حقوق الطفولة وعبودية القرن الحادي والعشرين

ازدهار تجارة الجنس وانتشار سوء التغذية

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يشهد استغلال الأطفال في تجارة الجنس في جنوب آسيا ازدهاراً كبيراً في ظل فشل الحكومات في اتخاذ ما ينبغي من إجراءات لحمايتهم، حيث تشير دراسات اليونيسيف إلى أن ما بين 30 و35 في المائة من كل العاملين في تجارة الجنس بجنوب شرق آسيا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.

فيما أفاد تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن مصر لا زالت تعاني آفة الجوع بالرغم من وجود العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية فيها مشيراً إلى أن ثلث أطفالها يعانون من سوء التغذية.

ورغم التقدم العلمي لا يزال الإسهال يفتك بـ1.5 مليون طفل سنوياً تحت سن الخامسة، حول العالم، وفق تحذير أطلقته مؤخراً منظمة صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). في حين أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي بأمريكا عن تفكيك شبكة لدعارة الأطفال واعتقال أكثر من 690 في حملة تمشيط ودهم شملت عدداً من الولايات.

دعوات لوقف استغلال الأطفال جنسياً

وتقول كارمن مادرينان، المديرة التنفيذية لمنظمة "أوقفوا عمل الأطفال في الجنس والإصدارات الإباحية والاتجار في الأطفال لأغراض جنسية" - "إكبات" ECPAT-إنه "من شأن الركود الاقتصادي الأخير أن يعرض المزيد من الأطفال واليافعين المستضعفين للاستغلال في التجارة في مجال الجنس... يجب أن تنتهي حالة اللامبالاة تجاه جريمة وجشع وشذوذ البالغين في طلب ممارسة الجنس مع الأطفال واليافعين."

ووفقاً  لتقرير حديث صادر عن المجموعة، فإن تفاقم الفقر وتقليص ميزانيات خدمات الرعاية الاجتماعية وقيود قوانين الهجرة في بلدان المقصد جميعها عوامل مهمة في زيادة تعرض الأطفال للاستغلال.

كذلك عادة ما يدفع تدهور الأوضاع المعيشية للأسر باليافعين للتوقف عن التعليم بغية المساهمة في رفع دخل أسرهم مما يعرضهم لخطر اختيار سبل عيش معينة قد تنتهي بهم إلى الاستغلال، حسب التقرير الذي أوردته شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين".

وحسب تقديرات منظمة العمل الدولية، فإن سياحة الجنس تشكل ما بين 2 إلى 14 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي في إندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند.

وفي الوقت نفسه، تشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إلى أن حوالي 1.8 مليون طفل (معظمهم من الفتيات) يدخلون سنوياً في تجارة الجنس المدرة للملايين.

وقد تم إقفال مئات المصانع والمشاريع في تايلاند نتيجة الركود الاقتصادي العالمي مما ترك آلاف العمال المحليين والأجانب دون مصدر للرزق.

وحسب الخبراء، ترتفع وتيرة البطالة بمعدل 100 ألف عامل في الشهر وقد تصل إلى 1.5 مليون بنهاية السنة مما يعرض المزيد من اليافعين لخطر الاستغلال.

وفي هذا السياق، أفاد جورجيو بيرادي، مسؤول برامج مكافحة سياحة الجنس مع الأطفال في منظمة إكبات، أن "العديد من الناس يأتون إلى هنا ويكتشفون مدى بخس تكلفة ممارسة الجنس مع شخص مستضعف خصوصاً في ظل هذا الوضع الاقتصادي ويوهمون أنفسهم بأنهم يساعدون في تخفيف العبء عن هذا الشخص".

وتشير دراسات اليونيسيف إلى أن ما بين 30 و35 في المائة من كل العاملين في تجارة الجنس في منطقة الميكونغ بجنوب شرق آسيا تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً.

كما أن أطفال الشوارع والأطفال الذين لا وطن لهم معرضون جداً للاستغلال في تجارة الجنس، حسب أماندا بيسكس، مسؤولة حماية الطفل بمكتب اليونيسف بتايلاند.

تفكيك شبكة لدعارة الأطفال واعتقال 690

وفي امريكا أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن تفكيك شبكة لدعارة الأطفال واعتقال أكثر من 690 في حملة تمشيط ودهم شملت عدداً من الولايات.

وأشارت الوكالة لإنقاذ 52 طفلاً واعتقال 60 قواداً في الحملة الواسعة، واستغرقت ثلاثة أيام، في سياق حملة أمنية واسعة بكافة أنحاء البلاد.

وقال كيفين بيركنز، من قسم التحقيقات الجنائية بالوكالة: "دعارة الأطفال مازالت معضلة رئيسية في بلادنا، وذلك يبدو واضحاً من عدد الأطفال الذين جرى إنقاذهم عبر هذه الجهود المتواصلة لقوات المهام الخاصة المتخصصة في مكافحة الجرائم ضد الأطفال."

وشملت العملية الواسعة التي أطلق عليها "عملية عبر البلاد الرابعة" 36 مدينة بمشاركة عناصر 30 وحدة مختلفة تابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وذلك في سياق "المبادرة الوطنية للبراءة المفقودة."

ويهدف البرنامج الوطني، ودشن عام 2003، لاجتثاث ظاهرة الاتجار بالأطفال واستعبادهم في صناعة الجنس داخل الولايات المتحدة. بحسب سي ان ان.

وساهم البرنامج، الذي أطلق بمساعدة "المركز القومي للأطفال المفقودين والمُستغلين"، في إنقاذ نحو 900 طفل، وإدانة 500، وفق مكتب التحقيقات الفيدرالية.

وأسفرت عملية مماثلة في فبراير/شباط الماضي عن أكثر من 500 شخص، و"إنقاذ" 48 حدثا، في غارات منسقة استهدفت 29 مدينة لمكافحة دعارة الأطفال.

ووصف مسؤول في "المركز القومي للأطفال المفقودين والمُستغلين" تسخير الأطفال للعمل الدعارة بـ"عبودية القرن الحادي والعشرين."ورجّح أن يكون عدد الصغار الذين يعملون في مجال الرذيلة بعشرات الآلاف.

أغلب اليتامى لهم آباء أحياء

وقال تقرير لمنظمة أنقذوا الأطفال الخيرية إن أربعة أطفال من كل خمسة يعيشون في مؤسسات الرعاية حول العالم لديهم والد أو والدة على قيد الحياة.

وقال التقرير إن العديد من الأطفال يتعرضون للاستغلال من قبل المؤسسات من أجل الكسب المادي.وأضاف التقرير إن ملايين الأطفال يتعرضون للخطر والضرب والاغتصاب والإتجار بهم بسبب عيشهم في مؤسسات الرعاية.

وحذرت منظمة أنقذوا الأطفال من أن الفقر هو غالباً ما يكون السبب وراء انتهاء الأطفال في مؤسسات الرعاية، وقالت إن بعض تلك المؤسسات يلجؤون للإكراه أو الكذب لإقناع الآباء الفقراء بالتخلي عن أطفالهم.

مربية اطفال تخدّر طفلاً وتؤجره لمتسولين

وقالت صحيفة ان مربية اطفال في بنجالور قلب صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند فصلت من عملها بعد ان دأبت على تخدير طفل تحت رعايتها عمره سبعة شهور وتأجيره مقابل دولارين يوميا لكي يستخدمه متسولون في الشوارع.

وقالت صحيفة "تايمز اوف انديا" ان والدة الطفل لم تجد ابنها عندما عادت لمنزلها مبكرا من عملها بشركة متعددة الجنسيات.

وقالت الصحيفة ان المربية اعترفت بأنها كانت تؤجر الطفل خلال الاسابيع الثلاثة الماضية. وعادة ما يشاهد المتسولون في اشارات المرور والطرق في مدن الهند وبلداتها حيث يعتبر اعطاء الصدقات بشكل تقليدي طريقة للحصول على جدارة روحية.

ثلث الزوجات القاصرات في العالم من الهند..

وأفاد تقرير لصندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ان أكثر من ثلث الزوجات القاصرات في العالم من الهند مما يجعل الاطفال أكثر عرضة للاستغلال على الرغم من التحديث المتنامي والثراء الاقتصادي لهذا العملاق الاسيوي.

وقال التقرير ان 25 مليون امرأة تقريبا في الهند تزوجن عام 2007 في عمر 18 عاما. واشار التقرير الى ان الاطفال في الهند ونيبال وباكستان ربما تكون تمت خطبتهن أو حتى تزوجن قبل بلوغ سن العاشرة.

وقال التقرير ان ملايين الاطفال ايضا يجبرون على العمل في ظروف ضارة بهم او يتعرضون للعنف والايذاء البدني في المنزل وخارجه ويعانون اضرارا بدنية ونفسية ذات اثار واسعة وأحيانا اضرارا يتعذر اصلاحها.

وقالت ان فينيمان المديرة التنفيذية لليونيسيف "المجتمع لا يمكن ان يزدهر اذا اجبر اعضاءه الصغار على الزواج المبكر وتعرضوا للاستغلال في الجنس أو حرموا من حقوقهم الاساسية."

وقال التقرير انه رغم ارتفاع معدلات التعليم والحظر المفروض على زواج الاطفال الا ان الممارسات الدينية والمتوارثة تبقي على هذه العادة في الهند وكذلك نيبال وباكستان.

وأكثر من نصف الزوجات القاصرات في العالم في جنوب اسيا والذي يشهد أيضا أكثر من نصف المواليد غير المسجلين مما يجعل الاطفال بمنأى من الوصول اليهم والتمتع بخدمات الدولة وغير قادرين على الالتحاق بالمدارس أو الخضوع للرعاية الصحية.

وقال التقرير ان 6 في المئة فقط من جميع المواليد في أفغانستان و10 في المئة في بنجلادش هم المسجلون في الفترة من 2000 الى 2008 مقارنة مع 41 في المئة في الهند و73 في المئة في جزر المالديف.

ثُلث أطفال مصر يعانون من سوء التغذية

وأفاد تقرير صادر عن وزارة الصحة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن مصر لا زالت تعاني آفة الجوع بالرغم من وجود العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية فيها، مشيرا إلى أن ثلث أطفالها يعانون من سوء التغذية.

وكان المسح الديمغرافي الصحي لعام 2008، الذي تم نشره في مارس/آذار الماضي، قد سجل ارتفاعا بنسبة 6 في المائة في ظاهرة سوء التغذية الحاد الذي يتسبب في إصابة الأطفال دون سن الخامسة بالتقزم. مما سيرفع نسبة الأطفال الذين يعانون من ظاهرة التقزم إلى 29 في المائة مقارنة بـ23 في المائة في عام 2000.

وقد اعتمد المسح على بيانات تم تجميعها خلال عامي 2007/2008 الذي شهد ارتفاع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 7.2 في المائة، وهو ما يدل على أن عموم المصريين لم يستفيدوا من هذا النمو الكبير.ومن المتوقع ألا يتجاوز إجمالي الناتج المحلي خلال عام 2008/2009 نسبة 4.7 في المائة.

وفي هذا السياق، أفادت هالة أبو خطوة، مسؤولة الإتصال بمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) أنه "في ظل الأزمة الحالية والركود الاقتصادي وتزايد انتشار أنفلونزا الطيور والخنازير لا يتم التعامل مع مشكل التغذية بشكل ملائم"، حسب شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

من جهته، أشار بوردينيون من برنامج الأغذية العالمي إلى أن مصر لا تحظى بفرص الحصول على المساعدات الغذائية الدولية لأنها لا تأتي ضمن قائمة "الدول الأقل نموا."

ووفقا لتقرير التنمية البشرية لعام 2009 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن 23 في المائة من مجموع السكان بمصر يعيشون تحت خط الفقر. وقد تجلى ذلك بوضوح في ثورات الغذاء التي شهدتها البلاد عام 2008.

الإسهال يفتك بـ1.5 مليون طفل سنوياً

ورغم التقدم العلمي لا يزال الإسهال يفتك بـ1.5 مليون طفل سنوياً، تحت سن الخامسة، حول العالم، وفق تحذير أطلقته مؤخراً "منظمة صندوق الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسف).

وجاء في التقرير الصادر عن "اليونيسف" و"منظمة الصحة العالمية" أنه رغم وجود وسائل رخيصة وفعالة من وسائل العلاج، فإن الإسهال يودي بحياة عدد من الأطفال يفوق مجموع ضحايا أمراض الإيدز والملاريا والحصبة مجتمعة.

وقالت آن فينمان، المديرة التنفيذية لليونيسف: "إن مما يدعو إلى الأسف أن الإسهال، الذي يعد في العالم المتقدم النمو مجرد عامل مقلق للراحة بشكل ملموس، يفضي إلى موت 1.5 مليون طفل كل عام، ومن الملاحظ أن نسبة 39 في المائة فقط من الأطفال الذين يصابون بالإسهال في البلدان النامية تتلقى العلاج الواجب."والإسهال عارض منتشر من أعراض الإصابات المعدية ـ المعوية، وهو قد يرجع إلى أسباب مختلفة.

ومع هذا، فإن مجرد حفنة ضئيلة من الكائنات العضوية هي المسؤولة عن أشد حالات هذا المرض، والروتافيروس يتسبب في أكثر من 40 في المائة من جميع حالات إدخال الأطفال دون سن الخامسة إلى المستشفى لأسباب تتصل بالمرض. بحسب سي ان ان.

وهناك لقاح جديد من لقاحات الروتافيروس ثبت أنه مأمون وفعال، وإن كان لا يزال غير متوفر في معظم البلدان النامية إلى حد كبير.

وغالبية مراحل إسهال الأطفال تتسم بالاعتدال، ولكن الحالات الحادة منه قد تفضي إلى فقدان كميات كبيرة من السوائل، وقد تؤدي إلى الجفاف أيضاً، الذي قد ينتهي بالموت إن لم تتم الاستعاضة عن السوائل المفقودة على جناح السرعة.

الصين تعيد اكثر من ألفي طفل مختطف الى ذويهم

وقالت الشرطة الصينية إنها نجحت في اعادة اكثر من ألفي طفل كانت قد اختطفتهم عصابات الاتجار بالبشر الى ذويهم، وذلك نتيجة حملة دامت ستة اشهر واستهدفت هذه التجارة.

وكانت وزارة الامن العام الصينية قد اسست موقعا خاصا على الانترنت يحمل صور بعض الاطفال المختطفين وذلك بامل ان يتعرف العامة عليهم وتتم اعادتهم الى كنف ذويهم.ويحمل الموقع صور ستين طفلا بين رضع وصبية كانوا قد اختطفوا من اسرهم.يذكر ان المئات - وربما الآلاف - من الاطفال يفقدون سنويا في الصين.

وقد تم بالفعل اعادة بعض الاطفال الذين تم العثور عليهم - وعددهم 2018 من كافة ارجاء الصين - الى اسرهم.

وتقول وزارة الامن العام إن بعضا من هؤلاء الاطفال كانوا قد اختطفوا منذ عدة سنوات.يذكر ان عصابات الاتجار بالبشر تختطف الاطفال لتبيعهم الى الاسر غير القادرة على الانجاب.

وكان الاعلام الصيني الرسمي قد ذكر ان السلطات المعنية قامت بسلسلة من الاعتقالات في الاشهر الاخيرة لمتورطين في هذه التجارة، كان آخرها اعتقال 42 شخصا في الاسبوع الماضي لقيامهم ببيع 52 طفلا لاسر شمالي الصين.

ويقول مراسل بي بي سي في بكين كوينتين سومرفيل إن المجتمع الصيني الابوي الطابع يثمن الاطفال الذكور بشكل خاص، اذ قد يصل ثمن الواحد من هؤلاء الى ستة آلاف دولار بينما لا يتجاوز سعر الاناث الـ 500 دولار في الغالب.

واحد بين كل عشرة مواليد في العالم يولد مبكراً

وقالت منظمة الصحة العالمية إن مولودا بين كل عشرة من 130 مليون مولود في العالم سنويا يولدون قبل ان اتمام فترة حملهم وغالبيتهم العظمى في الدول الاكثر فقرا حيث تنخفض فرص البقاء على قيد الحياة.

وسجل ايضا مقال في نشرة يناير كانون الثاني للمنظمة التابعة للامم المتحدة "ارتفاعا مفاجئا" في المواليد المبكرة في مجموعة من الدول الاكثر ثراء على مدى العشرين عاما الماضية خصوصا في أمريكا الشمالية واجزاء من أوروبا. بحسب رويترز.

واستنادا الى دراسات اجريت في الفترة من منتصف التسعينات الى 2007 قال المقال ان 85 بالمئة من المواليد الذين ولدوا قبل اتمام فترة الحمل العادية التي تبلغ 37 اسبوعا كانوا في اسيا حيث بلغ عددهم حوالي 70 مليون مولود وفي افريقيا حيث بلغ العدد أكثر من 40 مليون مولود سنويا.

لكن المقال الذي كتبه خبراء وباحثون بالمنظمة قال ان أعلى معدلات للولادة المبكرة مقابل اجمالي عدد المواليد كان في افريقيا بمتوسط بلغ حوالي 12 بالمئة وفي أمريكا الشمالية بمتوسط حوالي 10.6 بالمئة. وفي أوروبا بلغ الرقم 6.2 بالمئة فقط وفي أمريكا اللاتينية والكاريبي 9.1 بالمئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنبن 11/كانون الثاني/2010 - 25/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م