الصحة والرياضة.. صِنوان لايفترقان

 

شبكة النبأ: مع حلول فصل الشتاء تزيد احتمالات زيادة الوزن بسرعة فائقة. لكن خبراء في اللياقة البدنية يقولون انه ببذل جهد اضافي ضئيل تستطيع أن تنقل تدريباتك الرياضية من الاماكن المفتوحة الى أماكن مغلقة لتجنب برودة الطقس.

من جانب آخر يجزم الخبراء دون شك بأن فوائد التمارين الرياضية تتعدى الحفاظ على اللياقة البدنية بل قد تساعد في الحفاظ على الشباب ودرء الأمراض بعيداً حيث أكدوا أن من بعض أبرز فوائد الرياضة المثبتة علمياً هي الحفاظ على حيوية القلب، والمساعدة في تخفيف الوزن، وتخفيف الإصابة بهشاشة العظام، وتخفض ضغط الدم، وتقلل فرص الإصابة بنزلات البرد فضلاً عن تحسين الأداء الجنسي..

وفي غضون ذلك كشفت دراسة أمريكية حديثة عن ان ممارسة التمارين البدنية،  كعامل واقِ قد يحدّ من مخاطر إصابة النساء ممن تجاوزن العقد الثالث من العمر، بسرطان الثدي.

الرياضة تقي الرجال وليس النساء خطر السكتة

وجدت دراسة أمريكية أن ممارسة التمارين الرياضية بشكل ما بين متوسط وكثيف تقلل من خطر إصابة الرجال، وليس النساء، بالسكتة الدماغية.

وشملت الدراسة التي أجرتها "جامعة كولومبيا" "ومستشفى بريسبتريان" في كولومبيا، ونشرت في "دورية الجهاز العصبي، 3300 مشاركاً من الجنسين يبلغ متوسط أعمارهم 69 عاماً، بعدها تمت متابعتهم على مدى تسعة أعوام، أصيب خلالها 238 بالسكتة.

وفي مستهل الدراسة، أشار 20 في المائة من المشاركين إلى ممارستهم تمارين بدنية بشكل مكثف ومتوسط بانتظام، مقابل 41 في المائة لا يقومون بأي أنشطة رياضية.

وكشف الباحثون أن الفئة المنتظمة في القيام بتمارين رياضية قوية، وتشمل الركض والسباحة والتنس تراجعت احتمالات إصابتها بالسكتة بمعدل 63 في المائة عن تلك التي لا تمارس أي نوع من التمارين البدنية.

وعلى مدى خمس سنوات، بلغ إجمالي معدل الإصابة بالسكتة الدماغية بين المشاركين 4.3 في المائة:  2.7 في المائة بين الفئة الأولى التي تمارس التمارين البدنية ما بين متوسطة وعالية، وارتفعت إلى 4.6 في المائة بالنسبة للفئة الخاملة. بحسب سي ان ان.

وتجيء هذه الدراسة تأكيداً لأخرى خلصت  إلى أن ممارسة التمارين البدنية الخفيفة قد تحد من خطر الإصابة المبكرة بأمراض القلب.

وأخضعت الدراسة التي أجرتها دائرة أمراض القلب في نيو أورليانز بولاية لويزيانا ونشرت في "الدورية الأمريكية للطب" مجموعة مرضى لبرنامج رياضي مدته 12 أسبوعياً.

لا تدع برودة الطقس تمنعك عن ممارسة الرياضة

مع حلول فصل الشتاء تزيد احتمالات زيادة الوزن بسرعة فائقة. لكن خبراء في اللياقة البدنية يقولون انه ببذل جهد اضافي ضئيل تستطيع أن تنقل تدريباتك الرياضية من الاماكن المفتوحة الى أماكن مغلقة لتجنب برودة الطقس.

وتقول كيري اوبراين المتخصصة في علم وظائف الاعضاء والتدريبات الرياضية بمؤسسة (لايف فيتنس) التي تصمم وتصنع المعدات الرياضية "الاساس هو المواظبة. حافظ على حماسك ولا تدع الشتاء يتحكم فيك."

وأضافت "في الشتاء نرتدي ملابس كثيرة وبالتالي لا يكون لدينا التهديد اللعين" حين ترتدي النساء ملابس البحر. وأضافت "المواطن الامريكي العادي يكتسب ثمانية ارطال في العطلات."وحيناها يبدأون في التردد على صالات الالعاب الرياضية. بحسب رويترز.

ويقول كيث وورتس المسؤول عن سلسلة النوادي الصحية المعروفة باسم (كرانش ناشونال) ان الحضور يزداد دائما في الشتاء.

وقال وورتس انه مع تغير المواسم تتغير فصول اللياقة البدنية. فالتدريبات الصيفية تستهدف اعداد الزبائن لارتداء (البيكيني) اما في الشتاء فينفتح المجال أمام فصول الاعداد للتزلج التي تقوي عضلات الساقين من اجل المنحدرات.

وأضاف أن الازمة المالية دفعت اعدادا متزايدة من الناس الى ارتياد النوادي. وقال "هذا يساعد ذهنك على مواجهة التوتر والقلق. النهار اقصر. تصبح حبيسا خاصة في شقق نيويورك. وهذا يتيح مكانا تذهب اليه."

الفوائد المثبتة علمياً للتمارين الرياضية

ويجزم الخبراء دون شك بأن فوائد التمارين الرياضية تتعدى الحفاظ على اللياقة البدنية بل قد تساعد في الحفاظ على الشباب ودرء الأمراض بعيداً. ومن بعض أبرز فوائد مثبتة علمياً للرياضة البدنية أنها:

1- مفيدة للقلب: يقول د. ويليام كروس من "جامعة ديوك"حتى التمارين المعتدلة والمتوسطة تساعد قلبك.. وبعض التدريبات أفضل من لاشيء، والكثير أفضل من القليل"، وفق دراسة نشرت في دورية "نيو إنغلاند الطبية."

فهي تخفض الكوليسترول الضار LDL cholesterol، وضغط الدم، وتخفف إجهاد القلب وتعزز عضلات القلب وتدفق الدم وتخفف من مخاطر الإصابة بتجلط الدم، وفق ما أثبتت دراسات علمية على مر السنوات.

2- تساعد في تخفيف الوزن: يقول خبراء إن الحفاظ على الوزن قد يتطلب منا القيام بتدريبات لمدة نصف ساعة يومياً على الأقل، بشكل منتظم ومتسق، أو لمدة ساعة كاملة ثلاث أو أربع مرات أسبوعياً.

3- تخفف من الإصابة بهشاشة العظام osteoporosis: التمارين الرياضية بجانب الاستهلاك المعتدل والصحي للكالسيوم، يساعدان في بناء عظام قوية، فرفع الأثقال، والركض والمشي، تساعد في الوقاية من هشاشة العظام مع التقدم في السن، حسب الخبراء. ويفضل البدء في الصغر.

4- تخفض ضغط الدم: لا مجال للشك بأن نتائج التمارين مفيدة لضغط الدم، بصرف النظر عن السن أو الوزن أو العرق أو الجنس. بحسب تقرير سي ان ان.

وفي المتوسط، ساعدت الرياضة في خفض "ضغط الدم الانقباضي" systolic بنحو 4 مليمتر زئبق (mmHg) - وحدة ضغط الدم متعارف عليها عالمياً - وقللت "ضغط الدم الانبساطي" diastolic بـ2.5 مليمتر.

5- تقلل فرص الإصابة بنزلات البرد: هذا ما أثبته "جامعة كارولاينا" في دراسة علمية أن المنتظمين في أداء التمارين البدنية أقل عرضة للإصابة بالبرد بمعدل 23 في المائة، ممن يمارسون التدريبات بشكل أقل.

6- تخفض حدة الإصابة بالربو: يشير مختصون لإمكانية ممارسة المصابين بالربو بالاستمرار في القيام بتمارين رياضية وتجنب تلك التي قد تصيب للإصابة بنوبات الربو.

7- تقلص مخاطر تعقيدات مرض السكري: بحيث تساعد التمارين في خفض الاحتياجات من الإنسولين، بخفض معدلات الكولسترول وضغط الدم، وعلى المدى الطويل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات.

8- تساعد في الحد من الشيخوخة: "حيث أن تأثيرها يساعد في تدفق الدم إلى المخ ويقلل من تفسخ النظام العصبي المركزي. وتقول بعض الدراسات الأخيرة أن أعظم خطر على الصحة ليس التقدم بالسن والشيخوخة بل الخمول.

9- تحسن حياتك الجنسية: ويرتبط ذلك بالمخ، حيث يقول خبراء أن الدماغ ربما أهم عضو جنسي، حيث تحول الضغوط والإرهاق والاكتئاب عن التمتع بالحياة الجنسية.

ويقول "المجلس الأمريكي للتمارين البدنية" إن النشاط البدني "فياغرا طبيعي، وتزداد الرغبة بين النساء والذكور من يمارسون الرياضة بانتظام، فهي تزيد من الثقة بالنفس، وبالتالي القدرة على إشباع الرغبة الحسية.

الرياضة للنساء تبعد سرطان الثدي

وتشير دراسة أمريكية حديثة إلى ممارسة التمارين البدنية،  كعامل واق قد يحد من مخاطر إصابة النساء، ممن تجاوزن العقد الثالث من العمر، بسرطان الثدي.

وتقول الدراسة التي أعدها باحثون من "جامعة نورثرن كولورادو"، أن ممارسة الرياضية لأكثر من ساعة أسبوعياً، قد يخفض مخاطر إصابة تلك الفئة العمرية بالمرض.وتضمنت الدراسة، التي نوقشت في الاجتماع السنوي لكلية الطب الرياضي الأمريكية، 2296 امرأة.

و طولبت المشاركات باستحضار معدلات أنشطتهم الرياضية خلال أربعة مراحل مهمة من حياتهم: من سن 10 إلى 15 عاماً، و15 إلى 30 عاماً، و30 إلى 50 عاماً، و50 عاماً إلى ما فوق ذلك.

ولم يظهر أي تأثير للتمارين الرياضية في الفئة العمرية الأولى - من 10 إلى 30، إلا أن الصلة بدت واضحة للغاية بين الفئة العمرية التي تجاوزت سن الثلاثين، حيث تراجعت فرص الإصابة بالسرطان مع الإكثار من الرياضة البدنية.

وأصيبت قلة من المشاركات اللواتي يتمتعن بنمط حياة رياضي للغاية وتجاوزت أعمارهن سن الثلاثين والخمسين، بالمرض مقارنة بـ"الخاملات" رياضياً.

وقالت ليزا سبرود، التي قادت الدراسة: "التمارين المتوسطة يمكن تحديدها بـ60 دقيقة في الأسبوع.. التمارين دون الساعة أقل من المتوسط، ومن يتجاوزها  يتعدى  المتوسط."

وكذلك تدنت معدلات الإصابة بالمرض بين المشاركات "الرياضيات" في سن الخمسين، مقارنة بمن يقمن بمزاولة التمارين الرياضية لأقل من ساعة أسبوعياً.

وتتزامن الدراسة الأمريكية مع أخرى يابانية تقول إن تغير الجينات المتصل بسرطان الثدي يرتبط بدوره بانبعاث رائحة كريهة في منطقة الأبط لدى النساء وكذلك سيلان شمع الأذن.

الرياضة تحفز الشهية لكن تسرّع الشعور بالشبع

وأوضحت دراسة حديثة أن الرياضة لها تأثير مزدوج على الشهية فمع أنها تؤدي إلى الشعور بالجوع إلا أنها تساعد في الشعور بالشبع بشكل أسرع .. ويتباين هذا التأثير من شخص إلى آخر مما يفسر السبب في أن بعض الناس يفقدون وزنا أكبر من غيرهم جراء ممارسة الرياضة.

وقد قام الباحثون وعلى رأسهم الدكتور نيل كينغ في جامعة كوينزلاند للتكنولوجيا في مدينة برزبن في أستراليا بدراسة 58 شخصا بدينا بدأوا برنامجا جديدا في الرياضة ووجدوا أنهم جميعا شعروا بالجوع بعد ممارسة الرياضة مقارنة بالأيام التي لا يمارسون فيها الرياضة وفي الوقت ذاته كانوا يشعرون بالشبع بشكل أكبر بعد تناول الوجبة.

غير أن بعض المشاركين في الدراسة لم يستطيعوا إنقاص الوزن كغيرهم وقد وجد الباحثون أن هؤلاء كانوا أكثر جوعا من غيرهم نتيجة الرياضة .. كما أنهم بقوا جائعين خلال النهار مقارنة بمستوى الجوع حين بدأوا البرنامج. وقد نشرت الدراسة في المجلة الأميركية للتغذية السريرية.

الرياضة المكثفة في منتصف العمر تؤدي إلى التهاب المفاصل

من جانب آخر أكدت دراسة طبية حديثة أجريت على 236 شخصاً من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و55 عاماً أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل مكثف ومستمر يعانون من أضرار في الركبتين و المفاصل وهو عامل خطر كبير يهدد بحدوث أمراض تنكسية. بحسب تقرير لـ سانا .

وقال الدكتور كريستوف ستيهلينغ من جامعة كاليفورنيا الأمريكية اليوم إن البيانات الجديدة تشير إلى أن الأشخاص في متوسط العمر والذين لديهم مستويات عالية من النشاط البدني هم اكثر عرضة لتطوير تشوهات بالركبة والإصابة بهشاشة العظام مضيفا ان الرياضات العنيفة مثل الجري والقفز تؤثر بشكل سلبي على صحة الغضاريف فيما تؤدي التمارين المعتدلة كالسباحة وركوب الدراجة الى حماية الغضاريف من الأمراض الانتكاسية حيث ان هذه النشاطات البدنية لاتؤدي إلى ضغط كبير على المفاصل.

وذكرت الدراسة أن المشي لعدة ساعات أسبوعياً و ممارسة التمارين الرياضية الاخرى والاعمال المنزلية ورعاية الحدائق قد تؤدي الى هشاشة العظام والتهاب المفاصل وهما من الامراض الاكثر شيوعاً في بريطانيا.

واوضحت النتائج الجديدة ان مثل هذه الأمراض تحدث عندما تفشل التغيرات في تركيب الغضاريف المفصلية بالعمل بشكل صحيح ما يؤدي الى تفتت الغضروف في النهاية والتسبب باحتكاك نهايات العظام مع بعضها ما يعني حدوث آلام حادة و تشوه في المفصل.

وينصح العلماء بممارسة التمارين الرياضية المريحة بشكل معتدل لان معظم الأشخاص يستطيعون بذل مجهود بدني مرتفع دون أي مشاكل لكن يجب توخي الحذر عن الأشخاص في متوسط العمر وعلى الأخص أولئك الذين يعانون من إصابات في الغضاريف او تمزق في الأربطة حيث يؤدي الضغط الشديد على هذه الأماكن إلى حدوث تشوه دائم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/كانون الاول/2009 - 19/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م