البعثيون في العراق وقِطار أوباما السعودي التركي

 

شبكة النبأ: تعتزم الادارة الامريكية تنظيم مؤتمر في واشنطن خلال الايام المقبلة لاستضافة مسؤولين وقادة بعثيين سابقين لدرس إمكان اشراكهم في العملية السياسية والسماح لهم بالاشتراك في انتخابات مجلس النواب القادمة في تدخّل سافر في العملية السياسية الجارية في العراق والتي حظرت حزب البعث عن طريق مادة دستورية ومنعته من أن يشارك في الحكم بأية صفة او صبغة او طريقة.

فضلا عن ذلك أفادت تسريبات عن ان المؤتمر المزعوم سيتم برعاية امريكية ودعم - سعودي – تركي، يتجاوز الدعم السياسي والاعلامي ليصل حد الدعم المالي بمئات ملايين الدولارات للإلتفاف على التحالف الشيعي من خلال شراء الذمم والتسويف وتشويه السمعة.

وفي غضون هذه التطورات صادقَ مجلس الوزراء العراقي على أسماء أعضاء هيئة المساءلة والعدالة البديلة عن هيئة اجتثاث البعث التي يترأسها احمد الجلبي نائب رئيس الوزراء السابق. وأكدت لجنة الاجتثاث النيابية أنها تسلمت أسماء الأعضاء الجدد للتصويت على تعيينهم في البرلمان.

البعثيون والقطار الاميركي السعودي التركي

وذكرت صحيفة النهار اللبنانية، ان الولايات المتحدة تعتزم تنظيم مؤتمر في واشنطن خلال الايام المقبلة لاستضافة مسؤولين وقادة بعثيين سابقين لدرس امكان اشراكهم في العملية السياسية والسماح لهم بالاشتراك في انتخابات مجلس النواب في كانون الثاني المقبل.

واضاف المصدر الذي رفض ذكر اسمه للصحيفة ان "المؤتمر برعاية امريكية ودعم - سعودي – تركي، قال عنه النائب علي الصجري بان  اياد علاوي وصالح المطلك تلقوا مبلغ يقدر بــــ100 مليون دولار للاطاحة بالحكومة الشيعية، وانه كان حاضرا في هذا اللقاء الذي  اشرف عليه الامير مقرن بن عبد العزيز ال سعود رئيس جهاز المخابرات السعودي وباشراف من مجلس الامن الوطني الذي يشرف عليه الامير بندر بن سلطان ، واسفر الاجتماع عن وضع خطة مقترحة بتمويل حملة اعلامية وسياسية  لصالح البعثيين ومن ضمن الحملة المقترحة اغلاق قنوات شيعية ،منها قناة العالم وقناة الفرات التي يمتلكها الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق للتاثير على نتيجة الانتخابات.

وكان صالح لمطلك قد صرح لوكالة نينا للانباء، بأن البعثيين سيمتلكون 40 مقعدا في الانتخابات المقبلة، ومن جهة اخرى  تحاول السعودية العربية ضم اطرافا سنية اخرى للائتلاف البعثي السني المقبل، سيتم الاعلان عنه  في الايام القليلة المقبلة، مصدر مقرب من مكتب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي قال ان الاتفاق الاولي مع قائمة الحدباء البعثية التي يتراسها اسامة النجيفي وقائمة نائب رئيس الوزراء رافع العيساوي ستلتحقان بهذا التكتل الجديد من اجل  ضمان اغلبية تتيح لهم تشكيل الحكومة المقبلة،  واشار النائب علي الصجري بأن الاجندة الاقليمية  تهدف الى عرقلة العملية السياسية وخلق فتنة طائفية في العراق وهدد بكشف  الادلة وتقديمها الى القضاء العراقي من اجل ايقاف  تدخلات هذه الدول في العراق.

ادارة اوباما تشعرُ بقلق من توجهات المالكي!

ولم تكتفِ ادارة اوباما بالتدخل من خلال الترويج لعودة البعث المحضور الى العملية السياسية بل أبدت قلقها من تطورات دراماتيكية في الاوضاع السياسية في العراق على خلفية الصراعات المحتدمة بين القوى السياسية والمكونات الاجتماعية التي تشهد تصاعدا في وتيرتها مع اقتراب الانتخابات العامة في يناير المقبل.

وتكشف مصادر مقربة من السفارة الأمريكية في بغداد ان السفير كريستوفر هيل ينتابه القلق من نيات رئيس الحكومة نوري المالكي وتوجهاته الرامية الى ما سمته «هدم» كل ما بناه خلال الاعوام الماضية من اجل البقاء في الحكم والاستحواذ على السلطة مجددا على خلفية المعلومات التي تتحدث عن احتمال اندماج (ائتلاف دولة القانون) الذي يتزعمه بالتحالف الشيعي الجديد القديم ( الائتلاف الوطني العراقي) الذي يتزعمه عمار الحكيم، وقالت انه - هيل - ارسل اشارات الى المالكي «تنطوي على لهجة تحذير» مطالبا اياه بعدم الاستماع الى «النصائح الايرانية» خلال هذا الظرف الحساس. بحسب صحيفة الوطن.

وكانت شائعات ترددت في العاصمة العراقية عن قيام رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الذي زار بغداد خلال الايام الماضية بالطلب وبالحاح يشبه توجيه «الاوامر» من المالكي العودة الى التحالف الشيعي الذي كان قرر الانفصال عنه قبل عدة اسابيع وتشكيل تحالفه السياسي الخاص.

وكان مصدر دبلوماسي مطلع كشف ان الإدارة الأمريكية تتجه الى عقد مؤتمر في واشنطن خلال الايام المقبلة يشارك فيه مسؤولون وقادة بعثيون سابقون للبحث في سبل مشاركتهم في العملية السياسية عبرخوض الانتخابات العامة لاختيار مجلس جديد للنواب،مشيرا الى ان السعودية وتركيا تدعمان التوجه الأمريكي وتعملان لإنجاحه. وقال ان التصريحات الشديدة التي اطلقها المالكي والقادة الشيعة الاخرون مردها هذه المعلومات وليس قيام تحالف سياسي بين البعثي السابق النائب صالح المطلك ورئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي.

وحرص المالكي خلال الايام المنصرمة على تكرار توجيه التحذيرات من تغلغل البعثيين والمتعاطفين مع الحزب الصدامي المحظور الى مجلس النواب الجديد، داعيا عوائل شهداء وسجناء حقبة البعث السوداء الى ان يقولوا كلمتهم حتى «لا يتسلل البعث الى مجلس النواب» و«ان لا يسمحوا له بالعمل تحت قبة البرلمان تحت اي مسمى او عنوان» وقال «لن تتحقق السعادة والاستقرار في العراق مع بقاء هذه الجرثومة».

ورجح مراقبون اعلان اندماج تحالف المالكي مع تحالف الحكيم في غضون الايام المقبلة لمواجهة الوضع الجديد الناشئ في التركيبة السياسية بعد قيام تحالف علاوي - المطلك المدعوم من تركيا والسعودية، وتزايد مخاوف احزاب الاسلام السياسي من فقدانهم السلطة التي ظلوا مهيمنين عليها طيلة الاعوام الستة المنصرمة على خلفية فشلها الذريع في مواجهة تحديات السلطة واخفاقها في حل مشكلات البلاد وتقديم الخدمات والأمن للعراقيين وتورطها المباشر في اشعال الحرب الطائفية في البلاد التي وضعت البلاد على حافة الحرب الاهلية الشاملة.

اعتقال 74 شخصا ينتمون لحزب البعث

من جهة اخرى قال رئيس الوزراء نوري المالكي، ان التحقيقات الخاصة بتفجيرات الأحد (8/10) والتي استهدفت مقري وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد أسفرت عن إلقاء القبض على 74 شخصا  ينتمون الى حزب البعث المنحل نفذوا هذه التفجيرات.

واوضح المالكي في مؤتمر صحفي عقده في بغداد ان”التحقيقات الخاصة بتفجيرات يوم الاحد والتي استهدفت مقر وزارة العدل أسفرت عن إلقاء القبض على 74 شخصا  ينتمون الى حزب البعث المنحل نفذوا هذه التفجيرات”. بحسب تقرير اصوات العراق.

وأضاف “القينا القبض على العقل المدبر للعملية واعترف بتورط 73 شخصا بمنطقة في شمال بغداد وعند سؤالنا لماذا اخترتم وزارة العدل قال انه جاء الينا امر من البعث ان البناية مليئة بالزجاج وستوقع اكبر عدد ممكن من الضحايا. وقال المالكي ان “التفجيرات اودت بحياة 30 طفلا في حضانة كانت داخل وزارة العدل”.

الحكومة العراقية توافق على تعيين أعضاء المساءلة والعدالة

وفي غضون هذه التطورات صادقَ مجلس الوزراء العراقي على أسماء أعضاء هيئة المساءلة والعدالة البديلة عن هيئة اجتثاث البعث التي يترأسها احمد الجلبي نائب رئيس الوزراء السابق. وأكدت لجنة الاجتثاث النيابية أنها تسلمت أسماء الأعضاء الجدد للتصويت على تعيينهم في البرلمان. بحسب تقرير صحيفة الحياة.

وفيما رحبت هيئة الاجتثاث بتشكيل اللجنة الجديدة، أعربت عن قلقها حيال اعتماد مبدأ المحاصصة في اختيار أعضائها. وأكد رئيس لجنة اجتثاث البعث في البرلمان فلاح شنيشل أن مجلس الوزراء صادق على تسمية الأعضاء الجدد لهيئة المساءلة والعدالة البديلة لهيئة اجتثاث البعث.

وأكد تسلم لجنته كتاباً رسمياً من مجلس الوزراء يطلب طرح الأعضاء الجدد للتصويت في أقرب فرصة لتتمكن هيئة المساءلة والعدالة من مباشرة مهامها بتدقيق سيرة المرشحين للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 21 كانون الثاني (يناير) المقبل.

وعن معايير الاختيار، قال إن الهيئة الجديدة مكونة من سبعة أعضاء يمثلون مكونات الشعب العراقي»، لافتاً الى مناقشة عملية الاختيار داخل مجلس النواب ومن رؤوساء الكتل، وانتهت في الشكل الآتي: من الشيعة ثلاثة والأكراد اثنين والسنة اثنين.

وعن الأسماء المرشحة، ذكر أنهم «طلال جمعة يوسف وفؤاد محمود عطية من السنة وبختيار عمر محيي الدين وحسام عبداللطيف جاسم من الأكراد، فيما رشح الائتلاف العراقي وليد الحلي (حزب الدعوة - جناح المالكي) وحسن كطامي (المجلس الأعلى الإسلامي العراقي) وحميد فارس طارش (التيار الصدري)»، على أن يُنتخب رئيس الهيئة ونائبه بعد التصويت على أسماء المرشحين.

وعن مصير الهيئة السابقة، أفاد: وفقاً للقانون، ستستمر الملاكات الإدارية والفنية لكل دوائر وأقسام الاجتثاث في عملها وستكون مهمة اللجنة السباعية المشكلة حديثاً الإشراف على هذا العمل.

وأشارت مصادر برلمانية الى مساعي رئيس الوزراء نوري المالكي إلى دفع وليد الحلي القريب منه لرئاسة الهيئة الجديدة، في ظل حملته الإعلامية ضد البعثيين منذ تفجيرات «الأربعاء الدامي» في 19 آب (اغسطس) الماضي وما تلاها من اعتداءات اتهم البعثيين بالتورط فيها.

من جهتها، رحبت هيئة اجتثاث البعث بتشكيل اللجنة الجديدة. واعتبر المدير التنفيذي للهيئة علي اللامي في تصريح إلى الحياة قرار مجلس الوزراء «تعيين أعضاء هيئة المساءلة والعدالة على رغم تأخره، انتصاراً للقانون والدستور.

وتابع: نحن في الهيئة نرحب بهذا الإجراء، لكن ما يقلقنا في خصوص استقلالية الهيئة المشكلة، هو اختيار الأعضاء الذي تم وفقاً لمبدأ المحاصصة. وأوضح أن هيئة الاجتثاث ستستمر في عملها ولا سيما النظر في تدقيق سجلات المرشحين للانتخابات التشريعية حتى المصادقة على الأعضاء الجدد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 14/تشرين الثاني/2009 - 16/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م