|
السلطات الكويتية وبضغط من المتشددين السلفيين هناك سمحت للداعية
محمد العريفي دخول الكويت كمواطن خليجي بدون فيزا رغم انه رجل مثير
للجدل كثير السباب.. يكفر ويمزجر ويعزف على وتر طائفي متطرف بامتياز!
الحجة في عدم المنع ان العريفي لم يسيء للكويت وبالتالي فلا وجاهة
للمنع، واذا ما تعاطينا مع هذا التبرير برحابة صدر وتجاهلنا الوجود
الشيعي في الكويت والذي ليس له دور سياسي بارز هناك فان ما يثير
الغرابة هو منع دخول المفكر المصري نصر حامد ابو زيد رغم انه متحصل على
تاشيرة دخول للكويت تكفلت بها مؤسسة تنوير الثقافية! واجبرته سلطات
المطار على العودة من نفس الصالة التي نزل منها وعومل بطريقة مذلة
وكأنه مشبوه او ارهابي حينما يقع فريسة في قبضة اجهزة مكافحة الارهاب !
رغم ان الاخير لم يتعرض للكويت حكومة او شعبا ولا لغير الكويت بل هو
باحث في الفكر الاسلامي وله مؤلفات قيمة، وسواء اكنا مقتنعين بما يذهب
اليه الرجل من توجه فكري او مختلفين معه فهذا لا يبرر على الاطلاق
التعامل معه بهذه الطريقة.. فيما يتعامل مع محمد العريفي باسلوب مختلف
تماما!
الديمقراطية الكويتية وحرية الراي التي سمعنا عنها كثيرا لا تطيق
استعياب قناعات ابو زيد.. وتبرز عن انيابها وزارة الداخلية الكويتية
وتعصبها من اجل التنكيل بالرجل متجاهلة حرية التعبير وقوانين حقوق
الانسان فيما تبدو نفس الوزارة المذكورة سمحة رقيقة شفافة جدا في
التعامل مع الدعاة المتطرفين واصحاب التوجهات التكفيرية.
ان السلطات الكويتية مرنة جدا والى حد غير قابل للتصور مع العريفي
فهو مرحب به.. وطأ سهلا واتى اهلا في اي وقت شاء! ياله من موقف مثير
للاعجاب ويا لها من حرية للتعبير ؟!
ان منع ابو زيد والذي تكفلت به وزارة الداخلية جاء نتيحة ضغوط كبيرة
من قبل شلة النائب المتطرف وليد الطباطبائي رغم ان هذا الاخير انتفض
هو ومن يقف الى جنبه في البرلمان فيما يتعلق بما اثير مسبقا حول منع
العريفي من دخول الكويت وتوعد شرا وزارة الداخلية ! مما اجبرها على
توضيح الموقف واعلان ان العريفي غير ممنوع من دخول الكويت لكنها عادت
لتلمع ذلك القرار حينما قالت: انه ممنوع من اقامة نشاطات!
اخيرا : مرحى لعروبة تطعن نفسها ومرحى لاسلاميين لا يهللون الا
للفرقة والشقاق!!!
* كاتب عراقي
[email protected] |
