على قد ما تبقى حقير!

هادي جلو مرعي

هذه كلمات للشاعر عبد الرحمن الابنودي ، وتنفع وصفا لعالم نعيش فيه خلت القلوب من ذرات الرحمة وقست وما عاد يهم فينا ان نصاب بانفلونزا الخنازير ام الطيور او حتى الحمير..

العراق او في بلاد عربية اخرى لا فرق.. يتأخر الانسان وربما يكون في اخر الصف واي صف (قرود ، كلاب قطط ، خنازير، حمير ، خيول..) المهم انه في اخر الطابور او الصف او سمه ماشئت..

كنت اظن ان الشياطين عندما تغادر يكون المكان متاحا للملائكة ولكني كنت مخطئا فالشيطان يكمن في التفاصيل كما يقول السياسيون.. وكنت احسب ان الاتي سيكون (الغد ، الاحلى، والاجمل) ولاكتشف ان الشياطين حين تغادر يمكن لشياطين اخرى ان تشغل مكانها.. وربما حدث مثل هذا عندنا وتكرر حصوله في اكثر من موضع ومناسبة..

احد اصدقائي نصحني بالسكوت ، وبعدم الاصرار على منهج النقد اللاذع وفضح الاساليب المتبعة في ادارة مؤسسات بعينها.. وقال قد يقتلك من لا يعلمه احد من ذوي المصالح وقلت.. نعم لان هؤلاء استمرأوا الحرام وسرى في دمائهم وصار في اوردتهم مثل تيار الكهرباء حين ينتقل في الاسلاك والقابلوات من مكان لاخر وبسرعة مذهلة خاصة اذا نسيت وزارة الكهرباء برنامج (القطع المبرمج)..واذا كان السابقون لا يخافون الله فاللاحقون لا يستحون..

واتساءل.. هل اجري مع الجموع التي تبحث عن فرصة للحصول على منصب في الدولة وانسى جموع لا تحصى تبحث عن فرصة لعيش شريف.. واتذكر الشاعر وهو يقول.. يا خوفي يقطعوا الميه عليه..

وقررت ان مقالا واحدا انشره وانتقد فيه الفساد والجري وراء الشهوات وسرقة المال العام واستغلال السلطة ، احسن واكرم وافضل من كل منصب يلهث وراءه اللاهثون ومثلهم كما وصفهم رب العزة (مثلهم كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث)..

وعلى قد ما تبقى حقير تحترمك الدنيا ، وعلى قد ما تتملق للسابقين ليرفعوك..فهل لي ان ارغم نفسي ان اتملق لمسؤول او زعيم حزب لا كون في جوقته ويرفعني الى حضرته ؟ كيف لي وانا املك قلما من ذهب ورأيا فيه العجب وارفض اضاعة حقوق الفقراء ،  وكيف وانا صوت الفقراء الذين لا يجدون ناصرا الا الله ؟.. لا وابدا ، وسأظل في ارفع منصب محبا لوطني راغبا في غده الاجمل رغم ادعياء الشرف وارباب الدماء والسلاح والكذب..

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/كانون الاول/2009 - 17/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م