
شبكة النبأ: يكشف الاحتكاك الذي يحدث
بين البلدان العربية عن واقع التخلف الذي تعيشه شعوب هذه البلدان حيث
تعلق كل ازمات البلد وانتصاراته وهزائمه على مبارة كرة قدم، ولعل الدول
الاستبدادية واجهزة مخابراتها تفعل فعلها لتعميق الجهل والامية
والاكتئاب في المواطنين وعزلها عن ازماتها الحقيقية المتمثلة بفقدان
الحريات وحقوق الانسان والفقر والبطالة.
فقد أثارت مباراة كرة القدم بين الفريق المصري والفريق الجزائري
الذي حصل فيها الثاني على بطاقة الصعود إلى كأس العالم، الرأي العام
وحدثت تداعيات سياسية وأمنية حيث هنأ الرئيس الجزائري، عبدالعزيز
بوتفليقة، المنتخب الوطني بعد تأهله لنهائيات كأس العالم، إثر فوزه
المثير على شقيقه المصري.
وخرجت الجماهير الجزائرية، في كافة المدن الجزائرية وفي العديد من
المدن الفرنسية، تحتفل بتأهل منتخبها، ليصبح الممثل الوحيد للعرب في
بطولة كأس العالم المقبلة.
و كشفت أنباء عن وقوع إصابات بين مشجعي المنتخب المصري إثر تحرشات
من أنصار المنتخب الجزائري، في أعقاب المباراة، ونقلت وكالة أنباء
الشرق الأوسط المصرية نبأ بوقوع اعتداءات على الجمهور المصرى بالخرطوم.
بحسب CNN
ثم أشارت إلى أن الرئيس المصري، حسني مبارك، يتابع تطورات وضع
المشجعين المصريين بالسودان، لتنقل لاحقاً تأكيدات على لسان وزير الصحة
المصري مفادها أن إصابات المشجعين المصريين فى السودان طفيفة.
وشهدت مباراة القاهرة أجواء مشحونة بين جماهير المنتخبين، مما أدى
إلى اندلاع أعمال شغب ضد جزائريين في مصر ومصريين بالجزائر، أسفرت عن
سقوط عدد من الجرحى من الجانبين، بالإضافة إلى تخريب وتدمير بعض
الممتلكات العامة والخاصة.
وتعرضت حافلة الفراعنة للرشق بالحجارة في الخرطوم ، وألقى أعضاء
البعثة المصرية بمسؤولية الاعتداء على عدد من مشجعي المنتخب الجزائري،
فيما كانت حافلة الخضر قد تعرضت للرشق بالحجارة ، فور وصول البعثة إلى
القاهرة.
اعمال عنف بالقاهرة
من جهة اخرى اتهم رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم طالب محمد
روراوة نظيره المصري بالوقوف وراء أعمال العنف التي رافقت مباراة
التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 التي جرت في القاهرة السبت الماضي بين
منتخبي البلدين.
وقال روراوة في تصريح لمجموعة صغيرة من الصحافيين في الخرطوم ان
رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر وراء كل الاحداث التي وقعت خصوصا
الاعتداء الوحشي الذي الحق بنا اصابات (ثلاثة لاعبين) وصدم لاعبينا
وجعلهم في حالة صعبة جدا.بحسب فرانس برس
وكان الفريق الجزائري تعرض للرشق بالحجارة بينما كان في الحافلة
التي اقلته من مطار القاهرة التي وصلها استعدادا للمباراة التي جرت
السبت وانتهت بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء ما ادى الى تحديد مباراة
فاصلة في الخرطوم.
وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير استقبل اعضاء اتحادي كرة القدم
المصري والجزائري، كما استقبل مسؤولين من البلدين عشية المباراة
الفاصلة. وان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم رفض في ختام اللقاء مع
الرئيس السوداني مصافحة نظيره المصري سمير زاهر.
وقال روراوة ارفض مصافحة من يقف وراء كل ما حصل في القاهرة لانه هو
الذي بدأ باطلاق التصريحات وطلب من مشجعيه زلزلة الارض تحت اقدام
الفريق الجزائري.
من جهته قال وزير الشباب والرياضة الجزائري الهاشمي جيار ان لقاء
على هذا المستوى يثير المشاعر خصوصا لدى الشبان ونأمل بان يظهر شباننا
ضبطا للنفس.
وتابع الوزير الجزائري اتصلنا البارحة واليوم بمشجعينا الجزائريين
لتحذيرهم من اي شكل من اشكال الاستفزاز وطلبنا منهم اظهار روح رياضية
مضيفا نحن هنا لتشجيع فريقنا وتجنب حصول مشاكل على الارض السودانية.
انتقادف لحملات التحريض الاعلامية الجزائرية
وانتقدت الصحف المصرية ما وصفته بـ حملات تحريض اعلامية جزائرية ادت
الى تعرض المصالح المصرية في الجزائر الى هجمات مشجعي المنتخب الجزائري
وقالت صحيفة الاهرام الحكومية في احدى افتتاحياتها ان مباراة كرة القدم
بين مصر والجزائر للتأهل لنهائيات كأس العالم هي بكل المعايير
والمقاييس مباراة رياضية وايا كانت نتيجتها فهي ليست نهاية الدنيا ولا
خاتمة المطاف لهذا المنتخب الوطني او ذاك. بحسب فرانس برس
واعتبرت ان ما يقترن بالمباراة الرياضية من اجواء تحريض ممجوجة
واطلاق حملات اعلامية وتسريب شائعات حمقاء ومغلوطة تثير الفتنة هي امور
مرفوضة كل الرفض في اشارة الى تقارير نشرتها صحف الجزائر عن مقتل
مشجعين جزائريين في مصر.
ودعت الصحيفة الى وضع المباراة الرياضية في اطارها الصحيح وعدم الزج
بها في مستنقعات الهيستيريا والفتنة. واضافت علينا جميعا ان نعتصم
بالود التاريخي الجميل الذي يظلل دوما علاقات الشعبين الشقيقين فهي
الابقى للمستقبل العربي.
وكتبت صحيفة نهضة مصر المستقلة في عنوانها الرئيسي الصحف الجزائرية
تدق طبول الحرب ضد المصريين واعادت نشر مانشيتات الصحف الجزائرية عن
تعرض المشجعين الجزائريين للقتل ولاعتداءات وحشية وعن انتهاك لحرمات
النساء في القاهرة.
وقالت صحيفة الوفد الناطقة باسم حزب الليبرالي المعارض ان الصحف (الجزائرية)
الصفراء تنشر أخبارا كاذبة عن مقتل جزائريين وهتك إعراض بناتهم في
القاهرة.
وفي عنوانها الرئيسي بالصفحة الأولى كتبت صحيفة المصري اليوم
المستقلة المصريون في الجزائر يدفعون ثمن الفوز واكدت ان الجالية
المصرية في الجزائر تحت الحصار.
وقالت صحيفة الشروق المستقلة هجوم غير مسبوق من صحف الجزائر على مصر.
واعتبرت صحيفة الدستور المستقلة ان الاعتداء على المصريين في
الجزائر يؤكد ان العلاقات المصرية-الجزائرية في ازمة خطيرة بسبب مباراة
كرة قدم .. أمجاد يا عرب.
وكان مشجعون جزائريون هاجموا مقار شركات مصرية في الجزائر غير انه
لم يصب اي مصري بأذى.
واستدعت وزارة الخارجية المصرية الاثنين السفير الجزائري في مصر عبد
القادر حجار للتأكد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين المواطنين
المصريين الموجودين بالجزائر وحماية المصالح المصرية.
وارجع السفير الجزائري في تصريحات للصحافيين التصعيد الأخير إلى
الشحن الإعلامي المصري مؤكدا ان العلاقات المصرية-الجزائرية اكبر من كل
ما حدث ولكن للأسف قامت الفضائيات بشحن الجمهور لمستوى تجاوز الحدود.
الأزهر يفتي بتحريم التعصب الكروي
من جهة أخرى أصدرت لجنة الفتوى في الأزهر تحريماً للتعصب في الإسلام،
واعتبرت أن من يتعصب للكرة يستحق إقامة الحد عليه، في حين أكدت مصادر
أمنية سودانية أنه سيتم تخصيص 15 ألف جندي لتأمين مباراة كرة القدم بين
المنتخبين الجزائري والمصري في الخرطوم.
في القاهرة، أصدرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر فتوى
أكدت فيها حرمة التعصب في الإسلام، واعتبرت أن من يتعصب للكرة بالتدمير
والتخريب يجب عليه حد الحرابة حتى ولو لم يزهق روحاً سواء كان جزائرياً
أو مصرياً. بحسب CNN
واعتبرت الفتوى أن التعصب الكروي إذا أدى للتدمير والإرهاب وإزهاق
الأرواح فإنه يعد نوعا من الإفساد في الأرض، مشددة على أن هذا التعصب
أمر مذموم، وأنها شكل من أشكال الجاهلية الأولى، وأنها مرفوضة في الفقه
بجميع مذاهبه.
وشدد الأزهر على أن كرة القدم في أساسها هي لعبة لإبهاج الناس لا
للإفساد في الأرض، داعياً الحكومات إلى حماية الأبرياء ومعاقبة
المخربين ومن يرهبوا المواطنين بسبب التعصب لكرة القدم.
91 مصريا يعودون من الجزائر
من جانب آخر عاد 91 مصريا من العاملين في الجزائر وخصوصا في شركات
مصرية مع اسرهم الى القاهرة غداة اعمال العنف التي وقعت ضد الجالية
المصرية على خلفية معلومات خاطئة نشرتها صحف جزائرية عن مقتل مشجعين
جزائريين في العاصمة المصرية مساء السبت، بسحب ما افاد مراسل فرانس برس
في مطار القاهرة.
وقال المصريون العائدون وغالبيتهم من العاملين في شركات المقاولين
العرب (للمقاولات والانشاءات) والسويدي (للتجهيزات الكهربائية)
واوراسكوم تليكوم للاتصالات انهم غادروا الجزائر خوفا من تعرضهم للاذى
بسبب الدعوات للانتقام التي اطلقت بعد نشر تقارير صحفية عن مقتل
جزائريين في مصر.بحسب فرانس برس
واكد ابرهيم مهند وهو محاسب بشركة المقاولين العرب فوجئت اثناء
وجودي بالمنزل مع 25 من زملائي بعدد من الجزائريين الذين يحملون
الاسلحة البيضاء يهاجمون المنزل فاضطررنا الى الفرار بالقفز الى اسطح
المنازل المجاورة. واضاف ان الشرطة الجزائرية قامت بتجميع حوالي 400
مصري يعملون في شركة المقاولين العرب في المركز الرئيسي للشركة وان
رجال امن جزائريين يتولون حمايتهم.
حروب كلامية على الانترنت
كانت شبكات الانترنت ميدانا خصبا للحرب الكروية خصوصا على الفايسبوك
والتويتر، فضلا عن الصحف والاعلانات التفلزيونية، ما ساهم برفع منسوب
الشد العصبي الى درجة دفعت بحكومتي البلدين الى التدخل للدعوة الى
الهدوء واعتبارها مباراة رياضية لا يجب ان تنعكس على علاقة الشعبين.
كما تسبب هدف عماد متعب الذي سجله في الدقيقة قبل الاخيرة من الوقت
الاضافي في وفاة عدد من الجزائريين. وقالت مصادر محلية إن رئيس بلدة
اولاد موسى (50 عاما) بولاية البليدة (40 كيلومترا جنوب العاصمة
الجزائرية) توفي إثر أزمة قلبية بعد نهاية المباراة كما لقي شاب بولاية
المدية (90 كيلومترا جنوب العاصمة) في الثلاثين من العمر نفس
المصير.بحسب وكالة الانباء الالمانية د ب ا.
ولقي طفل مصرعه ببلدة وادي العثمانية بولاية ميلة (550 كيلومترا شرق
العاصمة الجزائر) عندما خرج من المقهى الذي كان يتابع فيه المباراة
مباشرة بعد تسجيل عمرو زكي للهدف الاول.
شماتة إسرائيلية بأجواء مباراة مصر والجزائر
ولقت مباريات كرة القدم بين المنتخب المصري والجزائري اهتماما كبيرا
في وسائل الإعلام العبرية والشارع الإسرائيلي. وشددت بعض وسائل
الإعلام الإسرائيلية على أن اللقائين هما حرب بين البلدين وركزت على
الخلافات بينهما، فيما ذهب بعض القراء الإسرائيليين المعقبين في
المواقع الالكترونية إلى الشماتة من العرب، إذ وجدوا سعادتهم في خلاف
البلدين العربيين، متمنين "مباراة" من هذا النوع بين حركتي فتح و حماس.
ووصف بعضهم العالم العربي أنه متخلف. وركزت بعض وسائل الإعلام على
بعض التصريحات المتعلقة بهزيمة إسرائيل للمصريين في حرب 1967، واستعباد
الفرنسيين للجزائريين، التي تم تداولها في مواقع الكترونية عديدة. بحسب
أريبيان بزنس
وقالت قناة العربية إن القناتين الإسرائيليتين الثانية والعاشرة
خصصتا تقارير عن المباراة في نشرات الأخبار الرئيسة، وتساءل أحد
المراسلين، كيف لا تقوم القنوات الإسرائيلية ببث المباراة؟، فيما نشر
موقع صحيفة هآريتس الإسرائيلي استطلاعاً للرأي حول هوية الفائز في
المباراة القادمة. وكان الخبر الذي نشره موقع صحيفة معاريف ثاني أكثر
الأخبار الرياضية قراءة.
وقال مقدما برنامج لوندون إت كرشنباوم، أحد أكثر البرامج شعبية في
إسرائيل، في تقديمهما للفقرة المتعلقة بالمباراة إن "كرة القدم هي حرب
عندما تكون بين مصر والجزائر، في حين قال مراسل البرنامج للشؤون
العربية تسفي يحزكيلي: يجب أن أتعلم ما يحدث في عالم كرة القدم، لأن
هذا سياسة بكل معنى الكلمة، خلافات وأزمات دبلوماسية. وهناك اتهامات
وكراهية بين البلدين وصلت إلى مستوى عالي لم نشهده من قبل... اسمحوا لي
أن أعرض عليكم مشاهد لحافلة المنتخب الجزائري بعد أن اعتدى عليهم
المصريون. الجزائريون كانوا في حالة صدمة. وأشار إلى أن المصريين
اتهموهم من قبل بأنهم سمموا لهم الطعام في المباراة التي خسروها في
الجزائر. كذلك، فإن الجزائريين كتبوا للمصريين أن ما فعلته إسرائيل بكم
عام 1967 هو لا شيء إلى جانب ما سنفعله بكم"، على حد زعم التلفزيون
الإسرائيلي.
وقال يحزكيلي إن الجزائريين هم الأشرار الآن في الشارع المصري،
فالمصريون ينظرون إلى أنفسهم على أنهم الطيبون في حين أن الجزائريين هم
الأشرار بنظرهم. ولم يغب عن يحزيكلي ربط مباراة إيران والأردن
بالسياسة، وهي مباراة جرت في نفس يوم مباراة الجزائر ومصر وانتهت بفوز
الإيرانيين بهدف يتيم. ووصفها يحزكيلي أنها مباراة بين السنة والشيعة.
أما القناة الثانية الإسرائيلية فعنونت المباراة في نشرتها الرئيسية
أنها مباراة كرة القدم التي عصفت بالعالم العربي. وعرضت القناة
الإسرائيلية، تقريرا مطولاً عن المباراة لمراسليها غانم ابراهيم وتسيون
نانونس، مدته 6 دقائق، وهي مدة طويلة نسبياً في عالم التقارير
التلفزيونية الخاصة بنشرات الأخبار. وجاء في التقرير: حتى في ظل التوتر
في الشرق الأوسط كانت هذه المباراة مشحونة بشكل خاص. مصر والجزائر ربما
بلدين صديقين ولكن في كرة القدم هي فعلا الحرب بينهما. بدأ الأمر قبل
25 عاماً عندما قام لاعبون من كلا المنتخبين بالتعارك على الملعب
وأعطوا الضوء للكراهية. مضيفاً قبل نصف عام قام مشجعون جزائريون بحرق
العلم المصري. |