
شبكة النبأ: تطغى مشاعر الحنين لدى
بعض الأردنيين الى طاغية النظام السابق بشكل يثير الى حد كبير غضب
واستياء اغلب طوائف المجتمع العراقي الذي عانى الأمرين على يد
الديكتاتور ونظام البعث المباد.
فعلى الرغم من حساسية الأمر أطلقت بعض البلديات الأردنية تسمية صدام
على بعض الشوارع قبل أن تتراجع بعد التهديد الكويتي بمعاقبة الأردن
اقتصاديا، واحتجاج السلطات العراقية.
فيما يبرز دور المنظمات والنقابات الأردنية في احتضان وتمويل
الأفكار البعثية ودعمها في إقامة المؤتمرات والاحتفالات السنوية بشكل
مستمر، والتي غالبا ما يثير إحياء تلك المناسبات المواطنين العراقيين
كونها تأتي في سياق معاناتهم مع النظام المخلوع.
مؤتمر للبعث
حيث طالب مسؤول عراقي الحكومة الاردنية باتخاذ "اجراءات مشددة" ضد
عناصر من حزب البعث اقاموا مؤتمرا "يمجد المقاومة" والرئيس العراقي
الراحل صدام حسين.
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي
لوكالة فرانس برس "ندعو الحكومة الاردنية الى اتخاذ اجراءات مشددة لمنع
المؤتمرات التي تستفز الشعب العراقي وتكرم الذي اسهم بارتكاب ابشع
الجرائم بحق شعبه". بحسب فرانس برس.
ونشر موقع "البصرة نت" صورا لمهرجان اقيم في الثامن من الشهر الجاري
في مدينة الكرك الاردنية تحت شعار "الوفاء للشهيد صدام حسين ورفاقه".
ورفعت لافتات كتب عليها "الشهادة والمقاومة طريق العودة والتحرير".
واقيم المهرجان باشراف نقابة المهندسين الاردنيين بحضور عدد من
الشخصيات الاردنية والعراقية، بحسب الموقع.
وابرز الحضور كان الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الملقب ب"شاعر
القادسية" في إشارة الى الحرب العراقية الايرانية بين العامين 1980
و1988.
من جانبه، أكد نبيل الشريف، وزير الإعلام والاتصال الأردني الناطق
الرسمي باسم الحكومة، انه "لم يتم تبليغنا رسميا بالموضوع من قبل
السلطات العراقية".
وأضاف إن "الأردن بلد ديمقراطي وحرية التعبير عن الرأي مكفولة في
الدستور الأردني"، مؤكدا في الوقت ذاته ان "مظاهر التعبير عن الرأي
العام التي تنطلق من مؤسسات المجتمع المدني والنقابات والاحزاب لا تعبر
عن رأي الحكومة".
صدام حي أردني
من جهته أكد رئيس بلدية الكرك أحمد الضمور أن الأردن تعرض لضغوط
خارجية، لا سيما من العراق والكويت، لمنع تسمية احد احياء بلدية (المزار)
التابعة للكرك، الواقعة على مسافة 125 كيلو مترا جنوبي العاصمة عمان
باسم الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين.
وانتقد الضمور، المناصر لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يحكم
العراق بزعامة صدام حسين بين عامي (1968-2003)، رضوخ الأردن لمثل هذه
الضغوط الاقتصادية.
وذكّر رئيس البلدية بأن إيران أطلقت اسم خالد الإسلامبولي على أحد
شوارعها، رغم أنه قتل الرئيس المصري السابق أنور السادات خريف 1981.
بحسب البي بي سي.
وأوضح رئيس بلدية الكرك، المشهورة باتجاهات أبنائها البعثية
واليسارية، أن مجلس بلدية المزار الجنوبي اجتمع وغيّر اسم الشارع.
وكان مئات الكركيين قد شاركوا قبل عشرة أيام في حفل تأبين إحياء
لذكرى صدام حسين كانت دعت إليه النقابات المهنية.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم
الحكومة نبيل الشريف أعلن "أن المجلس البلدي ألغى قرارا كان قد اتخذه
سابقا بتغيير اسم منطقة (الرميثة) في البلدة إلى منطقة صدام حسين".
وأوضح الشريف أن أهالي البلدة وقعّوا "عريضة طالبوا بها المجلس
البلدي بإلغاء القرار".
ونقل سفير الكويت لدى الأردن الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح لاحقا
عن رئيس وزراء الأردن سمير الرفاعي تأكيده على "إلغاء فكرة إطلاق اسم
الرئيس العراقي المخلوع على أحد أحياء بلدة أردنية".
وقال السفير إن الرفاعي أوضح له بأن فكرة إطلاق اسم صدام حسين على
الحي "أتت في غفلة ولا تقرها المملكة الأردنية الهاشمية".
يذكر أن صدام حسين، الذي أطاحت بحكمه الجيوش الأمريكية والبريطانية
في ربيع عام 2003 وأعدم في بغداد أواخر عام 2005، يتمتع بشعبية واسعة
في الأردن.
وصايا الذبيح
من جهتها منعت ادارة المطبوعات والنشر الاردنية توزيع كتاب «وصايا
الذبيح.. التقى والشيطان في رسائل صدام حسين» والذي قام بتأليفه
الصحافي اللبناني وليد حسني زهرة وصدر عن دار ورد الاردنية للنشر
والتوزيع.
ونقلت مواقع اخبارية عن مصادر في ادارة المطبوعات والنشر ان قرار
الحظر جاء بسبب احتواء الكتاب على هجوم على دولة عربية صديقة للاردن.
مشيرة الى ان الكتاب احتوى على معلومات مغلوطة تعد تزييفا للتاريخ.
وفي سياق متصل عبر سفير الكويت لدى الاردن الشيخ فيصل الحمود المالك
الصباح عن خالص شكره وامتنانه لوزارة الاعلام الاردنية لقيامها بحظر
توزيع كتاب «وصايا الذبيح» مثمنا تلك الخطوة التي تصب في مصلحة
العلاقات الكويتية الاردنية الراسخة.
من جانبه اصدر مؤلف الكتاب بيانا قال فيه «ان ادارة المطبوعات
والنشر الادرنية قامت باحتجاز كامل نسخ الكتاب الواردة من بيروت في
جمرك عمان قبل ان تقوم بتحويلها كاملة الى مكان آخر ربما يكون اكثر
امانا حتى يتم اجباري على اعادة شحنها الى الخارج».
وذكر المؤلف انه تم ابلاغه شفهيا بقرار المنع مشيرا الى ان
المسؤولين رفضوا اعطاءه قرارا رسميا يفيد منع الكتاب وحذره.
قناة صدام
من جانب آخر نفت رغد صدام حسين ابنة الرئيس العراقي الراحل ان تكون
لها اي علاقة "من قريب او من بعيد" بقناة "صدام" او "العربي" التي تمجد
الرئيس السابق.
وكانت القناة اعلنت توقف بثها التجريبي الذي بدأته اول ايام عيد
الاضحى. ونقلت صحيفة "الغد" الاردنية المستقلة عن هيثم الهرش محامي رغد
قوله ان "موكلتي تؤكد انه لا صلة لها بهذه القناة او غيرها من القنوات
الفضائية الاخرى". بحسب فرانس برس.
وجاء تصريح المحامي "بعد ورود العديد من رسائل التهنئة للسيدة رغد
ببدء بث القناة، ظنا من أصحابها بأنها هي من تقف خلفها"، على حد قوله.
واضاف انه "لا رابط قانونيا للسيدة رغد بهذه القناة اوادارتها او
طريقة بثها او اسلوب عرضها"، مشيرا الى ان هذا "التوضيح جاء منعا لربط
اسمها بالقناة".
وتقيم ابنتا صدام رغد ورنا مع ابنائهما في الاردن منذ سقوط النظام
العراقي في 2003. وبثت القناة اعلانا يعتذر للمشاهدين مؤكدة انها
ستتوقف عن البث. وانقطع البث فعلا بعد دقائق من اعلانها هذا، وسط تكتم
شديد حول مكان البث ومعلومات تتعلق ب"تراجع الجهات الممولة تحت ضغوط
جهات في النظام" في بغداد.
وكان موقع "اللافتة" الالكتروني اعلن "اطلاق قناة صدام في موعدها
المعلن فجر عيد الاضحى الماضي". وأوضح الموقع انه "فجأة وفي غمرة هذا
الاستحقاق الإعلامي الكبير تتراجع الجهة الممولة عن وعدها مؤكدة انها
تعرضت لضغوطات من جهات في النظام العراقي". وتابع "لا نلوم أبدا أولئك
الذين قتلوا صدام حسين في فجر عيد، وقتلوا فضائيته في فجر عيد آخر،
فنحن نعرف مقدار الحقد التاريخي الذي يتأجج في صدورهم، لكننا نلوم هذه
الملايين من العرب والمسلمين لان دولارا واحدا من كل منهم من شأنه أن
يطلق عشر فضائيات تنتصر للحق".
وبثت القناة صورا فوتوغرافية لصدام ونجليه عدي وقصي، ومشاهد من
عملية إعدامه في 30 كانون الاول/ديسمبر 2006.
وأكد البيان ان "القوم أعلنوا حربهم الشعواء فتهجموا على عدة دول
عربية من منطلق طائفي قاصر باعتبارها الداعم لقناة صدام التي وصفوها
بالبعثية رغم تأكيدنا الدائم ان صدام حسين وعمر المختار صارا رمزا
لكثير من العرب والمسلمين".
والمعروف إن عمر المختار قاد ثورة في ليبيا ضد الاستعمار الايطالي.
واضاف ان "اهل الوعي في الامة مدعوون لوقفة تحد كبيرة تفوت على هؤلاء
فرحتهم بوأد القناة" داعيا الى "جمع الاموال (...) وفتح الباب امام
الموسرين الذين يرغبون في دعم القناة". ومن الصعب معرفة الهوية
الحقيقية للجهات المالكة للقناة او مكان البث.
لكن مصادر على صلة بالوسط الإعلامي أكدت إن مقر القناة ليبيا،
والمشرفون عليها خليط من القوميين العرب و البعثيين بزعامة نائب الرئيس
السابق عزة إبراهيم الدوري.
المنتجات الأردنية
في سياق متصل قال وزير الزراعة الأردني سعيد المصري ان العراق أعاد
فتح أسواقه مجدداً أمام المنتجات الزراعية الأردنية.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن المصري قوله ان "العراق
فتح أسواقه مجددا امام المنتجات الزراعية الأردنية".
وأضاف ان "الوزارة تلقت تأكيدات من وزارتي الزراعة والتجارة
العراقيتين بالسماح للمنتجات الزراعية الأردنية بالدخول مجددا الى
الأسواق العراقية".
وأوضح المصري انه "تم فعليا دخول الشاحنات الاردنية الى الأسواق
العراقية"، مؤكدا "حصول بعض المستوردين والتجار العراقيين على تصاريح
الاستيراد من الجهات المعنية هناك".
وأعرب المصري عن تقديره "للتعاون الذي أبدته السلطات العراقية
واستجابتها لإعادة فتح باب استيراد المنتجات الزراعية الأردنية مجددا".
وكانت وزارة الزراعة العراقية فرضت حظرا على استيراد الخضروات
ابتداء من الأول من أيار/مايو الماضي بهدف حماية الإنتاج المحلي. ويعد
العراق اكبر شريك تجاري للأردن من بين أكثر من مئة دولة.
وأفاد البنك المركزي الاردني في 23 كانون الأول/ديسمبر ان صادرات
المملكة الى العراق احتلت المرتبة الأولى عربيا خلال عام 2009 بتجاوزها
700 مليون دولار. وتشكل الخضروات والآلات ومعدات النقل الحصة الأكبر من
صادرات عمان الى بغداد.
وكان الأردن الذي يقيم على أراضيه ما بين 500 الف الى 750 الف
عراقي، الشريك التجاري الأول للعراق قبل الغزو الأميركي لهذا البلد
العام 2003، ومن اهم المصدرين في اطار برنامج "النفط مقابل الغذاء
والدواء" الذي طُبّق من 1996 وحتى 2003. |