المشاركة في الانتخابات والدفاع عن حق التصويت

قبسات من فكر المرجع الشيرازي

 

شبكة النبأ: تعتبر الانتخابات والاقبال على صناديق الاقتراع من أهم سمات التداول السلمي للسلطة، ولعله نشاط سياسي متحضر ينم عن وعي الانسان بضرورة تناقل السلطة بين افراد الشعب من خلال الانتخاب مع أهمية مرافقة الشروط الموضوعية لها كي تجعل منها نزيهة وهادفة وخالية من النزعات ذات النهج الفردي او الفئوي الذي لا يصب في صالح الشعب او الامة.

وطالما ان العراقيين مقبلون على الانتخابات النيابية في دورتها الجديدة في شهر شباط من العام القادم كما اعلنت الجهات المعنية، فإن هذه الخطوة الهامة تستحق وقفة طويلة ومتأنية من لدن المهتمين والمتابعين ومن لدن الناخبين والمرشحين على حد سواء، فلا يصح قط أن يتخلى الناخب عن حقه في التصويت لمن يراه ممثلا أمثل له، ومن غير المقبول أن يتخلى الناخبون عن المشاركة المهمة في هذه العملية الديمقراطية التي تتيح للناس وصولهم الى حكومة نزيهة تحفظ لهم حقوقهم وتوازين بينها وبين الواجبات المتفق عليها بين الجميع.

وفي هذا المجال كلنا نتذكر الموقف الواضح لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي وما قاله في احدى المحطات الانتخابية التي توقف عندها العراقيون وهم يغذون السير نحو بناء التجربة السياسية الجديدة، حيث أكد سماحته على أهمية المشاركة الواسعة في تلك الانتخابات كما ورد ذلك في كتاب سماحته الذي يحمل عنوان (إضاءات مرجعية) إذ جاء فيه: (أثنى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله على المشاركة الواسعة للشعب العراقي الكريم في الإنتخابات العامة، استجابة لحكم المرجعيات الدينية ولنداء العقل والوطن، على رغم المخاطر والتهديدات المكتنفة).

وعلى الرغم من ان هذا القول يتعلق بفعالية انتخابية ماضية، إلا انه يتضح من ذلك ان سماحته يحث الناخب العراقي على اهمية المشاركة في الانتخابات كونها تشكل مرحلة من مراحل البناء السياسي للعراق بعد القضاء على الدكتاتورية والشمولية في الرؤية والرأي على حد سواء، وذلك من اجل بسط الامن في ربوع البلد والقضاء على مظاهر الفوضى أيا كان نوعها وشكلها او أيا كان مصدرها كونها علامة من علامات الفوضى ناهيك عن كونها دليلا قاطعا على فقدان الامن وغياب الحياة الطبيعة التي يحتاجها الناس لممارسة أنشطتهم كافة.

وتظهر اهمية اختيار الناخب لممثليه في عملية اداء دوره الرقابي لأنشطة وممارسات هؤلاء النواب، بمعنى ليس المطلوب من الناخب ان يذهب ويدلي بصوته في صناديق الاقتراع وانتهى الامر، بل عليه ان يواصل مسؤولياته في مراقبة انشطة ممثلي الشعب، فنقرأ ما يقوله سماحة المرجع الشيرازي بهذا الصدد في الكتاب (نفسه): (ودعا سماحته الشعب العراقي الكريم إلى الإستمرار في المشاركة في العملية السياسية عبر مراقبة متواصلة لعمل الجمعية الوطنية حتى يتم انتخاب حكومة وطنية مخلصة تمثل الأكثرية، وحتى يتم وضع دستور لا يتعارض مع الإسلام ويضمن حقوق الأكثرية الشيعية في العراق مع حفظ حقوق الأقليات).

وهكذا نرى أهمية أن يقترن فعل الانتخاب واختيار النواب من لدن الناخبين مع الدور الهام المتمثل بمتابعة انشطة النواب ومدى ما بذلوه من جهود تصب في مصلحة بسطاء الناس وعامتهم قبل غيرهم.

لذلك وطالما اننا مقبلون على الانتخابات النيابية المقبلة بعد شهرين من الآن، فإن الامر يستوجب التذكير على اهمية المشاركة الواسعة لانها السبيل الأهم في القضاء على المفسدين الانتهازيين الذين قد يتسللون الى هذا المجلس بصورة او اخرى ليس من اجل مصالح الفقراء بل من اجل مصالحهم الشخصية.

 فحين تريد أن تأتي بالبديل الافضل عليك ان تشارك بقوة وتسير نحو هذا الهدف بقوة وليس من الصحيح قط ان يقول المواطن الذي يستحق التصويت (انني لا اشارك في الانتخاب لان هؤلاء لم يقدموا لنا ما نريد او ما نحتاج من خدمات وما شاكل) بل الصحيح هو خلع هؤلاء من مناصبهم التي تسللوا إليها في غفلة من الناس وتصعيد آخرين يكون همهم وهدفهم تحقيق ما يحتاجه الشعب قبل أنفسهم.

لذلك يؤكد سماحة المرجع الشيرازي على ضرورة المشاركة الواسعة للناخبين كما جاء في كتاب (اضاءات مرجعية):

(في هذا الظرف الحسّاس المصيري من تاريخ العراق المعاصر، يلزم على الجميع المشاركة الفعّالة في هذه الإنتخابات).

وهكذا ينبغي على الناخب أن يقوم بمسؤولياته في حالتي الانتخاب والمراقبة اسهاما منه في تعضيد الأمن والاستقرار للجميع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/كانون الاول/2009 - 24/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م