قضايا التنمية: ثلث البشَر على هامش الحياة والنرويج البلد الأفضل

العرب بحاجة لمائة مليون وظيفة خلال الـ 10 سنوات القادمة

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: في 20 تشرين الثاني من كل عام، تستذكر دول العالم إعلان حقوق الطفل العالمي، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في مثل هذا اليوم من عام 1959. بعض الدول الغربية منها بخاصة تجعل منه مناسبة للفرح، تأكيداً على أن أطفال اليوم قادة المستقبل، لما يختزنون من طاقات وقدرات وإبداعات. وبعضها الآخر، كالدول النامية في افريقيا وآسيا والدول العربية، تستعيد انتهاكات على مختلف المستويات، وتضجّ بأرقامها بيانات الهيئات الدولية المعنية بأحوالهم.

من جهة ثانية احتفظت النرويج بوضعها كأكثر بلاد العالم جاذبية للعيش فيها وذلك حسبما ذكرت بيانات للامم المتحدة صنَّفتْ ايضاً الدول الواقعة جنوب الصحراء في افريقيا والتي تعاني من الحرب ومرض الايدز بوصفها اقل الاماكن جاذبية.

مع ذلك فإن التقرير الأممي اعتبرَ شعوب الشرق الأوسط من بين الأكثر شباباً، إذ أن 60 في المائة من أفرادها هم دون 25 عاماً، وهذا يوفّر قوة اندفاع كبيرة، لكنه يرتِّب الكثير من التحديات أيضاً، فالدول العربية بحاجة لتوفير مائة مليون وظيفة بحلول عام 2020، لاستيعاب تزايد الأيدي العاملة.

36% من سكان العالم على هامش الحياة

وعلى رغم أن حقوق الطفل على أنواعها ملزمة، يشير أحد خبراء «يونيسف»، جان كلود لوغران، الى أن الأطفال يشكلون 36 في المئة من مجموع سكان الأرض، منهم 2,1 مليون في حال بؤس مطبق، و4,1 في المئة تحت خط الفقر، و150 مليوناً يشكون من سوء التغذية، و19 في المئة محرومون من مياه الشرب، و120 مليوناً خارج التعليم الأساسي، بينهم 9 في المئة بنات. و11 مليوناً يموتون كل عام بأمراض يمكن معالجتها، بينهم 4 ملايين يلقون حتفهم خلال الشهر الأول من ولادتهم، ومعظمهم أي حوالى 90 في المئة في افريقيا (51 في المئة) وآسيا (41 في المئة). وهناك 150 مليوناً ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة، يعملون في المصانع والورش في ظروف غير إنسانية وبأجور متدنية جداً.

وفي العالم العربي، يربو عدد الأطفال على 150 مليوناً ويشكلون حوالى نصف السكان، منهم 120 مليوناً دون الخامسة عشرة. ومن بين هؤلاء 10 ملايين يفتقرون الى التعليم، و17 مليوناً يعانون سوء التغذية، ونصف مليون يموتون قبل عامهم الأول، و10 ملايين يعملون دون سن الخامسة عشرة، بلا ضمانات صحية واجتماعية.

وما يزيد أوضاع الأطفال سوءاً غياب الإحصاءات الرسمية الموثقة التي تتجاهلها أو تعتم عليها دول لأسباب دينية واجتماعية كختان البنات وزواج القاصرين وتشغيل الأطفال والتعليم الإلزامي وحالات الإعاقة والاعتداءات الجنسية والعنف الجسدي والنفسي والمساواة بين الجنسين والاتجار بالرقيق الأبيض وعدم الإفصاح عن بعض الأمراض الفتاكة كالإيدز وغيره...

وعلى النقيض من ذلك، تكاد تخلو بيانات المنظمات الدولية من أي انتهاكات لحقوق الأطفال في البلدان الغربية والأميركية. ففي تلك الدول تؤسس برلمانات الأطفال التي من خلالها يتعودون في وقت مبكر على ممارسة اللعبة الديموقراطية وفنون الحكم ومساءلة الكبار والتجرؤ عليهم. كما تنشأ لأجلهم الإذاعات والمواقع الالكترونية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وبرامجهم وطموحاتهم وتخصص لهم كل الضمانات الاجتماعية والرعائية والصحية مجاناً وتقام لهم الأندية الرياضية والترفيهية والثقافية. وبعض الدول، مثل كندا، يخصص لكل طفل مساعدة مالية (قدرها 150 دولاراً شهرياً)، منذ ولادته وحتى سن البلوغ، فضلاً عن اللوازم المدرسية التي تقدم مجاناً في بداية كل عام دراسي.

النرويج افضل مكان يعيش فيه الانسان والنيجر الاسوأ

واحتفظت النرويج بوضعها كأكثر بلاد العالم جاذبية للعيش فيها وذلك حسبما ذكرت بيانات للامم المتحدة صنفت ايضا الدول الواقعة جنوب الصحراء في افريقيا والتي تعاني من الحرب ومرض الايدز بوصفها اقل الاماكن جاذبية.

واظهرت بيانات جمعت قبل الازمة الاقتصادية العالمية ان الناس في النرويج واستراليا وايسلندا يتمتعون بافضل مستويات معيشة في العالم في حين سجلت النيجر وافغانستان وسيراليون الاسوأ فيما يتعلق بالتنمية البشرية. بحسب رويترز.

وأعد مؤشر برنامج الامم المتحدة للتنمية باستخدام بيانات 2007 بشأن اجمالي الناتج القومي للفرد الواحد ومتوسط العمر المتوقع واظهر اختلافات ملحوظة بين الدول النامية والمتقدمة.

وقال البرنامج في بيان انه"على الرغم من التحسن الملحوظ على مر الوقت فان التقدم كان متفاوتا.

"دول كثيرة شهدت نكسات خلال العقود الاخيرة في مواجهة الانكماش الاقتصادي والازمات المرتبطة بالصراعات وتفشي فيروس اتش اي في المسبب للايدز وهذا كان حتى قبل الشعور بتأثير الازمة الاقتصادية العالمية."

وذكر المؤشر ان متوسط العمر المتوقع في النيجر هو 50 عاما وهو ما يقل نحو 30 عاما عن النرويج. ومقابل كل دولار كسبها الشخص في النيجر تم اكتساب 85 دولارا في النرويج.

واظهر المؤشر ان نصف الناس في افقر 24 دولة أميون مقابل 20 في المئة في دول صنفت على ان لديها مستويات متوسطة من التنمية البشرية.

وعاش الشعب الياباني لفترات اطول من الاخرين الى 82.7 عام في المتوسط مع بلوغ متوسط العمر المتوقع في افغانستان التي خربتها الحرب 43.6 عام.

وتملك امارة ليختنشتاين اعلى معدل ناتج قومي للفرد الواحد حيث يبلغ 85.383 دولار في تلك الامارة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 35 الف نسمة ويوجد بها 15 بنكا واكثر من 100 شركة ادارة ثرية.

مؤشر التنمية البشرية يرصد تقدماً للصين

ويصنف المؤشر الذي يعده برنامج الأمم المتحدة للتنمية 182 بلداً استناداً إلى معايير متوسط معدل العمر والتعليم والانتساب إلى المدرسة، وإجمالي دخل الفرد. وأظهرت بيانات جمعت قبل الأزمة الاقتصادية العالمية، أن الناس في النروج واستراليا وأيسلندا يتمتعون بأفضل مستويات معيشة في العالم، في حين سجلت النيجر وأفغانستان وسيراليون الأسوأ على صعيد التنمية البشرية. وحلّت النروج واستراليا وأيسلندا في المراتب الثلاث الأولى في حين صنفت النيجر في المؤخرة، بعد أفغانستان.

وذكر برنامج الأمم المتحدة، ان «على رغم التحسن الملحوظ على مر الوقت فإن التقدم كان متفاوتاً: دول كثيرة شهدت نكسات خلال العقود الأخيرة في مواجهة الانكماش الاقتصادي والأزمات المرتبطة بالصراعات وتفشي فيروس «اتش اي في» المسبب الإيدز، وهذا كان حتى قبل الشعور بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية».

وصعدت الصين سبع درجات على القائمة لتصبح في المرتبة 92 بين الدول الأكثر تقدماً بفضل تحسن مستويات التعليم والدخل ومتوسط الأعمار بين سكانها. كما تقدمت كولومبيا والبيرو خمس درجات إلى المرتبتين 77 و78 في حين عادت فرنسا إلى المقدمة لتحتل المرتبة الثامنة متقدمة ثلاث درجات بعد أن صنفت خارج الدول العشر الأكثر تقدماً في تقرير 2008.

ويسلّط تقرير الأمم المتحدة الضوء على الفروقات الكبيرة بين الأغنياء والفقراء. ويعلن أن «الطفل المولود في النيجر لديه فرصة للعيش حتى فوق سن الخمسين بقليل، أي اقل بثلاثين عاماً من طفل يولد في النروج. وفي مقابل كل دولار يكسبه النيجري، يكسب النروجي 85 دولاراً».

ولإعداد المؤشر هذه السنة اعتمدت معلومات جمعت في 2007 ولم تؤخذ في الاعتبار تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وقالت معدة التقرير جيني كلوغمان: «شهدت بلدان عدة تراجعاً كبيراً خلال العقود الأخيرة بسبب الأزمات الاقتصادية والنزاعات ومرض الإيدز». وألقت هذه العوامل بثقلها حتى قبل أن نلمس تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية». وأفغانستان التي عادت إلى اللائحة لأول مرة منذ 1996، هي البلد الآسيوي الوحيد من بين الدول العشر الأخيرة التي تضم سيراليون (المرتبة 180) بعد جمهورية افريقيا الوسطى.

الهنود يتجاوزون الصينيين اقتصاديا في 2010

ويتوقع خبراء أن يتجاوز نمو الاقتصاد الهندي نمو نظيره الصيني العام المقبل لتنتهي المرحلة التي حافظ فيها الاقتصاد الصيني على تفوقه في هذا المجال. بحسب أريبيان بزنس.

ويقول خبراء في البنك الدولي في تقرير نشر أخيرا أن نمو اقتصادات جنوب آسيا التي تنتمي إليها الهند قد تفوق نمو الاقتصادات في شرق القارة الآسيوية خلال العام 2010.

ونقلت "بي بي سي" عن خبراء تأكيدهم أن الاقتصاد الصيني سيواصل نموه بمعدلات تفوق كافة الاقتصادات الكبرى إلا أن خبراء اخرون يتوقعون تغير معدلات النمو في الدولتين الأكبر

من حيث السكان لصالح الهند التي سينمو اقتصادها بشكل أسرع من الاقتصاد الصيني.

وتشكل الصين والهند مجتمعتين 40 في المائة من سكان الكرة الأرضية، وهما لا تعدان الأسرع نموا على الصعيد الاقتصادي في الوقت الحالي إلا أنهما بين الاقتصادات القليلة التي لا تزال تسجل توسعا اقتصاديا في وقت يشهد فيه العالم أزمة اقتصادية خانقة.

الدول العربية بحاجة لمائة مليون وظيفة خلال عشر سنوات

وتعتبر شعوب الشرق الأوسط من بين الأكثر شباباً في المنطقة، إذ أن 60 في المائة من أفرادها هم دون 25 عاماً، وهذا يوفر قوة اندفاع كبيرة، لكنه يرتب الكثير من التحديات أيضاً، فالدول العربية بحاجة لتوفير مائة مليون وظيفة بحلول عام 2020، لاستيعاب تزايد الأيدي العاملة.

ولكن تعقيدات التعليم والتربية وتنظيم أسواق العمل قد تحول دون أن تنجح تلك الحكومات في تحقيق أهدافها في الوقت المناسب، وقد ذهب عدد من المسؤولين إلى حد القول بأن دولهم "تخوض معارك خاسرة" في هذا السياق.

ويقول بعض الخبراء في تجربة الأردن مثلاً، إن هناك فارقاً كبيراً بين ما تم تعلّمه في المدارس وبين ما تتطلبه أسواق العمل. بحسب سي ان ان.

ويشرح هشام رواشدة، مدير مركز التشغيل الوطني قائلاً: "غالباً ما يفتقد المتخرجون الجدد للمهارات المطلوبة للتوظيف، وخاصة على المستوى التطبيقي."

من جهته، قال فرسان حميد، من مؤسسة التدريب المهني الأردنية: "نحن نهدف لمساعدة الشباب لأننا نعرف أن العاطلين عن العمل، وخاصة في سن مبكرة، يواجهون الكثير من المشاكل."

أما مروان المعشر، النائب الأول لرئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية فيقول: "التحدي الأكبر لا يتمثل في الأزمة المالية العالمية الراهنة، بل بمعالجة مشاكل الشباب لدينا منطقة 70 في المائة من شعوبها دون 30 سنة وهم يدخلون سوق العمل دون امتلاك المهارات المطلوبة."

السويد افضل الدول في مساعدة الدول الفقيرة

قال مركز التنمية العالمية وهو مركز للابحاث السياسية ان السويد هي اكثر الدول اسهاما في مساعدة الدول الفقيرة في مجال التنمية وذلك بالنظر الى حجمها.

ويصنف مؤشر الالتزام بالتنمية وهو مركز ابحاث مقره واشنطن 22 دولة غنية وفقا للكيفية التي تعزز بها التنمية العالمية من خلال سياساتها في مجال المساعدات والتجارة والاستثمار والامن والبيئة والتكنولوجيا والهجرة.

وجاءت الدنمرك في المركز الثاني فيما اشتركت هولندا صاحبة المركز الاول العام الماضي في المركز الثالث مع النرويج. بحسب رويترز.

وقالت نانسي بيردسول رئيسة المركز "مركز السويد على سبيل المثال افضل من الولايات المتحدة بالقياس الى حجم اقتصادها وقدرتها على المساعدة."

واضافت "ولكن الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا واليابان واقتصاديات اخرى تمتلك الصلات والامكانات المتعددة على نحو مطلق لاحداث فرق للدول الفقيرة. اخفاقها في استخدام ذلك على نحو كامل يعد ضربة لقضية التوزيع الحقيقي للرخاء في العالم."

ولم تشمل الدول العشر الاولى اي دولة من مجموعة السبع الصناعية. واحتلت كندا اعلى مرتبة بين الدول السبع الصناعية وجاءت في المركز الحادي عشر.

وتساوت فرنسا والمانيا وبريطانيا في المركز الثاني عشر. وجاءت الولايات المتحدة في المركز السابع عشر وايطاليا في المركز الثامن عشر واليابان في المركز الحادي والعشرين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/تشرين الثاني/2009 - 25/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م