ماركات تجارية في العراق... إبداع لا يخلو من الهزل

أسماء وعناوين محال غير مسبوقة... تدر الربح والأموال

عدسة وتحقيق: زيد البياتي

 

شبكة النبأ: بين صاحب المتجر والمتجر واسم المتجر والبضاعة المتاجر والزبون ثمة علاقة، تكاد تكون متناغمة، ومن نوع خاص يكتنزها دافع الربح الوفير باي شكل من الاشكال.

ومن هذا المنطلق كان لاسماء المحال التجارية وماركاتها المسجلة فضل كبير في جلب زبائن اكثر، والحصول على ارباح اوفر.

لهذا يمكن القول ان غرابة اسم المحل قد يكون احد اهم الاسباب التي تجلب النظر وتثير الانتباه مما يقود الزبون حتى ابواب المتجر.

وعلى هذا الاساس كان لـ(شبكة النبأ) وقفة خاطفة مع بعض اسماء المحال الغريبة الموجودة في مدينة الديوانية جنوب العراق، سيما لكل اسم محل قصته الخاصة كما تبيَن.

اول من التقيناه كان (ستار بعد روحي) هكذا كان يريد ان يُعرّف عن نفسه لان شهرته (بعد روحي) المقترنة باسمه تفوق معرفة الاخرين باسم والده.

عن قصة (ستار بعد روحي) مع محله، يقول صاحبه ستار "كل من يعرفني ان من يسلم عليّ ويلقي تحيته فاني ارد عليه – بعد روحي – ومنذ ذلك الوقت ولفظة – بعد روحي – ملازمة لاسمي في السوق والحي السكني الذي اقطنه، وحين فكرت افتتاح معرض خاص بي للتجارة قررت ان يحمل المعرض ذات اسم شهرتي".

ويوضح ستار خلال حديثه مع (شبكة النبأ): "ان هذا الاسم جلب له المنفعة والشهرة ايضا لانه غريب ويجذب الانتباه حتى بات بات اسم – ستار بعد روحي – ماركة مسجلة خاصة بمعرضي وبضاعتي".

اما محطتنا الثانية فكانت مع (امانج)، وامانج هو صاحب ورشة لتصليح (كابريتات) السيارة في الحي الصناعي بالديوانية.

حيث سألته (شبكة النبأ) عن سبب  اختياره لهذا الاسم تحديدا فقال: "الاسم ليس غريب لكنه يكاد يكون غريبا على المجتمع الديواني، كونه مجتمعا عربيا على الاعم الاغلب، بينما اسم امانج هو اسمي الحقيقي كوني كرديا ومعناه اهداف، لكني اسكن الديوانية منذ 30 عاما".

وعن ما يعنيه هذا الاسم لامانج قال "لم يعد هذا الاسم مجرد اسم خاص بي، بل اسم جلب لي الشهرة ويكاد يكون الفرد بل الوحيد بغرابته في الحي الصناعي قاطبة ولذلك اي زبون يريد ان يصلني لا يعاني اي مشكلة في الوصول الي، كوني (امانج) الوحيد في الحي الصناعي، وهذا ما كان له الفضل في شهرتي وجلب الزبائن لي".

ومع (معرض ارخص واحد) كانت لـ (شبكة النبأ) الوقفة الثالثة، حيث تحدث صاحب المعرض قائلا "بحثت اولا عن اسم غير مألوف ليميّز متجري عن بقية المتاجر الخاصة بكافة الاجهزة المنزلية والملابس والكماليات الاخرى، وحين فكرت مليا في الموضوع اخترت اسما ينبثق من واقع حال المعرض باسعاره المناسبة والرخيصة فكان المحل هو (ارخص واحد) اسما على مسمى، وهو مما اسهم في جلب الزبائن بالتأكيد".

اما الوقفة الرابعة فكانت مع صاحب معرض (سركيس سركيس) لبيع الاحذية الرجالية، وعن سبب اختياره لهذا الاسم الغريب دون غيره، اجاب: "الغرابة تكمن في كون هذا الاسم لرجل مسيحي ومثل هذه الاسماء غريبة على الشارع الديواني لقلة المسيحيين هنا".

وتابع صاحب المعرض قائلا "اسم معرضي يحمل ذات اسم صاحب معمل الاحذية الى قرابة 30 عاما من الان، وكان هذا الرجل يملك معملا في بغداد وله من الوكلاء في عدد من المحافظات وكنت انا احدهم، ولما انتهى المعمل بعد سقوط النظام في 2003 وددت الابقاء على ذات الاسم للمتجر لان الكثيرين من الزبائن عرفوني من خلال هذا الاسم وكانه اصبح جزء لا يتجزأ من كيان هذا المتجر".

وقفتنا الاخيرة مع صاحب متجر (بلا اسم) لتجارة المواد الغذائية في سوق التحدي، حيث قال لـ(شبكة النبأ): "بحثت كثيرا عن اسم يميز متجري عن بقية المتاجر والمحال في المدينة، حتى يكون مميزا وجاذبا للانتباه، فلم اجد اسما يروق لي الا اسم (بلا أسم)".

ويضيف: "بالفعل كان لـ (بلا أسم) الفضل الكبير عليّ في شهرتي واتساع رقعة ومساحة زبائني، فليس هناك محل يحمل اسم (بلا أسم) الا محلي انا".

نقطة في نهاية سطر

اسماء متباينة في شكلها ومسمياتها لكنها متحدة في انها جذبت الانظار الى اصحابها ودرت بالمنفعة المادية والمعنوية عليهم، اعتقادا منهم ان الاسم المميّز احد عوامل النجاح في التجارة..

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/كانون الاول/2009 - 2/محرم/1431

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م