الاستيطان الإسرائيلي: زيادة هجرة اليهود وتهديدات جديدة للمسجد الأقصى

رغم الإدانة الدولية.. إسرائيل تواصِل الاستيطان في القدس الشرقية

 

شبكة النبأ: سجّلت هجرة اليهود إلى إسرائيل خلال العام 2009 ارتفاعا بلغت نسبته 17 % مقارنة بالعام 2008 وهو الأول منذ عشر سنوات على ما أعلنت الوكالة اليهودية وهي هيئة شبه حكومية تعنى بشؤون الهجرة الى الدولة العبرية.

من جانب آخر ذكر تقرير أعدته دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية ان قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 1061 مواطنا فلسطينيا خلال العام 2009 وصادرت نحو 156570 دونما من أراضي الضفة الغربية.

ومن جهة أخرى حملت السلطات الفلسطينية إسرائيل مسؤولية انهيار الشارع الرئيسي في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، قائلة إنه جاء نتيجة الحفريات المتواصلة لسلطات الاحتلال وجمعياتها اليهودية لشق شبكة من الأنفاق.

وأوضح ناتان شارانسكي رئيس الوكالة اليهودية خلال مؤتمر صحافي "اننا نرحب بزيادة نسبتها 17 % في عدد المهاجرين الجدد الى اسرائيل". وبلغ عدد المهاجرين الجدد خلال العام 2009، 16244 شخصا في مقابل 13859 في العام 2008 الذي كان ادنى عدد يسجل منذ العام 1987.

واوضح شارانسكي وهو منشق سوفياتي سابق "نسجل هذا العام للمرة الاولى منذ عشر سنوات ارتفاعا في اعداد المهاجرين". ودعا الى "تعزيز الهوية اليهودية" في صفوف يهود الشتات للتشجيع على الهجرة الى اسرائيل.

واتى نصف المهاجرين الجدد تقريبا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق (7210 اشخاص) فيما اتى الاخرون من اميركا الشمالية واوروبا واميركا الجنوبية. و60 % من هؤلاء المهاجرين دون سن الخامسة والثلاثين. وسجل عدد الاتين من فرنسا ارتفاعا طفيفا نسبته 2 % ليصل الى 1909 هذه السنة.

ونشرت الوكالة اليهودية كذلك اعداد اليهود المهاجرين الاتين من دول اسلامية من دون ان تحدد اسماء كل هذه الدول. واظهرت هذه الارقام ان 331 يهوديا وصلوا الى اسرائيل العام 2009 من دول اسلامية ولا سيما تركيا والمغرب واليمن بعدما مروا بشكل عام في دول اخرى. بحسب فرانس برس.

واتى يهودي واحد من تايوان في 2009 واخر من اليابان. في المقابل شهد عدد اليهود الاثيوبيين الذي انتقلوا للاقامة في اسرائيل تراجعا كبيرا من 1582 العام 2008 الى 239 خلال العام الحالي.

وهاجر اكثر من ثلاثة ملايين شخص الى اسرائيل منذ قيام الدولة العبرية في 1948 بينهم نحو نصف مليون يهودي من الاتحاد السوفياتي السابق منذ العام 1990. ويمنح "قانون العودة" الجنسية الى اليهود الذين يأتون للاقامة في اسرائيل. ويمكن لغير اليهود الاستفادة من القانون اذا كانوا متزوجين من يهودي او ان احد والديهم يهودي.

اسرائيل قتلت 1061 مواطنا فلسطينيا خلال عام 2009

من جانب آخر ذكر تقرير اعدته دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير الفلسطينية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي قتلت 1061 مواطنا فلسطينيا خلال العام 2009 وصادرت نحو 156570 دونما من اراضي الضفة الغربية.

ووصف التقرير أن العام 2009 كان "دمويا بفعل الجرائم والاعمال العدائية التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الحرب على قطاع غزة".

وفي الضفة الغربية اشار التقرير الى ان الاحتلال "صادر 156570 دونم خلال العام 2009، منها 139 الف دونم في منطقة البحر الميت والنبي موسى وبراري عرب التعامرة والعبيدية والرشايدة لتسجيلها لصالح مستوطنة معاليه ادوميم". بحسب فرانس برس.

كما صادرت اسرائيل "12 الف دونم اخرى ايضا لصالح مستوطنتي معاليه ادوميم وكيدار الى الشرق من القدس المحتلة، فيما صادرت 5500 دونم من مناطق مختلفة من الاراضي الفلسطينية"، طبقا للتقرير.

واضاف التقرير ان اسرائيل اغلقت نحو 48 الف دونم حيث قام باغلاق 45 الف دونم في محافظة الخليل وصادرت نحو 3 آلاف دونم من اراضي بلدة يطا بالخليل.

وسلط التقرير الضوء على مدينة القدس وقال "ان خطر الهدم يتهدد 11 الف منزل فلسطيني في القدس المحتل" مشيرا الى ان "سلطات الاحتلال تنوي بناء 11 الف وحدة استيطانية في محيط القدس المحتلة".

وجاء في التقرير ان اسرائيل "تواصل اعمال انشاء سكة حديد لمرور القطار الخفيف داخل احياء القدس المحتلة لخدمة 100 الف من المستوطنين بطول 20 كم فيما صادقت الحكومة الاسرائيلية على مسار خط سكة الحديد الواصلة من تل ابيب الى القدس المحتلة مرورا بخمسة قرى فلسطينية سيصادر منهم 50 دونما".

واشار التقرير الى "معاناة 7500 اسير فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال جراء اعمال القمع والحرمان من الزيارات والعزل الانفرادي خاصة اسرى غزة والقدس، والاهمال الطبي بينهم 337 طفلا و36 اسيرة و326 معتقل اداري دون محاكمة و1500 اسير مريض."

وخلال العام 2009 "اعتقل الاحتلال 4294 مواطنا في عمليات مداهمة او على الحواجز العسكرية، واعتقل نحو 2000 عامل فلسطيني .. بحجة عدم حصولهم على تصاريح عمل"، بحسب التقرير.

اما عن الصحافة والصحافيين فتحدث التقرير عن"استشهاد ثلاثة صحافيين واصابة العشرات خلال العام اثناء العدوان الاجرامي على قطاع غزة".

مسؤولون يحذرون من سقوط الأقصى

ومن جهة اخرى حملت السلطات الفلسطينية إسرائيل مسؤولية انهيار الشارع الرئيسي في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، قائلة إنه جاء نتيجة "الحفريات المتواصلة لسلطات الاحتلال وجمعياتها اليهودية لشق شبكة من الأنفاق."

وقالت لجنة الدفاع عن أراضي وعقارات بلدة سلوان، الاثنين، لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن دائرة الانهيار بالشارع "اتسع قطرها وامتدت لمسافات إضافية وسط استمرار هطول الأمطار في المدينة."

وشهد الحي تجمعا لمواطنين فلسطينيين "أعربوا عن غضبهم واستيائهم من استمرار هذه الانهيارات، وأكدوا أنها ستتواصل ما دام هناك حفريات متواصلة في المنطقة،" وفقا للوكالة الفلسطينية.

وحمل محمود الهباش وزير الأوقاف في الحكومة الفلسطينية على إسرائيل، وقال "ما كان بالإمكان أن يحصل الانهيار الأرضي الجديد في منطقة وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، لولا الحفريات الإسرائيلية المستمرة بهذا المكان."بحسب سي ان ان.

وأضاف في بيان: "هذا ليس هو الانهيار الأول، بل بصورة مستمرة، وسيكشف الزمن سلسلة أخرى من الانهيارات بفعل شبكة الأنفاق التي أقامتها إسرائيل هناك، وفي مناطق مختلفة من القدس، وخاصة قرب وأسفل المسجد الأقصى."

إلى ذلك، قال قاضي قضاة "فلسطين" الشيخ تيسير رجب التميمي، إن المسجد الأقصى "يعاني من تشققات وتصدعات خطيرة في جدرانه تنذر بسقوطه،" إضافة إلى "المئات من العقارات والمنازل الفلسطينية المجاورة له بفعل الحفريات الإسرائيلية المتواصلة أسفله."

وأوضح التميمي في بيان الاثنين، أن سلطة الآثار الإسرائيلية "تقوم في ساعات متأخرة من الليل بتحميل عشرات الأكياس المملوءة بالأتربة والحجارة من المناطق التي يتمّ حفرها جنوبي المسجد الأقصى، وتحميلها عبر رافعات على شاحنات كبيرة، ونقلها إلى مكب النفايات."

نتنياهو: المستوطنات جزء لا يتجزأ من إسرائيل

وحضر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مراسم زرع غرس شجرة رمزية في التكتلات الاستيطانية اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. وانتهز نتنياهو هذه المناسبة وأعلن أن إسرائيل لن تترك أبدا هذه المناطق.

وقال ان رسالة اسرائيل واضحة ، وهي أن المستوطنات جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل الى الأبد.

وقام نتنياهو بزيارة تجمع غوش عتصيون الاستيطاني الذي اقيم منذ 1967 قرب بيت لحم بالضفة الغربية بعد ساعات من محادثات أجراها مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل الذي يضغط على اسرائيل من أجل وقف النشاط الاستيطاني.

وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم السلطة الفلسطينية إن نتنياهو يقوض الجهود الرامية إلى إعادة استئناف مفاوضات السلام. بحسب رويترز.

وكان جورج ميتشل قد حاول الأحد في عمان مجددا، اقناع الفلسطينيين والاسرائيليين بالعودة الى مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكثر من عام.

والتقى المبعوث الامريكي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان بعد أن التقى نتانياهو في القدس.

ووصف ميتشل لقاءه مع عباس بـ المثمر مشيرا الى ان الرئيس باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والولايات المتحدة ملتزمون تماما بالسلام الشامل في الشرق الاوسط .

وقال ميتشيل للصحفيين ان حل الدولتين هو برأينا الحل الوحيد الواقع للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني .واضاف ان هذه التسوية تتضمن كذلك اتفاقات بين اسرائيل وسوريا واسرائيل ولبنان، والتطبيع الكامل للعلاقات بين كل دول المنطقة ..

والتقى ميتشيل ايضا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني. وكان المبعوث الامريكي قد زار بيروت ودمشق الاسبوع الماضي. ووصل الى القاهرة مساء الاحد حيث سيلتقي مسؤولين مصريين بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.

واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الفلسطينيين لا يفرضون شروطا للعودة الى المفاوضات، وانه يتعين على اسرائيل ان تتخلى هي عن شروطها.

وقال ان الذي يمنع المفاوضات هو اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي على عدم وقف الاستيطان بشكل كامل وخاصة في القدس واصراره على تحديد نتائج المفاوضات قبل بدئها من خلال ضم مناطق في غور الاردن ومناطق اخرى في الضفة الغربية .

رغم الادانة الدولية.. اسرائيل تواصل الاستيطان في القدس الشرقية

وخلال هذه التطورات تخوض منظمات المستوطنين اليهود "معركة" في القدس الشرقية لاستملاك بيوت الفلسطينيين بهدف تعزيز "الطابع اليهودي" للمدينة المقدسة على الرغم من احتجاجات القادة الفلسطينيين والاسرة الدولية.

واعربت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عن ادانتهم لمواصلة الاستيطان في المدينة المقدسة بعد الاعلان عن استدراج عروض لبناء نحو 700 وحدة سكنية في الجزء الشرقي من المدينة الذي احتلته اسرائيل وضمته في 1967، وتعيش فيه اغلبية فلسطينية.

ويقول مدير منظمة "عطيرت كوهنيم" دانيال لوريا "هذا وطننا هنا، وليس لاحد غيرنا الحق فيه".ويكرس دانيال لوريا منذ ما يزيد على ثلاثين عاما جل وقته من اجل "احياء الحياة اليهودية في القدس".

ويقول وهو يشير الى منزل تم استملاكه من الفلسطينيين في الحي المسلم في المدينة القديمة "لقد اعدنا معالم الحياة اليهودية الى الحي". بحسب رويترز.

يقع المنزل على بعد خطوات من المسجد الاقصى وقبة الصخرة ويمكن من على سطحه مشاهدة الحرم القدسي، ثالث الاماكن المقدسة لدى المسلمين، الذي تسعى المنظمات اليهودية المتطرفة الى بناء هيكل يهودي مكانه.

ويسمي اليهود الموقع "جبل الهيكل" في اشارة الى الهيكل الثاني الذي دمره الرومان في العام 70 ولم يبق منه سوى حائط المبكى، اكثر الاماكن اليهودية قداسة.

وتمكن 900 اسرائيلي من الاقامة في المدينة القديمة من خلال منظمة "عطيرت كوهنيم" بالاضافة الى 3100 يهودي كانوا يقيمون في الاصل في الحي اليهودي. وفي الاجمال يعيش 270 الف فلسطيني و200 الف اسرائيلي في القدس الشرقية.

وتعتبر اسرائيل القدس بشقيها الغربي والشرقي عاصمة "موحدة وابدية" لها رغم عدم الاعتراف الدولي بذلك. ويصر الفلسطينيون على ان القدس الشرقية يجب ان تشكل عاصمة لدولتهم.

ويقول ارييه كنغ، المسؤول عن "صندوق اراضي اسرائيل" (اسرائيل لاند فاند) للاستثمار العقاري "نخوض معركة من اجل القدس. ان لم نقم بحمايتها، سيكون الشعب اليهودي مهددا. لذلك نشتري مزيدا من الاراضي في القدس الشرقية".

وتعمل منظمات صهيونية اخرى مثل "عطيرت كوهنيم" و"نحلات شيمون" و"العاد" على تحقيق الهدف نفسه. ويقول ارييه كنغ انه تمكن من استملاك 21 منزلا واسكان 11 عائلة يهودية في القدس الشرقية.

وتقول اورلي نوي، من منظمة "عير عميم" (مدينة الشعوب) المناهضة للاستيطان ان "هدف هذه المنظمات هو تهويد القدس الشرقية لكي يجعلوا تقسيمها الى عاصمتين لدولتين امرا مستحيلا بحكم الامر الواقع".

وتضيف ان الامر يقوم على "طرد الفلسطينيين من القدس الشرقية وجعل التوازن السكاني يميل لصالح اليهود".

ويشتري ارييه كنغ الذي يعرف عن نفسه بوصفه "سمسارا صهيونيا" الاملاك مباشرة من الفلسطينيين او عبر وسطاء يكون لا بد منهم في بعض الاحيان لان البيع الى الاسرائيليين يعتبر "خيانة" في نظر الفلسطينيين. ويجمع ارييه كنغ الاموال من الولايات المتحدة واستراليا واوروبا.

الجدار الإسرائيلي يفسد عيد الميلاد

ويواجه الزوار المسيحيون الوافدون الى بيت لحم للاحتفال بمولد السيد المسيح جدارا اسمنتيا به أبراج مراقبة بنته اسرائيل بين مدينة القدس القريبة وكنيسة المهد.

وفي رسالة لتذكير العالم بوجود الجدار قالت منظمة التحرير الفلسطينية ان الجدار يرمز الى "عيد ميلاد بلا أمل" بالنسبة للمدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة والتي تعوق الحياة الطبيعية فيها وتقسمها اجراءات الامن الاسرائيلية.

وبدأت اسرائيل تبني جدارا عازلا داخل أراضي الضفة الغربية بعد ان شن نشطون فلسطينيون خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية هجمات انتحارية قاتلة على المقاهي الاسرائيلية والحافلات في السنوات الاولى من هذا العقد.

وقال الاردني فؤاد الطوال بطريرك اللاتين في الاراضي المقدسة ان الاسرائيليين يعيشون في ظل خوف هائل يمنعهم من اتخاذ قرارات شجاعة لانهاء الصراع. وأضاف في خطابه السنوي بمناسبة عيد الميلاد ان هذا الجدار العازل له وجود مادي يجسد هذا الخوف.

وقضت المحكمة الدولية بعدم شرعية الجدار العازل الاسرائيلي الذي يصل ارتفاعه في بعض المناطق الى ثمانية أمتار لانه بني على أرض احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 التي يطمح الفلسطينيون الى اقامة دولتهم المستقبلية عليها.

وجاء في رسالة منظمة التحرير الفلسطينية انه للمرة الاولى في تاريخ المسيحية على مدى 2000 عام ستصبح بيت لحم منفصلة عن القدس بعد استكمال بناء الجدار الاسرائيلي في الجزء الشمالي من بيت لحم.

ويقال سكان المدينة التي ولد فيها السيد المسيح ان الجدار الاسرائيلي ألقى بظلال ثقيلة على الحياة في المدينة وان كان في الظاهر لم يبعد السياح والزوار.

وقالت خلود دعيبس وزيرة السياحة في السلطة الفلسطينية انه من المتوقع ان يفد ما يتراوح بين 40 ألفا و50 ألفا على بيت لحم من شتى انحاء العالم خلال الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام.

ويندد الفلسطينيون بالجدار الاسرائيلي على انه وسيلة لمصادرة الاراضي ووسيلة لتعزيز قبضة اسرائيل على مدينة القدس بشطريها.

وتقول اسرائيل ان هذا الحاجز بامتداد نحو 400 كيلومتر والذي يتحول في اجزاء منه الى مجرد سياج تحرسه قوات الجيش ليس دائما ويمكن تفكيكه لكن الوقت لم يحن بعد.

لا تجميد فعليا للبناء في المستوطنات

وقال بيني بيجن الوزير اليميني في حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان تعداد السكان في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية قد ينمو حوالي عشرة الاف شخص خلال العام المقبل على الرغم من "تجميد" معلن للبناء الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي المحتلة.

وتزامن تصريح الوزير بيجين -وهو عضو في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو- مع احتجاجات نظمها مستوطنون تعبيرا عن رفض وقف البناء وهجوم شنه مستوطنون متشددون على مسجد في الضفة الغربية.

وقال بيجين في مؤتمر بتل أبيب مساء يوم الخميس ان تعليق البناء سيكون مؤلما لكنه ليس " تجميدا" كاملا للبناء بمعنى الكلمة. وقالت تقارير لاذاعة راديو اسرائيل وصحيفة يديعوت أحرونوت ان الوزير الاسرائيلي قال ان بناء بدأ بالفعل لثلاثة الاف منزل سيكتمل بغض النظر عن التجميد وقال ان عشرة الاف مستوطن اخرين سينتقلون اليها. بحسب رويترز.

ونقلت الصحيفة عن بيجين قوله "هذا ليس تجميدا ولا تعليقا ... سيستمر البناء في يهودا والسامرة خلال الشهور العشرة المقبلة."نحن ... نقول اننا لا ننوي التعليق أو التقييد لاصدار تراخيص بناء جديدة."

ولم يعلق مارك ريجيف المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية على تصريحات بيجين وقال ان التجميد المعلن للبناء ما زال قائما.

وقال ريجيف "لم يحدث تغير وهو (التجميد) قائم والتوقف لمدة 10 أشهر قائم."وكان نتنياهو قد أمر بتجميد بعض البناء في المستوطنات قبل ثلاثة أسابيع في قرار وصفته الحكومة الاسرائيلية بأنه اشارة لواشنطن للمساعدة على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين.

حاخام اسرائيل الاكبر يزور مسجد تعرض للتخريب

وتطرّق حاخام الاشكيناز (اليهود الغربيون) الاكبر في اسرائيل يونا ميتزغر الى المحرقة اليهودية عند مدخل مسجد قرية ياسوف الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة حيث قام مستوطنون يهود قاموا باعمال تخريب.

وقال ميتزغر "قبل 70 عاما بدأت المحرقة، اكبر صدمة في تاريخنا، مع حرق كنس في ليلة الكريستال" العام 1938 في المانيا ما شكل مقدمة "لإبادة اليهود" من قبل النازيين. وجاء الحاخام الاكبر للتعبير عن تضامنه مع سكان ياسوف قرب نابلس حيث كان المسجد الرئيسي فيها مسرحا لأعمال تخريب.

وقام مستوطنون يهود بإضرام النار بكتب صلاة بينها القرآن وكذلك بسجادة. وبحسب المصادر الامنية، فان المعتدين كتبوا شعارات معادية للفلسطينيين على جدران المسجد باللغة العبرية مثل "استعدوا لدفع الثمن" و"سنحرق كل شيء". وقال الحاخام الاكبر "آمل في ان تساهم زيارتي الى هنا بتهدئة النفوس".

وتولى حماية الحاخام الاكبر شرطيان تابعان للسلطة الفلسطينية فيما كان عشرات المتظاهرين الفلسطينيين يجوبون الشوارع مرددين "لا سلام اذا كان هناك مستوطنات"، بحسب مصور وكالة فرانس برس. بيد ان الحاخام الاكبر ابدى في تصريحات لاذاعة الجيش الاسرائيلي لاحقا، شكوكا حول ضلوع مستوطنين متطرفين في اعمال التخريب هذه.

وقال "ان مسؤولي الجيش اوضحوا لي انه تمت اعمال صيانة المبنى سريعا جدا ما حال دون القيام بتحقيق"، مضيفا "لست على يقين من ان العناصر التي تقدم على انها متطرفة هي المتسببة في ما جرى". وجرت بعض الحوادث بين المتظاهرين والجيش الاسرائيلي.

وقالت ناطقة باسم الجيش ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان "نحو مئة فلسطيني تظاهروا الاثنين في ياسوف ورشقوا بالحجارة الجنود الاسرائيليين الذين كانوا يقومون بدورية في المكان وقام الجنود بتفريقهم".

واضافت الناطقة ان الصدامات لم توقع اصابات كما لم تتسبب باضرار. والاحد، توجهت مجموعة من الحاخامات تقول انها من تيار معتدل الى ياسوف للتعبير عن تضامنها مع اهالي القرية والاحتجاج على اعمال التخريب التي لحقت بالمسجد. وندد القادة الفلسطينيون والاسرائيليون بتخريب مسجد ياسوف.

انتقادات أمريكية وأوروبية لخطط لبناء وحدات سكنية

وأبدت الولايات المتحدة الأمريكية الاثنين معارضتها للخطط الإسرائيلية ببناء وحدات سكنية في القدس الشرقية، مشيرة إلى أن وضع القدس يجب أن يحل في مفاوضات الوضع النهائي وبدعم من المجتمع الدولي، رافضة الإجراءات أحادية الجانب، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من هذه الخطوة معتبراً أن المستوطنات في الأراضي المحتلة غير شرعية بموجب القانون الدولي، بينما اعتبرت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي بطرح عطاءات لبناء نحو 700 وحدة سكنية أمراً غير شرعي، موضحاً أن الحكومة الإسرائيلية تثبت بذلك عدم استعدادها للسلام.

تفصيلاً، وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض في بيان له الاثنين معارضته للبناء في الضفة الغربية والقدس الشرقية. بحسب سي ان ان.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس في بيان: "إن وضع القدس هو قضية من قضايا والوضع الدائم ويجب أن يحل ضمن مفاوضات الحل النهائي عن طريق المفاوضات وبدعم من المجتمع الدولي، ولا يحق لأي طرف أن يقوم بأي خطوة أحادية الجانب، أو يتخذ خطوات استباقية قبل المفاوضات."

وقال مسؤول أمريكي إن الإعلان الإسرائيلي يشكل خطوة "غير مفيدة" للمساعي الأمريكية لإعادة الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات بعد انهيارها في العام 2008.

على أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى قال إن الحكومة الأمريكية على علم بعمليات البناء والإنشاءات قبل الإعلان عنها، وأضاف: "إن لهم رأيهم ونحن لنا رأينا."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/شباط/2010 - 17/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م