المخابرات الأميركية... جولتين من الخسائر المكلفة

اوباما يطالب بإعادة التقييم ودينيس يعد بالتعديل

 

شبكة النبأ: تكبد جهاز المخابرات الأمريكية خلال الفترة القصيرة الماضية إخفاقات كبيرة ومؤثرة تعكس خللا  وإرباكا في الأداء.

حيث تسببت الخروقات الأمنية الأخيرة في عمليتي طائرة ديتريوت وقاعدة أفغانستان الكشف عن فشل عملياتي غير مسبوق، وتفوق تنظيم القاعدة في الاختراق والولوج إلى عقر الجهاز ذاته، والنيل منه.

وفي سياق تلك الأحداث أقرت بعض الأوساط الأمريكية المسئولة جدوى إعادة التقييم بتنظيم القاعدة والعمل على إجراء تعديلات للحد من الخروقات المحتملة وحفظ ماء وجه اشهر جهاز مخابراتي في العالم.

اخفاقات جديدة

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في ختام اجتماع امني موسع ان التحقيق الجاري في محاولة تفجير طائرة ركاب اميركية يوم عيد الميلاد، كشف وجود اخفاقات جديدة في المجال الاستخباراتي واعلن تحمله مسؤولية تصحيحها.

وبعد ان اعتبر اوباما في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع ضم اكثر من عشرين مسؤولا امنيا وسياسيا ان هذه الاخفاقات "غير مقبولة ولن اتسامح مع هذا الامر" شدد على انه يتحمل "مسؤولية معرفة سبب حصولها وتصحيح هذا الخلل لكي نتمكن من منع هجمات من هذا النوع في المستقبل".

وقال اوباما "هناك بعض الاشخاص من العاملين في اجهزتنا الاستخباراتية كانوا يعلمون ان عمر فاروق عبد المطلب ذهب الى اليمن وانضم الى متطرفين هناك". بحسب فرانس برس.

وتابع "الا انه يبدو اليوم ان اجهزتنا الاستخباراتية كانت على علم ايضا باشارات اخرى تدل على ان القاعدة في جزيرة العرب كانت تريد الاعتداء ليس فقط على اهداف اميركية في اليمن بل في الولايات المتحدة نفسها ايضا".

واضاف الرئيس الاميركي "كما لدينا معلومات تفيد بان هذه المجموعة كانت تعمل مع شخص بتنا نعلم اليوم انه في الواقع الشخص المتورط في اعتداء الميلاد".

وتابع "خلاصة الامر ان الحكومة الاميركية كانت تملك ما يكفي من المعلومات لافشال هذا المخطط وربما منع الهجوم يوم الميلاد، الا ان اجهزتنا الاستخباراتية لم تنجح في جمع قطع (المعلومات) ما كان سيؤدي لو حصل الى وضع المشتبه به على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر" الى الولايات المتحدة.

وتابع "بمعنى اخر ما حصل ليس اخفاقا في جمع المعلومات بل في فهم وتحليل المعلومات التي لدينا".

واضاف "عندما يتمكن مشتبه به ارهابي من الصعود الى طائرة وبحوزته متفجرات يوم الميلاد فهذا يعني ان النظام فشل بشكل كان يمكن ان يكون كارثيا".

ونقل مسؤول اميركي شارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس الاميركي استخدم لهجة قاسية خلال الاجتماع. وقال "ان الاخفاق كان يمكن ان يكون كارثيا وقد نجونا باعجوبة" مضيفا "تم افشال الاعتداء بفضل اشخاص شجعان (كانوا في الطائرة) وليس لان الاجراءات الامنية كانت فعالة، وهذا الامر غير مقبول".

واضاف المصدر نفسه ان الرئيس حذر المجتمعين من اي محاولة للبحث عن كبش فداء لهذا الاخفاق وقال للمجتمعين "اذا كان هناك من اتجاه لتوجيه اصابع الاتهام فلن اتسامح مع هذا الامر".

من جهة ثانية حدد عدد من النواب الجمهوريين شروطهم لكيفية تعزيز الاجراءات الامنية الخاصة بمكافحة الارهاب.

واصدر النواب بيت هوكسترا (لجنة الاستخبارات) وبيتر كينغ (لجنة الامن الداخلي) وهاورد ماكون (لجنة الدفاع) بيانا طالبوا فيه ب"اعادة النظر بالقواعد المعمول بها حاليا وبالمعايير التي تحد بشكل كبير من احتمال وضع اشخاص على لائحة الممنوعين من استخدام الطائرات" المتوجهة الى الولايات المتحدة. وطالبوا ايضا بان يحال اي ارهابي يعتقل "الى القضاء العسكري".

وقال النائب كينغ "علينا ان نتعاطى مع هذه الامور بكثير من الجدية لفهم ما حصل تماما، والحؤول دون حصول اعتداءات جديدة" معتبرا ان الولايات المتحدة كانت "محظوظة" لانها نجت من الاعتداء يوم الميلاد.

بالنسبة الى معتقل غوانتانامو وعد الرئيس الاميركي مجددا باغلاقه بالرغم من التأخير الذي نتج بفعل قرار تعليق نقل معتقلين يمنيين الى بلدهم اثر الاعتداء الفاشل على طائرة الركاب الاميركية.

وقال في هذا الصدد "البعض اعتبر ان احداث يوم الميلاد يجب ان تدفعنا الى مراجعة قرار اغلاق معتقل غوانتانامو. فليكن الامر واضحا: كنا دائما ننوي نقل المعتقلين الى بلدان اخرى شرط ان نضمن حماية امننا".

واضاف بالنسبة لليمن تحديدا "توجد هناك مشاكل من الناحية الامنية نواجهها منذ زمن وكذلك شركاؤنا اليمنيون" في اشارة الى اعمال العنف التي تنسب الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. واوضح "نظرا الى هذا الوضع الملتبس، تكلمت مع وزير العدل واتفقنا على عدم نقل المزيد من المعتقلين الى اليمن في الوقت الراهن".

وقال ايضا "لكننا لن نخدعكم في هذا المجال: سوف نغلق معتقل غوانتانامو الذي اضر بمصالحنا لناحية الامن واصبح اداة للتجنيد من الطراز الاول للقاعدة". واضاف "كما قلت دائما، سوف نغلق المعتقل بشكل يكون معه الاميركيون بامان".

وكان اوباما اعلن عزمه على اغلاق غوانتانامو في بداية عهده، في كانون الثاني/يناير 2009، خلال عام ولكن هذا الوعد لم يحترم.

ومن ابرز المشاركين في الاجتماع الامني مدير اجهزة الاستخبارات الاميركية دنيس بلير، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" ليون بانيتا، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" روبرت مولر ومدير وكالة الامن القومي كيس الكسندر.

واضافة الى اوباما، شارك في الاجتماع ايضا من السياسيين نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس اضافة الى وزراء الامن الداخلي والعدل والطاقة.

واعلن البيت الابيض قبل المؤتمر الصحافي لاوباما ان محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تمكنوا من الحصول على معلومات استخباراتية "مفيدة" من النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة الاميركية يوم الميلاد.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في هذا الاطار ان عمر فاروق عبد المطلب "امضى ساعات مع محققي مكتب التحقيقات الفدرالي جمعنا خلالها معلومات مفيدة يمكن استخدامها".

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان السلطات الاميركية الغت عددا من تأشيرات الدخول التي كانت منحتها لراغبين بالسفر الى الولايات المتحدة اثر محاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية.

وزارة الدفاع تنتقد

 من جهتها أبدت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) استغرابها من الطريقة غير المعتادة التي انتقد بها رئيس المخابرات العسكرية الامريكية في أفغانستان بشدة عمل وكالات المخابرات هناك في تقرير صدر عن مؤسسة بحثية خاصة.

وفي تقرير عن مؤسسة مركز الامن الامريكي الجديد البحثية قدم الميجر جنرال مايكل فلين نائب رئيس الاركان لشؤون المخابرات في أفغانستان لدى الجيش الامريكي ودول حلف شمال الاطلسي تقييما سلبيا لدور المخابرات منذ اندلاع حرب أفغانستان قبل ثماني سنوات ووصفها بالجهل وقال انها بعيدة عن نبض الشعب الافغاني.

وقال البنتاجون ان نسخة من التقرير سلمت في نفس اليوم الى وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس. بحسب رويترز.

وقال برايان ويتمان المتحدث باسم البنتاجون "اعتقد انه صدم الكل لغرابته الى حد ما نعم...أظن ان هذا خروج على المعتاد ولن نشهده على الارجح في المستقبل. "كان غير معتاد وغير صحيح نشر وثيقة من هذا النوع."

كما أعرب عدد من مسؤولي الدفاع في البنتاجون بشكل خاص عن دهشتهم لنشر التقرير. وقال فلين في تقريره ان مسؤولي المخابرات الامريكية في أفغانستان "يجهلون الاقتصاد المحلي وملاك الاراضي ولا يعلمون على وجه الدقة الاشخاص المؤثرين في المجتمع وكيفية التأثير فيهم... كما أنهم بعيدون عمن هم في المواقع الامثل لمعرفة الاجابات."

ونقل التقرير عن ضابط عمليات قوله ان الولايات المتحدة " تجهل ما يدور" لانها تفتقر للمعلومات اللازمة عن أفغانستان.

ونقل التقرير عن ضابط عمليات في قوة مهمات أمريكية تساؤله عن السبب في أن المخابرات لا تستطيع الحصول على مزيد من المعلومات حول الشعب الافغاني وقال "لا أريد أن أقول اننا نجهل ما يدور ولكننا كذلك. فهمنا للاجواء سطحي للغاية." ولم يشكك المتحدث باسم البنتاجون فيما ورد في التقرير لكنه قال ان المسؤولين يدرسونه.

وقال ويتمان "اعتقد انه تقييم صريح لبعض مواطن الضعف هناك (في المخابرات) والتحديات التي تواجهنا."

وحث التقرير الذي سلط الضوء على التوتر بين الجيش وأجهزة المخابرات على احداث تغييرات مثل التركيز على جمع المزيد من المعلومات من الافغان بشأن عدد أكبر من القضايا.

ويأتي التقرير بعد على مقتل سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الامريكية في هجوم انتحاري على قاعدة أمريكية بشرق أفغانستان في ثاني أكبر هجوم تتعرض له الوكالة طوال تاريخها.

ووجه هذا الاختراق الامني ضربة قاسية لوكالة المخابرات المركزية الامريكية التي وسعت نطاق عملياتها لملاحقة متشددي طالبان والقاعدة في أفغانستان والمناطق القبلية بباكستان ومنها شن هجمات بطائرات بلا طيار والتي أثارت غضبا في الداخل وانتقادات من جماعات حقوق الانسان.

شكوك واشنطن في تقييم للقاعدة

حيث يشير الهجوم الذي نفذه على الارجح عميل مزدوج له علاقة بتنظيم القاعدة على قاعدة تابعة للمخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) في أفغانستان الى ان الشبكة ربما تكون قد وصلت الى مستويات جديدة ولم تضعف الى الدرجة التي يتصورها المسؤولون الامريكيون.

وصرح مسؤولو مخابرات حاليون وسابقون بأن السي.اي.ايه فتحت تحقيقا شاملا في الاختراق الامني غير المسبوق وكيف تم تجنيد المفجر الانتحاري همام خليل البلوي من قبل المخابرات الاردنية وما اذا كان هناك عملاء مزدوجون اخرون يعملون مع الامريكيين.

وقال مسؤولو مخابرات سابقون ان التحقيقات تشمل عددا كبيرا من الاحتمالات منها علاقات محتملة بين المفجر وشبكة القائد الطالباني الافغاني جلال الدين حقاني وهو من أكثر المستهدفين من جانب وكالة المخابرات المركزية الامريكية.

وقال مسؤول مخابرات سابق ان المخابرات الاردنية جندت البلوي ليقوم بمحاولة لاختراق القاعدة وطالبان نظرا لصلاته السابقة مع الاسلاميين مشيرا الى مشاركة البلوي السابقة في مواقع للقاعدة ومدونات على الانترنت.

وصرح بأن المخابرات الامريكية والاردنية ظنت انها نجحت في تخليص البلوي من معتقداته المتشددة وسمحت له بدخول قاعدة السي.اي. ايه. دون تفتيش أمني لانه قدم معلومات عن القاعدة طوال أشهر دون وقوع اي حوادث. وتدرس السي.اي.ايه عن كثب خلفية البلوي.

وقال أقارب ان البلوي طبيب ينتمي الى عشيرة بدوية فلسطينية استقرت في الزرقاء وهي معقل للاسلاميين المتشددين في الاردن انتقل اليها كثير من اللاجئين الفلسطينيين بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 .

وذكروا انه كان يدير عيادة طبية في مخيم فقير للاجئين. وترفض وكالة المخابرات المركزية الامريكية التعليق على التحقيق الجاري في التفجير.

وتقول التقارير ان منفذ الهجوم البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما طبيب اردني قيل إنه قد تم تجنيده من قبل المخابرات الأردنية في البداية ومن ثم استخدمه الاميركيون كعميل مزدوج في أفغانستان.

الا ان الناطق باسم الحكومة الاردنية نبيل الشريف نفى صحة هذه التقارير. وقد ادعت حركة طالبان باكستان ان منفذ العملية كان احد اعضائها بينما قالت مصادر اخرى ان الانتحاري كان ضابطا في الجيش الافغاني.

وكان الهجوم هو ثاني أكبر هجوم من حيث عدد القتلى في تاريخ السي.اي.ايه وكان بمثابة دعاية قوية للجماعات المتشددة. كما انه حالة فريدة لمدون اسلامي متشدد يقوم بهجوم انتحاري ضخم مما قد يلهم اخرين على الحذو حذوه.

وقتل سبعة من ضباط السي.اي.ايه والمتعاقدين في التفجير الذي وقع داخل قاعدة محصنة تابعة للمخابرات المركزية الامريكية في اقليم خوست قرب الحدود الجنوبية الشرقية لباكستان.

وأعطى مسؤولو المخابرات الامريكية تقييمات مختلفة عن قدرات القاعدة في افغانستان وباكستان وما وراءهما طوال اشهر.

ويقول وليد فارس الخبير بالجماعات "الجهادية" في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن ان حالة البلوي تكشف عن مدى تقليل المخابرات الامريكية من قدرة القاعدة وجماعات اخرى على "تلقين" انصارهم وتدريبهم على اساليب "التمويه" لتغطية تحالفاتهم. وقال فارس "هذا حق جرس انذار."

الاستخبارات تعد بتعديلات

تعهد مدير الاستخبارات القومية في الولايات المتحدة دينيس بلير باجراء تعديلات بعد الانتقادات القاسية من الرئيس باراك اوباما.

وأصدر دينيس بلير بيانا قال فيه إن أجهزة الاستخبارات بحاجة لتعزيز جهودها كي تتوقع وتحبط النوعية الجديدة من الهجمات.

وهون دينيس بلير مدير المخابرات الامريكية الوطنية من قدرة التنظيم على شن هجمات ضخمة مشيرا الى محاولة التفجير الفاشلة لطائرة ركاب امريكية في عيد الميلاد والتي اعلنت القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليتها عنها.

وقال ان لجوء التنظيم الى استخدام "افراد بلا خبرة" دليل على على "تقلص" القاعدة مشيرا الى الشاب النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة ركاب امريكية متجهة الى ديترويت.

من يعرف ماذا ومتى؟

الى ذلك تشير التقارير امتلاك أجهزة المخابرات الامريكية ووزارة الخارجية معلومات مسبقة عن رجل نيجيري ذي صلات مزعومة بمتشددين في اليمن قبل ان يحاول نسف طائرة ركاب امريكية في يوم عيد الميلاد.

لكن معلومات المخابرات التي تم استقاؤها من مصادر متعددة لم تفحص او تنسق مما دفع البيت الابيض الى بدء مراجعة لما تعرفه الوكالات الحكومية عن المفجر المتهم عمر الفاروق عبد المطلب وعن خطط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ولماذا لم يجر كشف مؤامرتها المزعومة مسبقا.

ذكر مسؤولون في المخابرات انه قبل نحو اربعة اشهر من محاولة التفجير في 25 ديسمبر كانون الاول رصدت وكالة الامن القومي محادثات هاتفية تحدث فيها زعماء القاعدة في جزيرة العرب عن امكان استخدام مفجر "نيجيري" لم يحددوا هويته في الهجوم.

وقال جون برينان كبير مستشاري الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب انه جرى اطلاع المركز القومي لمكافحة الارهاب على المحادثات التي جرى رصدها.

قال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية ان اول مرة تعلم فيها الوكالة بأمر عبد المطلب كان في 19 نوفمبر تشرين الثاني عندما توجه والده الى السفارة الامريكية في ابوجا طالبا المساعدة في البحث عنه.

وذكرت الوكالة انها عملت مع السفارة لاضافة عبد المطلب وصلاته المحتملة باليمن الى قاعدة البيانات الامريكية الخاصة بالارهاب وانها ارسلت معلومات عن سيرته الذاتية للمركز القومي لمكافحة الارهاب.

واطلع المركز على معلومات وكالة الامن القومي ووكالة المخابرات المركزية. انشئ المركز عام 2004 لتودع لديه اكثر من 16 وكالة للمخابرات ما تجمعه من معلومات خاصة بمكافحة الارهاب. ويقول منتقدون ان المركز لم يقم بتمحيص المعلومات وفقا للغرض من انشائه وطالبوا البيت الابيض بتحديد سبب اهمال هذه المعلومات.

وبدأت المعلومات ترد في الصيف والخريف عن خطط القاعدة في جزيرة العرب لشن هجمات لكن المسؤولين قالوا انه لم تتوفر معلومات كافية للمخابرات لتحديد هوية عبد المطلب. ومدير المخابرات القومية مسؤول في نهاية المطاف عن تنسيق عمل المخابرات الخارجية والعسكرية والداخلية.

وخاض مدير المخابرات القومية دنيس بلير ومدير وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتا على مدى اشهر معركة خلف الكواليس لكن البيت الابيض ومسؤولين من المخابرات يقولون ان المخابرات القومية ووكالة المخابرات المركزية تبادلا المعلومات كما يفترض ان يفعلا. ويقول بعض المشرعين بان بلير ليس لديه صلاحيات كافية تمكنه من اداء مهمته.

وقد شارك دبلوماسيون امريكيون في اجتماع 19 نوفمبر تشرين الثاني مع والد عبد المطلب في ابوجا وارسلوا المعلومات الى المركز القومي لمكافحة الارهاب يوم 20 نوفمبر. لكن مسؤولين قالوا ان المعلومات اعتبرت غير كافية لالغاء تأشيرة دخول عبد المطلب الى الولايات المتحدة.

ويجادل مسؤولو الوزارة بانهم يعتمدون بشكل عام على نظام فحص مشترك بين الوكالات للحصول على المشورة بخصوص ان كان يجب الغاء تأشيرات الدخول لاسباب امنية وانه لم تقدم توصية من هذا القبيل في هذه الحالة.

كما يقول منتقدون ان وزارة الخارجية كان يجب عليها ان تحذر من التهديد بعدما رفضت بريطانيا منح عبد المطلب تأشيرة دخول للدراسة في معهد لا وجود له.

ويقول مسؤولون امريكيون ان السلطات البريطانية لم تبلغهم برفض منحه تأشيرة الدخول رغم انهم يصفون التعاون بين الدولتين منذ تلك الواقعة بانه "سلس".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/كانون الثاني/2010 - 23/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م