
شبكة النبأ: أجمعَ رؤساء أجهزة
الاستخبارات الأمريكية خلال جلسة بالكونغرس على أن احتمالات تعرض
الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولات إرهابية خلال الأشهر القليلة
المقبلة في حكم المؤكد، وقالوا إن وقف تلك المخططات الهجومية مرهون
باعتقال كبار قيادات تنظيم القاعدة، التي تظل الخطر الأكبر على الأمن
الأمريكي الذي يواجه بدوره تنامي خطر التهديدات على أمن الشبكة
العنكبوتية.
وتزامناً مع مقررات مؤتمر اليمن في لندن، كشف تقرير سري عن انخراط
فرق عسكرية أمريكية وأجهزة استخبارات أمريكية في عمليات سرية مشتركة مع
القوات اليمنية، خلال الأسابيع الستة الماضية، لملاحقة القاعدة في
اليمن، أسفرت عن القضاء على ستة من 15 من أبرز قيادات حركة "القاعدة في
الجزيرة العربية.
فيما قال كبير الباحثين الأمنيين بمجلس العلاقات الخارجية أن صعود
اليمن يبيّن الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في التعامل مع
ظاهرة شبكات الإرهابيين الجهاديين العالميين. وعلّقَ بالقول "القوة
العظمى الوحيدة في العالم تلعب لعبة (واكا مول) مشيرا إلى لعبة تتمتع
بشعبية حيث يضرب اللاعبون وتداً فيهبط ويظهر لهم في مكان آخر...
وتخللَ جلسة لجنة مجلس الشيوخ التي شارك فيها مديرو وكالة
الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ومكتب التحقيقات الفيدرالية FBI،
ودينيس بلير، مدير الاستخبارات القومية، إلى جانب أجهزة الاستخبارات
الأخرى، جدل ساخن بين الأعضاء الجمهوريين والديمقراطيين حيال التهديدات
الأمنية التي تعترض البلاد وكيفية تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما
معها، تحديداً محاولة أعياد الميلاد الفاشلة لتفجير طائرة أمريكية.
بحسب سي ان ان.
ورغم إجماع قادة الوكالات الأمنية الأمريكية وهم: ليون بانيتا مدير
"سي آي أيه" وروبرت موللر، ودنيس بلير مدير الاستخبارات القومية، على
أن القاعدة تظل أكبر هاجس لأمن الولايات المتحدة، إلا أنهم لم يحددوا
خطراً بعينه يحدق بالبلاد.
وقال بانيتا: أكبر المخاوف التي تؤرقني ليلاً، هي هجمات تنفذها
القاعدة وحلفائها من الجماعات الإرهابية على الولايات المتحدة، لافتاً
إلى أن التنظيم تكيف مع التطورات الجارية وتبني أساليب موازية جعلت من
اكتشاف مخططاته أمراً صعباً، كما انتقل من إستراتيجية تسديد هجمات
كبيرة بمجموعة من المنفذين، إلى استخدام أفراد ليس لهم خلفية بالإرهاب.
واستشهد بمحاولة الطالب النيجيري، عمر الفاروق عبد المطلب، الذي
حاول تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في 25 ديسمبر/كانون الأول.
ويوجه الجمهوريون انتقادات حادة لأوباما لقرار توجيه الاتهام لعبد
المطلب أمام محكمة جنائية وعدم تصنيفه كعدو مقاتل، وقراءة حقوقه الأمر
الذي دفعه لالتزام الصمت وعدم التعاون مع السلطات الأمريكية.
قوات واستخبارات أمريكية لاقتناص وتصفية
القاعدة باليمن
وتزامناً مع انطلاق مؤتمر اليمن في لندن، كشف تقرير عن انخراط فرق
عسكرية أمريكية وأجهزة استخبارات أمريكية في عمليات سرية مشتركة مع
القوات اليمنية، خلال الأسابيع الستة الماضية، لملاحقة القاعدة في
اليمن، أسفرت عن القضاء على ستة من 15 من أبرز قيادات حركة "القاعدة في
الجزيرة العربية" وفقاً لما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" عن قيادات
أمريكية رفيعة، رفضت كشف هويتها.
وبدأت العمليات، التي وافق عليها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما،
قبل ستة أسابيع ويشارك فيها عشرات العناصر من "قيادة العمليات الخاصة
المشتركة" (JSOC) ، وتنحصر مهام القوة السرية في ملاحقة وتصفية
العناصر المشتبه بالإرهاب.
ويقول التقرير إن فريق الاستشاريين الأمريكيين لا يشارك في عمليات
المداهمة تلك، بل تنحصر مهامه في التخطيط لها، ووضع الإستراتيجيات
وتوفير الأسلحة والذخيرة، إلا جانب توفير المعلومات الاستخباراتية
الحساسة.
وكجزء من تلك العمليات، وافق أوباما على ضربة 24 ديسمبر/كانون الأول
الفائت التي استهدفت، فيما اعتقد حينها، اجتماعاً لأنور العولقي،
أمريكي من أصل يمني، مع عدد من القيادات الإقليمية للقاعدة، ورغم أن
العملية لم تستهدف العولقي ولم يقتل فيها، إلا أن أسمه أضيف إلى قائمة
مواطنين أمريكيين تستهدفهم "قيادة العمليات الخاصة المشتركة" أما
للاعتقال أو القتل.
ويبرز التقرير مدى التورط الأمريكي في اليمن، الذي بدت أطره العريضة
تظهر للعيان الشهر الماضي، وقد يمثل الدور الأمريكي هناك تحدياً
سياسياً للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ، الذي يتوجب عليه الموازنة
بين الموازنة بين الدعم الأمريكي ورد فعل عنيف محتمل من جانب العشائر
اليمنية إلى جانب الجماعات السياسية والدينية لما قد يعتبرونه تدخل
أمريكي في شؤون اليمن.
ويأتي تقرير "واشنطن بوست" بعد تصريح لوزير الخارجية اليمني أبوبكر
القربي قال فيه إن بلاده "لا تقبل بتدخل أمريكي مباشر،" على أراضيها،
لأن اليمن قادر على التصدي لتنظيم القاعدة. بحسب سي ان ان.
وقال القربي في حديث لـCNN إن الولايات المتحدة تعلمت من تجاربها في
أفغانستان والعراق، أن التدخل المباشر يمكن أن يفضي إلى هزيمة، لكنه
أكد أن بلاده "ترحب بالمساعدة من أمريكا ودول أخرى في الدعم
الاستخباراتي والعتاد والعدة."
سلاح المساعدات طويلة المدى لتحقيق الأمن
عندما تنظر اليها واشنطن ستبدو التهديدات متشابهة.. مجتمعات تعاني
انقسامات عميقة ويشوبها الفساد والفقر وتواجه حركات إسلامية متشددة
تزداد نموا وتضمر كراهية عميقة للولايات المتحدة.
ويرى محللون أمنيون أنه في حين أن العراق وافغانستان وباكستان والان
اليمن ربما تبدو متشابهة عن بعد فانه عند الاقتراب نجد أن لدى كل منها
صراعا مختلفا وهو الدرس الذي يجب أن تستوعبه واشنطن لتحقيق أهدافها في
أي من هذه الدول.
وفي ظل اثارة بعض الجمهوريين المخاوف من أن ادارة أوباما
الديمقراطية لم ترد بالصرامة الكافية على التهديد اليمني على الرغم من
زيادتها عدد القوات الامريكية في أفغانستان فانه سيكون على الرئيس
الامريكي اقناع الناخبين المترددين بأن استراتيجيته ستحافظ على أمن
البلاد في عالم يمكن أن يأتي فيه الهجوم التالي في أي وقت.
وقال ستوارت باتريك كبير الباحثين الامنيين بمجلس العلاقات الخارجية
"صعود اليمن يبين الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في التعامل مع
ظاهرة شبكات الارهابيين الجهاديين العالميين."القوة العظمى الوحيدة في
العالم تلعب لعبة (واكا مول)" مشيرا الى لعبة تتمتع بشعبية حيث يضرب
اللاعبون وتدا فيهبط ويظهر لهم في مكان اخر. وأضاف "من الواضح أن هناك
حدودا لاستراتيجية من هذا النوع. انها تترك الزخم والمبادرة مفتوحين
للقاعدة."
وفي أفغانستان تركزت خطط الولايات المتحدة على الجيش حيث تعهد
أوباما بارسال 30 الف جندي أمريكي اضافي لينضموا الى 68 الفا يقاتلون
متشددي طالبان هناك بالفعل.
وتماثل هذه الاستراتيجية تلك التي اتبعها الرئيس الامريكي السابق
جورج بوش في العراق عام 2007 ونسب اليها الفضل في خفض العنف وتمهيد
الطريق لانسحاب الولايات المتحدة. لكن لم يتضح بعد ما اذا كانت ستثبت
فعاليتها في أفغانستان.
بن لادن يتهكم على أوباما في استعراض للتحدي
وأقدمَ اسامة بن لادن على خطوة نادرة عندما أعلن مسؤولية تنظيمه عن
هجوم فاشل للقاعدة لكن الاعتراف بضعف الاداء احتوى ضمنيا رسالة تحد
مفادها أن القاعدة تستطيع شن المزيد من الهجمات وأنها تنوي ذلك.
وربما لم يكن أحد ليهتم بهذا الشريط الصوتي الذي تحدى فيه ابن لادن
الرئيس الامريكي باراك أوباما بتصريحات مسجوعة اذا ظهر قبل سنة أو ما
يقرب من سنة مضت.
ويتعرض ابن لادن ورفاقه الى ضغط متزايد جراء هجمات الطائرات
الامريكية بدون طيار على منطقة الحدود الجبلية بين أفغانستان وباكستان
حيث يعتقد أنه مختبئ.
كما يعيشون حالة من القلق بسبب ما تردد عن أن مضيفيهم في حركة
طالبان الافغانية ربما ينظرون في مفاوضات محتملة مع الحكومة الافغانية
وهي خطوة من شأنها أن تحرم القاعدة من حليف حيوي.
وعلى المستوى العالمي تضاءلت قوة القاعدة كأيديولوجية ملهمة ويرجع
ذلك جزئيا الى الهجمات الانتحارية على المدنيين في العراق وأماكن أخرى
وهي الهجمات التي أدت الى تنفير كثيرين ممن كانوا يؤمنون بقضيتها.
لكن الهجوم الفاشل في 25 ديسمبر كانون الاول على طائرة ركاب أمريكية
الذي أعلن ابن لادن المسؤولية عنه وسلسلة اعتقالات لمشتبه في أنهم
متشددون موالون للقاعدة في الولايات المتحدة عام 2009 يظهران أن سياسة
التشدد التي تنتهجها القاعدة مازال لها مريدون في العالم بين قلة خطيرة
ومخلصة.
ويشك محللون في أن ابن لادن قد تحول الى استراتيجية لشن هجمات أصغر
واسهل للتنظيم تدعمها محاور من المتعاطفين والممولين موزعة حول العالم.
ويقول محللون انه بينما لم تعد القاعدة قادرة على القيام بعمليات
معقدة تنفذها فرق على غرار هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على
الولايات المتحدة فانها مازالت تملك القدرة والنية على نشر أفراد جندوا
عن بعد "كجيش مكون من شخص واحد" ضد أهداف مهمة.
آراء المحللين حول رسالة بن لادن
أعلن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في تسجيل صوتي نسبته اليه
قناة الجزيرة التلفزيونية مسؤوليته عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة
ركاب امريكية يوم 25 ديسمبر كانون الاول لدى اقترابها من ديترويت.
وقال ابن لادن ان المحاولة جاءت في سياق سياسة القاعدة منذ هجمات 11
سبتمبر ايلول 2001 وأضاف "لو أن رسائلنا اليكم تحملها الكلمات لما
حملتها الطائرات."
وفيما يلي بعض اراء المحللين عن البيان، بحسب رويترز:
- عبد الباري عطوان الخبير في شؤون القاعدة ورئيس تحرير صحيفة القدس
العربي والذي سبق ان اجتمع مع ابن لادن في نوفمبر تشرين الثاني 1996..
يقول انه صوت وأسلوب ابن لادن وان الشعر والإشارات التي أوردها تؤكد
انه ابن لادن. واضاف ان الاشارة الى تركيبة أوباما-أسامة تعني انه يضع
نفسه على قدم المساواة مع أوباما مشيرا الى انها خطوة تدل على الثقة
الكبيرة وانه يفعل هذا لانه يعرف ان شعبية أوباما بدأت تنحسر في العالم
العربي. وقال ان توقيت الرسالة مهم جدا اذ يتزامن مع تعثر عملية السلام
بين العرب واسرائيل ومع تكريس الاحباط في الشارع العربي تجاه ما يحدث
في غزة.
- عمر عاشور الخبير في شؤون الجماعات الاسلامية بجامعة اكستر.. يقول
ان التنظيم من خلال هذا التسجيل الصوتي يريد ان يوضح ان "قلب القاعدة
ما زال نابضا واننا ما زلنا نسيطر على امتيازاتنا". ويقول ان ابن لادن
نادرا ما يعلن بشكل مباشر المسؤولية عن أعمال جماعات أخرى تابعة
للقاعدة مثل تلك التي تعمل في العراق أو بلاد المغرب.
- نعمان بن عثمان محلل ليبي وزميل سابق لابن لادن يقول.. انها رسالة
ذكية جدا فهي تعني العودة الى جوهر القضية مذكرا فيها مستمعيه بأن
الأمر كله يتعلق باسرائيل وأمريكا.
وقال ان الإشارة الى 11 سبتمبر ايلول تعطي أفعال القاعدة استمرارية
وشكلا محددا وان هذه محاولة لتكرارها والتأكيد عليها بعبارات بسيطة
ومرة أخرى هناك التلميح بأن القاعدة مرغمة على القيام بهذه الاعمال
العنيفة التي ربما تجذب انتباه البعض في الجمهور العربي المقصود.
- هنري ولكنسون محلل أمني بمؤسسة جانوسيان للاستشارات الأمنية يقول:
على افتراض انه صوت ابن لادن بالفعل فان الاهم هو انه يبين انه كان على
قيد الحياة وقت محاولة الهجوم في 25 ديسمبر كانون الاول. ثانيا انه
يبين مدى متانة العلاقة بين القاعدة في جزيرة العرب والقيادات الرئيسية
للقاعدة في باكستان. واضاف ان القيادة الكبيرة للقاعدة لا تلقى ثناء
عادة عن افعال معينة لفروع اخرى وان البلاغة التي وردت في الرسالة
مماثلة تماما لنمط القاعدة والجمهور المقصود هو العالم الاسلامي وبصفة
خاصة الشارع العربي.
- المحللة السعودية مي يماني المقيمة في لندن..القضية الفلسطينية هي
القلب النابض للشرق الاوسط. اذا كانت ادارة جورج بوش السابقة ركزت على
محاولة حل النزاع العربي الاسرائيلي لما كان هناك اي مبرر لوجود ابن
لادن. |