الصومال... شعب أسير لشريعة المتأسلمين الجدد

دويلات لا تفقه سوى لغة السلاح والعنف

 

شبكة النبأ: دون أدنى شك إن ما يحدث في الصومال كان ولا يزال وجها آخر لصراع الأجندات الدولية والإفريقية، لكن الاسوء من ذلك دخول تنظيم القاعدة في دوامة الحرب الأهلية، سيما إن ذلك التنظيم دائما ما يحاول النيل من المدنيين وكل من لا يخضع لقوانينه المتخلفة.

حيث تشير التقارير المتواردة من الصومال عن قيام الجماعات الإرهابية المتشددة، الوجه البديل لتنظيم القاعدة في مصادرة الحريات العامة والشخصية وإذلال من لا ينزل لسلطانهم.

حرب النقاب

فيما تتواصل الحرب الأهلية في الصومال بين الحكومة المؤقتة، المعترف بها دولياً، وحركة الشباب المجاهدين، والتي تحصد الأخضر واليابس، وتودي بحياة أفراد الشعب الصومالي، ظهرت حرب جديدة بين فريقين صوماليين إسلاميين، الأول يدعو لفرض النقاب والآخر يحظره.

فمؤخراً، أصدرت جمعية "أهل السنة والجماعة" الصومالية، في محافظة جالجدود بوسط الصومال، قراراً يقضي بحظر لبس النساء النقاب بدعوى أنه يضر بالأمن العام.

جاء الإعلان عن حظر لبس النقاب في محاضرة ألقاها علماء دين ومسؤولون من التنظيم المسلح "أهل السنة والجماعة الصوفية" في مدينة جوري عيل، وهو التنظيم الذي تحالف مؤخراً مع الحكومة المؤقتة برئاسية شيخ شريف أحمد. بحسب سي ان ان.

وذكر مسوولو "أهل السنة" أن هذه الخطوة الجديدة هي جزء من إجراءات أمنية سيتم تنفيذها في جميع المناطق التي تسيطر عليها الحركة، وفقاً لتقرير نشره موقع "الصومال اليوم."

وأعلنت إدارة مدينة جوري عيل في محافظة جالجدود الجمعة أنه وخلال 24 ساعة لن يسمح لأي امرأة أن تلبس النقاب في المدينة، وأن أية امرأة تخرق القرار سوف تتخذ ضدها إجراء دون تحديد نوعه، لكن رجال الدين في "أهل السنة والجماعة" أعلنوا السبت أنه لن يتم اللجوء للقوة لتنفيذ الحظر الذي فرضته على ارتداء النقاب، وفقاً لإذاعة شبيللي الصومالية.

ووفقاً للإذاعة، فقد قال الزعيم المحلي للتنظيم، محمد شيدني ديريه، إنه لن يتم إكراه النساء على خلع النقاب بالقوة، غير أنه دعا نساء المدينة إلى ترك النقاب، بحجة أن لبسه مخل بالأمن.

وشدد شيدني على أن النقاب ليس فرضاً، وأن من فرضه هم أولئك الأشخاص الذين يقومون بأنشطة مخلة بالأمن، مثل التفجير الانتحاري الأخير في مقديشو.

وقال: "إن وجه المرأة ليس عورة وهذا الشيء، ويقصد النقاب، ليس واجباً شرعاً، وإذا كان يؤدي لبسه إلى أضرار فإن ارتداؤه يكون محرماً."

وأضاف قائلاً:  "بل لقد أصبح (النقاب) علامة بارزة لمرتكبي الاغتيالات"، مستشهداً بحادث تفجير فندق شامو بالعاصمة الصومالية، الذي أودى بحياة وزراء حكوميين وأطباء وطلبة وصحافيين في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الحالي.

وقال شيدني: "إن المنفذ تنكر بزي امرأة ولبس النقاب"، كما نقلت الصومال اليوم."الشباب" و"الحزب" يتشددان حول النقاب.. في مناطقهما

من جهة أخرى أصدرت حركة "الشباب المجاهدين"، التي تسيطر على مناطق واسعة في جنوب الصومال، أوامر مشددة تتعلق بلبس النساء الحجاب (ومن ضمنه النقاب) في مدينة "طوبلي" الواقعة على الحدود الصومالية الكينية والتي استولى عليها الشباب في أواخر الشهر الماضي.

أعلن ذلك أمام حشد من سكان المدينة حضروا لاستماع تعليمات "مهمة" لسكان المدينة وطالب مسؤولو الشباب الجمهور، حسب ما نقل موقع "مرآة الصومال"، الرجال بتعمير المساجد أثناء الصلاة كما دعا النساء في المدينة ونواحيها إلى ارتداء الحجاب.

خلاف تنفيذ الحد

في سياق متصل نفذ متمردون صوماليون حكم الاعدام في رجلين أعمالاً لحدَّي الزنا والقتل، لكن الحكم فجّرَ معركة بين جماعتين من المتمردين أسفرت طبقاً لأقوال الشهود عن مقتل ثلاثة مسلحين.

وكانت هذه المرة الاولى التي يطبق فيها حزب الاسلام أحكام الحد التي ارتبطت عادة بحركة الشباب المتمردة المتشددة التي تتهمها واشنطن بأنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم القاعدة في الصومال.

ويفتقر الصومال الى حكومة مركزية فاعلة منذ عام 1991 ولا تسيطر ادارة الرئيس شيخ شريف احمد المدعومة من الامم المتحدة ودول غربية الا على بضعة مواقع في العاصمة مقديشو.

وتقول أجهزة مخابرات غربية ودول مجاورة للصومال ان البلاد الواقعة بمنطقة القرن الافريقي باتت ملاذا امنا للمتشددين بما في ذلك متشددون أجانب يستغلونها للتخطيط لهجمات في أنحاء المنطقة الفقيرة وما حولها.

ونفذ حكما الاعدام في الرجلين يوم الاحد في أفجوي حيث تعيش الاف الاسر التي اقتلعها الصراع والواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب غربي مقديشو.

واستدعى مقاتلو حزب الاسلام مئات السكان الى حقل حيث أعلن قاض من المتمردين ان الرجلين اعترفا بالقتل والزنا. وأضاف ان امرأة اعترفت بالزنا جلدت مئة جلدة.

وقال القاضي عثمان سيدو حسن للجموع "هذا يوم القصاص. لقد حققنا وهم اعترفوا."لكن تلاوة الحكم فجرت جدلا بين فصيلين من حزب الاسلام وقال سكان ان معركة نشبت بينهما لاحقا.

وقالت حليمة عثمان وهي صاحبة متجر في افجوي لرويترز في مقديشو هاتفيا "مات ثلاثة من مقاتلي حزب الاسلام وجرح خمسة بعد ان تقاتلوا."

وأضافت "البعض أراد ارجاء الاعدام بينما أصر اخرون. وتبادلوا اطلاق النار. وهزمت الجماعة التي كانت ضد الاعدام وفرت بعيدا."

وذكر شهود ان حكم الاعدام نفذ بعد ذلك. ونفذ الحكم قريب للضحية القتيل باطلاق النار على قاتله الذي كان يرقد على الارض اما الرجل الثاني فقد كان مدفونا في حفرة حتى نصف جسده ورجم بالحجارة حتى الموت.

وقال علي جابو وهو أحد السكان لرويترز "لم استطع متابعة هذا المشهد الصادم. المرأة التي زنت مع الرجل الثاني حكم عليها بالجلد مئة جلدة فقط لانها لم تتزوج قط."

موجة اعتقالات

الى جانب ذلك أكدت مصادر في العاصمة الصومالية مقديشو أن تنظيم "الشباب" الإسلامي الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من المدينة شرع في تطبيق نظام جديد يفرض على النساء ارتداء جوارب لإخفاء أقدامهن، وقد نشر عناصره في الأسواق حيث قاموا بضرب النساء اللواتي لم يلتزمن بالقرار.

وقال شاهد عيان في مقديشو أن التنظيم نشر عناصر مزودة بسياط في الشوارع المحيطة بسوق بكارة التقليدي المزدحم في مقديشو: "وهي تقوم بتوقيف النساء اللواتي لا يرتدين الجوارب ويضربوهن." بحسب (CNN).

وقالت مصادر رسمية في مقديشو أن عناصر "الشباب" قاموا خلال اليومين الماضيين باعتقال 130 شخصاً في العاصمة بتهمة "عدم الالتزام بالشريعة" بينهم رجال قُبض عليهم وهم يمضغون أوراق القات أو نساء لم يرتدين الحجاب.

وقالت بائعة ذرة في سوق بكارة رفضت كشف اسمها أن مجموعة مسلحة من تنظيم "الشباب،" كان عناصرها يضعون أقنعة على رؤوسهم، قاموا بتوقيف 50 امرأة بسبب عدم ارتداء غطاء الرأس.

وأضافت: "معظم النسوة اللواتي قُبض عليهن من بائعات الخضار الفقيرات، ولا يمكنهن شراء أغطية الرأس التي تكلّف أكثر من 600 ألف شلن صومالي (قرابة 23 دولاراً.)"

وأقر الشيخ حسين العراقي، أحد المسؤولين عن تنظيم "الشباب" بوجود موجة اعتقالات أخرى في مدينة لوق الواقعة عند مثلث الحدود الصومالية مع كينيا وأثيوبيا، وقال إن عناصر تابعة للتنظيم أوقفت 60 شخصاً بتهمة "عدم الالتزام بالقواعد التي فرضت على المدينة."

يذكر أن تنظيم الشباب مصنّف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ضمن التنظيمات الإرهابية، وذلك للاعتقاد بأنه على صلة بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن.

وقد سبق لعناصره أن قامت خلال الشهر الجاري بجلد نساء في أنحاء متفرقة من مقديشو بتهمة ارتداء حمالات الصدر، معتبرين أن الهدف منها هو "إغواء" الرجال.

وقال سكان في شمال العاصمة الصومالية مقديشو ان حركة الشباب الاسلامية المتشددة جلدت علانية نساء لارتدائهن مشدات للصدر بحجة ان ذلك يخالف الاسلام لانطوائه على غش وتضليل.

وكانت الحركة المتمردة التي تسعى الى تطبيق تفسير متشدد للشريعة الاسلامية في أنحاء الصومال قطعت قدم ويد شابين اتهما بالسرقة هذا الشهر. كما منعت عرض الافلام والرنات الموسيقية للهواتف المحمولة والرقص في الاعراس ولعب أو مشاهدة كرة القدم.

وذكر سكان ان مسلحين كانوا يطوقون أي امرأة يبدو صدرها مشدودا ثم يقوم ملثمون بجلدها علنا. وأمر المسلحون النساء بعد ذلك بخلع المشدات وترك صدورهن بشكلها الطبيعي.

وقالت مواطنة تدعى حليمة لرويترز "اجبرتنا الشباب على التحجب وفق طريقتهم والان يجبروننا على هز صدورنا." وأضافت ان بناتها تعرضن للجلد يوم الخميس.

واردفت "في البداية منعوا الشكل السابق من الحجاب وجاءوا بأقمشة خشنة تغطي صدور النساء ويقولون الان ان الصدور يجب ان تكون مشدودة بشكل طبيعي أو مسطحة."ورفض المسؤولون في الشباب التي تقول واشنطن انها وكيل تنظيم القاعدة في الصومال التعقيب.

بندقية لأفضل قاريء

من جانب آخر وفي مسابقة لتلاوة القران والمعلومات العامة نظمها متمردو حركة الشباب في جنوب الصومال حصل الفائز البالغ من العمر 17 عاما على جوائز عبارة عن بندقية من طراز كلاشنيكوف وقنبلتين يدويتين وجهاز كمبيوتر ولغم مضاد للدبابات. بحسب رويترز.

والفائز بالمركز الثاني بالمسابقة التي استمرت شهرا وتستهدف الاعمار بين العاشرة و25 عاما يبلغ من العمر 22 عاما وحصل على بندقية كلاشنيكوف وذخيرة في الاحتفال الذي حث فيه المتمردون الاباء على السماح للاطفال بتعلم كيفية الامساك بالسلاح وقتال العدو.

شروط تعجيزية

كما اعلنت حركة الشباب الاسلامية الصومالية المتطرفة شروطا جديدة تعجيزية على المنظمات الانسانية العاملة في المناطق التي تسيطر عليها في وسط وجنوب الصومال، منها تسريح كافة النساء العاملات فيها.

وطلبت الحركة في بيان لها من كافة المنظمات الانسانية ان تسرح موظفيها من النساء في غضون ثلاثة اشهر وتعويضهن برجال باستثناء العاملات في المستشفيات ومراكز الصحة.

واضاف البيان ان على المنظمات ان "تنآى بنفسها عن كل ما قد يسيء الى الاسلام" مثل "الدعوة الى القيم المسيحية والعلمانية والديمقراطية واي قيم تعارض تعاليم الاسلام".

وحظرت الحركة على المنظمات تماما "استيراد الكحول والافلام مهما كان نوعها او الممارسة الجنسية خارج اطار الزوجية او تشجيع انشاء جمعيات نسائية". بحسب فرانس برس.

كذلك لن يعتبر يوما السبت والاحد عطلة نهاية الاسبوع كما حظر الاحتفال بالاعياد الوطنية الاجنبية وعيد الميلاد وراس السنة و"اليوم العالمي للمراة" و"مكافحة الايدز".

كما حظر على المنظمات اظهار شعاراتها او اعلامها ودعيت الى الامتناع عن توزيع المساعدة الغذائية "عندما يكون الفلاحون بصدد جمع محاصيلهم".

التجنيد في كينيا

من جهتهم يقول صوماليون فروا من الحرب في بلادهم انهم يخشون قيام الإسلاميين بتجنيد أو إغواء أبنائهم ليأخذوهم بعيدا عن حياتهم الجديدة في كينيا كي يشاركوا في "الجهاد" في الصومال.

وتقاتل جماعة الشباب المتمردة التي تعتبرها واشنطن وكيلا للقاعدة في الصومال الحكومة المعتدلة للرئيس شيخ شريف أحمد من أجل السيطرة على الحكم في البلاد في مُنعطف جديد للحرب الأهلية المُستمرة هناك منذ 18 عاما.

ويقول الأهالي الخائفون في كينيا ان ممثلي جماعة الشباب يستهدفون الأطفال في شوارع نيروبي أو في المراكز الإسلامية التي يرتادها كثير من الصوماليين الذين لجأوا الى العاصمة الكينية ومدن بالأقاليم.

وقال الشيخ اسحق ميروكا كبير المدرسين في مدرسة فتح الرحمن الابتدائية القريبة من قاعدة ايستليج الجوية في نيروبي "هناك سبعة أطفال مفقودون."

وتعتنق المدرسة الدينية الابتدائية الصوفية وهو اتجاه معتدل للاسلام يقوم على التأمل لا على القتال.

وعلى الرغم أن أحدا من المفقودين لا ينتمي الى مدرسة فتح الرحمن الا أن ميروكا يقول انه قد عرضت عليه وظيفة في مدرسة اختفى بعض الأطفال منها.

"علمنا أن جماعة متشددة في الصومال استأجرتهم. أطفال كلهم من الذكور أعمارهم بين 14 و17 عاما نقلوا من ايستليج الى الصومال."

وقال ان المدارس تحصل على تمويلها من الخارج وان معظم الصوماليين لا يراودهم هاجس إدراج أطفالهم في المدارس.وقال "معظم هذه المدارس لا يعتمد على الأموال المحلية. وتمولها الشباب وعملاؤها في كينيا."

وتقدم مدرسة فتح الرحمن تعليما إسلاميا معتدلا في إطار المناهج التعليمية العلمانية الكينية وتسعى الى كسب قلوب وعقول الصوماليين الصغار.

منفّذ التفجير دنماركي

من جهته قال شيخ ادن محمد مادوبي رئيس البرلمان الصومالي ان الانتحاري الذي تنكر في زي امرأة منتقبة وقتل 22 شخصا بينهم ثلاثة وزراء في العاصمة الصومالية مقديشو الاسبوع الماضي هو دنمركي من أصل صومالي.

وتقول وكالات مخابرات غربية ان شبانا صوماليين في الخارج يتخلون عما توفره لهم بيوتهم في الغرب من أمان وراحة نسبية لينضموا الى صفوف الجماعات المتمردة بالصومال.

وقال مادوبي للصحفيين في وقت متأخر يوم الخميس "للاسف عاد ابن فر والداه من الصراع في الصومال وربياه في اوروبا الى الوطن بأيديولوجيات متطرفة ليفجر نفسه وأبرياء."

وتقول دول غربية ودول مجاورة للصومال ان البلاد الواقعة بمنطقة القرن الافريقي باتت ملاذا امنا للمتشددين بما في ذلك متشددون أجانب يستغلونها للتخطيط لهجمات في أنحاء المنطقة الفقيرة وما حولها. بحسب رويترز.

وأنحي باللائمة في تفجير يوم الخميس الماضي على متمردي حركة الشباب المتشددة الذين يقاتلون الحكومة المدعومة من الغرب لفرض تفسير متشدد للشريعة الاسلامية في أنحاء البلاد.

وتتهم واشنطن حركة الشباب بأنها تقاتل بالوكالة عن تنظيم القاعدة في البلاد. ويفتقر الصومال الى حكومة مركزية فاعلة منذ عام 1991 ولا تسيطر ادارة الرئيس شيخ شريف احمد المدعومة من الامم المتحدة الا على بضعة مواقع في العاصمة.

ونقل عن والد الدنمركي الذي قيل انه الانتحاري الذي نفذ الهجوم قوله ان ابنه عبد الرحمن احمد حاجي لم ينفذ الهجوم وانه كان ضيفا في الاحتفال.

وقال حسن حاجي من الدنمرك للخدمة الصومالية باذاعة صوت امريكا "دعي ابني لحفل التخرج من قبل صديقه وقد توفيا فيما يبدو.

ولانه لم يتعرف عليه احد افترضوا أنه المهاجم الانتحاري."وأضاف "ابني كان يتصل بي بانتظام. كان هو وزوجته الحامل يمكثان في ميركا" مشيرا الى بلدة على بعد 110 كيلومترات الى الجنوب من العاصمة.

مدنيون يشتبكون مع المتمردين

على صعيد متصل اشتبك سكان احدى ضواحي مقديشو مع متمردي حزب الاسلام بعد ان اعتقل هؤلاء المتمردون مدير مدرسة رفع علم الصومال فوق مدرسته.

قال شهود العيان ان بعض السكان انتزعوا الاسلحة واطلقوا النار على مسلحي حزب الاسلام بعد احتجاج ضد هذه الجماعة تحول الى العنف في ألاشا على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي العاصمة.

وقال السكان ان المتمردين ردوا على اطلاق النار وقتلوا ثلاثة مدنيين على الاقل وأصيب خمسة آخرون.

ويعد الحادث مثالا نادرا لوقوف المدنيين الصوماليين في وجه المتمردين المدججين بالسلاح الذين يسيطرون على معظم اراضي البلاد.

وخرج المئات من الطلبة والسكان المحليين الى الشوارع بعد ان اقتحم مقاتلو حزب الاسلام مدرسة (ابن خزيمة) الثانوية في ألاشا ووضعوا راية اسلامية سوداء بدلا من العلم الصومالي الازرق وأخذوا المدير ومضوا.

وقال ادن حسين صاحب احد المتاجر "اخرج السكان اسلحتهم. وقتل الاسلاميون ثلاثة اشخاص." بحسب رويترز.

وقال عبر الهاتف "عاد الاسلاميون الى قواعدهم وتوقف القتال. لكن الوضع متوتر وربما يتجدد العنف غدا."

وقال "اعتقل الاسلاميون عشرة من الشبان الصغار لقيامهم بتمزيق الراية الاسلامية. وربما يرتفع عدد التقلى ايضا لن الاسلاميين اطلقوا النار عشوائيا على المتظاهرين."

واحرق المتظاهرون اطارات السيارات وهتفوا "لا نريد حزب الاسلام المخرب. فليسقط الحزب.انهم مخربون."

أزمة إنسانية

من جانب آخر عاني السكان المحليون بمدينة بلتويني وسط الصومال والأشخاص الذين نزحوا إليها من صعوبات متزايدة إثر التغييرات الإدارية التي شهدتها المدينة، حسب تصريحات بعض السكان.

حيث قال صحفي، طلب عدم الكشف عن هويته، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 23 نوفمبر : "في كل مرة نعتقد أن هذا الفريق أتى ليبقى سرعان ما يحل محله فريق آخر. لقد تغيرت إدارة المدينة ثلاث مرات منذ شهر سبتمبر".

ويتناوب على السيطرة على المدينة كل من القوات الحكومية والمتمردين الإسلاميين الذين يتقاتلون في المنطقة.

وقد أفاد الصحفي أن هذا أضر بالمدينة وسكانها حيث "أصبحت منظمات الإغاثة عاجزة عن العمل بشكل ملائم بسبب عدم تأكدها من هوية من ستضطر لمخاطبته في المستقبل القريب".

ويعتبر النازحون الذين يقدر عددهم بحوالي 15,000 شخص والذين يعيشون في عشرات المخيمات المنصوبة حول المدينة أكثر المتضررين من الوضع الحالي. وقد تحدث الحاج عبد المؤمن، أحد شيوخ المنطقة، عن وضع النازحين قائلا: "لقد اضطر هؤلاء للنزوح مرات عديدة. والمساعدات القليلة التي يحصلون عليها من برنامج الأغذية العالمي لا تكفي لسد حاجتهم. لذا فإن البعض منهم يضطر للبحث عن عمل في المدينة لسد النقص ".

ولكن حالة عدم الاستقرار الإداري السائدة في المدينة حاليا أضرت أيضا بقطاع الأعمال و"لم يعد أحد يوظف أحدا" .

وأوضح عبد المؤمن أن الوضع الحالي أضر بشكل خاص أيضا بالفقراء الذين يعتمدون على الأعمال البسيطة.

وأضاف أن العديد من النازحين يفتقرون للطعام كما أن العديد من الأطفال لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، حسب التقارير.

وأوضح أن التغيير المستمر للإدارة زاد من معاناة الناس، حيث "لم يعد الواحد منهم يستطيع البدء في مشروع معين مخافة ما قد يأتي به الغد من تغيير".

من جهته، قال الناطق باسم برنامج الأغذية العالمي، بيتر سميردون ، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "تكرار تغير الإدارة يعيق عملنا.

فنحن نضطر لتجديد لائحة معارفنا ومُخاطَبينا الذين نحتاج للعمل معهم وإطلاعهم على أنشطتنا.

ونحن نضطر في كل مرة للتعامل مع مجموعة جديدة من الأشخاص". وأشار إلى أنه "إذا سمحت الأوضاع الأمنية بذلك، سنقوم بعملية توزيع للأغذية في بلتويني قبل نهاية شهر نوفمبر".

الى ذلك شكت مومينو حاجي، نازحة وأم لستة أطفال، من معاناة أطفالها من سوء التغذية قائلة: "لا يقوون على الذهاب إلى أي مكان أو حتى التحرك. كل ما أستطيع إطعامهم إياه هو الذرة والعصيدة ولم أحصل عليهما إلا بالأمس".

وأشارت إلى أن آخر عملية توزيع للمساعدات الغذائية قبل 22 نوفمبر تمت قبل ثلاثة أشهر مضت.

وأوضحت حاجي أنها كانت في ما قبل تستطيع العثور على العمل في المدينة أما الآن فلم يعد ذلك ممكنا، "فحتى الذين كانوا يقبلون بتوظيفي لم تعد لديهم أية أعمال. فقد أقفلت العديد من المحلات والأعمال [بسبب الأوضاع الراهنة]".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/كانون الاول/2009 - 2/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م