قضايا أوربية: الأقليات تواجه تمييزاً مروّعاً ومعاهدة لشبونة ترى النور

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: يشكل اليوم الأول من كانون الأول 2009، حدثاً تاريخياً مفصلياً، وذلك بدخول معاهدة لشبونة حيّز التطبيق الفعلي، ويتسلم أول رئيس لمجلس الاتحاد الأوربي، البلجيكي هيرمان فان رومبوي، ووزيرة خارجية للاتحاد، البريطانية كاثرين اشتون، مهام منصبيهما.

من جهة اخرى ذكر تقرير أعدته الوكالة الرئيسية لشؤون حقوق الانسان في الاتحاد الاوروبي أن المهاجرين والاقليات في الاتحاد الاوروبي يواجهون مستويات مروّعة من التفرقة وأن معظمهم لا يبلغون السلطات عن وقائع.

وفي غضون ذلك أعلنت خمسة احزاب اوربية من اليمين المتطرف بما فيها الجبهة الوطنية الفرنسية في بودابست قيام تحالف الهدف منه معارضة الاتحاد الاوروبي وفق ما اعلن حزب جوبيك القومي المجري.

الأقليات تواجه تمييزا مروّعاً

وجاء في تقرير وكالة حقوق الانسان الاوربية، الذي أُعد على أساس مسح شمل 23 ألف شخص في كل دول الاتحاد الاوروبي أن الاقليات العرقية تتعرض بصفة منتظمة لكل أشكال التمييز ضدها في حياتها اليومية سواء في أماكن العمل أو الفصول المدرسية أو قاعات الانتظار بالمستشفيات.

وذكر التقرير الذي أعدته وكالة الحقوق الاساسية التابعة للاتحاد الاوروبي أن الروما هم أكثر الجماعات تأثرا يليهم الافارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء ودول شمال القارة.وجاء فيه أن "النتائج تكشف عن أدلة مروعة على تمييز تواجهه الاقليات في الحياة اليومية. "بحسب فرانس برس.

وقال باحثون ان الاتحاد الاوروبي الذي سن عام 2000 تشريعا ضد التمييز لم يجر من قبل قط مسحا شمل مثل هذا القطاع العريض من سكانه بهذا الخصوص.

وقالت جو جودي التي قادت البحث "الارقام الخاصة بالعديد من الجماعات مروعة للغاية. في رأينا أن هذا يسلط الضوء على أنها مشكلة تحتاج الى علاج."

وأضافت أن أكثر مجالات التمييز هي العمل وعملية البحث عن عمل "وهو أمر حيوي بالتأكيد اذا تذكرنا أننا في وقت انكماش اقتصادي."

وقالت جودي ان الاقليات تعامل أيضا بطريقة تخلو من الانصاف في مجالات الصحة والاسكان والتعليم وانفاذ القانون حيث ذكر واحد من كل خمسة من المنحدرين من دول شمال افريقيا أن الشرطة أوقفته بسبب عرقه.

وذكر أكثر من 80 في المئة ممن شملهم المسح أنهم لم يهتموا بابلاغ أي سلطات عن التمييز لانهم يعتقدون أن ذلك لن يؤدي الى شيء. وذكرت وكالة الحقوق الاساسية أن زهاء نصف من سئلوا في المسح لم يعلموا بوجود قوانين تعاقب على التمييز.

معاهدة لشبونة تدخل حيز التطبيق

ويشكل اليوم الأول من كانون الأول 2009، حدثاً تاريخياً مفصلياً، وذلك بدخول معاهدة لشبونة حيّز التطبيق الفعلي، ويتسلم أول رئيس لمجلس الاتحاد الأوروبي، البلجيكي هيرمان فان رومبوي، ووزيرة خارجية للاتحاد، البريطانية كاثرين اشتون، مهام منصبيهما.

وفي هذه المناسبة، أكد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، أن من شأن هذه المعاهدة تحسين عمل الاتحاد الأوروبي وصورته على صعيد العالمي، ويمنح الاتحاد "الأدوات والوسائل الضرورية لمجابهة التحديات المستقبلية."بحسب سي ان ان.

ويشكل هذا الحدث تحولاً هاماً في تاريخ عمل الإتحاد الأوروبي دولاً ومؤسسات، بعد سنوات من النقاش على خلق إطار قانوني موحد للتكتل الأوروب، وفقاً لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.

ووصف رئيس الوزراء السويدي، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد، هذا اليوم بأنه "تاريخي"، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي أصبح أكثر تحصيناً وقوة لمواجهة التحديات المستقبلية.

ومن أهم ما تقدمه معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي هو منصب رئيس موحد لمدة عامين ونصف، وهو المنصب الذي أسند مؤخراً لرئيس الوزراء البلجيكي السابق هيرمان فان رومبوي.

يشار إن رومبوي حصل على منصبه بعد أن تخلت بريطانيا عن مطالبها بتولي رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير رئاسة الاتحاد.وكانت رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى الآن تنتقل من بلد إلى آخر مرة كل ستة أشهر.

إلى جانب منصب الرئيس، سيكون هناك منصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية، أي وزير خارجية أوروبا، والذي أسند للبريطانية كاترين آشتون.

وهذا المنصب عبارة عن دمج لمنصبي رئاسة مفوضية الشؤون الخارجية الذي يشغله حالياً خافيير سولانا منذ 10 سنوات، ومنسقة العلاقات الدولية، الذي تشغله بينيتا فيريرو فالدنر. غير أن منصب آشتون سيكون مزوداً بصلاحيات إضافية وكذلك هيئة دبلوماسية أوروبية مستقلة.

يذكر أن معاهدة لشبونة، التي وقعها ممثلون عن 27 دولة أوروبية، حلت محل الدستور الأوروبي الموحد بعد رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين له في استفتاء شعبي، غير أن المعاهدة واجهت عقبات واعتراضات من قبل جمهورية التشيك وبولندا.

مليون أوربي يعانون من سوء التغذية

من جانب اخر تشير التقارير الى معاناة 30 مليون شخص في الاتحاد الاوروبي من سوء التغذية ما يكلف الدول 170 مليار يورو سنويا وفقا لتقديرات خبراء تغذية اوروبيين مجتمعين في فيينا.

وقال الدكتور كورنيل سيبر رئيس معهد الطب الطبيعي للسن في جامعة ارلانغن (جنوب شرق المانيا) في بيان "انها ظاهرة لا تلقى الاهتمام اللازم. وبيانات الاتحاد الاوروبي تظهر ان ما بين 5 الى 15% من مجموع السكان و40% من المرضى الذين يعالجون في المستشفيات و60% من نزلاء دور العجزة يعانون من سوء التغذية او معرضون لذلك".

واضاف ان "الكلفة الناتجة من سوء التغذية تقدر ب170 مليار يورو سنويا بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي" مشيرا الى ان هذا المبلغ "يتجاوز ثلاث مرات كلفة البدانة".

واظهرت دراسة حديثة شملت 75 الف مريض في المستشفيات في 30 دولة ان 60% من المرضى لا يتناولون وجباتهم كاملة. واعترف 43% من هؤلاء بانهم يعانون من فقدان الشهية. و25% فقط من المرضى الذين لا يتناولون الغذاء وقت الظهر يتم تغذيتهم من طريق الحقن.

ويشدد خبراء التغذية على تاثير سوء التغذية على زيادة المضاعفات المرضية وعلى تشخيص الوظائف الحيوية. ولوحظ ان معدل الوفيات كان اعلى مرتين لدى الاشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في دور الرعاية الطبية للعجزة.

تزايد السياحة الداخلية مع ارتفاع مستوى الاعمار

عندما سقط الستار الحديدي الذي كان يقسم أوروبا حتى الحرب الباردة سارع اديت بيرينشتنجل وكريستا شلاتوف الى السفر في أنحاء العالم. والان من المرجح أن يقضي هذان المسنان عطلتهما داخل بلدهما المانيا.

قال بيرينشتنجل المحب للرحلات القصيرة والذي كان يعمل سكرتيرا في ولاية بوميرانيا الغربية في شرق البلاد "جبنا العالم ولم نكن نعتقد قط أننا سنأتي هنا قبل 20 عاما ولكن الامر لطيف."

انتشرت العطلات القصيرة خلال الازمة المالية ولكن النشاط السياحي يستعد الان لاجتذاب قطاع جديد وهو المسنون في دول يرتفع فيها عدد كبار السن مثل المانيا والتي يمكن لقدرتهم على الانفاق أن تتغلب على الازمة. بحسب رويترز.

وتقول شركات السياحة ان من العناصر التي تلقى رواجا لدى الفئة العمرية التي تخطت الخمسين عاما في هذه العطلات الرحلات الرياضية وزيارة منتجعات صحية اضافة الى التوجه الى أماكن للسباحة وركوب الدراجات وكذلك العطلات التي تنظم لحضور مناسبات ثقافية مثل الحفلات الموسيقية أو زيارات المتاحف.

وفي بريطانيا حيث أصبح قضاء العطلة في الداخل شائعا زادت حفلات الروك والمهرجانات الفلكلورية.

وقال أحدث تقرير تصدره منظمة السياحة العالمية التابعة للامم المتحدة في يونيو حزيران ان حال السياحة الداخلية والرحلات القصيرة في أوروبا أفضل من الرحلات الطويلة حتى الان هذا العام.

ويتضح أثر هذا الاتجاه على وجه الخصوص بالنسبة لالمانيا أكبر اقتصاد في أوروبا والتي تضم أكثر السائحين في العالم اصرارا. وينفق الالمان على السياحة بالخارج مبالغ مالية أكبر من أي دولة أخرى حتى الولايات المتحدة التي يزيد عدد سكانها عن سكان ألمانيا أربعة أمثال.

وأظهر تقرير الامم المتحدة أنه في عام 2008 أنفقوا 91 مليار دولار على السياحة بالخارج مقارنة مع 80 مليار دولار أنفقها الامريكيون.

اليمين المتطرف يقيم تحالفا بهدف معارضة الاتحاد الاوروبي

من جانب آخر اعلنت خمسة احزاب اوربية من اليمين المتطرف بما فيها الجبهة الوطنية الفرنسية في بودابست قيام تحالف الهدف منه معارضة الاتحاد الاوروبي وفق ما اعلن حزب جوبيك القومي المجري.

وجاء في بيان من تسع نقاط تمت المصادقة عليه السبت ان التجمع الذي اطلق عليه اسم تحالف الحركات القومية الاوروبية يريد "حماية اوروبا من الامبريالية الدينية والسياسية والاقتصادية والمالية". بحسب رويترز.

واعلن النائب الاوروبي زولتان بالكزو نائب رئيس حزب جوبيك ان "التحالف سيتحول الى حزب اوروبي رسمي سيسجل في بلجيكا او ستراسبورغ".

واضافة الى جوبيك والجبهة الوطنية الفرنسية يضم التحالف ايضا الجبهة الوطنية البلجيكية وفياما تريكولوري الايطالي والحزب الديموقراطي القومي السويدي. وقال حزب جوبيك ايضا ان مفاوضات "جارية" مع الحزب القومي البريطاني وغيره من الاحزاب في النمسا واسبانيا والبرتغال.

وقد حصل الحزب المجري الذي يثير خطابه المعادي صراحة للسامية والغجر بانتظام انتقادات، على 14,7% من الاصوات في الانتخابات الاوروبية التي جرت في حزيران/يونيو مقتحما البرلمان الاوروبي بثلاثة نواب. ومثل الجبهة الوطنية الفرنسية في بودابست مندوبها العام برونو غولنيش.

انهيار اسعار الحليب يهدد بانتشار البطالة

ومن جانب اقتصادي قال المكتب الاتحادي للاحصاء ان انخفاض اسعار الحليب الخام عالميا ادى الى تراجع ارباح منتجي الحليب في سويسرا منذ بداية عام 2009 بنسبة 6ر7 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ما ادى الى ارتفاع نسبة البطالة بين العاملين في هذا المجال بنسبة 1ر4 بالمئة.

واوضح المكتب الاتحادي للاحصاء في بيان له ان حجم مبيعات الحليب الخام والمواد المتعلقة بهذه الصناعة في سويسرا لم تحقق في العام الحالي سوى 7ر10 مليار دولار حيث انعكست ازمة انتاج الحليب الاوروبية على قطاعات انتاج العلف والحيوانات والمجالات ذات الصلة مثل النقل والتغليف والتعبئة. بحسب كونا.

ويتوقع خبراء الاحصاء ان تستمر خسائر قطاع مزارع انتاج الحليب الى العام القادم ايضا ما قد يؤدى الى اغلاق عدد من تلك المزارع وتسريح عمالها وذبح ابقارها بعد ان انخفض سعر الحليب الخام خلال عام واحد بنسبة 13 بالمئة كما تتواصل خسائر مبيعات هذا القطاع منذ عام 1989 حيث سجلت مبيعات هذا القطاع آنذاك ذروة نجاحها بتحقيق انتاج بلغت قيمته 15 مليار دولار.

كذلك لا يتمكن المزارعون من تحويل ما تدره جميع ابقارهم من حليب الى منتجات لعدم وجود قنوات تسويق بعد ان وضعت شركات التصنيع والتوزيع نسبا محددة لكل مزرعة.

ووفق بيانات المكتب الاتحادي للاحصاء تبلغ كمية الألبان المباعة حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون طن سنويا في حين ان الكفاءة الانتاجية للابقار تعطي تسعة ملايين طن اما ما لا يتم تصنيعه اي اكثر من ستة ملايين طن فيتم اعادة تغذية العجول به.

ويبرر المحللون تلك التوقعات السلبية بأنها نتيجة اتفاقيات تحرير التجارة العالمية التي حظرت الدعم الحكومي للمزارعين وفرضت رفع الحواجز الجمركية على الصادرات والواردات ما جعل الحليب المنتج في دول اوروبية ذات مستوى معيشي أقل من سويسرا أرخص من الانتاج المحلي فضلا عن زيادة الانتاج من مشتقات الألبان مثل الحليب المجفف والزبدة فانخفض سعرها عالميا تحت تأثير العرض والطلب لكن الدول النامية لم تستفد من هبوط الاسعار هذا بسبب لجوء الاتحاد الاوروبي الى تخزين آلاف الاطنان من الزبدة والحليب المجفف للحفاظ على توازن الاسعار.

ويستند المحللون في توقعاتهم الى زيادة نسبة الجبن الذي استوردته سويسرا خلال النصف الاول من هذا العام حيث ارتفعت بنسبة 9ر6 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي مقابل تراجع صادرات سويسرا من الجبن بنسبة 2ر2 بالمئة ما انعكس تلقائيا على انتاج الجبن السويسري فانخفض بنسبة 5ر1 بالمئة كما ارتفعت نسبة منتجات الالبان المستوردة من 2ر12 بالمئة في عام 2003 الى 18 بالمئة في عام 2008 .

ثاني ميزانية ايرلندية متقشفة هذا العام

توشك الحكومة الايرلندية على اعلان اكثر الميزانيات تقشفا في تاريخ الجمهورية الايرلندية. وقالت الحكومة انها تحتاج الى توفير 4 مليارت يورو بشكل فوري لاعادة الاستقرار للاقتصاد الذي دخل في ركود عميق.

وقالت الحكومة ان الانفاق الراسمالي ومخصصات الرفاه الاجتماعي ستتعرض لتخفيضات.

وتاتي الميزانية الجديدة وسط تهديدات باضراب عمال القطاع العام الذين قد تخفض رواتبهم بما يصل الى 6 في المئة. حتى الشرطة تنظر في امكانية المشاركة في الاضرابات بعد انهيار المفاوضات بين الحكومة ونقابات العمال. بحسب بي بي سي.

وقال وزير المالية الايرلندي بريان لنيهان ان الاجراءات الصارمة ضرورية للحيلولة دون ارتفاع الدين العام من 12 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي ـ اربعة اضعاف المسموح به ضمن الاتحاد الاوروبي ـ الى 14 في المئة.ويعتقد ان رواتب كبار الموظفين في الحكومة والقطاع العام قد تخفض بنسبة 20 في المئة.

ومن بين كبار الموظفين الذين ستخفض رواتبهم رئيس الوزراء الايرلندي بريان كوين حيث سيصبح مرتبه السنوي 228 الف يورو. لكن مراسل بي بي سي في ايرلندا مارك سيمبسون يقول ان ذلك قد لا يرضي النقابات تماما.

فمنذ انهيار الاقتصاد الذي كان ينمو بشكل سريع، تعتقد النقابات ان البنوك الايرلندية حظيت بالدعم الكبير الذي لم يحظ به العاملون.

ويعتقد ان مخصصات الرفاه الاجتماعي ستخفض بنسبة 4 في المئة، ومخصصات رعاية الاطفال ستخفض بنسبة 9 في المئة اضافة الى خفض اعانة البطالة لمن دون سن 23، والشريحة الوحيدة التي لن تتأثر هي المتقاعدين من كبار السن.

وتلك ثاني ميزانية يعلنها وزير المالية الايرلندي بعدما اضطر في ابريل/نيسان للاعلان عن ميزانية طارئة بسبب الانكماش السريع في الاقتصاد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/كانون الاول/2009 - 29/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م