عشوائيات من البصرة

بشرى الخزرجي

ذات عطلة صيفية قمت بزيارة مدينة البصرة الغالية، لغرض استحصال الجنسية العراقية والبطاقة الشخصية ووثائق أخرى رسمية توثق انتمائي للعراق وأهله، وفي زحمة الرحلة المكوكية لمقر الجنسية الواقع في منطقة العشار (قلب المدينة التعبان)، ومروري اليومي بين الأزقة العاجة بالقاذورات وصولا باتجاه سوق المخضر المعروف الذي يعاني الإهمال والتدني الواسع في الخدمات حيث المياه الآسنة وبركها المنتشرة التي تضطرك وليس على المضطر من حرج، على عبورها قفزا(نطة بأثر نطة) محاولا تجاوزها بشق الأنفس المشمئزة من الروائح الكريهة، لتصل إلى مبتغاك المكان الذي تنوي التسوق منه أو كما حالتي الذهاب إلى دائرة أو مقر الجنسية الموقر.

موقف والمواقف كثيرة

لان الطقس كان صيفيا لاهبا اعتدت شراء فاكهة (الرقي) أي البطيخ لأبرد على قلبي، فالإشاعة تقول إن أهل أوربا أو الخارج مثل ما يسمينا أهل الداخل أعزهم الله، لايطيقون الحر وتبعاته!.. ذهبت إلى السوق القريبة من محل سكناي في البصرة، في الأثناء وأنا متجهة نحو (أبو البطيخ)، شدني صوت نشاز أشبه بأنشودة قومية أو شعار مستهلك يرفع في حملة انتخابية حامية الوطيس، منبعث من خلف أكوام البطيخ الموضوع بطريقة عشوائية المنظر، ينادي.. اقترب..اقترب اشتري بشرط السكين، (رقي) بطيخ وطني والله العظيم مو صفوي!.

خبر والأخبار كثيرة

اعترضت (أم جيمي) المقاتل البريطاني الذي قضى نحبه في أفغانستان قبل شهر مضى، على خطأ ورد سهواَ في اسم ابنها وذلك من خلال رسالة خطية وجهها رئيس الوزراء البريطاني كولدين براون مواسيا فيها الوالدة الموجوعة بفقيدها الشاب، وقد تسبب الخطأ الإملائي هذا في بث شعور الخيبة والإحباط عند الأم التي عبرت عن أسفها وغضبها ووصفت السهو بغير المبرر وبحسب رأيها يعكس عدم احترام الجندي البريطاني المضحي، مستفسرة كيف يمكن لرئيس وزراء أن يكتب اسم مقاتل لديهم بهذه الطريقة المحبطة المستفزة، وبرغم من المكالمة التي أجراها براون مع هذه السيدة والتي نشر نصها في جريدة السن البريطانية معبرا عن أسفه واعتذاره إن كان خطه غير الواضح أثار مشاعر الخيبة والحزن لديها، إلا ان الماكنة الإعلامية جعلت من الحدث قصة ورواية ما زالت تتناولها بالتحليل والتفصيل... هكذا هي حقوق الإنسان لديهم ...ولدينا!

 لذوي شهداء العراق الذين قتلوا غدراً ومن توزعت أشلاؤهم الطرقات الصبر والسلوان والكرامة والرفعة.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

شعار انتخابي شد انتباهي

نعم نعم لألله....كلا كلا للشيطان!

الشعار كان على جدار إحدى البنايات في مدينة البصرة الانتخابات الفائتة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م