المستبصرة د. فايليت أيفن: الإسلام هو الدين الحق وطريق الخلاص الحقيقي

حوار: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: جاءت مصاديق التعاليم الإلهية كاملة على يد خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله، وقد خلفه من بعده وصيه أمير المؤمنين علي عليه السلام ومن ثم نسله الطاهر من الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام، وبهذه السلسلة المباركة ظلَّ اتباع أهل البيت متمسكين غير آبهين لحِقب الظلم والقمع والطغيان ولا للمروِّجين للتطرف والتكفير، بل إن فكر اهل البيت التنويري الذي يعتمد الحوار والحجة والدليل قد ساد أصقاع الارض بشرقها وغربها.

وقد كان من ثمرات هذا الفكر الخلاق إسلام العديد من الناس بعد إدراكهم أن الدين الاسلامي ومذهب أهل البيت هو الطريق الوحيد للخلاص من التيه والحيرة والضلال، فكان منهم الأخت المستبصرة الدكتورة (فايلت ايفن بهنام) التي كان لنا معها اللقاء التالي:

*هل تم تحولكِ الى الاسلام بسبب حادثة معينة ام متابعة ومقارنة ودراسة؟

- تحولتُ الى الاسلام بعد دراسة مسبقة وقناعة تامة بأنه هو الدين الحق وطريق الخلاص ولم يتم ذلك مصادفةً او تحت تأثيرات معينة. وقد أعلنتُ إسلامي على يد وكيل المرجع الاعلى السيد علي السيستاني دام ظله في محافظة بابل الشيخ رعد الخالدي، حيث ذهبت وزوجي مع عدد من معارفنا المؤمنين.

* هل عانيتِ من مشاكل عائلية او اجتماعية في محيطكِ بعد التحوّل الى الاسلام؟

- لم أعاني من أية مشاكل بل على العكس فإن محيطي الاجتماعي كان فرحاً جداً بهذا الحدث ومبارِكاً له وقد مدّني ذلك بالمزيد من مشاعر البهجة والايمان. أما المحيط العائلي فلا علاقة لي به منذ مدة طويلة.

* كيف تقبّلتِ التقاليد والالتزامات التي يريدها الاسلام من المرأة؟ وهل أضاف لكِ ذلك خصوصية معنوية أو مادية ايجابية؟

- بسبب تولّدي في منطقة الكرادة الشرقية ببغداد حيث انها مسقط رأس آبائنا وأجدادنا فإن التقاليد مشتركة إلى حد كبير والبيئة التي عشناها محافِظة بطبيعتها سواء للمسلم أم المسيحي وكذلك العديد من الأعراف والتقاليد والعادات، ولهذا فإن الخصوصية الوحيدة التي واجهتها هي الحجاب حيث اكتشفت بفضل الله تعالى انها تضيف للمرأة شعوراً خاصاً بالوقار والاحترام، وأرى ان المرأة كاللؤلؤة لاتبدو جميلة وغالية إلا في داخل الصَدَفة..

* كيف وجدتِ الحياة الزوجية وأسلوب تربية الاطفال في الاسلام؟ وكيف هي طبيعة تعامل زوجكِ المسلم معكِ خاصة وأن عليه متابعة إرشادكِ للكثير من التفاصيل؟

- الحياة والالتزامات الزوجية متشابهة تقريباً في الحالتين كلتاهما نتيجة التقارب في البيئة الاجتماعية، أما تعامل زوجي معي فقد كان هو المرشد والموجّه والمعلّم لأصول الدين وأركانه، ومن جهة أخرى فقد كنت أطالع الكتب بصورة متواصلة في هذا المجال.

* هل تم توجيهكِ نحو مذهب أهل البيت عليهم السلام مباشرة أم انكِ اخترتِه عن قناعة شخصية ودراية مسبقة؟

- التوجّه نحو مذهب أهل البيت كان أولاً نتيجة الإطلاع عليه من خلال البيئة التي كنت أعيشها حيث ان المراسيم الحسينية تجري في منطقتنا (الكرادة) كل عام وقد استلهمت تلك الروح الرسالية للإمام الحسين عليه السلام مما جعلني أبحث عن أصول وبواعث النهضة التي قام بها الإمام وقد اكتشفت أنها نهضة مباركة بأمر إلهي، فضلاً عن إيماني بأن وصي رسول الله محمد (ص) وخليفته من بعده هو أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

* كيف وجدتِ ضرورة الولاية لأهل بيت النبي كشرط من شروط قبول الاعمال عند الله تعالى؟ وما هي نظرتكِ للنهضة الحسينية المباركة؟

- ان عنوان التشيّع هو الولاء المطلق للنبي وأهل بيته من الأئمة المعصومين، وقد فرض الله تعالى علينا طاعتهم لأنهم حججه على خلقه، ومن هنا فإن الاعمال إن لم تكُن مؤطّرة بمحبتهم   وموالاتهم والتبرّي من أعدائهم فإنها بالتأكيد ستكون غير مقبولة عند الباري عزوجل. ولذلك من الضروري الثبات على هذه الولاية والتمسك بها.

* هل تعرضتِ وعائلتكِ لضغوط العنف والإرهاب خلال الأعوام الفائتة التي تلت تحولكِ للإسلام؟ وهل تعتبرون ذلك تمحيصاً وامتحاناً؟

لقد محّصَتنا أعوام العنف والإرهاب التي مرّت علينا أشد التمحيص في ديننا وقد كانت هذه الابتلاءات مصدر قوة إضافية لإيماننا بالله وثباتنا على الولاية، فمِن جنوب بغداد حيث كنتُ طبيبة في مستوصف صحي نزحتُ وعائلتي الى منطقة الدورة بالعاصمة، وعندما اشتد الارهاب في هذه  المنطقة أُجبرنا على النزوح مرة أخرى ولكن هذه المرة نحو الغربة خارج العراق، حيث وجدنا بعض الأمان الممزوج بآلام الغربة ووحشتها في سوريا، ولكن بعد ان هدأت الامور نسبياً وانحسرت المواجهات الطائفية رجعنا الى بغداد ونحن الآن نمارس عملنا بحمد الله بصورة طبيعية

*كلمة اخيرة تودّين البوح بها.

- ان انتصار الدم على السيف في ثورة الحسين عليه السلام يؤكد دلائل غاية في الاهمية ومنها الثبات على المبادئ وضرورة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والتضحية بالنفس من اجل إعلاء كلمة الاسلام العظيم وإحياء الرسالة المحمدية التي أصابها الإنحراف جراء السياسات غير المسؤولة للأمويين.

وخير ما نختم به كلامنا هو خطاب الإمام الحسين عليه السلام" اني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولكن لطلب الإصلاح في أمة جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/كانون الثاني/2010 - 15/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م