في الذكرى الرابعة لتفجيرات سامراء الآثمة

رؤية للحفاظ على المقدس الاسلامي

 

شبكة النبأ: نعيش هذه الايام الذكرى الأليمة للتفجير الاجرامي الذي طال مرقد الامامين العسكريين في سامراء، وفي نظرة متأنية لهذه الجريمة النكراء وما رافقها وأعقبها من أحداث جسام سيتسنى لنا الوصول الى رؤية راكزة للسبل الكفيلة بحماية المقدس الاسلامي من التجاوز ومن ثم تحاشي التداعيات الكبيرة التي قد تنعكس عن ذلك في المجالات كافة.

لقد نُفِّذت هذه الجريمة على وفق أجندات مسبقة مخطط لها بصورة دقيقة لالحاق الضرر بالمسلمين وبالشعب العراقي من خلال اشعال الفتنة الطائفية وهو ما حدث فعلا في اعقاب هذه الجريمة، حيث اشتعل العراق من أقصاه الى أقصاه.

 وهذا تحديدا ما خُطِّط له من قبل الاعداء وهو ادخال العراق والمسلمين كافة في دوامة من الصراعات المتواصلة التي تلهيهم عن النظر الى اعدائهم الحقيقين وانشغالهم بالفتن بدلا من الانشغال في بناء الدولة المعاصرة التي تقوم على ركائز السلام والوئام واحترام الآخرين ومقدساتهم ومعتقداتهم كعنصر ينفرز عن الاجواء التي ينبغي أن تفرزها الوقائع السياسية الجديدة في العراق.

 بيد أن كثيرا من الجهات لا ترغب بتقدم هذا الشعب وهذا البلد بل والمسلمين عموما، لذلك عمدت الى مثل هذه الجريمة للتجاوز على المقدس الاسلامي بصورة فادحة، حيث تقوم بمعاضدة الفكر المتطرف للتكفيريين الذين يتجاوزون على قبور الاولياء ويعمدون الى تهديمها كما حدث في البقيع في السعودية حيث تقوم السلطات هناك على تعضيد مثل هذه الافكار الهدامة وحمايتها بل ومساعدة من يروّج لها، لذلك ينبغي أن يتم الضغط دوليا واسلاميا وعربيا على السلطات السعودية من اجل تغيير نهجها ورفع يدها عن قبور البقيع التي تمثل تراثا اسلاميا خالدا لا يجوز المساس به.

 إن ذكرى فاجعة سامراء ينبغي أن يتم توظيفها لصالح العراقيين في زيادة تلاحمهم واستقرارهم كما هو الحال بالنسبة للشيعة وعموم المسلمين، حيث يجب اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه من لدن المعنيين على المستويين الشعبي والرسمي في آن واحد، بل على العالم الاسلامي أجمع أن يدرس حيثيات هذه الجريمة كاملة ابتداءا من الاسباب وصولا الى النتائج لغرض الوصول الى الحلول الناجعة التي تمنع من تكرار مثل هذه الجرائم المنكرة التي تتطاول على المقدس الاسلامي والتي تقود الى تداعايات غاية في الخطورة لا ينبغي السماح بحدوثها مهما كلّف الأمر.

ولعلنا بحاجة الى اتخاذ الخطوات الاجرائية التي تُستخلَص من جسامة هذه الواقعة المنكرة، حيث يتطلب ذلك قيام المعنيين الرسميين والاهليين بما يلي:

• أهمية إقامة مراكز الدراسات والبحوث التي تختص بدراسة هذه الجريمة وأمثالها والتمحيص الدقيق في اسباب وقوعها وانعكاساتها على العراقيين والمسلمين عموما ووضع المعالجات الصحيحة لكبح ووأد مثل هذه الاعتداءات وهي في طور الاعداد وليس في التنفيذ او بعده.

• أهمية كشف الجناة واعلان ذلك على الملأ وفضحهم بصوت عال ومعاقبتهم بما سيتحقون من عقاب من قبل الجهات المختصة كون هذه الخطوة فيما لو تمت بجدية ستحد من تكرار مثل هذه الجرائم النكراء قطعا.

• ينبغي على الحكومة العراقية أن تضع مسألة حماية المقدسات والمراقد المطهرة ضمن منظومة حماية العراق الشاملة، بمعنى يجب أن تدخل حماية المقدس الاسلامي ضمن الخطط الامنية الدائمة وليست الوقتية او الموسمية لتلافي تكرار التجاوز عليها من قبل التكفيريين وغيرهم.

• كذلك ينبغي على الشعب العراقي بمكوناته كافة أن يعي تمام الوعي خطورة التجاوز على المقدسات وما سيجره ذلك من ويلات وحروب وصراعات كما حدث بعد تفجيرات سامراء، ناهيك عن كونها تراثا اسلاميا خالدا يصب في تعميق الهوية الاسلامية وترسيخها لكل المسلمين ازاء الثقافات الاخرى التي يحاول بعضها مسخ او مسح هذه الهوية.

•  وينبغي ايضا أن لا يسمح باستشراء الفتاوى المتطرفة من قبيل تهديم القبور والاضرحة المقدسة كما حدث في البقيع، إذ لا يجوز فرض مثل هذه الطروحات والآراء والفتاوى على المسلمين كونها تصب في محو التراث الاسلامي، ولذا ينبغي أن يكون هناك ضغط كبير وشامل اسلامي وغير اسلامي على السلطات السعودية من اجل عدم ترويج مثل هذه الفتاوى او السماح لها بالظهور والانتشار كما يجب أن يُعاد بناء قبور البقيع كونها كما قلنا جزء لا يتجزأ من المقدس الاسلامي.

وهكذا ينبغي أن تكون ذكرى هذه الجريمة النكراء التي طالت المرقدين المطهرين في سامراء درسا بليغا للمسلمين جميعا من اجل ترسيخ ثقافة متوازنة غير متطرفة تحافظ على المقدسات وتزيد من لحمة المسلمين في ارجاء المعمورة كافة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 10/كانون الثاني/2010 - 24/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م