إخطبوط القاعدة والإرهابيون الجدد

عمليات إرهابية فردية تمتد عبر الشرق والغرب

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: عرضت قناة تلفزيونية باكستانية لقطات لمَنْ قالت انه همام خليل البلوي المفجّر الانتحاري والعميل المزدوج الذي قتل ضباط بالمخابرات المركزية الامريكية في أفغانستان أثناء جلوسه مع زعيم حركة طالبان الباكستانية وأعلنت أنه تبادل معلومات استخبارات جمعها من الولايات المتحدة والاردن مع متشددين آخرين.

وفي غضون ذلك تبذل أجهزة الاستخبارات الأردنية والأمريكية المزيد من الجهد لمعرفة حقيقة العميل الأردني المزدوج همام خليل البلوي، المعروف بأبي دجانة الخراساني، والذي يعتقد بأنه نفذ عملية خوست الانتحارية التي قتلت سبعة من عملاء CIA.

وفي وقت تقول فيه عائلة البلوي إنها متفاجئة بما يقال عن ابنها، وإنه لم يكن ميالا للتطرف، تظهر كتابات الرجل أنه كان يمر بأوضاع نفسية مختلطة، في الآونة الأخيرة، حسبما كتب في آخر رسالة له، نشرتها مواقع الكترونية مؤيدة للجماعات الإسلامية المسلحة.

يقول البلوي، مستخدما اسم الخراساني في توقيع مشاركاته "لم أعد استطع الكتابة، ولدي رغبة بأن أُحال إلى التقاعد المُبكر، لقد أفلستُ.. ذبلتُ.. تعبت.. مللت.. كأنني أعاني من عمش فكري وتشوش عاطفي."

ويضيف "أشعر بأن كلماتي أصبحت باهتة ومنتهية الصَّلاحية، تحتضر بين يديّ كابتها، وأشعر أني أصبحت كهلاً طاعنا في السن.. تتسع الفجوة بين ما أحلم به وبين ما أنا عليه حقاً، وتتحول كل قصائد المديح إلى رثاء، وكل نار تحرق قلبي حبا للجهاد إلى رماد."

وتتفق كتابات الرجل مع ما قالته عنه أمه التي تدعى شنارة فاضل البلوي، التي أخبرت شبكة CNN بأن ابنها كان منعزلا منذ نعومة أظفاره، وبأنه كان يريد أن يصبح طبيب أطفال، حتى أنه أراد السفر إلى أمريكا للدراسة هناك.

لكن الطريق إلى طب الأطفال تعثر قليلا، وأخذ منعطفا إلى السعي وراء الجهاد، إذ يقول همام في كتاباته "يا من تكتب عن الجهاد وتحرّض عليه، احذر من أن تقع في وَرطتي، فأخوَفُ ما أخافه هو أن ألقى رجلاً مضى إلى ربه شهيداً بسبب كلماتي، ثم أنا أموت على فراشي."

ويظهر أن البلوي كان خائفا من أن لا تسنح له الفرصة في تنفيذ "عملية جهادية،" يموت فيها "شهيدا،" إذ يقول "هذا كابوس يؤرقني، ويتلف أعْصابي، أخاف من أن يشفق عليّ يوم القيامة وأنا أقف أمام جبال الذنوب، بينما هم (المجاهدون) يتقلبون بين غرف الجنان في نعيم مقيم."

وفي الكتابات التي لم تتمكن CNN من التأكد من نسبها للبلوي، تبدو أحداث قطاع غزة حاضرة، إذ يقول الرجل "ما تمنيت من قبل أن أكون في غزة، ولكن اليوم أتمنى هذا.. لأكون قنبلة هاون يضعها الموحدين في مدفعهم ثم يكبّرون علي."

ويضيف "وي كأني أشتم عبق الجنة تهب رياحها من صوب غزة هاشم، وكأن السماء قد فتحت أبوابها على مصراعيها استقبالا لأهل الله وخاصته في أرض الرباط، ففي أرض الإسراء والمعراج، هناك أرواح مقبولة تسري إلى ربها وأخرى تعرج."

 أما الحرب على طالبان والتشدد في باكستان، فكانت حاضرة هي الأخرى بقوة في رسائل البلوي، إذ كتب رسالة طويلة حول حادثة مقتل رجل الدين الباكستاني عبد الرزاق غازي وعدد من طلابه في عملية عسكرية باكستانية عام 2007 فيما عرف بحادثة "المسجد الأحمر."

والد الانتحاري: أفغاني اتصل بي ليقول إن ابني بطل

وقال شقيق منفذ عملية "خوست" الانتحارية، التي أودت بحياة سبعة من عملاء الاستخبارات الأمريكية الأسبوع الماضي، إن شقيقه "كان يرزح تحت ضغوط،" وإنه كان "مختلفا عن طبيعته."

وكان مصدر أردني رفيع، قال إن الرجل كان "عميلا مزدوجا،" في محاربة الإرهاب، بينما قال مسؤول سابق في الاستخبارات الأمريكية إنه يدعى همام خليل البلوي، وهو دون شك منفذ عملية "خوست."

لكن والد همام، قال لـCNN إن شخصا أفغانيا يتحدث لغة عربية ضعيفة اتصل به من أفغانستان وأخبره أن "ابنه قضى في عملية انتحارية بطلا بعد أن قتل عملاء CIA،" لافتا إلى أن المتصل أبلغه "أن مقتله قد يتسبب بمشاكل للعائلة وأن عليهم أن يستعدوا لذلك."

وكان مصدر أردني رفيع أبلغ CNN بالعربية بأن جهاز المخابرات الأردنية لم يتمكن حتى الآن من تحديد هوية المهاجم، إلا أنه اعترف بوجود رجل يدعى همام خليل البلوي، قائلا "لم نتأكد من أن المهاجم والبلوي شخص واحد."

وقال المصدر، إن البلوي اعتقل قبل نحو عام في الأردن، وحقق جهاز المخابرات معه، ثم أخلي سبيله لعدم وجود أي دليل ضده، ثم غادر البلاد لباكستان بهدف الدراسة، وحصل على شهادة في الطب من تركيا.

وأضاف المصدر "بعد ذلك أرسل البلوي للأجهزة الأمنية في الأردن رسائل إلكترونية بمعلومات خطيرة عن خطط تستهدف أمن البلاد، وتواصلنا معه لمعرفة المزيد وتبادلنا المعلومات مع دول صديقة في إطار مكافحة الإرهاب."لكن المصدر أكد أن الأردن ليس لديه معلومات مؤكدة عن هوية منفذ الهجوم، وفي ما إذا كان هو نفسه البلوي، قائلا إن الأردن "معتاد على ملاحقة الإرهابيين خارج الحدود."

وكان مسؤول أمريكي أوضح أن العميل المزدوج وصل إلى القاعدة الأمريكية في مدينة خوست القريبة من الحدود الأفغانية الباكستانية لحضور اجتماع في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقال المسؤول، إن الرجل الانتحاري كان عميلاً استخدمته الاستخبارات الأردنية والأمريكية في الماضي، وقدم معلومات تتعلق بأهداف مهمة وقيّمة للغاية.

وأوضح عميل الاستخبارات الأمريكية السابق قائلاً: "بالفعل، إن مصدراً أردنيا أمريكياً مشتركاً قدم طوال الفترة الماضية الكثير من المعلومات الدقيقة والمفصلة كانت ذات أهمية كبيرة على كافة المستويات لدى الحكومة الأمريكية."

ووقع الخرق الأمني نظراً لأن الانتحاري كان قد التقى خارج القاعدة بمسؤولين في الاستخبارات الأمريكية الذين لم يفتشوه قبل أن يركبوا في السيارة معاً ويتوجهوا إلى داخل القاعدة، بحسب العميل السابق في الاستخبارات الأمريكية.

وكان، الشريف علي بن زيد بن عون، أحد أعضاء العائلة المالكة في الأردن، ويعمل ضابطاً، قد قتل في أفغانستان الأسبوع الماضي، وتم دفنه في الأردن، من دون صدور توضيح رسمي حول طريقة مقتله. غير أن مصادر أمريكية تؤكد أنه كان موجوداً في القاعدة الأمريكية عندما وقع التفجير الانتحاري، وأنه كان يعمل بشكل وثيق مع البلوي.

زوجة الانتحاري تقول انها فخورة

وقالت زوجة الانتحاري البلوي ان زوجها كان يعتبر الولايات المتحدة عدوا وانها فخورة بما قام به. وعبّرت (دفني بيرق) زوجة همام خليل البلوي وهي مواطنة تركية عن تشككها في ان زوجها كان يعمل لحساب المخابرات المركزية الأمريكية.

وقالت بيرق التي تعيش حاليا في اسطنبول للصحفيين "انا فخورة بزوجي. لقد نفذ عملية في غاية الاهمية في مثل هذه الحرب."

واضافت "في اعتقادي..من المستحيل انه كان عميلا امريكيا .كان معاديا بشدة للولايات المتحدة لدرجة لا يمكن معها ان يعمل لحسابها. ربما استخدم فحسب امريكا والاردن للوصول الى أهدافه."

وقالت بيرق وهي صحفية ألفت كتباً من بينها كتاب بعنوان (اسامة بن لادن.. تشي جيفارا الشرق) لجريدة صباح التركية اليومية في وقت سابق انها كانت تعتقد ان زوجها سافر الى أفغانستان لمواصلة دراساته الطبية وانها صدمت لنبأ موته.

وقالت بيرق التي كانت ترتدي تشادور أسود اللون انها علمت من خلال اتصال هاتفي من أحد أصدقاء زوجها الأردنيين في باكستان انه فجر نفسه في قاعدة أمريكية في افغانستان يوم 30 ديسمبر كانون الاول. واضافت ان الصديق ابلغها ايضا انه سيرسل لها وصية زوجها ورسالته الاخيرة.

وقالت "اخر اتصال هاتفي جرى بيننا قبل اربعة أو ستة اسابيع واجرينا اتصالا عبر الانترنت منذ عشرة ايام. ابلغني انه سيعود الى تركيا وسيتقدم حتى بطلب للحصول على الجنسية التركية. وانه سيواصل دراساته الطبية هنا."

الأردن يفرج عن شقيق الانتحاري

وأكدت عائلة العميل الأردني المزدوج البلوي المعروف بأبي دجانة الخراساني، أن الشرطة الأردنية أفرجت الجمعة عن شقيقه أسد، الذي اعتقل بعد ساعات من وقوع العملية.

من جانبه، قال مصدر مطلع على الملف في أجهزة الاستخبارات الأردنية أن اعتقال البلوي لم يكن على خلفية ما قام به شقيقه، بل لشبهات تتعلق بصلات مفترضة لأسد مع "تنظيم إرهابي" رفض تحديد هويته، في حين أكدت عائلة البلوي أن أسد، وهو مندس كمبيوتر يبلغ من العمر 29 عاماً، ليس على صلة بجماعات متطرفة.

وتبذل أجهزة الاستخبارات الأردنية والأمريكية المزيد من الجهد لمعرفة حقيقة البلوي، المعروف بأبي دجانة الخراساني، والذي يعتقد بأنه نفذ عملية "خوست" الانتحارية التي قتلت سبعة من عملاء CIA في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي. بحسب فرانس برس.

وفي وقت تقول فيه عائلة البلوي إنها متفاجئة بما يقال عن ابنها، وإنه لم يكن ميالا للتطرف، تظهر كتابات الرجل أنه كان يمر بأوضاع نفسية مختلطة، في الآونة الأخيرة، حسبما كتب في آخر رسالة له، نشرتها مواقع الكترونية مؤيدة للجماعات الإسلامية المسلحة.

أين اختفى النيجيري عمر الفاروق لمدة شهرين في اليمن؟

ومن جانب آخر يتعلق بتشظّي مخالب القاعدة عبر أفريقيا، يحاول محققون معنيون بملف محاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة أمريكية ليلة عيد الميلاد الماضي، معرفة المكان الذي أمضى فيه أكثر من شهرين في اليمن، اختفى خلالهما عن الأنظار في ذلك البلد الذي قصده تحت ستار دراسة اللغة العربية، واعترف لاحقاً بأنه حصل فيه على المتفجرات وتعليمات تنفيذ الهجوم.

وتدور الشكوك حول إمكانية أن يكون عبدالمطلب قد قصد جامعة الإيمان التي تعتبر المقر الأساسي لأتباع رجل الدين اليمني، عبدالمجيد الزنداني، الذي تعتبره الولايات المتحدة شخصية على صلة بـ"الإرهاب" وقد سبق أن وجهت إليه عام 2004 تهمة تقديم الدعم لتنظيم القاعدة وتزويده بالسلاح.

ويؤكد عدد من الطلاب في جامعة الإيمان التي زارتها CNN بأن ما قام به عمر الفاروق "ضد الإسلام،" مضيفين أنهم لا يعتقدون بأن المهاجم النيجيري قصد جامعتهم.

أما الدكتور إسماعيل السهيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة، فيشدد على أن أجهزة الأمن لم تطلب التحقيق في السجلات أو زيارة المنشآت للتحقيق في إمكانية أن يكون عبدالمطلب قد قصد الجامعة.

وقد رفض الزنداني، الذي يعتبر شخصية ذات نفوذ واسع في اليمن، التحدث إلى CNN، ولكنه سمح لها بتصوير الجامعة التي يقصدها سنوياً آلاف الطلاب من اليمن وأفريقيا وآسيا.

وكان اليمن قد أكد أن اتصالات جرت بين النيجيري، المتهم بمحاولة تفجير الطائرة، والشيخ الأمريكي من أصل يمني، أنور العولقي، وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

وقال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اليمني، رشاد العليمي في مؤتمر صحفي عقد الخميس، إنه "جرت اتصالات بين النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب والعولقي وأعضاء في تنظيم القاعدة في اليمن.

وقال العليمي إن النيجيري عمر الفاروق كان في اليمن عامي 2004 و2005 وأنه قدم لدراسة اللغة العربية ثم غادره دون أن يكون لديه أي سلوك أو أفكار متطرفة، وتوجه بعد ذلك إلى بريطانيا وأقام فيها من عام 2005 وحتى العام 2008.

وعبر العليمي عن اعتقاده بأنه تم استقطاب عمر الفاروق بإحدى الجماعات الإرهابية أثناء وجوده في لندن، وذلك قبل أن ينتقل إلى دبي لدراسة الماجستير.

وأوضح أن عمر الفاروق عاد إلى اليمن في العام 2009، حيث التحق بمعهد دراسة اللغة العربية، قبل أن يغادره في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

وقال نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع إن النيجيري عمر الفاروق التقى خلال هذه الفترة بعناصر القاعدة وتواصل معهم في وادي رقد بمنطقة شبوة، وهي منطقة، استهدفتها القوات اليمنية لاحقاً بواحدة من الضربات الاستباقية التي نفذتها ضد تنظيم القاعدة.

وحول تنظيم القاعدة في بلاده، قال العليمي إن السجون اليمنية تضم المئات من عناصر القاعدة، مشيراً إلى أن العشرات منهم يجري التحقيق معهم أمام النيابة اليمنية.

وأكد وجود تنسيق بين المتمردين وتنظيم القاعدة، موضحاً أنه التنظيم يتواجد في مناطق مثل الجوف وصعدة ومأرب ومناطق أخرى فضل عدم الكشف عنها لدواع أمنية.

عمر الفاروق يدفع ببراءته أمام القضاء الامريكي

ودفع عمر فاروق النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة اميركية اثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد، ببراءته للمرة الاولى امام القضاء الاميركي وسط اجراءات امنية مشددة.

وتحدث عمر فاروق (23 عاما) بهدوء ليؤكد اسمه وتهجئته وسنه. وقال الشاب النيجيري انه يفهم التهم الست الموجهة اليه، امام القاضي الفدرالي في ديترويت (ميشيغن، شمال) برنارد فرايدمن.

واكدت محاميته المعينة من قبل المحكمة ميريام سيفر انه يدفع ببراءته من الاتهامات الستة الموجهة اليه بما فيها محاولة قتل حوالى 290 شخصا على متن طائرة ومحاولة استخدام سلاح للدمار الشامل.وفي حال ادانته يمكن ان يحكم عليه بالسجن مدى الحياة. بحسب رويترز.

وقالت سيفر "حاليا يريد موكلي الدفع ببراءته". لكنها اضافت "اتفقنا -- وحصلنا على موافقة موكلنا -- على ابقائه معتقلا"، موضحة انها لا تطلب الافراج غير المشروط عن موكلها.

وحاول عمر فاروق عبد المطلب تفجير عبوة خبأها في ملابسه الداخلية في يوم عيد الميلاد في رحلة على متن طائرة تابعة لشركة "نورثويست ايرلاينز" من امستردام الى ديترويت. وقد اصيب بحروق خلال محاولته اشعال العبوة. وردا على سؤال عما اذا كان تناول ادوية في الساعات الـ24 الماضية، قال "نعم. مسكنات"، مشيرا الى فخذه الايسر.

وساعدت قوات مكلفة ضمان امن المحاكم والسجناء الشرطة الاميركية في ضمان امن محيط مبنى محكمة "ثيودور ليفين كورتهاوس". واغلقت حواجز معدنية الطريق المؤدي الى المبنى الذي تم فحص كل غرفة فيه باثنين من الكلاب البوليسية للتأكد من خلوه من المتفجرات.

واخضع كل شخص دخل المبنى لحضور المحاكمة للتفتيش باجهزة كشف المعادن. وقال رجل اكد انه يمثل السفارة النيجيرية لكنه رفض كشف هويته، للصحافيين ان اسرة عبد المطلب لم تحضر الجلسة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنبن 11/كانون الثاني/2010 - 25/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م