اليمن العاجز وإشعال نار الطائفية

علي ال غراش

لقد ارتكبت الحكومة اليمنية عبر وزارة خارجيتها خطأ فادحا من خلال الزج بالمواطنين الشيعة في المنطقة بنزاعاتها ومشاكلها وتخبطاتها، بالادعاء بأنهم يقدمون دعما ماليا وسياسيا ومذهبيا للحوثيين، وهذه كذبة وافتراء ومحاولة يائسة من الحكومة اليمنية،التي عجزت عن مواجهة التحديات والمشاكل والأزمات الداخلية المتنوعة من فساد ونزاعات عسكرية ودعوات للانفصال، لتلجأ إلى إثارة الفتنة الطائفية واللعب على وتر التشكيك بين الحكومات الخليجية ومواطنيها الشيعة، وما ذلك الكلام غير المسؤول من قبل الحكومة اليمنية إلا محاولة فاشلة لتجاوز أزماتها على حساب الآخرين ومنهم الشيعة في الخليج وفي كل مكان.

لقد عبر المواطنون في الخليج ومنهم الشيعة الذين يشكلون جزءا من المواطنين عن تضامنهم في الدفاع عن الوطن وعن الشعب، ورفضهم لأي اعتداء من أي جهة كانت، كما اننا نرفض الزج بشيعة الخليج في الخلافات والنزاعات الخارجية السياسية والطائفية، كما فعلت الحكومة اليمنية الغارقة في الفساد مؤخرا والمستعدة للتضحية بالشعب والأرض لبقائها، ونرفض أي تدخل في شؤون الدول الأخرى، كما اننا نريد ألا يتحول اليمن إلى منبر لبث الفتن والنعرات الطائفية البغيضة، ومستنقع للدماء ودولة للفوضى والفساد، والاستغلال من قبل الحكومة الفاسدة والحركات الإرهابية ويصبح كالصومال وغيره.

كنا نأمل أن لا يحصل ما حصل من قتل وتدمير وفوضى وفساد ومطالب بالانفصال في الجنوب، الذي جاءت نتيجة طبيعية للازمات اليمنية الداخلية المتفاقمة بسبب سياسة الحكومة الفاشلة عن تحقيق أي انجاز حضاري ووطني بمستوى تطلعات الشعب اليمني الغارق في بحر الفقر المدقع.. رغم الدعم الخارجي للحكومة، الحكومة المستعدة لخوض معركة الأرض المحروقة وقتل الشعب لتحقيق بقائها!.

اليمن جار لنا والشعب اليمني عزيز علينا تربطنا به علاقات قوية، وما يحدث هناك ستكون له انعكاسات على دول المنطقة وليس على اليمن فقط، كما ان استمرار الوضع في التأزم والنزاع العسكري وعدم الاستقرار ومعالجة الملفات الداخلية السياسية والاقتصادية والمذهبية والقبلية بعدالة وبطريقة صحيحة وسليمة ستجعل البلد السعيد منطقة توتر دائم سيؤثر على دول الجوار والمنطقة.

إن إثارة النعرات الطائفية والإساءة للمذاهب، والزج بالطائفية في القضايا السياسية والتشكيك في الانتماءات الوطنية، خطوة خطيرة ولعب بالنار لن ترحم أحدا، ولهذا ينبغي على الجميع وبالخصوص القيادات الدينية والسياسية في هذه المرحلة تغليب لغة العقل والتسامح، ودعم الحوار والتصالح.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تشرين الثاني/2009 - 15/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م