
شبكة النبأ: يسعى قادة المعارضة في
إيران الى بلورة شكل أسلوب جديد يعكس احتجاجاتهم على نتائج الانتخابات
الإيرانية السابقة حسب ما يراه المحللون.
حيث برز في الآونة الأخيرة اعتماد الحركة الإصلاحية التي يقودها كل
من مير حسين موسوي ومهدي كروبي أسلوب الهدوء المتقطع الذي يسبق العاصفة،
مستغلين الفترات الزمنية ما بين المناسبات الرسمية والشعبية كهدنة مع
السلطة لإعادة ترتيب وتنظيم الصفوف، ودراسة الخطوات القادمة.
الحركة الاصلاحية حية
حيث قال موقع زعيم المعارضة الإيراني مير حسين موسوي على الانترنت
ان الحركة الإصلاحية حية في البلاد على الرغم من ضغوط المؤسسة الدينية
التي قال انها تقمع الطلبة.
وتأتي تصريحات موسوي قبل يوم من احياء البلاد لذكرى مقتل ثلاثة طلاب
عام 1953 خلال نظام حكم الشاه السابق. وربما تشجع هذه التصريحات أنصاره
على استغلال المسيرات التي تنظمها الدولة لاحياء الاحتجاجات المناهضة
للحكومة.
وأضاف موسوي في موقعه "لنقل انكم تقمعون الطلبة وتفرضون عليهم الصمت.
فماذا ستفعلون بالحقائق الاجتماعية" في اشارة واضحة الى الاعتقالات
واسعة النطاق للطلبة في طهران والمدن الاخرى خلال الايام القليلة
الماضية. بحسب رويترز.
وقال موسوي "انتم (السلطات) لا تطيقون مسيرات يوم الطالب. فماذا
ستفعلون في الايام التالية.." مشيرا الى ان احتجاجات الشوارع ستستمر.
وأبقت الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 12 يونيو حزيران على السلطة
في يد الرئيس محمود أحمدي نجاد بفارق كبير عن منافسيه الذين طعنوا في
نزاهة الانتخابات.
وخرج الاف الايرانيين الى الشوارع في أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة
منذ الثورة الاسلامية عام 1979.
فيما تنفي السلطات تزوير الانتخابات وصورت الاضطرابات التي أعقبت
الانتخابات على أنها مساع مدعومة من الخارج لتقويض الدولة.
وحذرت الشرطة وقوات الحرس الثوري النخبوية من أن أي مسيرة "غير
قانونية" يوم الاثنين ستواجه بصرامة.
ودعت المعارضة التي تعتمد على مواقعها على الانترنت والرسائل النصية
على الهواتف المحمولة في الاتصال بؤيديها المواطنين للتجمع في يوم
الطالب بالقرب من جامعة طهران حيث ستجرى المسيرة الرئيسية التي تنظمها
الحكومة. واصبحت الاتصالات عبر الانترنت بطيئة جدا اوة توقفت تماما في
الايام الماضية.
ومنعت ايران وسائل الاعلام الاجنبية من تغطية المسيرات المخطط
اجراؤها. كما منعت الصحفيين العاملين لدى وسائل اعلام اجنبية من
التغطية في الفترة بين السابع والتاسع من ديسمبر كانون الاول. وحذر
موقع (موجكامب) الاصلاحي من امكانية اندلاع اشتباكات بين قوات الامن
والمتظاهرين.
وفي سبتمبر أيلول اشتبك متظاهرون معارضون مع مؤيدي الحكومة والشرطة
في مسيرات سنوية مناصرة للفلسطينيين.
واشتبكت قوات الامن كذلك مع مؤيدين لموسوي في طهران يوم الرابع من
نوفمبر تشرين الثاني خلال مسيرة مناهضة للولايات المتحدة استغلتها
المعارضة للاحتجاج على المؤسسة الدينية. وقال موسوي ان القمع المفروض
على الامة سيبقي على احمدي نجاد في السلطة. وقال موسوي" بعد كل هذه
الضغوط لم تنته الحركة...والاعتقاد بان شخص ما يمكنه ان يحكم الشعب رغم
ارادته هو نوع من الهذيان." وقال "لا يمكن للامة ان تتحمل سرقة اصواتها."
الوقت ليس مناسبا للمصالحة الوطنية
من جهته وجه مهدي كروبي الشخصية المعارضة البارزة في ايران والذي
يجري التحقيق معه بشأن مزاعم بأن محتجين تعرضوا للاغتصاب في السجن
الاتهام الى المتشددين بمحاولة اسكاته وقال ان احتمالات المصالحة ضعيفة.
وأقامت الهيئة القضائية دعوى ضد كروبي رجل الدين المؤيد للاصلاح بعد
ان قال ان بعض الاشخاص الذين القي القبض عليهم وتم احتجازهم اثناء
الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات المتنازع عليها في يونيو حزيران
تعرضوا لمعاملة سيئة وللاغتصاب لكن كروبي قال في مقابلة صحفية انه لم
يرتكب أي خطأ.
وعندما سئل من قبل صحيفة لو موند الفرنسية ان كان تحقيق مصالحة
وطنية مازال متخيلا رد بقوله "الخيار جيد ومعقول والحكماء في الجانبين
ليسوا ضده."
لكنه قال ان هناك حاجة للقيام بقدر كبير من العمل التحضيري قبل ان
يصبح مثل هذا التواصل ممكنا.
وأضاف "في الوقت الراهن الاحوال ليست متوفرة .. اشخاص بعينهم لا
يريدون ان تحقق أي شيءعلى الاطلاق ويتمسكون بكل شيء ... علينا ان نعمل
من اجل استعادة الثقة بين الناس والسلطات.
بعض الاصوليين والاشخاص الاكثر اعتدالا يشتركون في هذا الرأي لكن
للاسف ليس لديهم قدر كبير من السلطة."
وكروبي الذي جاء في المرتبة الرابعة في انتخابات الرئاسة التي جرت
في يونيو حزيران قال ان الانتخابات زورت لتأمين اعادة انتخاب الرئيس
محمود أحمدي نجاد. ويرفض المسؤولون هذا الاتهام.
وتم اعتقال بعض حلفاء كروبي ومستشاريه لكنه قال انه لا يخشى التحقيق
معه بشأن تصريحاته بخصوص اساءة معاملة الذين احتجزوا في السجن.
وقال "لحسن الحظ علمت من الناس الذين افرج عنهم انه بعد رسائل
الاحتجاج التي بعثت بها الموقف تحسن" مضيفا انه لم يسمع عن وقوع مزيد
من حالات الاغتصاب الجنسي.
وقال انه سلم الادلة القانونية لبدء تحقيق في مزاعم اساءة المعاملة.
وقال "المشكلة هي ان المتشددين حاولوا مرارا خلق مناخ كراهية لالحاق
الضرر بي لكن جهودهم مازالت سياسية محضة ولا يوجد شيء قانوني في ذلك."
وقال كروبي ان الاحتجاجات لم تشمل طلبة فحسب وانما امتدت الى جميع
الذين شعروا بأن "المبدأين الاساسيين للنظام.. الجمهورية والاسلام.. تم
قلبهما رأسا على عقب."
وقال ان الاحتجاجات الان وصلت من خلال طبقات عديدة في المجتمع من
مسؤولين ورجال دين الى اصحاب المتاجر.
يطالب الحكومة بتكريس مبدأ الحرية في البلاد تأسف كثيرا الرئيس
الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، خلال لقاءات جمعته بطلبة إصلاحيين في
مدينة مشهد شمال شرقي إيران، على الوضع السائد حاليا في البلاد وحث
الحكومة ومجلس الخبراء على توفير المزيد من أجواء الحرية والتسامح.
ودعى في الوقت نفسه المعارضين إلى " التعبير عن رأيهم في إطار الشرعية".
من جانب آخر انتقد الرئيس الايراني السابق اكبر هاشمي رفسنجاني
اجواء انعدام التسامح التي قال انها سائدة في ايران ودعا الى "توفير
اجواء من الحرية" في البلاد.
وافادت وكالة ايلنا القريبة من الاصلاحيين ان رفسنجاني اعرب خلال
لقاءات مع طلبة اصلاحيين في مشهد (شمال شرق) عن اسفه "للوضع السائد في
البلاد حتى اصبحت الانتقادات البناءة لا تحتمل".
ودعا الرئيس السابق الذي ما زال يتولى رئاسة مجلس تشخيص مصلحة
النظام ومجلس الخبراء الى "توفير اجواء من الحرية" في ايران. بحسب
فرانس برس.
وقال مستندا الى ايات من القران ان "المجتمع الآمن هو مجتمع مؤمن لا
ينخره الظلم" مذكرا بان تلك كانت "اكبر اهداف الثورة" الاسلامية سنة
1979.
وقد تميز رفسنجاني مرارا بمواقفه عن السلطة الحالية منذ اعادة
انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في في 12 حزيران/يونيو. ودعا ايضا الى
"خلق اجواء من الحرية لاقناع اغلبية الشعب".
كما دعا ايضا الى "الاعتدال" مذكرا بانه تحدث عن ذلك في خطبة القاها
في تموز/يوليو وادت الى عزله نسبيا في السلطة الحالية.
وقال "كنت دائما اقول انني ضد التطرف واذا ساد المجتمع الاعتدال
فستحل مشاكل كثيرة حالية".
كذلك دعا رفسنجاني المعارضين الى "التعبير عن رايهم في اطار الشرعية"
وذلك عشية يوم احتجاجي جديد دعت اليه الاثنين مجموعات معارضة. الا انه
اضاف ان "القادة ايضا يجب ان يحترموا الشرعية".
وقد اعتقل مئات المعارضين وصدرت بحقهم احيانا احكام قاسية بعد
التظاهرات التي اعقبت اعادة انتخاب احمدي نجاد، في قمع انتقده التيار
الاصلاحي في النظام.
وحذرت السلطات مجددا المعارضة من اي تظاهرة "غير شرعية" الاثنين
بمناسبة "يوم الطالب" في ذكرى قمع شرطة الشاه تظاهرة طلابية سنة 1953.
اشتباكات بين الشرطة والطلبة
في ذات السياق وعلى الرغم من الوجود المكثف لقوات الشرطة والأمن
وقوات مكافحة الشغب في طهران، إلا أن الطلبة تمكنوا من الوصول إلى
الشوارع ووقعت اشتباكات متفرقة بين قوات الشرطة وطلبة جامعة طهران من
المؤيدين للمرشح الإصلاحي للرئاسة الإيراني حسين موسوي وذلك فيما يستعد
الطلبة لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلاب عام 1953 إبان حكم الشاه محمد رضا
بهلوي.
وفي الأثناء، طوقت شرطة مكافحة الشغب جامعة طهران بكثافة لمنع
الطلبة من الاحتفال بـ"يوم الطالب"، الذي يعد أحد الأيام الوطنية
الرئيسية في إيران.
وتخشى السلطات الإيرانية أن يتحول الاحتفال إلى تظاهرات احتجاجية
ضدها، وخصوصاً بسبب الخلافات المتعلقة بنتائج الانتخابات الرئاسية في
إيران، ما أدى إلى اندلاع اضطرابات واحتجاجات عنيفة. بحسب(CNN).
وكانت الذكرى السنوية لاحتجاز رهائن السفارة الأمريكية في العام
1979، والتي احتفل بها في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قد
تحولت إلى صدامات مع الشرطة.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي اندلعت المظاهرات في شوارع طهران أثناء
الاحتفالات الإيرانية بيوم القدس، حظرت الحكومة الإيرانية على وسائل
الإعلام الأجنبية حتى من مشاهدة أي مظهر من مظاهر الاحتجاج التي قد
تنشب أثناء الاحتفال بيوم الطالب.
الشرطة تحاصر جامعة طهران
من جهتهم قال شهود عيان إن عناصر من قوة مكافحة الشغب التابعة
للشرطة الايرانية حاصرت صباح الاثنين جامعة طهران لمنع المعارضة من
استغلال تظاهرة تنظمها الحكومة بمناسبة يوم الطالب لاغراضها الخاصة.
ونقل عن شهود قولهم: هناك المئات من عناصر شرطة مكافحة الشغب
ينتشرون في كل مكان حول جامعة طهران والشوارع المجاورة.
وتشير تقارير الى ان السلطات الايرانية عمدت الى قطع الانترنت جزئيا
لمنع المعارضين من استخدام الشبكة العالمية للتواصل فيما بينهم وللحد
من قدرة الصحفيين من تغطية انباء المظاهرات. بحسب رويترز.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس ان معارضي الحكومة رددوا شعارات مثل الله
اكبر و الموت للديكتاتور من اعلى اسطح المنازل في طهران فيما تنهمر
الامطار في سماء العاصمة التي ينتظر ان تشهد مظاهرات بمناسبة يوم
الطالب.
وتؤكد الوكالة ان الحكومة الايرانية حدت من قدرة الشعب على تصفح
شبكة الانترنت منذ السبت وانها طلبت من الصحفيين الذين يعملون لوكالات
الانباء العالمية البقاء في مكابتهم خلال الايام الثلاثة المقبلة.
وتسعى قوى المعارضة الى حشد اكبر عدد من الجمهور للتدليل على انها
لا تزال قادرة على تحريك الجماهير.
في حين اتهم المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي
المعارضة بانها تروج للانقسامات في البلاد وانها تخلق الفرصة لاعداء
ايران. الأمن الإيراني يحذر المعارضة من التحرك في "يوم الطالب". |