هجوم قاعدة تكساس: عملية انتحارية أم جريمة فردية

الجالية الاسلامية مصدومة وتخوفات من ردود أفعال تجاه المسلمين

 

شبكة النبأ: اكد المحققون ان الجندي الاميركي المسلم من اصل فلسطيني نضال مالك حسن الذي فتح النار الخميس في فورت هود في ولاية تكساس وقتل 13 شخصا، تصرف بمفرده ولا علاقة له باي مجموعة ارهابية، من دون استبعاد فرضية العملية الانتحارية.

وقال المتحدث باسم فريق المحققين التابع للجيش كريس غراي من مكان الحادث، كل العناصر حتى الان تشير الى ان المشتبه به تحرك بمفرده.

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز معلومات نقلتها عن محققين في الاعتداء رفضوا كشف اسمائهم اعتبرت ان نضال مالك حسن تصرف بمفرده بعيدا من اي تواطؤ مع اشخاص اخرين.

الا ان المحققين اكدوا للصحيفة في الوقت نفسه ان هناك امكانا ان يكون هذا الطبيب النفسي العامل في سلاح البر الاميركي والبالغ التاسعة والثلاثين من العمر قد اراد عن سابق تصور وتصميم ارتكاب عملية انتحارية.

ونقلت الصحيفة ايضا ان التدقيق الذي حصل للكومبيوتر الذي يستخدمه بين انه اطلع خلال الفترة الاخيرة على مواقع اسلامية تابعة لتيار اسلامي معين كما تبادل الرسائل الالكترونية مع اشخاص ينتمون الى هذا التيار.

الا ان المحققين لم يؤكدوا للصحيفة المعلومات حول قيام الرجل بكتابة نصوص تمجد العمليات الانتحارية كان ينوي ارسالها الى مواقع اسلامية على الانترنت.

وقال رئيس اركان سلاح البر الاميركي الجنرال جورج كايسي الاحد ان من الضروري "عدم التسرع في استخلاص النتائج المستندة الى معلومات مجتزأة"، في اشارة الى معلومات صحافية كثيرة كانت تتكهن بدوافع المجزرة.

وقال الجنرال كايسي عبر شبكة سي ان ان "نشجع جنودنا والمسؤولين الذين قد يكونون على علم باي معلومات عنه على تقديم هذه المعلومات الى المحققين".

ونشر قسم التحقيقات الجنائية التابع للجيش الاحد رسالة تدعو المدنيين والعسكرييين الذين كانوا موجودين في مكان المجزرة الى تسليمه "اي عنصر مادي يمكن ان يستخدم" لمساعدة التحقيق.

جدّ المهاجِم.. مستحيل أن يرتكب حفيدي هذا الامر

من جهة اخرى قال جدّ المهاجِم الفلسطيني الأصل ان من المستحيل أن يكون حفيده ارتكب هذا الامر. وقال الجد اسماعيل مصطفى حمد لرويترز في مقابلة في منزله ببلدة البيرة الفلسطينية إن حفيده "طبيب ويحب امريكا" مضيفا أن الفضل يعود للولايات المتحدة لما هو عليه الان.

وكان الميجر نضال مالك حسن المولود في الولايات المتحدة (39 عاما) وهو مسلم وابن لوالدين من المهاجرين قد تعرض لإطلاق الرصاص أثناء الهجوم ولا يزال محتجزا في مستشفى في سان أنطونيو بتكساس.

وقال حمد (88 عاما) "لا يعلم الموضوع الا الله انه جن او صار عصبيا.. انا ما باعرف عنه شيء..مستحيل يعمل هذا الشيء".

وقضى حسن سنوات في علاج جنود جرحى فقد بعضهم أطرافا في الحرب بالعراق وأفغانستان. وكانت المرة الاخيرة التي زار فيها جده في الضفة الغربية المحتلة قبل نحو عشر سنوات. وقال حمد انه كان هو الذي يزور حفيده في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. واستبعد حمد على ما يبدو أي دافع سياسي وراء الهجوم.

مسلمو أمريكا بحالة صدمة ويدينون الهجوم  

وفي اطار ردود الأفعال أدانت الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة حادث إطلاق النار في قاعدة (فورت هود) العسكرية بولاية تكساس يوم الخميس الماضي، وهو ما أسفر عن مقتل 13 جنديا وإصابة 30 آخرين بجروح.

وقال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية في بيان تلاه المتحدث باسمه إبراهيم هوبر- وأذاعت شبكة تلفزيون (سي إن إن) الأمريكية مقتطفات منه امس- «لا يمكن لأي فكر ديني أو سياسي أن يبرر أو يغفر لمثل هذا العنف الوحشي والعشوائي. هذا الهجوم على وجه الخصوص كان شنيعا إذ استهدف جنود الجيش المتطوعين الذين يحمون أمتنا».

وأضاف البيان «يقف المسلمون الأمريكيون إلى جانب مواطنينا الأشقاء في الصلاة من أجل الضحايا وتقديم خالص العزاء لعائلات الذين قتلوا أو أصيبوا في القاعدة».

وكان المهاجم نضال حسن يعمل بمستشفى (وولتر ريد) العسكري برتبة رائد قبل نقله إلى قاعدة (فورت هود)، وقام بفتح النار من سلاحين بحوذته على مركز لإجراء اختبارات على الجنود المقرر نشرهم بالعراق وأفغانستان تابعا للقاعدة العسكرية.

واصيب المصلون في مسجد بضاحية واشنطن بالصدمة الجمعة بعد سماعهم ان احدا منهم اطلق النار في تكساس فيما شدد الامام على ان «الاسلام ليس مسؤولا».

وقال محمد عبدالله امام مركز الاتصال الاسلامي في سيلفر سبرينغ (ميريلاند) امام مئات المصلين الذين كانوا يشاركون في صلاة الجمعة «نقدم تعازينا وصلواتنا لعائلات الضحايا (...) الاسلام ليس مسؤولا».

وامام تهافت المصورين الى هذا المركز الذي يضم مسجدا وعيادة وخدمات ثقافية واجتماعية، لم يخف المصلون ذهولهم غداة عملية اطلاق النار في قاعدة فورت هود العسكرية التي اودت بحياة 13 شخصا اضافة الى 28 جريحا بحسب اخر حصيلة.

قائد امريكي يخشى تعرض الجنود المسلمين لرد فعل عنيف

من جهة ثانية عبّر الجنرال جورج كيسي رئيس أركان الجيش الامريكي عن قلقه من أن حادث اطلاق النار الجماعي الذي وقع الاسبوع الماضي في فورت هود بتكساس وأنحي باللائمة فيه على ضابط مسلم بالجيش الامريكي يمكن أن يذكي رد فعل عنيفا في الجيش الامريكي ضد الجنود المسلمين.

وحذر كيسي من القفز الى النتائج بشأن ما اذا كانت المعتقدات الدينية وراء تصرف المسلح المتهم الميجر نضال مالك حسن وهو مسلم مولود في الولايات المتحدة لابوين من المهاجرين.

وقال كيسي لشبكة (سي.ان.ان) التلفزيونية "يساورني القلق من ان هذه التكهنات المتزايدة يمكن أن تسبب رد فعل عنيفا ضد بعض جنودنا المسلمين. وقد طلبت من قادة جيشنا أن يكونوا يقظين لهذا الامر."

وقال كيسي ان هناك نحو ثلاثة الاف جندي مسلم عامل او في الحرس الوطني او قوات الاحتياط. وهم اقلية صغيرة داخل الجيش الامريكي.

وذكر مسؤول في فورت هود أن حسن صاح قائلا "الله اكبر" قبل أن يطلق الرصاص عشوائيا مما أسفر عن مقتل 13 واصابة 30 اخرين. وأطلقت الشرطة الرصاص اربع مرات على الطبيب النفسي البالغ من العمر 39 عاما والذي يعمل بالجيش الامريكي. ونقل الى المستشفى لكنه لم يعد بحاجة الى جهاز التنفس الصناعي.

وقال اقارب لحسن انه كان يريد ترك الجيش حتى لا يرسل الى افغانستان وانه تعرض لمضايقات من جانب زملائه من الجنود بسبب ديانته.

ولم يحدد كيسي نوعية رد الفعل التي يخشاها ضد المسلمين في الجيش او من قد يقود رد الفعل هذا.

وقال كيسي لقناة (ان.بي.سي) التلفزيونية "تنوعنا ليس في جيشنا فحسب بل في بلادنا ايضا. وبقدر ما كانت هذه المأساة مروعة فاننا اذا خسرنا تنوعنا سيكون هذا اسوأ على ما أعتقد."

ولدى سؤاله عما اذا كان المسلمون في الجيش الامريكي اكثر ارتباكا من الجنود الاخرين لخوضهم حروبا في دول اسلامية مثل افغانستان والعراق قال كيسي "أعتقد أن هذا أمر يجب أن نبحثه على أساس فردي."لكنه أضاف "أعتقد أننا كجيش يجب أن يكون لدينا متسع كاف لضم اشخاص من جميع دروب الحياة."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11/تشرين الثاني/2009 - 12/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م