
شبكة النبأ: دفعَتْ محاولة تفجير
فاشلة لطائرة أمريكية في نهاية السنة المنصرمة الى زيادة المساعدات
للحكومة اليمنية على الرغم من انتشار الكسب غير المشروع في هذا البلد
وإمكانية أن تقوّي المساعدات الحكم الاستبدادي في اليمن حيث الفقر
والإنفلات الأمني من المشاكل الكثيرة التي يواجهها النظام فضلاً عن
ثورة الحوثيين في الشمال للمطالبة بحقوقهم والصراعات المتقطعة التي
تحدث في الجنوب للمطالبة بالإنفصال عن الشمال.
وفي غضون هذه التطورات دعا رئيس الوزراء البريطاني إلى عقد مؤتمر
دولي حول اليمن، في 28 كانون الثاني الجاري لمناقشة سبل التصدي لـ"المد
الإرهابي" المتزايد من قبل الجماعات المتشددة، التي تتخذ من بعض الدول
العربية ملاذاً لها.
وقال المحلل اليمني عبد الغني الارياني "انخراط الولايات المتحدة
الامني بعمق اكبر سيؤدي الى زيادة في التجنيد (لصفوف) القاعدة... يمكن
أن تحدث الكثير من المشاكل" مشيرا الى المشاعر المناهضة للولايات
المتحدة التي ولدتها الصور التي وردت من حرب العراق لجندي أمريكي يضع
حذاءه على رقبة مدني عراقي.
ويعترف مسؤولون يمنيون بالحاجة الى مساعدة الولايات المتحدة في
مكافحة الارهاب لكنهم يقولون ايضا ان الحكومة تفتقر الى الموارد
اللازمة لمعالجة الفقر الذي يوسع دائرة التجنيد للقاعدة. بحسب رويترز.
وكانت الولايات المتحدة تمد القوات اليمنية بالمعدات العسكرية
ومعلومات المخابرات والتدريب بهدوء لاجتثاث متشددي القاعدة وبينهم
العديد من معتقلي جوانتانامو الذين أفرج عنهم وانضموا الى الدفاع عن
قضيتهم مجددا.
وقال الارياني "دعم حكومة صالح نتيجة ثانوية لا مفر منها لهذه
الحملة (الامريكية)."وأضاف "هذا سيؤدي الى استمرار نفس العادات السيئة
التي أوقعتنا في هذه الفوضى في المقام الاول."
وكانت الولايات المتحدة قد واجهت معضلات مماثلة في أفغانستان
وباكستان وأماكن أخرى وكثيرا ما اختارت التعاون مع زعماء معيبين لتحقيق
أهداف أمنية مهمة بدلا من الضغط من أجل تطبيق اصلاحات.
وينظر مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه نظرة براجماتية لصالح (67 عاما)
الذي احتفظ بالحكم لثلاثة عقود مضطربة من خلال تحقيق التوازن بين
الفصائل القبلية والعسكرية بشبكة للمحسوبية يعوقها الان انخفاض عائدات
النفط.
وقال المسؤول "يجب أن نبذل أقصى ما في وسعنا ونلزمه بتعهداته ونضمن
أن يكون لنا اشراف ونضمن سير كل شيء في الاتجاه الصحيح. هذه ليست مشكلة
صغيرة."
القاعدة في اليمن أم صراع قبلي؟
ولم تزد البيانات الأخيرة الصادرة سواء عن تنظيم القاعدة أو الحكومة
اليمنية ملف التنظيم في ذلك البلد وتهديداته المتزايدة إلا غموضاً.
ففي حين تؤكد التقارير الاستخبارية تغلغل التنظيم بالبلاد بسبب
تركيبتها القبلية والأمنية الهشة، قال قائد جهاز الأمن القومي، علي
الأنسي، إن ما يقال عن وجود القاعدة بالبلاد "مبالغ فيه"، ويصب في
استهداف اليمن، كما حدث بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
بالمقابل، كانت تصريحات وزير الخارجية اليمني، أبوبكر القربي، تصب
في إطار مختلف تماماً، إذ حذر من تطور كبير في خطر التنظيم، وتمدده
للدول المجاورة.
وتزامنت التصريحات مع إعلان أجهزة الأمن الاثنين أنها قتلت عنصرين
من القاعدة وجرحت آخرين يتحملون مسؤولية التهديد الذي تلقته السفارة
الأمريكية بصنعاء، في حادث ربطته معلومات بخلافات قبلية على خلفية
توقيف متشدد هو شقيق لنائب عن حزب الإصلاح.
وقالت أجهزة الأمن إنها القتيلين كانا يرافقان القيادي محمد الحنق،
وفق ما ذكرت تقارير إعلامية، وذلك في اشتباكات وقعت بمديرية أرحب في
محافظة العاصمة صنعاء. إلا أن الحنق قد تمكن من الفرار .
وحسب مصادر أمنية، فإن تلك المجموعة التي اشتبكت مع الأمن كانت وراء
التهديد التي تلقته السفارة الأمريكية وأدت إلى إغلاقها. بحسب سي ان ان.
وأضافت المصادر أن أحد القتلى هو ابن الحنق نفسه، حيث جرت اشتباكات
بين قوات الأمن وعناصر مسلحة من القاعدة بمنطقة زندان أيضاً، وفقاً
لموقع "نيوزيمن."ولكن مقتل الحنق لم يزد قضية تهديد القاعدة إلا غموضاَ.
فبمراجعة تطور الأحداث، تبرز إشكالات قبلية تعود لدور الحنق في
الاحتجاجات التي قامت بها قبائل أرحب الاثنين الماضي، وسط إطلاق نار
كثيف، حيث عقد مشايخ وأبناء القبيلة لقاء حاشدا شمال مطار صنعاء.
وخصص الاجتماع للنظر في "كافة القضايا والانتهاكات التي يتعرضون لها
من قبل أجهزة أمن الدولة،" وبين آخر تلك "الانتهاكات" اختفاء محمد علي
الحنق، شقيق الشيخ منصور علي الحنق، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع
الوطني للإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين، وإصابة ابنه الطفل إبراهيم،
11عاما.
وقال مقربون من محمد الحنق، وهو أحد المقاتلين السابقين في
أفغانستان، أن الأجهزة الأمنية اعترضته وأطلقت النار عليه، بينما قال
شقيقه النائب، خلال اللقاء القبلي إنه يجهل مكان وحالة شقيقه محمد، ولا
يعلم ما هي الجريمة التي ارتكبها.
وحدة يمنية لمكافحة الإرهاب بتمويل بريطاني
أمريكي
واتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على تمويل وحدة شرطة
متخصصة في مكافحة الارهاب في اليمن، كما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس
الوزراء البريطاني جوردون براون.
وقال البيان إن داوننج ستريت والبيت الابيض قررا تكثيف العمل
المشترك لبلديهما للتصدي لما سماه التهديد الارهابي المتنامي في اليمن
والصومال بعد محاولة التفجير الفاشلة لطائرة الركاب الامريكية في 25
كانون الاول/ ديسمبر الماضي.
ويعتقد أن النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير
طائرة فوق مدينة ديترويت الأمريكية قد تلقى التدريب والتسليح على يد
تنظيم القاعدة في اليمن.
وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني إن براون قد بحث مع
الرئيس الأمريكي باراك أوباما زيادة العمل البريطاني الأمريكي المشترك
وذلك في عدد من المكالمات الهاتفية منذ محاولة التفجير.
ووصف براون اليمن بالحاضنة للإرهاب، وقد تكون ملاذا آمنا له، وقال
إن اليمن يشكل تهديدا على المستوى الإقليمي والدولي.وسيشمل الدعم
الأمريكي البريطاني لليمن زيادة الدعم لحرس السواحل اليمني.
وأبلغ داوننج ستريت بي بي سي أن القرار قد صدر بعد مباحثات مع
الحكومة اليمنية والبيت الأبيض.وأضاف أنه لم يتم وضع كافة التفاصيل بعد،
لكن سيتم تعزيز العمل الذي تقوم به المملكة المتحدة حاليا في مساعدة
اليمن على مكافحة الإرهاب.
وتقول كارولين هولي مراسلة الشؤون الدولية في بي بي سي إن القلق كان
يتعاظم حول استغلال القاعدة لمصاعب اليمن لإقامة ملاذ آمن في أراضيه
غير المنضبطة أمنيا، لكن محاولة التفجير الفاشلة قد سلطت الأضواء على
أشد الدول العربية فقرا .
يتزامن هذا الاتفاق مع اجتماع في صنعاء عقده الرئيس اليمني على عبد
الله صالح مع قائد القيادة المركزية ديفيد باتريوس نقل خلالها الأخير
رسالة من باراك اوباما لنظيره اليمني.
مؤتمر دولي لمكافحة المد الإرهابي باليمن
وفي نفس السياق دعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إلى عقد
مؤتمر دولي حول اليمن، في 28 يناير/ كانون الثاني الجاري، لمناقشة سبل
التصدي لـ"المد الإرهابي" المتزايد من قبل الجماعات المتشددة، التي
تتخذ من الدولة العربية ملاذاً لها.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة البريطانية، في 10 "داونينغ ستريت"
بالعاصمة لندن، أن دعوة براون تأتي في أعقاب فشل محاولة تفجير طائرة
ركاب أمريكية في يوم "عيد الميلاد"، خلال رحلتها من العاصمة الهولندية
أمستردام، إلى مدينة "ديترويت" بولاية "ميتشغان" الأمريكية.
وجاء في بيان أن "الهجوم أثار حفيظة (رئيس الوزراء) لضرورة التعلم
من الهجمات الإرهابية، والقيام بكل ما يمكن عمله لحماية الأمن حول
العالم"، مشيراً إلى أن بريطانيا على استعداد لاستضافة المؤتمر، الذي
اقترح براون أن يُعقد على "مستوى رفيع"، ويتزامن مع مؤتمر دولي حول
أفغانستان، تستضيفه لندن خلال نفس الفترة.
وكان براون قد ذكر في وقت سابق الخميس، ضمن مقال كتبه بمناسبة العام
المبلادي الجديد: "لقد قلت في السابق، إن اليمن، بما تشكله من ملاذ آمن
محتمل للإرهابيين، تمثل تهديداً إقليمياً وعالمياً."
وأضاف براون، في المقال الذي نُشر على موقع رئاسة الحكومة
البريطانية: "لوضع نهاية لهذا الأمر، فإننا نقوم بالفعل بتقديم مزيد من
الدعم للحكومة اليمنية في جهودها لمواجهة هذا الخطر الإرهابي المتزايد،
من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب وحدات مكافحة الإرهاب،
بالإضافة إلى المشاركة في عمليات التنمية."
وأوضح بيان رئاسة الحكومة البريطانية أن المؤتمر المقترح سيدعو إلى
تقديم تبرعات مالية لليمن لمساعدتها في "بناء القدرات الحكومية"، وكذلك
تقديم الدعم لجهود التنمية في المناطق المحلية الأكثر عرضة لخطر التشدد.
وأضاف البيان أن المؤتمر سيعمل أيضاً على تحديد المتطلبات التي
تحتاجها الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك تقديم التزامات
دولية لتدريب القوات اليمنية، والمساعدة في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب
بين دول المنطقة. بحسب سي ان ان.
كما سيعمل المؤتمر المقترح، بحسب البيان، على تقديم مساعدات أوسع
لليمن في مواجهة التحديات المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات
الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا لـCNN في وقت سابق الخميس، أنهم
يعتقدون بوجود علاقة بين الشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، المتهم
بمحاولة تفجير طائرة "نورثويست" الأمريكية، ورجل الدين "المتشدد" أنور
العولقي، وهو أمريكي من أصل يمني، ويُعتقد أنه يختبئ في اليمن.
نشاط القاعدة وقضية إعادة اليمنيين
بغوانتانامو
وأكد مسؤولون في وحدة مكافحة الإرهاب بالإدارة الأمريكية أن واشنطن
ما تزال مصرة على متابعة خطوات إغلاق معتقل غوانتانامو المخصص لعناصر
تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وإعادة اليمنيين الموجودين فيه إلى بلادهم،
رغم النشاط المتزايد للقاعدة في الدولة العربية.
وقال جون برينون، مستشار الرئيس الأمريكي باراك اوباما لشؤون الأمن
الداخلي ومكافحة الإرهاب لـCNN الأحد، إن واشنطن ستواصل السير بخطتها
في هذا السياق، ولن تثنيها عن ذلك المحاولة الفاشلة التي جرت ليلة عيد
الميلاد لتفجير طائرة ركاب بمتفجرات حملها نيجيري يعتقد أنه تدرب في
اليمن.
ووصف برينون محاولة التفجير الفاشلة بأنها "حدث استثنائي" لن يعرقل
مشاريع الإدارة الأمريكية، لكنه أضاف أن البيت الأبيض "لن يقوم بأي
خطوة من شأنها وضع الأمريكيين موضع تهديد."
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن بلاده تواصل التنسيق مع صنعاء لضمان "أخذ
مجريات الأوضاع على الأرض بعين الاعتبار،" مضيفاً أن خطوة نقل السجناء
إلى اليمن "ستتم بالصورة الصحيحة وفي الوقت الصحيح."
واعتبر برينون أن إغلاق معتقل غوانتانامو ضروري للغاية بالنسبة
لأمريكا رغم الخطر الإرهابي المتزايد، وذلك بهدف منع تنظيم القاعدة من
استغلاله لـ"الدعاية المناهضة للولايات المتحدة."
ورفض برينون تشبيه الخرق الذي سمح للنيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب
الصعود إلى طائرة أمريكية وبحوزته شحنة متفجرة بهجمات الحادي عشر من
سبتمبر/أيلول، مضيفاً أن ما حصل كان مجرد "خطأ بشري" و"هفوة."
وقال برينون إن الاستخبارات الأمريكية كان لديها خيوط متفرقة من
المعلومات حول المهاجم، ومنها تحذير والده للسفارة الأمريكية في
نيجيريا من احتمال تورط ابنه في تنظيمات إرهابية، ولكنه أضاف بأن
الاستخبارات "لم تربط تلك الخيوط ببعضها البعض."
وتأتي مواقف برينون رداً على تحذيرات أطلقها نواب من الحزب الجمهوري
حيال مخاطر إعادة مشتبهين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة إلى اليمن بسبب
الظروف التي تمر فيها البلاد ونشاط التنظيم المتشدد فيه.
وقد وصف السيناتور جوزيف ليبرمان قرار مواصلة إعادة اليمنيين بأنه "غير
مسؤول" خاصة بسبب احتمال عودة بعضهم إلى صفوف المسلحين.
القوى الخارجية تتدخل في اليمن وتتحمل خطر
المجازفة
وبلورَ هجوم فاشل على طائرة ركاب امريكية المخاوف العالمية بشأن
وجود تنظيم القاعدة في اليمن. ويعتقد ان النيجيري المتهم بمحاولة تفجير
الطائرة يوم 25 ديسمبر كانون الاول كان في مهمة دبرها جناح القاعدة في
جزيرة العرب الذي يستغل حالة انعدام الاستقرار في اليمن لشن هجمات في
المنطقة وخارجها.
ويعتبر التشدد الاسلامي احد التحديات الامنية والاقتصادية التي
يواجهها الرئيس علي عبد الله صالح. كما يعتبر التمرد الشيعي في الشمال
والتحرك الانفصالي في الجنوب أعراضا لضعف الحكومة المركزية في دولة
يقوض انتشار الفساد فيها وتدهور عائداتها النفطية اي محاولة لمعالجة
الفقر او البطالة او نقص الموارد المائية.
وفيما يلي بعض الاسئلة والاجوبة بشأن كيفية تعامل القوى الخارجية مع
الشأن اليمني، بحسب رويترز:
ماهي سياسة الولايات المتحدة ازاء اليمن؟
تعهد صالح بالتعاون مع الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول
على المدن الامريكية وتلقى مساعدات عسكرية واقتصادية مقابل ذلك. لكن
بحلول عام 2004 بدا ان تنظيم القاعدة في حالة فوضى وضعف اهتمام
الولايات المتحدة بها. وفي عام 2006 خفضت واشنطن المساعدات تعبيرا عن
غضبها من تساهل اليمن ازاء المتشددين.
وعاد البندول الى الاتجاه الاخر. واصبح كبار المسؤولين الامريكيين
في مجال مكافحة الارهاب الان يعتبرون اليمن في قمة الاهتمام بعد
افغانستان وباكستان.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما لصالح في سبتمبر ايلول ان أمن
اليمن أمر حيوي لذا فان الولايات المتحدة ستقدم المزيد من المساعدات
الى بلاده.
وقال الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس الذي ناقش التعاون العسكري مع
صالح في صنعاء يوم السبت ان واشنطن ستزيد المساعدات الامنية لليمن التي
تقدر بنحو 70 مليون دولار الى اكثر من مثليها.
وشنت القوات المسلحة اليمنية بمساعدة امريكية غير مباشرة على الاقل
عدة هجمات على اهداف للقاعدة في الاسابيع الاخيرة.
لكن التهديدات الامنية دفعت السفارة الامريكية التي تعرضت للهجوم
مرتين في عام 2008 الى اغلاق مبناها بصفة مؤقتة يوم الاحد. واغلقت
بريطانيا وفرنسا ايضا سفارتيهما في العاصمة اليمنية.
وامتنعت الولايات المتحدة عن انتقاد هجوم الجيش اليمني الذي يعتمد
سياسة "الارض المحروقة" الذي شنه صالح ضد المتمردين الحوثيين في الشمال
في اغسطس اب. لكنها لم تؤيد ادعاء الحكومة بان ايران تدعم المتمردين.
وفي ضوء تنبه الولايات المتحدة الى احتمال انزلاق اليمن نحو الفوضى
فانها ألقت بثقلها وراء الحكومة التي يشوه الفساد صورتها والتي اصبحت
سيطرتها وشرعيتها ضعيفة للغاية في انحاء واسعة من البلاد.
وينتشر الشعور المعادي للولايات المتحدة بين سكان اليمن الذين يبلغ
تعدادهم 23 مليون نسمة. وربما يؤدي التورط الامريكي العميق في محاربة
القاعدة الى زيادة التعاطف مع المتشددين في بلد ينتشر فيه السلاح بلا
حساب.
ما الذي يفعله السعوديون؟
تعتبر المملكة السعودية اكبر مانح للمساعدات المالية لليمن واهم
حليف لها مع الولايات المتحدة لكن بعض اليمنيين يشعر بالاستياء من
النفوذ السعودي على بلادهم.
ويخشى السعوديون ان يحاول جناح القاعدة الذي غير اسمه قبل عام الى
جناح القاعدة في جزيرة العرب شن هجمات مسلحة انطلاقا من اليمن بهدف
زعزعة استقرار المملكة وربما حلفاء اخرين للولايات المتحدة في منطقة
الخليج المنتجة للنفط.
وفي اغسطس اب اخفق انتحاري تابع لجناح القاعدة أو كاد في اغتيال
أمير سعودي يرأس حملة المملكة لمكافحة الارهاب.
وهاجم السعوديون الذين شعروا بالاحباط من فشل القوات اليمنية في سحق
التمرد الشيعي بانفسهم ما يسمى بالمتمردين الحوثيين في نوفمبر تشرين
الثاني بعد هجوم للمتمردين عبر الحدود.
واعلنت الرياض في الشهر الماضي ان 73 جنديا سعوديا قتلوا وفقد 26
اخرون في الصراع الذي قالت انه انتهى تقريبا مع ان المتمردين لا يزالون
يحتلون قرية سعودية.
ويقول الحوثيون الذين عرضوا يوم الخميس اجراء محادثات مع المملكة
السعودية من اجل انهاء القتال ان من بين المظالم التي يشكون منها تدخل
المتطرفين السنة الذين تساندهم السعودية في شؤون اراضيهم في الشمال.
ما هو الدور الذي تقوم به ايران؟
رفضت حكومة صالح التي تصور الحوثيين على انهم مخالب لايران عرضا
ايرانيا للوساطة في الصراع الذي ترجع جذوره الى ايام الحرب الاهلية
اليمنية في الستينات.
وتتخذ وسائل الاعلام الحكومية الايرانية خطا مؤيدا للحوثيين وتردد
اتهامات المتمردين بشأن ضلوع المملكة السعودية والولايات المتحدة في
القتال. وتنفي طهران قيامها بتسليح او تمويل المتمردين الحوثيين.
ويقول دبلوماسيون غربيون انه لا تتوفر لديهم اي ادلة عن دعم ايران
للحوثيين الذين يختلف مذهبهم الزيدي عن المذهب المتبع في ايران.
ويقول بعض المحللين ان التدخل السعودي الى جانب الشعور المعادي
للزيديين داخل اليمن باغلبيته السنية ربما يعزز من المصالح المشتركة
بين الحوثيين وايران.
لماذا ينبغي للعالم ان يهتم؟
يؤكد الهجوم الفاشل على الطائرة الامريكية الخطر الماثل في تحول
اليمن الى ملاذ لتشدد القاعدة. واذا ما أخفقت الدولة اليمنية فسيعرض
ذلك السعودية ودول الخليج العربية الاخرى للخطر.
وتتركز بواعث القلق ايضا على قرب اليمن جغرافيا من الدولة الفاشلة
في الصومال التي تقع على الناحية الاخرى من خليج عدن ويوجد بها
القراصنة الذين يهددون الملاحة التجارية الدولية.وتمر نحو 20 الف سفينة
عبر خليج عدن كل عام متجهة الى قناة السويس او قادمة منها.
وقالت حركة الشباب الاسلامية المتمردة في الصومال يوم الجمعة انها
مستعدة لارسال تعزيزات الى القاعدة في اليمن اذا شنت الولايات المتحدة
هجمات انتقامية هناك.
ويستضيف اليمن بالرغم من متاعبه الاقتصادية الشديدة مئات الالوف من
اللاجئين والمهاجرين الصوماليين وغيرهم من الافارقة الذين يحاول
الكثيرون منهم الانتقال الى دول الخليج او اوروبا.
ويواجه اليمن ايضا أزمة انسانية في الشمال حيث تقول منظمات الامم
المتحدة ان الصراع دفع الى نزوح اكثر من 170 الف شخص منذ عام 2004.
وتقول ايضا ان اكثر من نصف الاطفال في انحاء اليمن تبدو عليهم علامات
سوء التغذية.
وتتركز معظم الاستثمارات الاجنبية في اليمن على النفط والغاز
الموجودين في الجنوب حيث اندلعت اضطرابات عنيفة في العام الماضي بعد
مسيرة نظمتها المعارضة يوم 28 ابريل نيسان في ذكرى الحرب الاهلية لعام
1994 التي قضت فيها قوات صالح على محاولة للانفصال.
حقائق عن جناح القاعدة الصاعد في اليمن
وفيما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن تنظيم القاعدة في اليمن الذي
اعلن المسؤولية عن المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة امريكية يوم عيد
الميلاد، بحسب رويترز:
- كان جناح القاعدة في اليمن اعلن منذ عام انه غير اسمه الى تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب. واعلن التنظيم انه قام بتقديم الشحنة الناسفة
التي استخدمت في محاولة التفجير الفاشلة في 25 ديسمبر كانون الاول
الماضي.
- كان ناصر الوحيشي الزعيم اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في
وقت من الاوقات امينا لزعيم القاعدة اسامة بن لادن الذي ولد ابوه في
اليمن.
- تهدد القاعدة في جزيرة العرب بشن هجمات على الغربيين في المنطقة
المصدرة للنفط وتسعى لاسقاط الاسرة المالكة السعودية المتحالفة مع
الولايات المتحدة. وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي الشهر
الماضي ان ما يصل الى 300 من متشددي القاعدة ربما يكونون في اليمن.
- قالت السلطات اليمنية ان اثنين من زعماء القاعدة في جزيرة العرب
وداعية امريكيا مسلما - له صلة بالرجل الذي قتل 13 شخصا رميا بالرصاص
في قاعدة فورت هود العسكرية بتكساس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي -
ربما يكونون ضمن 30 متشددا قتلوا في غارة جوية يوم 24 ديسمبر كانون
الاول. ولم يتأكد مقتل هؤلاء.
- اعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عن هجوم انتحاري قتل فيه
اربعة سائحين من كوريا الجنوبية في مارس اذار بالاضافة الى هجمات على
السفارات والمجمعات السكنية الاجنبية في اليمن عام 2008.
- في 27 اغسطس اب 2009 حاول مفجر انتحاري تابع للقاعدة في جزيرة
العرب قتل الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي الذي يرأس
حملة المملكة لمكافحة الارهاب. وكان ذلك اول هجوم معروف على احد افراد
العائلة المالكة منذ بدأت القاعدة حملة عنيفة في اكبر دولة مصدرة للنفط
في العالم عام 2003.
- اعادت الولايات المتحدة ستة من 97 يمنيا من معتقلي سجن جوانتانامو
بكوبا الى اليمن لكن لا يرجح ان ترحل المزيد بعد محاولة تفجير الطائرة.
- قبل نحو عام من هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 قصفت القاعدة المدمرة
الامريكية كول في اكتوبر تشرين الاول عام 2000 عندما كانت راسية في
ميناء عدن بجنوب اليمن فقتلت 17 بحارا امريكيا.
- تخشى الولايات المتحدة والسعودية من ان تستغل القاعدة عدم
الاستقرار في اليمن - الذي يواجه ايضا تمردا شيعيا في الشمال واضطرابا
انفصاليا في الجنوب - لجعله قاعدة لانطلاق مزيد من الهجمات. |