عوالم الاباحية

هادي جلو مرعي

الضرورات تبيح المحظورات..

كم هو الفرق شاسع بين هذه المقولة المتصلة بالفقه والاجتماع وصور حياتية اخرى. فلا توجد ضرورة لان تباح بعض المحظورات خاصة المرتبطة بالجنس والعلاقات الاجتماعية وان يكون اظهار بعض السلوكيات واباحة ممارستها او الاطلاع عليها للجميع..

 فالعلاقة الجنسية بين الذكر والانثى طبيعة انسانية لسنا بحاجة لنخرج الى فضاءات موبوءة لنعيشها او لنطلع الاخرين عليها او نمرن البعض ليعلموها.. وليس من دليل لدعاة الاباحية على الانترنت وفي المدارس وفي الجامعات ونواد العري ووسائل الاعلام ليكون حجة لهم في تاكيد ضرورة الكشف عن الممارسات التي تحتاج الى الستر ليس من باب الالتزام الديني والاخلاقي وحسب وانما من باب الفطرة السليمة والحاجة الانسانية لاحترام  الخصوصية ولان الممارسة الجنسية ليست للدعاية وحتى مع اللذة والاستمتاع فانها بالاساس تجئ لمواصلة المسيرة الانسانية ولتكون وسيلة لتعاقب الاجيال ونمو المجتمعات.

وحتى سلوكيات بعض الناس وافكارهم ونظرتهم للجنس وعلاقتهم بالمرأة تجد انها تعتمد الغريزة العمياء.. وبينما كنت استمع لمسؤول محترم يتحدث في ندوة اعلامية كان الجالس بجواري يطالع امراة تروح وتجئ في القاعة ولا يعبأ بحديث الرجل ثم يلتفت الي باسما ليقول.. يالها من مؤخرة جميلة..

وبينما كنت اجلس وصديق كان المسكين يعبر عن الصدمة وبرغم انه يفضل العزوبية الا انه يتطرق بين حين والى اخر الى اهمية المراة في الحياة لكنه يتألم حين يستمع لاحاديث الاصدقاء عن علاقات سيئة بين افراد المجتمع وبطرق فاضحة ويشتكي ان اغلب الشباب والمراهقين يستخدمون اجهزة الموبايل لاغراض غرائزية منحرفة. وضحكت.ونظر اليه متسائلا ؟ وقلت : والشابات الا يستخدمن الموبايل لاغراض مرتبطة بالغرائز ؟

تعتقد بعض الجماعات الشريرة في العالم بان اسقاط الاديان وتدمير المجتمعات لا يتم الا بتدمير العلاقة بين الانسان والعقائد لانها تكون في الغالب مانعة ولو على سبيل الاكراه من اقتراف الاخطاء والسير باتجاه عوالم الغريزة ورفض القوانين الخاصة بتنظيم الاسرة والعلاقات الاجتماعية واشباع الرغبات.. وعند ذلك تكون المجتمعات الانسانية ضعيفة وتتخلى عن القيم الاخلاقية وعندها يرتفع شان مجموعة بشرية دينية او عرقية وتنحط في مقابلها شعوب وعقائد تعدها مناوئة لتعلو تلك المجموعة وكيانها السياسي في حين تحافظ على التزامها القيمي وتحفظ تماسكها الاجتماعي والاخلاقي ولا تسمح باختراقه وتكون محصنة في مواجهة المنظومة الانسانية التي تعدها مناؤئة ومعادية وليدوم وهم السيطرة والنفوذ والغلبة..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 23/كانون الثاني/2010 - 7/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م