
شبكة النبأ: في وقت تكشّفت فيه كثير
من حقائق مجزرة فورت هود التي راح ضحيتها 13 جنديا وجرح أكثر من أربعين
آخرين، يبقى اللغز الذي يحير المحققين في الجيش الأمريكي ومكتب
التحقيقات الفدرالي: لماذا أقدم الضابط نضال مالك حسن على فعلته؟
ومبعث الحيرة هو أن جيران حسن وأقربائه وحتى بعض الجنود الذين
عالجهم من خلال عمله كطبيب نفسي في القاعدة العسكرية، وصفوه بأنه شاب
هادئ ومحب ومحترف في عمله، وخدم الجيش الأمريكي في غير موقع، فما الذي
حدث؟
لكن خيطا جديدا برز خلال التحقيقات ربما يوضح الغموض هذا، إذ تبحث
السلطات الاتحادية في علاقة محتملة بين حسن والشيخ أنور العولقي، وهو
الإمام السابق لمسجد دار الهجرة في فيرجينيا، حيث كان حسن يصلي، وأحد
الذين ورد اسمهم في تحقيقات أحداث 11 سبتمبر/أيلول.
ومكتب التحقيقات الفدرالي سبق وأن استجوب العولقي، الذي يوصف بأنه "جهادي
متشدد،" بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، عندما أُتهم بأنه "المرشد الروحي"
لاثنين من المهاجمين انطلقوا من مسجده في منطقة فولز تشيرش.
لكن حتى الآن، وبحسب السلطات الأمنية لم يثبت أي علاقة بين مهاجم "فورت
هود" والعولقي، رغم أن الأخير كتب في مدونته على الإنترنت مادحا
الحادثة، وواصفا نضال حسن بأنه "بطل لم يتحمل ضميره أن يكون ضابطا في
جيش يحارب أهله،" داعيا "المسلمين الذين يعملون في الجيش الأمريكي أن
يحذوا حذو نضال."
وقال العولقي، وهو أمريكي من أصول يمنية "إن أي عالم لديه ذرة من
المعرفة الإسلامية لا يستطيع أن ينكر الأدلة القاطعة على أن للمسلمين
اليوم الحق، بل من الواجب، محاربة الطغيان الأميركي".
على أن احتمال أن يكون حسن التقى العولقي أيام كان إماما لمسجد دار
الهجرة في فيرجينيا، وراد، إذ تشير الدلائل إلى أن صلاة الجنازة أقيمت
على روح والدة حسن في المسجد ذاته عام 2001، ويعتقد بأن العولقي الذي
ترك الولايات المتحدة عام 2002، هو من أم المصلين آنذاك. بحسب سي ان ان.
وبعد الحديث عن الصلة بين العولقي، الذي يوصف بأنه متعاطف مع تنظيم
القاعدة، وحسن، سارع إمام مسجد دار الهجرة الحالي الشيخ شاكر السيد إلى
نفي أي صلة للعولقي بحسن أو بالمسجد الآن، وقال في مؤتمر صحفي "لقد صلى
حسن معنا، لكن لا نستطيع تبرير ما فعله."
وعبر الشيخ السيد عن دهشته لما فعله حسن، قائلا "هذا الشاب الهادئ
المسالم، الذي كان يأتي إلى المسجد ويخرج منه بتؤدة.. لا أستطيع أن
أصدق أنه يمكن أن يفعل شيئا كهذا (الهجوم)."
وتأمل السلطات في مزيد من المعلومات عقب التحقيق مع حسن الذي قال
متحدث باسم المستشفى الذي يرقد فيه في تكساس، إنه "أفاق ويستطيع الكلام."
منفذ مجزرة تكساس بدأ يدلي بأقواله
واستعادَ نضال مالك حسن، العسكري المسلم المتهم باطلاق النار في
فورت هود وعيهُ وبدأ يدلي بأقواله، على ما ذكرت لوكالة فرانس برس
متحدثة باسم المستشفى العسكري الذي يعالج فيه.
وقالت المتحدثة ماريا غيليغوز من مركز بروكي الطبي التابع للقوات
البرية في سان انتونيو (تكساس،جنوب) ان الطبيب النفسي العسكري الذي
اودع المستشفى بعدما اصيب برصاص القوات النظامية اثناء تبادل اطلاق
النار الخميس، "يتحدث الى الفريق الطبي".
غير ان المتحدثة رفضت تحديد ما اذا كان العسكري حسن تحدث ايضا الى
محققين مكلفين كشف ملابسات المجزرة التي خلفت 13 قتيلا و28 جريحا والتي
لا يزال دافعها غير واضح.
وبحسب استنتاجات اولية للتحقيق كشفت مساء السبت، يبدو ان المشتبه به
تحرك في شكل منفرد في فورت هود غير ان الشرطة لا تستبعد احتمال سعيه
لتنفيذ عملية انتحارية.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فان المحققين يبحثون وجود رابط محتمل بين
منفذ الهجوم وامام ولد في الولايات المتحدة تقول السلطات الاميركية انه
مناصر متحمس للقاعدة منذ ان غادر مسجدا في فرجينيا (شرق) كان يلقي خطبا
فيه.
محامي مهاجم فورت هود: نضال حسن لن يستطيع
المشي
وكشف محامي نضال مالك حسن، المتهم بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت
هود" العسكرية الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 13 شخصاً وإصابة 40
آخرين، أن موكله أُصيب بإصابات بالغة في منطقة الخصر، وقد لا يمكنه
السير على قدميه مجدداً.
وقال المحامي جون غاليغان، وهو عقيد سابق بالجيش الأمريكي، في
تصريحات، إن حسن لحقت به إصابات خطيرة في كلتا يديه، مشيراً إلى أنه
أمضى نحو ساعة مع موكله المحتجز في مستشفى "سان أنطونيو" العسكري، في
ولاية تكساس، بحضور أحد أفراد عائلته، دون أن يفصح عن اسمه.
وكان الإدعاء العسكري العام بالجيش الأمريكي، قد وجه الخميس، 13
اتهاماً بالقتل العمد إلى الرائد نضال حسن، مما قد يقوده إلى عقوبة
الإعدام، في الوقت الذي قال فيه المتحدث باسم قيادة التحقيق في جرائم
الجيش، كريس غراي، إن التحقيقات ما زالت مستمرة بشأن "الهجوم" الذي
شهدته أكبر قاعدة عسكرية للجيش الأمريكي في العالم.
ومازال نضال حسن، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي كان يخدم كطبيب
نفسي في القاعدة العسكرية، يخضع للعلاج في مستشفى "سان أنطونيو"، بعد
إصابته في الهجوم الذي وقع في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
بحسب سي ان ان.
وفيما تتواصل التحقيقات حول عملية إطلاق النار، التي تسببت بمقتل 12
جندياً أمريكياً ومدني واحد، وإصابة 40 آخرين، ذكر مكتب التحقيقات
الفيدرالي أن تحقيقاته تشير إلى أن "المسلح تصرف لوحده، ولم يكن جزءاً
من مؤامرة إرهابية أكبر."
وتظهر السجلات العسكرية إن الميجور نضال ولد في ولاية فيرجينيا
الأمريكية، في حين أظهر مكتب للسجل المدني الاتحادي، أن نضال يعود
لأصول أردنية، والتحق بالجيش عام 1997، بعدما تخرج من جامعة فيرجينيا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد نقلت عن شخص يُدعى نادر،
قالت إنه ابن عم "منفذ الهجوم"، أن نضال غير متزوج، وله أخ يعيش في
فيرجينيا، وآخر في القدس، كما أكد أن أفراد عائلة حسن هم محامون
ومصرفيون وأطباء.
وفي أعقاب الإعلان عن "الحادث"، الذي وصفته وسائل إعلام أمريكية بـ"المجزرة"،
سارع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ومنظمات إسلامية أخرى، إلى
إدانة "الهجوم"، كما أعربت تلك المنظمات عن مخاوفها من أن يستخدم
"متشددون" الواقعة لشن عمليات انتقامية ضد المسلمين داخل الولايات
المتحدة. |