
شبكة النبأ: قامت تركيا بسلسلة خطوات
متلاحقة خلال شهر تشرين الأول الحالي، شملت إلغاء القيود على الحدود مع
سورية، وتوقيع عدد كبير من الاتفاقات مع العراق، كما جهرت بالدفاع عن
إيران.
كل هذه التطورات جرت بعد أن انتقد رئيس الوزراء أردوغان إسرائيل
خلال حرب غزة، وعمد إلى استبعادها من المناورات العسكرية التركية -
الأطلسية. كما أن التطورات هذه تتزامن مع تحرّك حكومة حزب العدالة
والتنمية التركي الحاكم لتعزيز نفوذها في الشرق الإسلامي، تاركة
بالتالي بصمات على كل أنماط القوة في هذه المنطقة.
الشرق الأوسط يدخل العصر التركي
وفي مقال نشرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي جاء فيه: نتذكّر أولاً
أنه طيلة معظم القرن العشرين، كانت إسرائيل وتركيا وإيران في الزورق
نفسه، بصفتها حليفة للغرب ومُوازِنة للدول الرئيسة في العالم العربي.
لكن إيران غيّرت موقعها في العام 1979، كما بدا أن تركيا تُعدّل موقفها
وإن بأناة. ثم، يجب أن نتذكّر أيضاً أنه قبل بضع سنوات فقط كانت أنقرة
تعتبر سورية عدواً وعراق صدام حسين جاراً خطراً، في حين أن الأكراد
كانوا في حالة تمرّد مفتوح. لكن اليوم، سورية باتت صديقاً وحليفاً،
والعراق جاراً مُحتاجاً، والعلاقات الكردية - التركية انتقلت من
المجابهة إلى التعاون.
بيد أن التحوّل في السياسة التركية لايقتصر على الأمن بل تُحاذيه
أيضاً مضامين سياسية وإديولوجية. فعلى عكس الكماليين الراديكاليين في
الحقبات السابقة الذين رفضوا الماضي العثماني والإسلامي، يستقي حزب
العدالة والتنمية قسماً من قوّته من الهوية الإسلامية لتركيا، وله
إطلالة ترطن بحنين إلى الماضي العثماني المشترك مع جيران بلاده في
الجنوب والشرق. وعلى رغم أن أنقرة لم تتخلَّ عن مسعاها للانضمام إلى
الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تتمخّض للانتقال من كونها الطفل المنبوذ في
الأسرة الأوروبية إلى أن تصبح الأب المُحتمل في الأسرة الإسلامية.
ويضيف المقال،" الواقع أن تركيا مؤهّلة تماماً للسعي إلى تسنّم دور
قيادي مبرِّز داخل العالمين العربي والإسلامي. صحيح أن مصر في ظل عبد
الناصر حدّدت معايير هذه القيادة، إلا أن دورها ذوى بعد ذلك. كما حاولت
السعودية الإمساك بمقاليد الزعامة لكنها تعثّرت لأسباب عدة، منها
تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة وأسباب سياسية وإديولوجية أخرى.
أما إيران، فقد حقّقت تقدماً، لكن ماحدّ منه كان هويتها المذهبية في
عالم عربي وإسلامي غالبيته من السنّة، وأيضاً نموذج الحكم الثيوقراطي –
أي حكم رجال الدين - غير الجذاّب والذي يُواجه حتى في الداخل الإيراني
معارضة متصاعدة.
في المقابل، تركيا هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط برمّته الذي
اندمج بالحداثة. فهي تحوز الآن على نظام سياسي ديمقراطي وفعّال،
واقتصاد مُنتج، كما أنها اكتشفت توازنات ناجعة بين الدين وبين
العلمانية، وبين الإيمان والعلم، والهوية الفردية والجماعية، والقومية
وحكم القانون...إلخ. والحال أن أحداً من الدول في المنطقة، من المغرب
إلى باكستان، لم ينجح مثلها على هذا النحو.
مصر والسعودية وإيران ليست المستقبل، لكن تركيا قد تكون. فهي
بوصفها دولة سنيّة كبرى لها جذور تاريخية عميقة في المنطقة، مؤهّلة
لتشكيل مايمكن أن يكون قرن تركيا في الشرق الأوسط.
ويبيّن المقال،" الاقتصاد دافع رئيس آخر لانفتاح تركيا على الشرق.
فهذه الدولة التي باتت تحوز على اقتصاد متنامٍ يقترب سريعاً من رقم
التريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي، لها حاجات مُلحّة. إذ
يتعيّن عليها توفير أسواق قريبة لصادراتها المتنامية، وكذلك الطاقة
اللازمة لنموّها. وهي أدركت، بحكم احتكاكها المباشر بالتجربة الأوروبية،
بأن المصلحة القومية ترتبط بعمق بالاستقرار وبالأسواق الإقليمية الكبرى.
وهكذا، فإن سياستها الخارجية في غضون العقد الماضي سعت بدأب إلى تحقيق
الاستقرار والتعاون في كل الاتجاهات: فهي واصلت محادثات الانضمام
والاندماج مع أوروبا، وحافظت على عضويتها في حلف الأطلسي وعلى تحالفها
مع الولايات المتحدة، فيما كانت تقيم علاقات ممتازة مع روسيا وتسعى إلى
تحقيق الاستقرار في مناطق البلقان والقوقاز والبحر الأسود. علاوة على
ذلك، كانت تركيا تحثّ إيران وسورية على الاعتدال، وتساعد العراق على
تجنّب الانهيار التام، وتتوسّط بين سورية وإسرائيل. وكما هو معروف،
لتركيا مصالح طاقة ضخمة في إيران والعراق، تحتاج إليها لاستهلاكها
الداخلي ولتوفير المعابر لها إلى أوروبا، فيما سورية تُعتبر بالنسبة
إليها سوقاً متنامية. وعبر علاقات وثيقة مع إيران والعراق وسورية، تكسب
تركيا أيضاً معبراً إلى منطقة الخليج فائقة الأهمية.
ويوضح المقال،" إن جزءاً من تصاعد نجم الدور التركي يعود إلى فراغ
القوة الذي يخلقه انحسار القوة الأميركية والتوترات التي ينتجها غياب
المبادرات لحل النزاع العربي - الإسرائيلي. وبالنسبة إلى سورية
بالتحديد، فإن عدم قدرة، أوعدم استعداد، إدارة أوباما لتحقيق أي تقدّم
جدّي في التصدي للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والجولان، قد جعلا
الولايات المتحدة أقل أهمية، ماشجّع على بروز تحالفات إقليمية أقوى.
وجاء في المقال،" أما بالنسبة إلى إسرائيل، فإن التحوّل التركي
يتركها خالية الوفاض من أي تحالفات إقليمية للمرة الأولى منذ تأسيسها.
ثم أن الموت السريري التام على مايبدو للعملية السلمية يضع الدول التي
وقّعت معها معاهدات سلام، أي مصر والأردن، بين براثن ظروف صعبة للغاية.
فهاتان الدولتان اللتان غامرتا بالاعتقاد بأن عملية السلام هي موجة
المستقبل ستجدان نفسيهما -- بعد أن أقفلت إسرائيل ملف العملية السلمية
وتبنّت عقلية القلعة للحفاظ على ديمومة احتلالها ومستوطناتها -- في
الجانب الخطأ للتاريخ. والآن، ومع التحوّل في الموقف التركي، سيكون من
الصعب أن تصمد هاتان الدولتان طويلاً في موقفهما الراهن.
وختم المقال بنتيجة مفادها،" بالطبع، التحوّل التركي في حد ذاته حدث
إيجابي. إذ من الجيّد أن تلعب دولة ديمقراطية وبراغماتية وناجحة كتركيا
دوراً أكبر في العالمين العربي والإسلامي. لكن، إذا لم يتم إحراز تقدّم
في عملية السلام العربية – الإسرائيلية، فإن هذا التحوّل يمكن أن
يترافق مع بداية جولة جديدة من المواجهات. والأحداث الأخيرة في المسجد
الأقصى تدلّل على مدى التوترات الدينية الخطرة التي يمكن أن تُجلجل في
كل أنحاء المنطقة.
تركيا لا تريد دولة جارة تملك اسلحة نووية
وأكد الرئيس التركي عبد الله غول لصحيفة "الرأي" الاردنية ان بلاده
لا تريد ان تكون هناك دولة جارة تملك اسلحة نووية معبرا في الوقت نفسه
عن الامل في حل ازمة الملف النووي الايراني بالطرق "الدبلوماسية" وبما
لا يؤدي الى "نشوب حروب اخرى في المنطقة".
وقال غول الذي يبدأ الثلاثاء زيارة الى الاردن "نريد ان نرى الشرق
الاوسط خاليا من الاسلحة النووية لذلك لا نريد ان تكون هناك دولة جارة
تحوز السلاح النووي".
واضاف "انا لا اقول ان السلاح النووي موجود حاليا في ايران ولكنني
اثبت مواقفنا ومبادئنا في هذا الاتجاه". واوضح غول ان "هذه المسائل يجب
ان تحل برأينا بالدبلوماسية والحوار وايجاد الحلول الناجعة لها بما لا
يؤدي الى نشوب حروب اخرى في المنطقة". بحسب فرانس برس.
وقال "نحن نعتقد ان الطاقة النووية اذا استخدمت لاغراض سلمية فهي من
حق هذه الدول (...) ولكن اذا بدأت في التوجه الى ان تكون اسلحة دمار
شامل، فهذا الامر مرفوض طبعا". وخلص الى ان الوكالة الدولية للطاقة
الذرية التي تضم ايران "هي الفيصل في موضوع اتخاذ القرار الملائم في
هذا الملف".
من جهتها، دعت الصين، التي صوتت الاسبوع الماضي في الوكالة الدولية
للطاقة الذرية لصالح قرار الادانة الذي صدر بحق طهران، الى بذل مزيد من
الجهود الدبلوماسية لحل ازمة الملف النووي الايراني.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كين غانغ انه "في الظروف
الحالية على كل الاطراف زيادة جهودها الدبلوماسية من اجل حل مناسب
وكامل وطويل الامد للمسألة النووية الايرانية". واضاف ان "العقوبات
ليست هدف القرار" الذي اقرته الجمعة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
العلاقات التركية الامريكية تواجه اختبار
أفغانستان وايران
من جانب آخر قد يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عندما
يجتمع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما الاسبوع القادم بأسئلة تستفسر
عما اذا كانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي تغير وجهتها بعيدا عن الغرب
وفي اتجاه ايران.
ويزور اردوغان الذي يتزعم حزبا له جذور اسلامية واشنطن الاسبوع
القادم في وقت تثير فيه مساعي أنقرة لبناء علاقات أقوى مع طهران
المخاوف بين الحلفاء الغربيين.
ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان البرنامج النووي الايراني وما اذا كان
في مقدور تركيا ارسال مزيد من القوات الى أفغانستان لدعم زيادة القوات
الامريكية التي أعلن عنها أوباما هذا الاسبوع.
وقال ايان ليسر من مركز أبحاث (مارشال فاند) الالماني "ستكون ايران
الاختبار الرئيسي بالنسبة للعلاقات التركية الامريكية."بحسب رويترز.
وترى الولايات المتحدة أن علاقات تركيا المزدهرة مع ايران تخفف من
عزلة طهران في وقت تسعى فيه واشنطن للضغط على الجمهورية الاسلامية كي
تقبل اتفاقا يقنع الغرب بأنها لا تخفي برنامجا سريا يحولها لدولة تملك
أسلحة نووية.
وزار اردوغان طهران الشهر الماضي لتوقيع اتفاقيات للغاز واتفاقيات
تجارية كما استضاف الرئيس الايراني محمود أحمد نجاد في قمة لمنظمة
المؤتمر الاسلامي في اسطنبول.
وأثار اردوغان استياء حلفائه الغربيين عندما وصف العقوبات المفروضة
على طهران بأنها " متغطرسة" وقال انه يتعين على الدول التي تعارض أنشطة
الجمهورية الاسلامية الذرية أن تتخلى أولا عن أسلحتها النووية.
وقال أوباما الذي زار تركيا في أبريل نيسان الماضي انه يمكن لانقرة
أن تلعب دورا ايجابيا في تهدئة النزاع مع ايران. وقال ليسر "سترغب
ادارة أوباما في أن تتأكد من أن أنقرة تستخدم نفوذها لتوصيل بعض
الرسائل القاسية لايران."
ومن بين الامثلة الاخرى التي قال دبلوماسي أوروبي في أنقرة أنها "سلوك
مقلق" لاردوغان توتر العلاقات بين تركيا واسرائيل ودعم اردوغان للرئيس
السوداني عمر حسن البشير الذي صدرت ضده لائحة اتهام من المحكمة
الجنائية الدولية.
ويقول محللون ان تركيا لا تزال رغم الخلافات حليفا قيما للولايات
المتحدة حيث تحتاج واشنطن لمساعدتها في التصدي للتحديات في أفغانستان
وباكستان والعراق والشرق الاوسط.
تركيا مستعدة لاستئناف الوساطة بين اسرائيل
وسوريا
من ناحية اخرى صرح الرئيس التركي عبد الله غول لصحيفة "الرأي"
الاردنية ان انقرة على استعداد لاستئناف الوساطة بين اسرائيل وسوريا "اذا
طلب الطرفان الاستمرار في ذلك"، مؤكدا ان بلاده "لا تستطيع التوسط دون
رغبة الطرفين".
وقال غول الذي يبدأ زيارة للاردن "اذا طلب الطرفان منا الاستمرار في
ذلك، فنحن على استعداد لكننا لا نستطيع ان نفرض السلام على طرف او
التوسط دون رغبة الطرفين". واضاف "ليس المهم دورنا ولكن المهم هو
النتيجة التي ستصل اليها المساعدة".
واضاف ان "الطرفين طلبا منا بالحاح في تلك المرحلة ان نتوسط في
المفاوضات غير المباشرة ووصلت هذه المفاوضات الى مراحل متقدمة حتى وصلت
الى مقتبل المفاوضات المباشرة لاول مرة في التاريخ بعد سنين طويلة
ولكنها جمدت بعد احداث غزة".
واوضح غول "لا نستطيع ان نفرض السلام على احد ولكننا نساعد في
اتمامه، ويجب ان يأتي تقدير (على) مثل هذا الدور من قبل هذه الاطراف".
ورأى ان "السلام اذا حل في هذه المنطقة، فستنعم جميع الاطراف بالسلام
الحقيقي العادل والشامل".
وقال غول "لسنا في وارد الموافقة على السياسات الخاطئة للحكومات
الاسرائيلية او السكوت عنها وحصل ذلك في لبنان وغزة عندما رفعنا صوتنا
في هذا الموضوع، وقلنا ان هذه السياسات غير صحيحة وخاطئة". وبدأت سوريا
واسرائيل في ايار/مايو 2008 مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركيا.
ليبرمان: لا يمكن قبول وساطة تركيا مع سوريا
بعد إهانات أنقرة
وبالمقابل رفضَ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن تقوم
تركيا مجدداً بدور الوسيط بين بلاده وسوريا الأحد، بعد ما وصفه
بـ"الإهانات" التي وجهتها أنقرة إلى تل أبيب بعد منعها من المشاركة في
تدريبات جوية لحلف شمالي الأطلسي بسبتمبر/أيلول الماضي.
وجاءت مواقف ليبرمان بعد الحديث عن توجه وزير التجارة والعمل،
بنيامين بن أليعازر، إلى تركيا بهدف الطلب منها إعادة العلاقات مع
إسرائيل إلى مستوياتها السابقة مقابل منح أنقرة من جديد دور الوسيط مع
دمشق.
وقال ليبرمان، خلال جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي: "الرحلة إلى
تركيا مهمة، ولكن لم يتم الاتفاق عليها مع وزارة الخارجية.. وبشكل عام
فإنه لا يسعنا قبول وساطة تركيا بعد الإهانات والألفاظ الجارحة (التي
استخدمتها) بحق إسرائيل."بحسب سي ان ان.
ونقلت مصادر دبلوماسية لصحيفة "هارتس" الإسرائيلية أن بن أليعازر
سيعرض على الأتراك إعادة العلاقات على المستويات الاقتصادية
والدبلوماسية والعسكرية والإستراتيجية، وذلك على هامش مشاركته في
المؤتمر الاقتصادي التركي الإسرائيلي الذي يعقد سنوياً.
وكانت العلاقات الإسرائيلية التركية قد شهدت الكثير من التوتر
اعتباراً من سبتمبر/أيلول الماضي، بعد رفض دعوتها لمناورات "نسر
الأناضول" وإلغاء المناورات ككل.
ولكن إسرائيل ربطت المسألة بالعملية العسكرية التي نفذتها في قطاع
غزة أوائل العام الجاري، وقال محللون إن الخطوات التركية كانت بمثابة
ترجمة عملية من قبل الجيش التركي لمواقف رئيس الوزراء التركي، رجب طيب
أردوغان.
يذكر أن تركيا كانت قد رعت إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين سوريا
وإسرائيل، شهدت أكثر من جلسة بين الطرفين، وقيل إنها شهدت تحقيق الكثير
من التقدم على عدة محاور.
وزير اسرائيلي في تركيا ووساطة جديدة مع دمشق
وفي خضم الشد والجذب، يزور وزير التجارة والصناعة الاسرائيلي
بنيامين بن اليعازر تركيا في سعي لاعادة جو الثقة الى العلاقات
الثنائية فيما يجري الحديث عن وساطة جديدة لانقرة في مفاوضات السلام
الاسرائيلية السورية.
واعلن بن اليعازر للاذاعة العامة الاسرائيلية قبل مغادرته مساء في
زيارة ليومين "نأمل اعادة علاقة الثقة مع انقرة، لان مصالحنا المشتركة
الاستراتيجية بالغة الاهمية".
وردا على سؤال حول امكانية استئناف تركيا دور الوسيط في المفاوضات
غير المباشرة بين اسرائيل وسوريا قال بن اليعازر "لا يزعجنا ان تقيم
تركيا علاقات مع ايران وسوريا، بالرغم من نزاعنا مع هاتين الدولتين".
وتابع "اعتقد ان تركيا ايضا تريد استعادة مناخ الثقة الذي طبع
علاقاتنا منذ وقت ليس ببعيد (...). اعرف اناسا كثيرين في تركيا التي
ازورها بصفتي ممثلا عن رئيس الوزراء" بنيامين نتانياهو.
ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت الاحد عن مصدر رفيع في رئاسة الحكومة
رفض الكشف عن اسمه ان نتانياهو لا يستبعد "عودة تركيا الى التوسط بين
اسرائيل وسوريا" في حال ابدت "عدم انحيازها".
غير ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان استبعد استعادة
تركيا لدور الوسيط. وقال ليبرمان للاذاعة مع افتتاح الجلسة الاسبوعية
للحكومة "بالطبع هي زيارة مهمة. لكن لا علم لدينا باقتراح لاستئناف
الوساطة" التركية. بحسب رويترز.
وتابع "بعد كل الاهانات والتهجم الكلامي الذي بدر عن الاتراك حيال
دولة اسرائيل ورئيسها ورئيس وزرائها (...)، لا يمكن اعتبارهم وسطاء
بيننا وبين السوريين".
وبن اليعازر هو اول وزير في الحكومة الاسرائيلية يزور تركيا منذ
فتور العلاقات بين البلدين قبل عام. في ايار/مايو 2008 بدأت سوريا
واسرائيل مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية اصطدمت برفض اسرائيل
الانسحاب من هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 ثم ضمتها عام
1981، فيما تطالب دمشق بانسحابها بالكامل.
وقطعت سوريا المفاوضات في كانون الاول/ديسمبر عقب شن اسرائيل هجومها
على غزة الذي اثار انتقادات حادة من انقرة. وتعتبر تركيا، المسلمة
العلمانية، الحليف الاستراتيجي الرئيسي لاسرائيل في المنطقة منذ ان وقع
البلدان اتفاقا للتعاون العسكري عام 1996.
تركيا: الأزمة في العلاقات مع إسرائيل انتهت
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان الأزمة الأخيرة التي
انتابت العلاقات بين بلاده واسرائيل قد انتهت. وكان داود أوغلو يتحدث
عقب اجتماع في أنقرة مع وزير التجارة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر
الذي يعد أرفع مسؤول اسرائيلى يزور تركيا منذ أكثر من عام.
وكانت تركيا قد انتقدت بشدة الممارسات الاسرائيلية في قطاع غزة
ووصفت معاملة الفلسطينيين بأنها غير انسانية.كما رفضت أنقرة الشهر
الماضي مشاركة اسرائيل في تدريبات عسكرية متعددة الاطراف اجريت في
تركيا.
وشارك الوزير الإسرائيلي في اجتماع للجنة الاقتصادية المشتركة بين
البلدين مؤكدا أن بلاده ترغب في تدعيم العلاقات مع تركيا في المجالات
السياسية والاستراتيجية والاقتصادية.
من جهته, قال وزير الدفاع التركي وجدي غونول الذي مثل بلاده في
اللجنة إن تركيا تنظر الى علاقاتها مع اسرائيل في سياق مستديم وتريد
تعميق الروابط الثنائية وتنميتها . وأعلن غونول أن نظيره الاسرائيلي
ايهود باراك سيزور تركيا خلال شهر كما افادت وكالة انباء الاناضول.
وكان بن اليعازر قد أكد عقب محادثاته الاثنين مع كبار المسؤولين في
أنقرة أن تركيا يمكنها القيام مجددا بدور الوساطة بين سورية وإسرائيل
وقال المسؤولون الأتراك إنهم اتفقوا مع إسرائيل على إمكانية استئناف
الوساطة التركية بين دمشق وتل أبيب بهدف استئناف محادثات السلام بينهما.
وأوضح رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردجان أن أن بلاده مستعدة للعب
دور في عملية السلام بالشرق الاوسط في حال طلب منها ذلك،ودعا اردوجان
إسرائيل إلى إثبات حسن نواياها في ما يتعلق بالملف الفلسطيني.
وكانت سورية واسرائيل قد دخلتا العام الماضي في مفاوضات غير مباشرة
بوساطة تركية, غير ان سورية اوقفت هذه المفاوضات في ديسمبر/ كانون
الأول 2008 بعد الهجوم العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة الذي انتقدته
ايضا انقرة بحدة ما تسبب في توتر بين البلدين.
غول في الاردن لتعزيز العلاقات الثنائية
ووصل الرئيس التركي عبدالله غول الى الاردن في زيارة رسمية تستغرق
ثلاثة ايام يجري خلالها مباحثات مع العاهل الاردني الملك عبد الله
الثاني تتمحور حول تعزيز العلاقات الثنائية، على ما افاد مصدر رسمي
اردني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "الملك عبد الله والرئيس غول
سيوقعان في الديوان الملكي في عمان مجموعة من اتفاقيات التعاون بينها
اتفاقية تتعلق بألغاء تأشيرات الدخول لرعايا البلدين".
وسيقيم الملك عبد الله وعقيلته الملكة رانيا مساء الثلاثاء حفل عشاء
على شرف الرئيس غول وعقيلته التي ترافقه في الزيارة.
وقام الرئيس غول بأفتتاح مشروع حوض الديسي الضخم الذي سيزود العاصمة
عمان بالمياه من حوض قديم في جنوب البلاد، والذي تقوم بتنفيذه شركة "جاما
اينرجي" التركية.
وكان الاردن دشن في الثالث من آب/اغسطس من العام الماضي العمل في
المشروع الذي تبلغ كلفته 990 مليون دولار ويشمل استخراج 100 مليون متر
مكعب من المياه سنويا من حوض الديسي العائد الى 300 الف سنة والواقع
على بعد 325 كيلومترا جنوب عمان.
ويتضمن المشروع الذي يتوقع ان ينجز خلال اربعة اعوام، استخدام 250
الف طن من الحديد وحفر 55 بئرا لضخ المياه من الحوض وجرها الى عمان.
وكان غول اكد لصحيفة "الرأي" الاردنية ان بلاده لا تريد ان تكون
هناك دولة جارة تملك اسلحة نووية معبرا في الوقت نفسه عن الامل في حل
ازمة الملف النووي الايراني بالطرق "الدبلوماسية" وبما لا يؤدي الى
"نشوب حروب اخرى في المنطقة".
وقال غول "نريد ان نرى الشرق الاوسط خاليا من الاسلحة النووية لذلك
لا نريد ان تكون هناك دولة جارة تحوز السلاح النووي". واضاف "انا لا
اقول ان السلاح النووي موجود حاليا في ايران ولكنني اثبت مواقفنا
ومبادئنا في هذا الاتجاه". |