فلسطين بالأرقام: مجتمع فتي يقبع في السجون ويفتقد للرعاية والتعليم

 

شبكة النبأ: فيما قال جهاز الإحصاء الفلسطيني إن عدد الفلسطينيين حول العالم زاد على 10.9 مليون نسمة في العالم نهاية عام 2009، أكثر من نصفهم يعيشون خارج الأراضي الفلسطينية "الشتات" ونحو 36.7 في المائة منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. أعلنت من جهة ثانية وزارة الأسرى والمحرَّرين الفلسطينية ان اسرائيل لا تزال تعتقل 7500 فلسطيني في سجونها في نهاية العام 2009.

ومن اجنبها أعربت الامم المتحدة عن قلقها ازاء الارتفاع الكبير في نسبة الشبان الفلسطينيين اللاجئين في لبنان الذين يتركون المدرسة، والتي بلغت 50% لدى من هم دون السابعة عشرة.

فيما سجلت هجرة اليهود الى اسرائيل خلال العام 2009 ارتفاعا بلغت نسبته 17 % مقارنة بالعام 2008 وهو الاول منذ عشر سنوات على ما اعلنت الاحد الوكالة اليهودية وهي هيئة شبه حكومية تعنى بشؤون الهجرة الى الدولة العبرية.

الفلسطينيين أكثر من 11 مليوناً

وقالت علا عوض القائم بأعمال رئيس الجهاز إن عدد الفلسطينيين المقدر في نهاية عام 2009 في العالم "حوالي 10.88 مليون فلسطيني، يتوزعون حسب مكان الإقامة بواقع 3.99 مليون في فلسطين، وحوالي 1.25 مليون فلسطيني في إسرائيل مقابل 3.24 مليون في الأردن."

وأَضافت أن هناك "1.78 مليون فلسطيني في باقي الدول العربية، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 618 ألف أي ما نسبته 5.7 في المائة من إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم،" وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية. بحسب سي ان ان.

وبين تقرير لجهاز الإحصاء، أن عدد السكان في نهاية عام 2009 في الأراضي الفلسطينية يقدر بنحو أربعة ملايين فرد يتوزعون بواقع 62.1 في المائة في الضفة الغربية، و37.9 في المائة في قطاع غزة، في حين بلغت نسبة السكان في محافظة القدس 9.5 في المائة."

وقال التقرير إن عدد الفلسطينيين في إسرائيل بنهاية عام 2009 بلغ نحو 1.25 مليونا، قائلا إنه "مجتمع فتي، إذ بلغت نسبة الأفراد دون الخامسة عشر من العمر 40.6 في المائة، في حين بلغت نسبة الذين تبلغ أعمارهم 65 سنة فأكثر 3.2 في المائة."

منظمة بتسيلم تحصي 8900 قتيل خلال 20 عاماً من الصراع

اعلنت منظمة بتسيلم الاسرائيلية لحقوق الانسان لمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسها، ان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اودى بحياة 8900 شخص في عقدين من الزمن، غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين.

واحصت المنظمة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 8881 قتيلا في الاجمال خلال عشرين عاما، بينهم 7398 فلسطينيا ضمنهم 1537 قاصرا، و1483 اسرائيليا بينهم 139 قاصرا.

ومن بين القتلى الاسرائيليين 488 شرطيا وجنديا والباقون 995 مدنيا قتلوا في عمليات في اسرائيل او الاراضي الفلسطينية المحتلة، بحسب بيان للمنظمة. وهذا العام الذي بدأ بهجوم اسرائيل على قطاع غزة هو الاكثر دموية للفلسطينيين في العقدين الفائتين.

ففي العام 2009 قتل 1033 فلسطينيا من بينهم 315 قاصرا، اغلبهم في الحرب على غزة التي بدأت في 27 كانون الاول/ديسمبر 2208 وانتهت في 18 كانون الثاني/يناير 2009، بحسب التقرير الذي اضاف ان 1387 فلسطينيا بالاجمال قتلوا في الهجوم الاسرائيلي.بالمقابل قتل خلال الهجوم على غزة 13 اسرائيليا، بينهم اربعة جنود قضوا بنيران صديقة.

وبالنسبة الى اسرائيل كان العام 2002 الاكثر دموية، في اوج الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث قتل 269 مدنيا اسرائيليا من بينهم 47 قاصرا، بحسب البيان.

ونشر البيان بمناسبة العيد العشرين لانشاء بتسليم، وذكر ان 335 فلسطينيا معتقلون حاليا باوامر عسكرية اسرائيلية بلا محاكمة. وبلغ عددهم 1794 معتقلا عام 1989.

7500 معتقل فلسطيني في سجون اسرائيل

واعلنت وزارة الاسرى والمحررين الفلسطينية ان اسرائيل لا تزال تعتقل 7500 فلسطيني في سجونها في نهاية العام 2009.

واصدرت وزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية تقريرا إحصائيا شاملا اعلنت فيه ان "اجمالي عدد الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي قد بلغ مع نهاية العام 2009، 7500 اسير موزعين على اكثر من عشرين سجنا ومعتقلا ومركز توقيف".

واظهر التقرير "ان من بين الاسرى 34 اسيرة و 310 اطفال و304 معتقلين اداريين و 17 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني بالاضافة الى وزيرين سابقين وعدد من القيادات السياسية".

وبين التقرير ان الغالبية العظمى من المعتقلين، اي 84,4% يشكلون 6330 معتقلا، هم من الضفة الغربية فيما يبغ عدد المعتقلي من قطاع غزة 750 ويشكلون ما نسبته 10 %.

كما يوجد في سجون اسرائيل قرابة 420 اسيرا من القدس ومناطق 48، يشكلون ما نسبته 5.6 % من اجمالي المعتقلين الفلسطينيين لدى اسرائيل، وفق التقرير.

ويشكل الاطفال المعتقلين (310) 4,1% من إجمالي الأسرى وهم يتعرضون "لما يتعرض له الكبار من تعذيب ومحاكمات جائرة، ومعاملة لا انسانية وحقوقهم الأساسية تنتهك وتسلب ومستقبلهم مهدد بالضياع، بما يخالق قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل".

وفيما يتعلق بالأسيرات كشف التقرير ان قوات الإحتلال اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى التي انطلقت في العام 2000، 850 مواطنة لا يزال 34 منهن في السجن ومنهن أسيرة واحدة من قطاع غزة و4 من القدس و3 اسيرات من اراضي 48، اما الباقيات فمن الضفة الغربية.

وتابع ان "الاسيرات يحتجزن في أماكن لا تليق بهن، في سجني الشارون والدامون - بينهن أسيرة واحدة في العزل الإنفرادي- دون مراعاة لجنسهن واحتياجتهن الخاصة، ودون توفر حقوقهن الأساسية، التي نصت عليها المواثيق الدولية والإنسانية". وتقضي خمس معتقلات أحكاما بالسجن المؤبد، وثلاث رهن الإعتقال الإداري، اي لفترة مؤقتة يتم تجديدها بدو محاكمة.

وأشار تقرير الوزارة إلى أن عدد الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من ايار/مايو1994، هم 317 أسيرا من كافة المناطق الفلسطينية، وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "الأسرى القدامى" وقد مضى على اعتقال أقل واحد منهم قرابة 16 عاما. والاقدم من بينهم معتقلون منذ 32 عاما وعددهم ثلاثة وهم الشقيقان فخري البرغوثي ونائل البرغوثي واكرم منصور.

وذكر التقرير بأن اجمالي عدد المعتقلين "الذين استشهدوا داخل سجون الاحتلال منذ العام 1967 قد ارتفع خلال سنة 2009 ليصل الى 197 شهيدا بعدما انضم إليهم الأسير عبيدة ماهر عبد المعطي القدسي الدويك (25 عاما) من الخليل والذي اعتقل وهو مصاب بتاريخ 26 اب/اغسطس الماضي ولم يقدم له العلاج وتعرض للتعذيب المباشر بهدف القتل واستشهد بتاريخ 13-9-2009".

وقال التقرير ان "49 اسيرا استشهدوا بسبب الإهمال الطبي، و71 جراء التعذيب، فيما قتل 71 أسيرا عمدا بعد اعتقالهم مباشرة، بالإضافة إلى استشهاد 7 نتيجة استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي ضدهم.

وقال التقرير انه من 197 معتقلا فلسطينيا توفو في المعتقلات "يوجد 74 أسيرا استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى، فيما 123 اسيرا استشهدوا قبل ذلك.

نصف المجتمع الفلسطيني دون الثامنة عشرة

واعلن رئيس جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني لؤي شبانة عشية احياء يوم الطفل العالمي ان نحو نصف المجتمع الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية يتألف من اطفال دون الثامنة عشرة.

وقال لؤي شبانة في بيان ان "البيانات المقدرة لمنتصف العام 2009 تشير الى ان عدد الافراد الذين تقل اعمارهم عن 18 سنة قد بلغ 1,49 مليون طفل اي ما نسبته 49,4% من مجموع السكان".

واضاف ان "التركيب العمري للمجتمع الفلسطيني عامة وللاطفال خاصة يدل على ان المجتمع الفلسطيني ما زال فتيا حيث يشكل الاطفال دون سن الخامسة ما نسبته 14,8% من مجموع السكان المقيمين في الاراضي الفلسطينية مقابل 13,9% للاطفال من الفئة العمرية بين خمس وتسع سنوات و13,3% للفئة العمرية بين عشر و14 سنة و4,7% للفئة العمرية بين 15 و17 سنة". بحسب رويترز.

واشار شبانة الى ان "اكثر من نصف الاسر الفلسطينية التي لديها اطفال هي اسر فقيرة، اضافة الى ان عدد الاطفال العاملين باجر او بدون اجر يبلغ نحو 32 الفا".

عدد كبير من الفلسطينيين اللاجئين يتركون المدارس

وأعربت الامم المتحدة عن قلقها ازاء الارتفاع الكبير في نسبة الشبان الفلسطينيين اللاجئين في لبنان الذين يتركون المدرسة، والتي بلغت 50% لدى من هم دون السابعة عشرة.

وقال رئيس فرع صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في لبنان راي فيرجيليو توريس في بيروت "اننا ندق ناقوس الخطر حيال الارتفاع الكبير في نسبة الاطفال الذين يتركون المدرسة وهم في سن الدراسة". ونشرت اليونيسيف الجمعة تقريرا حول الموضوع في الذكرى العشرين للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

واوضح توريس ان نحو 15% من الاطفال بين السابعة والسابعة عشرة المقيمين في المخيمات الاثني عشر للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي مناطق تجمعات فلسطينية خارج المخيمات، غادروا المدرسة. وقال التقرير ان ثلث هؤلاء الاطفال اميون.

واضاف توريس ان "هذا الرقم يثير القلق فعلا عندما تاخذون في الاعتبار ان نصف الاطفال في السابعة عشرة و40% ممن هم في السادسة عشرة تركوا المدرسة".

وتابع "انها سن حساسة، واذا اضفتم ذلك الى مخاطر اخرى يواجهها هؤلاء في المخيمات، فانكم تدركون اسباب القلق". واعلن مسؤول اليونيسيف ان معظم هؤلاء يتركون المدرسة بسبب الفقر وغياب البرامج المدرسية المناسبة والافاق المتعلقة بمستقبلهم.

وقال توريس ايضا "يقول الشبان لماذا اتعلم عندما لا اتمكن من العمل لاحقا؟". ويحظر القانون اللبناني على اللاجئين الفلسطينيين ممارسة قسم كبير من المهن وامتلاك اراض.

واعلن توريس ان عاملا اخر يثير القلق هو معدل العمل بين الشبان الفلسطينيين اللاجئين والذي يصل الى 6,1%، وهم في غالبيتهم من الذكور. وقال ان "هذا الرقم مرتفع جدا اذا ما قورن بالارقام في الدول المتقدمة حيث اختفت عمالة الاحداث عمليا".

ويعيش ما بين 250 و270 الف فلسطيني في لبنان. ويتحدر القسم الاكبر منهم من العائلات التي وصلت الى هذا البلد من فلسطين في 1948 اثر قيام دولة اسرائيل.

ارتفاع ملحوظ في هجرة اليهود الى اسرائيل

من جانب آخر سجلت هجرة اليهود الى اسرائيل خلال العام 2009 ارتفاعا بلغت نسبته 17 % مقارنة بالعام 2008 وهو الاول منذ عشر سنوات على ما اعلنت الاحد الوكالة اليهودية وهي هيئة شبه حكومية تعنى بشؤون الهجرة الى الدولة العبرية. بحسب رويترز.

واوضح ناتان شارانسكي رئيس الوكالة اليهودية خلال مؤتمر صحافي "اننا نرحب بزيادة نسبتها 17 % في عدد المهاجرين الجدد الى اسرائيل". وبلغ عدد المهاجرين الجدد خلال العام 2009، 16244 شخصا في مقابل 13859 في العام 2008 الذي كان ادنى عدد يسجل منذ العام 1987.

واوضح شارانسكي وهو منشق سوفياتي سابق "نسجل هذا العام للمرة الاولى منذ عشر سنوات ارتفاعا في اعداد المهاجرين". ودعا الى "تعزيز الهوية اليهودية" في صفوف يهود الشتات للتشجيع على الهجرة الى اسرائيل.

وأتى نصف المهاجرين الجدد تقريبا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق (7210 اشخاص) فيما اتى الاخرون من اميركا الشمالية واوروبا واميركا الجنوبية. و60 % من هؤلاء المهاجرين دون سن الخامسة والثلاثين. وسجل عدد الاتين من فرنسا ارتفاعا طفيفا نسبته 2 % ليصل الى 1909 هذه السنة.

ونشرت الوكالة اليهودية كذلك اعداد اليهود المهاجرين الاتين من دول اسلامية من دون ان تحدد اسماء كل هذه الدول. واظهرت هذه الارقام ان 331 يهوديا وصلوا الى اسرائيل العام 2009 من دول اسلامية ولا سيما تركيا والمغرب واليمن بعدما مروا بشكل عام في دول اخرى.

واتى يهودي واحد من تايوان في 2009 واخر من اليابان. في المقابل شهد عدد اليهود الاثيوبيين الذي انتقلوا للاقامة في اسرائيل تراجعا كبيرا من 1582 العام 2008 الى 239 خلال العام الحالي.

وهاجر اكثر من ثلاثة ملايين شخص الى اسرائيل منذ قيام الدولة العبرية في 1948 بينهم نحو نصف مليون يهودي من الاتحاد السوفياتي السابق منذ العام 1990. ويمنح "قانون العودة" الجنسية الى اليهود الذين يأتون للاقامة في اسرائيل. ويمكن لغير اليهود الاستفادة من القانون اذا كانوا متزوجين من يهودي او ان احد والديهم يهودي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/كانون الثاني/2010 - 19/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1431هـ  /  1999- 2010م