روسيا في عودتها للاستبداد: بين مخاوف الإصلاح الفوضوي وشبح الإرهاب

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: حذّرَ كبير المخططين الاستراتيجيين بالكرملين من أن روسيا ستكون عرضة للسقوط في هاوية الفوضى اذا حاول المسؤولون اصلاح النظام السياسي بطريقة عشوائية بدعوى ادخال اصلاحات ليبرالية.

وفي غضون ذلك حذّر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف المعارضة الروسية من استخدام الديمقراطية كستار لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفرقة في المجتمع. وصاحبَ العبارات القاسية التي استخدمها ميدفيديف تعهدات متواضعة بتعزيز الديمقراطية في المناطق الروسية.

وفي سياق شبح الارهاب الذي يخيم على روسيا أكدت مصادر أمنية روسية أن الحادث الذي تعرض له قطار سريع يربط بين موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ كان يقل 682 شخصاً، جاء نتيجة "عمل إرهابي"، مما أسفر عن مصرع 25 و30 شخصاً على الأقل، وإصابة 60 شخصاً آخرين.

الكرملين يحذر من سقوط روسيا في الفوضى

وقال فلاديسلاف سوركوف نائب رئيس هيئة العاملين في الكرملين ان من الواضح ان روسيا تتخلف في عدة مجالات في التنمية الاقتصادية ولا يمكنها ان تكتفي بالاستمرار في وضع الاعتماد على الموارد الطبيعية.

وحذر سوركوف من أن الاضطرابات التي قد تنتج عن الاستجابة لدعوات المعارضين لتطبيق اصلاحات ديمقراطية لتحرير النظام السياسي الذي اقيم في عهد الرئيس السابق فلاديمير بوتين يمكن أن تمزق روسيا.

ونقلت مجلة ايتوجي الاسبوعية عن سوركوف قوله "حتى في الوضع الحالي حيث السلطة مجمعة ومنظمة يسير كثير من المشروعات ببطء شديد وصعوبة."

وأضاف سوركوف "اذا أضفنا الى ذلك أي نوع من الاضطراب السياسي فستصاب التنمية عندنا بالشلل ببساطة. سيكون هناك كثير من المهاترات وكثير من الكلام الاجوف وكثير من عمليات الاستقطاب وتمزيق روسيا الى أشلاء ولن تكون هناك تنمية."وباعتباره مستشار الكرملين في السياسات المحلية فان سوركوف نادرا ما يتحدث علنا.

وينظر الدبلوماسيون والمستثمرون الى سوركوف (45 عاما) على أنه أحد أهم المسؤولين في روسيا ويعود اليه الفضل في مساعدة بوتين على وضع النظام السياسي المركزي للكرملين بعد الفوضى في التسعينات.

وعمل سوركوف مع بوتين طوال ولايتيه الرئاسيتين لمدة ثماني سنوات نائبا لرئيس هيئة العاملين بالكرملين واستمر في عهد خلفه الرئيس ديمتري ميدفيديف.

وشدد ميدفيديف الذي تولى السلطة في مايو أيار 2008 مرارا على حاجة روسيا للانفتاح وتحديث نظامها السياسي.

ولكن المعارضين يقولون انه لم يجر سوى القليل من التغييرات في النظام الخاضع لسيطرة محكمة الذي ورثه من بوتين رئيس الوزراء حاليا.

ميدفيديف يُحذر المعارضة من بث الفرقة

من جانب آخر حذّر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في خطابه السنوي المعارضة الروسية من استخدام الديمقراطية كستار "لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفرقة في المجتمع."

وصاحب العبارات القاسية التي استخدمها ميدفيديف تعهدات متواضعة بتعزيز الديمقراطية في المناطق الروسية. وأظهرت هذه العبارات رغبة الكرملين في ضمان الاستقرار والحيلولة دون الاضطرابات في ظل ركود اقتصادي عميق.

وقال ميدفيديف في خطابه أمام نخبة سياسية روسية اجتمعت في قصر الكرملين الكبير "تعزيز الديمقراطية لا يعني إضعاف القانون والنظام.

"أي محاولات لهز الأوضاع بشعارات ديمقراطية لزعزعة استقرار الدولة وإثارة الفرقة في المجتمع سيتم وقفها."

وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مُعَلم ميدفيديف والسياسي الأكثر نفوذا في البلاد يتابع من الصف الاول كلمة الرئيس مُحاطا بمساعديه الرئيسيين. وأظهر جمهور الحضور حفاوة لافتة للنظر ببوتين عند دخوله.

وأشار ميدفيديف بشكل محدد الى العنف المتفاقم في منطقة شمال القوقاز المضطربة التي تسكنها أغلبية مُسلمة باعتباره أكبر مشكلة سياسية داخلية تواجهها البلاد ودعا الى بذل جهود "لمكافحة الارهاب الدولي وتدمير العصابات" في المنطقة.

وتفاقمت هذا العام أعمال القتل في شمال القوقاز حيث اجتمعت عمليات التمرد منخفضة المستوى التي يشنها اسلاميون يستفيدون من الفقر مع صراعات فيما بين مسؤولين محليين فاسدين وقطاع الاعمال.

وتحدث الرئيس في معظم الخطاب الذي استغرق 100 دقيقة عن حاجة البلاد الى تحويل دفة اقتصاد بلاده بعيدا عن الصناعات الثقيلة واستخراج الطاقة التي تنتمي للحقبة السوفيتية وتوجيهها نحو قطاعات القرن الحادي والعشرين مثل الطب والاتصالات والفضاء. وتطرق بالكاد للسياسة الخارجية لبلاده.

وقال ميدفيديف "لم نتمكن من التخلص من الهيكل البدائي لاقتصادنا...قدرة منتجاتنا على المنافسة منخفضة بصورة تدعو للخزي."

ودعا ميدفيديف روسيا الى تحقيق جملة كبيرة من الأهداف من بينها تعزيز حصتها من العقاقير الطبية المُنتجة محليا لتغطي نصف السوق بحلول عام 2020 والى تخفيض استهلاك الغاز على نحو كبير بحلول عام 2012 وباطلاق خدمة الانترنت السريع والتلفزيون الرقمي في أرجاء روسيا خلال خمس سنوات.

بوتين ومدفيديف معاً لتحديث الاقتصاد الروسي

من ناحية اخرى اعربَ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه الواضح للدعوة التي اطلقها الرئيس ديمتري مدفيديف مؤخرا الى تحديث اقتصاد البلاد من الجذور، في ما يبدو محاولة لدحض الشائعات حول خلافات بين الرجلين.

وتحدث مدفيديف في 12 تشرين الثاني/نوفمبر عن الحاجة الى تحديث البلاد "من الجذور الى الاطراف" وانتقد الشركات العامة الضخمة التي انبثقت باغلبها في عهد بوتين. وحرك هذا الكلام التكهنات حول احتمال وجود خلافات بين الرجلين في الكواليس. بحسب رويترز.

غير ان بوتين استرسل في التاكيد على تأييده توجه الرئيس الروسي، وذلك في كلمة مطولة القاها في المؤتمر السنوي لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم السبت في سان بطرسبرغ.

وقال بوتين "انا واثق من ان الدعوة (الى التحديث) تعكس رغبة المجتمع الروسي برمته"، حيث احتكر الاضواء في المؤتمر بخطاب استغرق اكثر من ساعة القاه امام الاف المسؤولين، الناشطين والشخصيات الروسية او الاجنبية بينها رئيس الوزراء الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش.

وقال بوتين الذي ما زال بنظر الاغلبية رجل روسيا القوي "اثبتت الازمة بكل قسوتها الثمن الذي قد تتكبده بلاد ترفض التجديد، وتملك انتاجية ضعيفة، وتبدد مواردها، وتشوبها بيروقراطية بطيئة". وتابع "طرح الرئيس موضوع الحاجة الى تحديث كل اوجه الاقتصاد الروسي، ويتعلق الامر بتجاوز التأخر المزمن ودفع البلاد الى مستوى تطور اكثر حداثة".

وهنأ بوتين "روسيا الموحدة" على النجاح في تجنب تحول الازمة الاقتصادية الى فوضى مالية على غرار ما شهدته روسيا عام 1998. وقال "وفينا بهذا الوعد" ما اثار موجة تصفيق. لكنه اقر ايضا ان الاقتصاد الروسي سيتراجع بنسبة 8 الى 8,5% عام 2009 وقال "ليس الامر بالقدر الذي توقعناه (...) لكنه يبقى تراجعا كبيرا، واسوأ منه في دول اخرى".

كما وعد بان الحكومة ستواصل دعم الشركات عام 2010 من خلال قروض مضمونة بقيمة 500 مليار روبل (11,62 مليار يورو).

وبوتين الذي يرأس بالاسم حزب "روسيا الموحدة" ليس عضوا فيه، وكذلك مدفيديف. غير ان الاخير لم يتورع عن انتقاد "تخلف" الحزب و"مكائده" في كلمته.

ويحتل حزب روسيا الموحدة 315 مقعدا من اصل 450 في الدوما، او الغرفة السفلى في البرلمان الروسي، فيما يشبه معارضوه ومحللون اداءه بشكل متزايد باداء الحزب الشيوعي المتسلط في الحقبة السوفياتية.

مدفيديف يدعو الى تخصيص مؤسسات الدولة او اقفالها

وانتقد الرئيس الروسي الشركات العامة التي انشئت غالبيتها في ظل رئاسة فلاديمير بوتين، داعيا الى تخصيصها او اقفالها.

وقال مدفيديف اثناء لقاء مع عدد من كبار اصحاب الشركات الروسية "اعتقد اننا فقدنا السيطرة في فترة ما على انشاء شركات عامة". واضاف "هذا لا يعني انه ينبغي اقفالها غدا، فهي ستعمل. لكن سؤالا سيطرح في نهاية المطاف: تحويلها الى شركات مساهمة او تصفية نشاطها".

وتابع مدفيديف "ان الشركات العامة التي انشئت لفترة ما ولم تعد تعيش سوى بفضل الاموال (العامة)، يجب ان تختفي بكل بساطة. لكن تلك التي تعتبر ضرورية اليوم، فينبغي تغيير هيكليتها القانونية. لسنا بحاجة الى مثل هذه الهيكليات". بحسب فرانس برس.

وكانت الحكومة الروسية انشأت عددا من الشركات الحكومية عندما كان فلاديمير بوتين لا يزال رئيسا، في قطاعات مثل التسلح (روسوبورون اكسبورت) والنانوتكنولوجي (راسنانوتيك) او الطاقة النووية (روساتوم).

وبحسب بعض المحللين، فان هيكليتها غير الشفافة سمحت لمقربين من بوتين، مثل سيرغي تشيميزوف رئيس شركة روستكنولوغي، بالعمل دون مراقبة.

توقيف اكثر من خمسين متظاهرا في موسكو

واعتقل 50 معارضا روسيا بينهم رئيس الحزب الوطني البولشيفي ادوارد ليمونوف بينما كانوا يتظاهرون السبت في موسكو مطالبين بحرية التجمع.

والقت شرطة مكافحة الشغب القبض على ليمونوف في ساحة تريونفالنايا حيث تجمع المتظاهرون دفاعا عن البند 31 من الدستور الروسي الذي يرخص للتجمعات السلمية. واعلن الناطق باسم الشرطة فيكتور بيريوكوف لوكالة انترفاكس في نهاية التظاهرة توقيف خمسين شخصا.

ولم تتمكن رئيسة مجموعة هلسنكي للدفاع عن حقوق الانسان لودميلا اليكسييفا الحائزة جائزة سخاروف في البرلمان الاوروبي، من الوصول الى تلك الساحة لان عناصر الامن منعوها من السير نحوها.

وكانت الكسييفا (82 سنة) التي انضمت لاول مرة الى مبادرة ادوارد ليمونوف بعنوان "استراتيجية 31" في اشارة الى البند الدستوري، ترتدي لباسا كتب عليه "احترموا الدستور".

واعلنت تاتيانا كادييفا ممثلة جبهة المواطنة الموحدة التي ينتمي اليها غاري كسباروف "سنلتقي كل يوم 31 في الشهر طالما لم يسمحوا لنا بالتجمع بحرية".

مَن بنى جدار برلين.. معظم الروس لا يعرفون؟

وكشف استطلاع للرأي ان اكثر من نصف المواطنين الروس لا يعرفون من الذي بنى جدار برلين احد العلامات البارزة للحرب الباردة بين الشرق والغرب.

واعتقد عشرة في المئة من الاشخاص الذين جرى استطلاع رأيهم ان سكان برلين بنوه بأنفسهم مع ان الغرض منه كان منع سكان المانيا الشرقية الشيوعية من الفرار الى الغرب عبر مدينة برلين المقسمة.

وقال ستة في المئة ان القوى الغربية بنته بينما اعتقد اربعة في المئة انه كان "مبادرة ثنائية" بين الاتحاد السوفيتي والغرب.

و اعترف 58 في المئة منهم انهم لا يعرفون من الذي بناه في حين قدم 24 في المئة فقط الاجابة الصحيحة بقولهم ان الاتحاد السوفيتي وحليفته المانيا الشرقية الشيوعية هما اللذان قاما ببنائه.

وفتح الجدار في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني عام 1989 للسماح للاشخاص بالعبور من الشرق الى الغرب بعد ضغوط متصاعدة من داخل الكتلة الشيوعية مما ادى الى توحيد المانيا بعد 11شهرا من ذلك.

الشيوعيون الروس يغازلون ميدفيديف

وأدان الحزب الشيوعي الروسي رئيس الوزراء القوي فلاديمير بوتين بينما أشاد بحذر بالرئيس ديمتري ميدفيديف كرجل جلب معه "آمالا مؤكدة" الى البلاد.وكان بوتين محور الغضب في مسيرات الشيوعيين في ذكرى الثورة البلشفية التي قامت عام 1917.

وقال المحتج يعقوب سعيد الاييف "ان ميدفيديف لايجب ان ينظر الى بوتين" فيما كان يرفع لافتة كتب عليها "بوتين هو العقبة الرئيسية أمام التقدم في روسيا".واضاف "عليه ان يخرج من ظل بوتين".

وسار في موسكو الاف وهم يلوحون برايات حمراء ولافتات تنتقد الفساد والفقر اللذين تفاقما نتيجة للازمة الاقتصادية العالمية في ميدان موسكو الرئيسي وهم يتجهون نحو الكرملين وسط حضور كثيف للشرطة.

وحكم الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي روسيا لمدة 74 عاما حتى انهار بعد انقلاب فاشل للمتشددين في عام 1991.

ومازال الحزب الروسي الذي خلفه أفضل قوة منظمة وعادة ما يأتي في الانتخابات في المركز الثاني بعد حزب روسيا المتحدة الموالي للكرملين.

وتعرضت علاقة ميدفيديف وبوتين لتدقيق متزايد بسبب انقسامات قد تشير الى غياب الاستقرار في الدولة المترامية الاطراف ولكن الرجلين يقولان انهما يشعران بالارتياح للعمل مع بعضهما البعض وانهما سيحددان فيما بينهما من الذي سيخوض السباق على الرئاسة في عام 2012.

مستثمر بريطاني: روسيا الآن دولة إجرامية

وفي تحليل مثير، قال بيل براودر، المستثمر البريطاني من أصل أمريكي وأبرز المستثمرين الأجانب السابقين في الأسواق الروسية، إن روسيا قد تحولت إلى دولة إجرامية، ويتهم موسكو بقتل محاميه سيرجي ماجنيتسكي.

ففي مقابلة أجرتها معه بي بي سي، علَّق براودر، وهو المدير التنفيذي لصندوق هيرميتاج كابيتال للاستثمار، ومقره العاصمة البريطانية لندن، على التقارير التي تحدثت عن وفاة محاميه، سيرجي ماجنيتسكي، داخل السجن في روسيا بعد مضي عام على اعتقال السلطات الروسية له بدون محاكمة، قائلا: لقد احتُجزوه عمليا كرهينة، وها هم الآن قد قتلوا رهينتهم.

يُشار إلى أن براودر كان قد شن حملة عبر شركة هيرميتاج كابيتال ضد ما وصفه بالفساد في بعض كبرى الشركات الروسية.

وقد قال المسؤولون الروس إنهم يحققون بوفاة ماجنيتسكي، أحد المحامين الذين كان قد وظفهم براودر للتحقيق فيما إذا كانت أعمال غش واحتيال قد ارتُكبت ضد شركاته في روسيا.

وكانت موسكو قد منعت براودر من الدخول إلى البلاد بصفته يشكل خطرا على الأمن القومي الروسي ، وذلك على خلفية مزاعم بأن شركاته تهربت من الضرائب.

إلا أن براودر قال إن شركته استُهدفت من قبل مجرمين يسعون للاستيلاء على ملايين الجنيهات من أرصدته.

وأضاف بأنه عوقب لكونه يشكل خطرا على السياسيين والبيروقراطيين الفاسدين .

وقال إن العديد من أصدقائه والأشخاص الذين كانوا على صلة به، ناهيك عن المحامين الذين يمثلون شركته ومصالحه في روسيا، قد اعتُقلوا وضُربوا وسلبوا منذ مغادرته الأراضي الروسية قبل نحو أربع سنوات.

يُذكر أن براودر كان قبل اتهامه بالتهرب الضريبي أحد أشرس المدافعين المفوَّهين عن الحكومة الروسية وعن الرئيس الروسي حينذاك، فلاديمير بوتين.

لكن براودر يتهم الآن السلطات الروسية بأنها اعتقلت ماجنيتسكي وانتزاع الاعترافات منه عنوة بغية إدانة براودر، الذي يقول إن الشرطة الروسية هاجمت مكتبه وصادرت منه وثائق تخص شركاته، وجرى استخدامها لاحقا لسرقة تلك الشركات.

الكرملين يقيل قادة عسكريين

وفي جانب متعلق بالأمن أقال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عددا من قادة الجيش بسبب سلسلة من الانفجارات بمستودع أسلحة في وسط روسيا في وقت سابق الشهر الجاري قُتل فيها عشرة أشخاص.

وقُتل شخصان في سلسلة من الانفجارات بمستودع للأسلحة تابع للبحرية الروسية في أوليانوفسك على بعد 800 كيلومتر شرقي موسكو يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني الجاري. وقُتل ثمانية آخرون في مستودع آخر بعد عشرة أيام إثر انفجار قذائف خلال عملية تطهير.

وقال ميدفيديف في تصريح للصحفيين خلال زيارة الى اوليانوفسك "للاسف كان هذا محتملا بسبب ضعف الرقابة من قيادة وزارة الدفاع والاهمال الجنائي من قبل المسؤولين عن تدمير الذخيرة القديمة بالمستودع."

وقال انه أقال من الخدمة العسكرية رؤساء وحدات الهندسة والمدفعية بوزارة الدفاع ونائب قائد اقليمي. وأمر الرئيس وزيرالدفاع اناتولي سرديوكوف باقالة رئيس المستودع 31 حيث وقعت الانفجارات.

ويسعى وزير الدفاع المدعوم من الرئيس ورئيس الوزراء ذي النفوذ القوي الى إصلاح القوات المسلحة الروسية لتحويل الآلة العسكرية الباقية منذ الحقبة السوفيتية الى قوة متحركة قادرة على خوض القتال في الصراعات الحديثة.

100 قتيل وجريح بتفجير إرهابي لقطار موسكو

وفي نفس السياق أكدت مصادر أمنية روسية أن الحادث الذي تعرض له قطار سريع يربط بين موسكو ومدينة سانت بطرسبرغ كان يقل 682 شخصاً، جاء نتيجة "عمل إرهابي"، مما أسفر عن مصرع 25 و30 شخصاً على الأقل، وإصابة 60 شخصاً آخرين.

وأعلن كل من مدير دائرة الأمن الفيدرالية الروسية، الكسندر بورتنيكوف، والمتحدث باسم لجنة التحقيقات في النيابة العامة، فلاديمير ماركين، أن سبب الحادث الذي تعرض له قطار "نيفسكي إكسبريس"، يعود إلى انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع، تعادل قوتها نحو سبعة كيلوغرامات من مادة "التروتيل."

وكان ماركين قد صرح لوكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" في وقت سابق بأنه تم العثور على أجزاء عبوة ناسفة في مكان الحادث الذي تعرض له قطار "نيفسكي اكسبريس."

ونقلت "نوفوستي" عن بورتنيكوف قوله، خلال اجتماع عقده الرئيس ديميتري ميدفيديف بمقر الرئاسة في بلدة "غوركي" بضواحي العاصمة موسكو، إنه "تم تشكيل فريق أمني يضم عدداً من منتسبي مديرية الأمن الفيدرالية الروسية، ولجنة التحقيقات، ووزارة الداخلية، والنيابة العامة.

وتضاربت التقديرات بشأن حصيلة الضحايا، حيث أكدت وزيرة الصحة والتنمية الاجتماعية، تاتيانا غوليكوفا، أن الحادث أسفر عن مصرع 26 شخصاً، بالإضافة إلى فقدان 18 آخرين، فيما أعلنت النيابة العامة عن مصرع 30 شخصاً، في حين أشارت معلومات وزارة الطوارئ إلى مصرع 25 شخصاً.

وكان القطار يقل على متنه 682 شخصاً، بمن فيهم أفراد الطاقم، كما ذكرت تقارير روسية أن كافة تذاكر مقاعد القطار البالغ عددها 663 مقعداً، كانت مباعة، الأمر الذي يرشح ارتفاع أعداد القتلى.

وفي وقت سابق السبت، أصدر الرئيس ميدفيديف، قراراً يقضي بالتحقيق بملابسات الحادث، فيما لم تستبعد مصادر أمنية روسية أن يكون انحراف القطار قد نجم عن "عمل إرهابي"، استناداً إلى تقارير أشارت إلى سماع صوت انفجار قبل وقوع الحادث.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 2/كانون الاول/2009 - 14/ذو الحجة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م