مؤشرات صعود الثقافة الدينية بعد سقوط النظام البائد

ازدياد المراكز الإسلامية والمكتبات الدينية المجانية في العراق

تحقيق: زيد البياتي

 

شبكة النبأ: ما أن سقط النظام الصدّامي المقبور وتكسرت قيوده وأغلاله التي كانت تقيّد حرية الفكر والمعتقد بغلق أبواب المراكز الإسلامية والمكتبات الدينية "المجانية" حتى تنفست الأخيرتين الصعداء وبدأت تدب فيهما روح إقبال مرتادي المكتبات الدينية وخاصة المجانية منها والتي تعتمد على نظام الإعارة المجانية أو توزيع الكتب مجانا على نحو الهدية.

وتعد مدينة الديوانية مركز محافظة القادسية واحدة من المدن العراقية التي شهدت افتتاح عددا من المراكز الإسلامية والمكتبات الدينية التي تضم الكتب الدينية والنشرات والأقراص المدمجة المجانية أو المعارة بلا ثمن، وذلك بمجرد سقوط النظام البائد الذي كان يمنع افتتاح مثل هذه المراكز والمكتبات مصادرا بذلك حرية الدين أو المعتقد والفكر بمنع الكتب الدينية التي تعالج الكثير من القضايا الإسلامية والدينية بشكل عام.

يقول الناشط الاسلامي سعد الجبوري انه "بمجرد سقوط النظام الصدامي المقبور، شهدت مدينة الديوانية افتتاح عدد من المراكز الاسلامية والمكتبات الدينية منها مركز الصدرين ومؤسسة الرسول الاعظم ومركز الامام الصادق وغيرها".

موضحا لـ شبكة النبأ المعلوامتية،" ان القاسم المشترك بين هذه المراكز والمكتبات الدينية انها فتحت باب الاستعارة للجميع بشكل مجاني كما انها دأبت على توزيع الكثير من الكتب الدينية في مختلف مفاصل وفروع الدين بشكل مجاني ايضا بعد ان كان ذلك ممنوعا في زمن النظام السابق".

فيما يقول ابو علاء الزيادي المسؤول في مركز الصدرين ان "المركز يضم اكثر من الف عنوان مختلف في اصول وفروع الدين وجوانب اخرى الى جانب السياسة والاجتماع كلها متاحة للقراء وبشكل مجاني".

واضاف لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" ان بعض الكتب قد تكون نادرة وغير موجودة ونحن نسعى لإتاحتها للقراء بشكل هيّن ومجاني الامر الذي جعل الاقبال على مثل هذه المراكز يزداد يوما بعد يوما".

أما جعفر حسين المسؤول عن مركز الإمام الصادق فانه أكد ان "عدد الإقبال على المركز بدء يزداد يوما بعد يوما كما ونوعا".

موضحا ان "المقبلين على المركز عند البدايات الأولى لتأسيسه لم يتجاوزا في كمهم ونوعهم من رواد قراءة الكتب الدينية، اما الان وبعد تنوع الكتب الدينية وغيرها فان طلابا جامعيين ومثقفين آخرين بدءوا يقصدون المركز للاستعارة والاطلاع على اخر مستجدات الكتب والمطبوعات".

ويؤكد حسين "لا يقتصر عمل المركز على توفير الكتب وحسب، بل هو يوفر للقراء الكثير من النشرات والدوريات والمجلات الفصلية والدوريات واشرطة الكاسيت والاقراص المدمجة (CD) خدمة للحالة الاسلامية والعلمية والثقافية".

ويعتبر الاستاذ الجامعي ليث الموسوي انه من مرتادي مثل هذه المكاتب والمراكز الدينية والاسلامية كونها تعتبر مصدرا للكثير من المصادر الدينية والمعرفية في شتى شؤون الحياة وبشكل مجاني دون ثمن.

موضحاً لـ شبكة النبأ المعلوماتية،" ان الكثير من هذه الكتب الموجودة في هذه المراكز والمكتبات غير موجودة في المكتبات العلمية الاهلية وان وجدت فأن الكثير منها لا تعتمد آلية الاعارة بلا ثمن او حتى الاجارة بثمن، فأن عملها يقتصر على البيع وغالبا ما تكون اسعار الكتب فيها غاليا جدا بالرغم من كون الكثير منها يعتمد اسلوب (السحب) وليس النسخ الاصلية".

ودعا عبد الزهرة عبد زيد موظف في دائرة نقل كهرباء القادسية الى زيادة عدد هذه المراكز والمكتبات مفسرا ذلك بقوله "انا رجل اعشق الكتب ولي من الاولاد ما يشاطرني في عشقي وشغفي بالكتاب والقراءة، ولما رأيت تواجد الكثير من اصدقاء اولادي في داري لغرض جلسات السمر وغيره، قررت استثمار الفرصة، فراجعت عددا من هذه المراكز والمكتبات وقد تمكنت بعد فترة من تكوين مكتبة صغيرة في غرفة استقبال بيتي استفاد منها اصدقاء اولادي وغيرهم، وذلك بعد ان زودني اصحاب هذه المركز والمكتبات بعشرات الكتب الدينية وبشكل مجاني لتعم الفائدة على الجميع".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/كانون الثاني/2010 - 1/صفر/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م