الإرهاب تغذيه الخلافات فيضيع الفاعل!

بشرى الخزرجي

التفجيرات الإجرامية العديدة التي تستهدف المواطن العراقي وأمنه من يقف خلفها! من خطط لها ونفذها! بعبارة أوضح وأفصح، من المستفيد!.. لا تحدثونا عن دور دول الجوار رجاءً، فليست الجارة إيران بالفاعلة، استغفر الله حاشى لله أن تكون كذلك!، فمشاكلها الداخلية وظروفها السياسية المعقدة والتزاماتها الدولية في ما يخص ملفها النووي، تغنيها عن استغلال الظرف العراقي الشائك الركيك!..

 ولا تتهموا سوريا ثانية، فهي الأخرى بدت بريئة براءة الذئب من دم يوسف الصديق (ع)، وإن أظهرت التحقيقات والبراهين العكس، كما لا تقولوا المملكة السعودية، وهي المتورطة بحربها المعروفة الأسباب على اليمنيين (الحوثيين الشيعة الغلابة)، وصدها لخطرهم الداهم العظيم!..

 ولا الهاشمية الأردنية المتفضلة على العراقيين بالكثير من الأشياء، ما يصعب على المرء إحصاؤها! ولا الكويت المشغولة دوما (بالديمغراطية) والشورى ومجلس الأمة، حتى أنها ومن فرط الديمقراطية، راحت تستجوب رئيس وزرائها الشيخ ناصر الحمد الصباح المتهم بقضايا مالية وتضليل الرأي العام بجلسة سرية مغلقة (شوفو شلون).. تجربة فريدة من نوعها بالمنطقة! حسب وصف احد إعلامي الكويت،

 ولا ترموا بالتهمة على جمهورية تركيا الرقيقة التي وكلما خطر ببالها قصف الحدود الكردستانية العراقية قامت بذلك دون حساب ولا حتى عتاب، ولا المدللة إسرائيل ولا أميركا العظمى محررة الشعوب، فكلهم أيديهم نظيفة وشريفة من دماء الشعب العراقي...وكفى!

والخلافات السياسية الداخلية واضطراب الملف الانتخابي الأخير، لا يمكن للمواطن العراقي المتلهف للاستقرار تجاوزها أيضا، فبعد أن أقر قانون الانتخابات بشق الأنفس! وتفاءل الناس خيرا من منطلق تفاءلوا بالخير تجدوه، جاءت اعتداءات الثلاثاء المجرمة في 8.12.2009 لتنغص هذا التفاؤل الشحيح أصلا، محاولة نشر شبح التشاؤم والخيبة كي يسلم المواطن بانعدام فرص التغيير والتقدم والإصلاح وإلى الأبد، فعلى قمة أهداف الفاعل المجرم تحطيم روح المواطنة لدى الإنسان العراقي وقتل الأمل بالإنجازات المتحققة على ارض الواقع وإن كانت بالقليلة.

 ليبقى سوء الإدارة عند عديمي المسؤولية وضعاف النفوس والبعض الكثير من السياسيين الغارقين ببحبوحة الرواتب والإمتيازات المضرة بالطبيعة البشرية هي السبب!، هؤلاء الناكثون لعهودهم ووعودهم بينما دماء الأبرياء تراق كل يوم متى يفيقون! لماذا يستسهلون الأخطاء وركاكة العمل في مؤسسات الدولة الأمنية منها والخدمية؟، عجيب والله أمر من يقف خلف تعمد الإساءة للعراق!... كف أيها المسؤول عن تقديم الأعذار والمبررات لأنها باتت عقيمة.

وللأستاذ طارق الهاشمي حفظة الله ورعاه نقول: نحن المغتربون ضد المحاصصات، توافقية كانت أم غير توافقية، وضد من يعمل بها ولا تهمنا المشاركة بالانتخابات بقدر ما يهمنا استقرار امن العراق الداخلي وعلى الصعد كافة، نريد للمواطن العراقي الأمن والسلام والعيش الرغيد، لا نريد أن نراه يمشي في الشارع خائف يترقب، لأن الكرامة والشعور بالأمان والانتماء للوطن هو الأساس والمعيار.

 أيها السادة: منذ متى وانتم حريصون على حقوق أهل الخارج! (هذه معجزة) وتركتم حقوق أهل الداخل تضيع، تركتم شعبكم يواجه الإرهاب الأعمى وحده، لتظل الفوارق الشاسعة تحجبكم عن السواد الأعظم  الفقراء ومشاكلهم المزمنة، تنعمون انتم بطيب العيش ولا يحصد الفقير سوى الوعود الفارغة، ومواجهة الموت البربري الإرهابي الذي صنعتموه بأيديكم وخطبكم الزائفة، متى ينتهي!.. ورقة عراقيي الخارج ليست بالمضمونة يا سيادة النائب الرئيس!، كما أن ورقة التفجيرات وقتل المواطنين العزل لم تعد تجدي نفعا، فأنتم تخربون بيوتكم بأيديكم وبأيدي أعداء العراق.. أفلا تتعضون!.

قبل ايام عدة كنت اعزي اصدقاء لنا بأخيهم الذي وافته المنية في العراق، وكان حضور مجلس الفاتحة المقام في دار الغربة الباردة العاصمة لندن، نسيج من الإخوة العراقيين بينهم المثقف والرسام والباحث بعلم الاجتماع والمحلل السياسي وآخرون، حيث دار حديث السياسة المعهود فجأة، وصار الجميع يحلل مسألة نقض السيد الهاشمي ومطالبته بحق مشاركة المغترب العراقي في الانتخابات البرلمانية القادمة وعموم المشهد السياسي، فكانت حصيلة التحليلات والتصورات تلك! بعد أن أحمرة الوجوه وارتفع ضغط الحوار متناسيا صاحب العزاء الموجوع بفقد أخيه... هو أن تقلب العملية السياسية (على البطانة) قبل أن يسن قانون يجيز فيه للعراق قيام خمس رئاسات وزراء إلى جانب الرئاسات الثلاث الموجودة حاليا... ربما من يدري.

للشهداء جنان الخلد، وللمجرم الفاعل الذليل الخزي والعقاب الأليم في الدارين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 13/كانون الاول/2009 - 25/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م