضاف "اذا قررت ايران قبول اقتراح مجموعة خمسة زائد واحد، عليها ان تبلغ ذلك الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وكان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اعتبر الجمعة في ميونيخ ان "اتفاقا" نهائيا حول تبادل اليورانيوم مع ايران لمفاعلها للابحاث في طهران بات وشيكا. لكن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني قال السبت ان الغربيين يريدون "خداع" ايران. ونقلت عنه وكالة مهر قوله "انهم (الغربيون) يقولون عليكم ان تتبعوا النهج الذي حددناه للتزود بالوقود لتشغيل مفاعل طهران والا ستعاقبون". واضاف "لكنهم يعلمون انها خدعة سياسية وانهم يريدون انتزاع اليورانيوم المخصب منا".

وتابع غيتس "الحقيقة انه كلما طالت الامور وكلما واصل (الايرانيون) تخصيب (اليورانيوم)، تراجعت قيمة الاقتراح الذي تقدمت به طهران في ما يتصل ب(برنامجها) للابحاث كضمان تعطيه للمجتمع الدولي".

وقال ايضا "ثمة كمية متزايدة من اليورانيوم الضعيف التخصيب يتم انتاجه (في ايران). اذا، في حال ارادوا الموافقة على اقتراح مجموعة خمسة زائد واحد (الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الايراني)، فان هذا الامر يجب ان يتم في اسرع وقت".

واوضح وزير الدفاع الاميركي ان "جهدا ينبغي ان يبذل لبحث (هذا الامر) مع الصين" التي تبدي ترددا حيال فرض عقوبات جديدة على طهران. واضاف "لا اعتقد ان الباب اغلق" للتوصل الى اتفاق مع بكين، لكنه تدارك انه يدلي بهذا الراي "فقط لانني متفائل بطبيعتي".

وفي ميونيخ حيث ينعقد المؤتمر السنوي ال64 حول الامن اعلن جيمس جونز مستشار الامن القومي الاميركي السبت ان البرنامج النووي الايراني والتساؤلات التي يطرحها يشكلان اليوم اول مصدر قلق على الامن الجماعي.

وقال الجنرال الاميركي السابق انه بسبب هذه القضية "فان السباق على التسلح النووي في الشرق الاوسط وتصاعد وتيرة الانتشار (النووي العسكري) في العالم على المحك. ولا ارى في الوقت الراهن قلق اكبر من ضمان امننا الجماعي".

ايران متفائلة بشأن تبادل اليورانيوم

ومن جهته أعلن منوشهر متكي وزير خارجية ايران ان ايران ترى احتمالات قوية للتوصل لاتفاق مع القوى العالمية بشأن مبادلة بعض من اليورانيوم الايراني المنخفض التخصيب بوقود من نوع اعلى يمكن استخدامه في مفاعل ينتج نظائر مشعة طبية.

ومثل هذه الاتفاقية يمكن ان تمثل انفراجا كبيرا في النزاع القائم منذ فترة طويلة بشأن البرنامج النووي الايراني ولكن لم يتضح ما اذا كانت الولايات المتحدة والدول الاخرى ستقبل شروط ايران.

وقال متكي امام مؤتمر ميونيخ الامني السنوي "انا شخصيا اعتقد اننا وفرنا ارضية مواتية لحدوث مثل هذا التبادل في المستقبل غير البعيد جدا."ولكنه اضاف انه يجب ان يكون متروكا لايران تحديد الكميات التي سيتم مبادلتها بناء على احتياجاتها.

ونوقشت صفقة مبادلة اليورانيوم لاول مرة العام الماضي بين ايران وست دول كبرى رأت انها وسيلة لضمان الا تخصب طهران مرة اخرى اليورانيوم الموجود لديها الى مستوى يجعل من الممكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. ولكن طهران التي تنفي اي نية لها لانتاج قنابل لم ترد بشكل ايجابي على هذا الاقتراح قبل الاسبوع الماضي.

وقال متكي انه سيناقش هذا التبادل يوم السبت مع الرئيس الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو على هامش مؤتمر ميونيخ. واضاف "نعتقد ان كل الاطراف اظهرت ارادتها السياسية لانجاز هذا التبادل" ولم يحدد دولا بالاسم.

وقال ان ايران ستسلم يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 في المئة وتحصل مقابل ذلك على يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل طهران الذي ينتج النظائر الطبية المشعة.

واضاف "هنا يجب ان يكون هناك ضمان لكل من الطرفين بان هذا (اليورانيوم المخصب بنسبة) 3.5 في المئة سيسلم بالتأكيد وان يورانيوم بنسبة 20 في المئة سيقدم بالتأكيد."

قنبلة إيران النووية ممكنة على الرغم من العقبات

وقالت دراسة جديدة ان ايران في طريقها لانتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب من أجل صنع أسلحة نووية على الرغم من المشكلات الفنية.

وقالت الدراسة التي أجراها مركز أبحاث يراقب الانتشار النووي ان الصعوبات الميكانيكية المتزايدة مع أجهزة الطرد المركزي تعني أن ايران على الاغلب لن يكون بمقدورها أن تنتج ما يكفي من الوقود الاقل درجة في التخصيب لتشغيل محطات الطاقة النووية المدنية لفترة طويلة.

وجاء هذا التقرير في الوقت الذي عدلت فيه ايران عددا من أجهزة الطرد المركزي لديها لتخصيب اليورانيوم الى درجة أعلى من المطلوب لتوليد الكهرباء مثيرة المخاوف الغربية بشأن نواياها.

وقالت الدراسة بناء على نتائج تفتيش الامم المتحدة ومعلومات مخابرات ان محطة التخصيب الايرانية الرئيسية في نطنز لاحقتها أعطال أجهزة الطرد المركزي وضعف الصيانة حيث تعمل الاجهزة في تخصيب اليورانيوم بما يقرب فقط من نصف طاقتها الاصلية.

واشارت الدراسة ايضا الى انخفاض بنسبة 20 في المئة في أعداد الاجهزة العاملة في العام الى نوفمبر تشرين الثاني بعد أن واصلت ايران التوسع المتهور لاغراض سياسية في المواجهة مع القوى العالمية التي تسعى الى كبح برنامج ايران النووي وفتحه بشكل كامل أمام تدقيق الامم المتحدة.

وقال دبلوماسي رفيع المستوى مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس انه لم تحدث "تغيرات كبيرة" في قدرة أجهزة الطرد المركزي العاملة منذ نوفمبر تشرين الثاني مرجحا أن تكون المشكلات الفنية عائقا أمام التوسع. بحسب رويترز.

وقالت الدراسة التي أعدها ديفيد أولبرايت وكريستينا فالروند من معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن "مشكلات ايران في برنامج أجهزة الطرد المركزي أكبر مما كان متوقعا العام الماضي."

واضافت "من غير المرجح أن تستخدم ايران أجهزة طرد مركزي للغاز بغرض انتاج اليورانيوم المخصب لمفاعلات الطاقة النووية المدنية (وهو الهدف المعلن لبرنامج ايران النووي) لفترة طويلة ان لم يكن أبدا خاصة اذا ما تواصلت العقوبات (التي فرضتها الامم المتحدة).

"كذلك فان أحد أكثر الدروس اللافتة للانتباه نتيجة مراجعة انجازات ايران في نطنز هو كيف أنه من غير الممكن تحقيق برنامج تخصيب تجاري مقابل القليل المطلوب لخلق قدرة تسليحية نووية.

"وبينما قد تستغرق ايران وقتا أطول من المتوقع لانتاج يورانيوم مناسب لصنع أسلحة نووية فان قليلين يعتقدون أنها ستفشل في هذه الجهود."

وقدرت أجهزة المخابرات الامريكية ان ايران لن تتمكن فنيا من الوصول الى التخصيب لمستوى صنع الاسلحة النووية قبل 2013.

انتكاسات تقنية تعيق البرنامج النووي الإيراني

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أن ايران تشهد انتكاسات مفاجئة في جهودها لتخصيب اليورانيوم وأن تقييمات تشير الى حدوث أعطال في معدات وصعوبات أخرى قد تقوض جهود الجمهورية الاسلامية للمضي قدما في برنامجها النووي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين سابقين وخبراء نوويين مستقلين قولهم ان مشاكل تقنية قد تعطل لكنها لن توقف على الارجح سعي ايران لامتلاك قدرات تسلح نووي.

وأضافت أنهم صرحوا بأن التعطيل قد يعطي الولايات المتحدة وحلفاءها المزيد من الوقت للضغط في سبيل التوصل لحل دبلوماسي للبرنامج النووي الايراني.

وتقول ايران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف لانتاج طاقة نووية سلمية لكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تشتبه بأن طهران تحاول تطوير قدرات تسلح ذري.

ويأتي تقرير واشنطن بوست حول تراجع قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم وسط تقارير أفادت بأن طهران تعتزم البدء في تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى في غضون أيام.

وتجري الولايات المتحدة محادثات مع قوى كبرى أخرى حول فرض عقوبات صارمة جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. وتحاول الدول دائمة العضوية في مجلس الامن وألمانيا التفاوض مع طهران حول البرنامج لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا. بحسب رويترز.

وفرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات على أربع شركات تقول ان لها صلات بالحرس الثوري الايراني وكذلك قائد ذراع البناء في الحرس. واستهدفت العقوبات شركات تشارك في تطوير قدرات ايران النووية والصاروخية.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن تقارير صادرة عن الامم المتحدة العام الماضي أظهرت تراجعا في انتاج المنشأة الايرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة نطنز.

وأضافت أن تقييما جديدا يستند على بيانات داخلية لمدة ثلاث سنوات من تفتيشات نووية تجريها الامم المتحدة يشير الى أن المشاكل الميكانيكية التي تواجهها ايران أكبر مما كان يعتقد.

وأوضحت أن مسودة دراسة أعدها ديفيد أولبرايت رئيس معهد العلوم والامن الدولي ذكرت أن أداء منشأة نطنز حتى نهاية عام 2009 بدا فقيرا لدرجة أنه لا يمكن استبعاد حدوث أعمال تخريبية لتفسير ذلك.

وذكرت الصحيفة أن تحليلا منفصلا سيصدر قريبا لاتحاد العلماء الامريكيين يناقش الاداء الضعيف لايران ويشير الى أن الاخفاقات قد تزيد من رغبة ايران في التوصل لاتفاق مع الغرب.

أمريكا تتوسع في دفاعاتها الصاروخية في الخليج

وقال مسئولون أمريكيون ان الولايات المتحدة تتوسع في انظمة الدفاع الصاروخي البرية والبحرية داخل وحول منطقة الخليج لمواجهة ما ترى انه تصعيد للخطر الصاروخي الايراني.

وقال المسؤولون ان هذا الانتشار يشمل التوسع في منشآت صواريخ باتريوت الدفاعية البرية في الكويت وقطر ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين الى جانب نشر سفن البحرية المزودة بانظمة الدفاع الصاروخي على مدى الضرب في البحر المتوسط وحوله. بحسب رويترز.

وكان الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الامريكية المسؤولة عن العمليات العسكرية في انحاء الشرق الاوسط قال في الشهر الحالي ان الولايات المتحدة وضعت ثماني بطاريات من صواريخ باتريوت على اراضي اربع دول خليجية لم يحددها.

وبدأ هذا الحشد في ظل حكومة بوش وتوسع في ظل الرئيس باراك اوباما الذي يضغط من اجل فرض جولة جديدة من العقوبات ضد ايران بشأن برنامجها النووي.

وقال المسؤولون ان التوسع يهدف لزيادة حماية القوات الامريكية وحلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الخليج.

وقال رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكي الاميرال مايك مولن في الشهر الماضي ان البنتاجون ينبغي ان يكون لديه خيار عسكري جاهز لمواجهة ايران في حالة ما اذا دعا الرئيس اوباما الى ذلك.

وقال المتحدث باسم مولن "اوضح رئيس هيئة الاركان مرات عديدة انه يشعر بالقلق من تهديد الصواريخ الباليستية الايرانية لكن من غير الملائم مناقشة اية اجراءات دفاعية نكون قد اتخذناها لردع وهزيمة هذا الخطر."

واعلن اوباما في العام الماضي عن نظام دفاعي صاروخي معدل يشمل نشر سفن من طراز ايجيس مزودة بصواريخ اعتراضية للمساعدة في الدفاع عن اوروبا وعن القوات الامريكية ضد الصواريخ الايرانية.

وقال البنتاجون انه يتصور الاحتفاظ بثلاث من السفن طول الوقت داخل وحول البحر المتوسط وبحر الشمال لحماية المناطق الهامة مع امكانية ارسال سفن اضافية الى المنطقة عند الحاجة.

وقالت حكومة اوباما ان قرار تغيير الخطط استند اساسا الى التطور التكنولوجي والى التغير في تقييم المخابرات من اجل مواجهة خطر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الذي تمثله ايران.

الصين: الدبلوماسية هي افضل السبل لحل النزاع مع ايران

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي ان ايران لم تغلق الباب أمام عرض بوساطة الامم المتحدة لارسال اليورانيوم الايراني للخارج للتخصيب وان الدبلوماسية تظل افضل الطرق لحل هذه القضية.

واضاف في مؤتمر للسياسات الامنية في ألمانيا "نعتقد ان ايران لم تغلق الباب تماما أمام اقتراح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الامداد بالوقود النووي."

وتابع "نعتقد ان افضل حل لهذا الموضوع يجب ان يكون من خلال الوسائل الدبلوماسية من اجل الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الخليج."

ويخشى الغرب من ان ايران تريد اكتساب قدرات لانتاج اسلحة نووية من وراء عملية التخصيب. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص فقط لتوليد الكهرباء لكنها فرضت قيودا على عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعرقلت تحقيقاتها في تقارير المخابرات التي تشير الى ان طهران اجرت ابحاثا على تصميمات قنابل ذرية. بحسب رويترز.

وقالت بكين ان ذلك يشير الى تحول في موقف ايران وهو ما يعني أن من الافضل مواصلة المفاوضات بدلا من مناقشة فرض عقوبات أشد ضد ايران.لكن دبلوماسيين قالوا ان ايران لم تنقل أي تغير في موقفها للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي تعزيز لموقف بكين قال الوزير ان الصين تريد عقد اجتماع اخر للدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن التابع للامم المتحدة بالاضافة الى ألمانيا " مجموعة خمسة زائد واحد" والتي تضم القوى الكبرى التي تحاول حل النزاع مع ايران لمناقشة القضية مجددا.

وقال "نعتقد ان من المهم جدا عقد حوار اخر (لمجموعة) خمسة زائد واحد" مضيفا انه يأمل في التوصل من خلال الحوار الى حل تقبله جميع الاطراف المعنية.وأضاف "أمامنا فرص لاستكشافها."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/شباط/2010 - 30/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م