اليمن.. رؤية سوداوية لحقيقة الصراع الإقليمي في المنطقة

بعد أن أقدمت السعودية على التدخل عسكريا... كيف ستكون ردة الفعل الإيراني

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: الى ماذا ستؤول الأحداث...؟ سؤال بدا يطرح نفسه بقوة بعد التحول السريع في شكل الصراع السعودي الإيراني على النفوذ في المنطقة، ودخول الأخيرة غمار الحرب العسكرية بشكل مباشر.

حيث عمدت السلطات السعودية الى زج قطعاتها العسكرية في معركة ضد الحوثيين قبيل وقف بث قناة العالم الإيرانية، الأمر الذي عده الكثير من المتابعين ضربه مباشرة لإيران وحرب أكثر من صريحة، قد تدفع بإيران الى ردة فعل وشيكة حسب القراءات المتوقعة.

من جانب آخر تبدو الإدارة الأمريكية اعجز من أن تتورط في ما يعتبره الكثير صراع ايدولوجيا أزلي مكتفية في الوقت الحالي بموقف المراقب الحذر، سيما إنها تعد لصفقات سياسية تحت الطاولة مع إيران، بدت بوادرها في ملفي العراق ولبنان.    

الهجمات السعودية

حيث أعلنت المملكة السعودية أن هجومها على متمردين يمنيين شنوا هجوما عبر الحدود سيستمر الى أن يتم القضاء على أي وجود لهم في أراضيها.

وكان مسئول سعودي قد قال إن الرياض شنت غارات جوية باتجاه الحدود بعد أن شن المتمردون الحوثيون غارة عبر الحدود.

لكن وكالة الأنباء السعودية قالت ان الضربات الجوية "مُرَكَزة على تواجد المتسللين في جبل دخان والأهداف الأخرى ضمن نطاق العمليات داخل الاراضي السعودية."

ويتزايد قلق السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم من عدم استقرار اليمن الذي يواجه تمردا شيعيا في الشمال ومشاعر انفصالية في الجنوب وتهديدا متناميا من مقاتلي القاعدة الذين نشطوا من جديد. بحسب رويترز.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن مصدر مسؤول قوله "دخول هؤلاء المسلحين الى الاراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود وقتل وجرح عدد منهم والتواجد على أرض سعودية هو انتهاك سيادي يعطي للمملكة كامل الحق باتخاذ كافة الاجراءات لانهاء هذا التواجد غير المشروع."

وأضاف "العمليات سوف تستمر لحين اكتمال تطهير كافة المواقع داخل الأراضي السعودية من أي عنصر معاد مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا."

وقال المسؤول ان الرياض ستتخذ تدابير لم يحددها لمنع أي توغل للمتمردين اليمنيين في المستقبل مضيفا أنه تم نشر وحدات من القوات المسلحة السعودية لدعم حرس الحدود.

واتهم المتمردون الحوثيون السعودية بمهاجمة قرى داخل اليمن. وقالوا في بيان نُشر على موقعهم على الانترنت "يقصف الطيران السعودي حالياً مُديرية الملاحيط والقرى الحدودية اليمنية."

وكان مسؤولون سعوديون قالوا إن الطيران السعودي قصف متمردين سيطروا على منطقة حدودية داخل المملكة وأضافوا أن القوات السعودية استعادت السيطرة عليها. وذكر المسئولون أن 40 متمردا على الاقل قتلوا في المعارك.

ونفت الحكومة اليمنية أن تكون القوات السعودية ضربت أهدافا داخل اليمن. وتنفي حكومة صنعاء منذ فترة طويلة اتهامات المتمردين بالتواطؤ مع الرياض لمحاربتهم.

وقال مراسل لقناة العربية التلفزيونية المملوكة لسعوديين في اتصال هاتفي من المنطقة نقلا عن مصادر لم يكشف عنها ان 40 مسلحا على الاقل استسلموا أثناء هجوم جوي على منطقة جبل دخان. وأضاف المراسل أن الطيران السعودي والمدفعية السعودية مازالا يقصفان أهدافا.

وقالت السعودية ان ضابط أمن قُتل وأُصيب 11 في هجوم شنه مسلحون عبروا الحدود من اليمن وهو أول توغل معلن منذ اندلاع الصراع بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية مجددا في أغسطس اب.

وكان المتمردون الحوثيون في شمال اليمن اتهموا السعودية من قبل بدعم القوات المسلحة اليمنية في صراعهم معها. ونفت صنعاء هذا الامر.

أسر جنود سعوديين

في سياق متصل زعم المسلحون الحوثيون أسر مجموعة من الجنود السعوديين بعد ساعات من بدء السعودية عمليات عسكرية داخل الأراضي اليمنية، وفق تقرير.

وقال موقع "المنبر" الإلكتروني على شبكة الانترنت، الخاص بجماعة الحوثيين، الذين تصفهم صنعاء بـ"المتمردين"، أنه وخلال ساعات من بداية الزحف السعودي على الأراضي اليمنية تم أسر مجموعة من الجنود السعوديين بعتادهم وسلاحهم وسيارات تابعة لهم نوع همر.

على صعيد متصل تواصلت في العاصمة اليمنية صنعاء محاكمة يحيى بدر الدين الحوثي، شقيق عبدالملك الحوثي، الذي ينفذ الجيش اليمني منذ أسابيع عمليات عسكرية ضد المجموعات العسكرية الناشطة تحت قيادته في محافظة صعدة شمالي البلاد، وسط تقارير عن مصادرة آلاف قطع السلاح التي كانت مخصصة لتسليح المقاتلين. بحسب (CNN).

بموازاة ذلك، اتهمت منظمات أهلية يمينية المسلحين المعروفين باسم "الحوثيين" بتفخيخ أطفال واستخدامهم في المواجهات مع عناصر الأجهزة الأمنية، بينما أعاد الحوثيون اتهام السعودية بتقديم تسهيلات للجيش اليمني السماح له باستخدام أراضيها لمهاجمتهم، محذرين من أنهم سيواجهون الاعتداء "من أي جهة أتى."

ونقلت تقارير رسمية يمنية أن المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة عقدت ثاني جلسة لها لمحاكمة يحيى بدر الدين الحوثي بتهمة" قيادة عصابة مسلحة للقيام بأفعال إرهابية."

وقد تقدم المحامي المعيّن عن المتهم بطلب تأجيل الجلسة ليقدم دفوعه في القضية، الأمر الذي استدعى تأجيل الجلسة إلى الاثنين المقبل.

يذكر أن النيابة الجزائية المتخصصة كانت قد نسبت للحوثي تهمة الاشتراك في "عصابة مسلحة إرهابية وقيادتها للقيام بأعمال إجرامية في عدد من مناطق الجمهورية وأمانة العاصمة بإعداد الوسائل اللازمة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات ووسائل النقل وأجهزة الاتصالات."

وفي سياق متصل بالأحداث في صعدة، نددت منظمات مجتمع مدني يمنية بما قالت إنها عمليات "تفخيخ للأطفال الأبرياء لحمل المتفجرات" قام بها الحوثيون.

وعرضت المنظمات قضية طفل يدعى أكرم أحمد ثالبه، في العاشرة من عمره، قالت إن الحوثيين حمّلوه 20 صاعقاً للألغام بالإضافة إلى أسلاك كهربائية تستخدم لتفجير الألغام والمتفجرات قاموا بلفها حول جسده.

وحمل البيان توقيع المعهد اليمني لتنمية الديمقراطية ومنظمة تنمية المرأة ومنظمة 27 أبريل للتوعية الديمقراطية وتحالف منظمات المجتمع المدني، وفقاً لموقع "المؤتمر نت" التابع لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن.

ضبط أسلحة موجهة للحوثيين

إلى ذلك، قالت وزارة الداخلية اليمنية إن أجهزة الأمن ضبطت ثمانية آلاف قطعة سلاح، منها ثلاثة آلاف قطعة كانت في طريقها إلى الحوثيين، وذلك خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت الوزارة إنها فرضت طوقاً أمنياً محكماً على طرق إمداد من وصفتهم بـ"العصابات الإرهابية" بالأسلحة والذخائر وأنها وضعت أسواق السلاح وتجارها تحت مراقبتها الدائمة.

وصرح وزير الخارجية اليمني ابو بكر عبد الله القربي لصحيفة الحياة العربية ان صنعاء "ما زالت تحقق في الادلة" التي تثبت دعم ايران للمتمردين الشيعة في الشمال.

وقال القربي ان اليمن "يحتفظ بكل الخيارات مفتوحة ونحن حاليا في مرحلة التحقيق في الادلة المتوافرة المتعلقة بالدعم الايراني للحوثيين".

وتابع ان "اصابع الاتهام موجهة الى بعض المرجعيات والحوزات في ايران وخارجها"، مؤكدا انه "عندما تنتهي تحقيقات اجهزتنا المعنية سنقدمها الى الرأي العام". بحسب فرانس برس.

وكانت صنعاء اعلنت في 28 تشرين الاول/اكتوبر اعتقال خمسة ايرانيين على متن سفينة ايرانية محملة بالاسلحة قبالة سواحل شمال اليمن، لكن طهران نفت ذلك.

واتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اخيرا المتمردين بتلقي تمويل من "مرجعيات ايرانية"، لكنه اكد انه لا يتهم السلطات الايرانية.

حادثة جبل الدخان

ورداً على تقارير إعلامية حول سيطرة المتمردين الحوثيين على قرى سعودية ومقتل رجل أمن سعودي وإصابة 11 من زملائه، أعلن مكتب عبدالملك الحوثي أنه لا صحة لهذه الأنباء، مشيراً إلى أن حرس الحدود السعودي بدأ بقصف جبل دخان بعد أن سيطر الحوثيون عليه.

وجاء في بيان لمكتب الحوثي أنه "لا صحة على الإطلاق لما نشر في بعض وسائل الإعلام عن سيطرتنا على قرى سعودية، والأحداث تركزت في (جبل الدخان) مع الجيش اليمني."

وأضاف البيان أن "حرس الحدود السعودي هم من سلموا الموقع للجيش اليمني باعتراف السلطة اليمنية التي أعلنت سيطرتها على الموقع. وبعد طرد الجيش اليمني من الموقع بدأ حرس الحدود السعودي بالاعتداء بضرب المنطقة بشتى أنواع الأسلحة بدون أي مبرر."

وكان الحوثيون قد أعلنوا في وقت سابق سيطرتهم على موقع جبل الدخان الواقع بين الحدود اليمنية والسعودية بمنطقة الملاحيط. بحسب (CNN).

وأوضحوا أن الطيران السعودي قصف مديرية الملاحيظ وجبل الممدود ومنطقة الحصامة والمجدعة، واتهم الطيران باستخدام "قنابل فسفورية."

وكان اليمن قد أعلن أيضاً سيطرته على جبل الدخان والتباب المجاورة له ومناطق أعلى وادي الموقد شمال غرب قرية المركاب الواقعة غرب جبل حرم والمواقع المشرفة على الوادي وتدمير "أوكار الإرهابيين" شرق المنزالة والتباب المطلة على وادي ليه، كما ذكر موقع 26 سبتمبر.

من جانبها، أعلنت السلطات السعودية أنها تتابع الموقف في مركز خلد الحدودي بقطاع الخوبة بمنطقة جازان "بعد حادث التسلل الذي أسفر عن استشهاد الجندي تركي القحطاني وإصابة 11 آخرين."

انقطاع بث قناة العالم الايرانية

من جهته قال مدير مكتب قناة العالم التلفزيونية الايرانية في القاهرة ان بث القناة على القمرين الاصطناعيين نايل سات وعرب سات انقطع وانه لا يعرف سببا لذلك الاجراء.

وقال أحمد السيوفي في اتصال هاتفي ان بث القناة على نايل سات توقف في الساعة الخامسة. وأضاف "أوقف البث أيضا على القمر الاصطناعي العربي عرب سات في نفس الوقت ولا نعرف أيضا سببا لذلك."

وتابع أنه بعد توقف البث على القمر الاصطناعي المصري طلب توضيحات من الشركة المصرية للاقمار الصناعية (نايل سات) لكنها أبلغته فقط بوجود قرار من "جهة عليا" بوقف البث دون أن تعطي مزيدا من التفاصيل.

وبدأ بث قناة العالم على نايل سات قبل ثماني سنوات ولم يتوقف في أي وقت من الاوقات قبل ذلك. ولم يتسن الحصول على تعليق مسؤولين مصريين. والقناة ناطقة باللغة العربية.

ويوجد مقر المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) في الرياض. وقال السيوفي "في طهران أعطونا الفرصة لنرى الدوافع والخلفيات وهم في انتظار أن نقول لهم ما وصلنا اليه."

وأضاف "لا يوجد سبب واضح يجعلنا نقول ان هذا الشيء أو ذاك هو القشة التي قصمت ظهر البعير... لا يوجد حاليا توتر من أي نوع في العلاقات (بين مصر وايران)."

تأثير الهجمات السعودية على النازحين

من جانبها قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة انها تبحث ما اذا كانت الهجمات الجوية السعودية على متمردين في شمال اليمن أثرت على ما يتراوح بين نحو 3500 و4500 نازح تجمعوا بالقرب من الحدود.

وقال أندريه ماهسيتش المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي انه يأمل بأن تتمكن قافلة تحمل إمدادات إيواء من الدخول الى شمال اليمن من الحدود السعودية في الأيام القادمة.

وأضاف "ليس لدينا معلومات عما اذا كان لهذه الأعمال تأثير على النازحين أو ما اذا كانت أدت الى نزوح جديد." بحسب رويترز.

ومرت أول قافلة مساعدة للمفوضية العليا عبر الاراضي السعودية قبل حوالي شهر تحمل خياما وأفرشة وأغطية.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة ان ما يقدر بحوالي 150 ألف نازح تجمعوا في أربع محافظات هي صعدة وحجة والجوف وعمران.

وقالت اليزابيث بيرس وهي متحدثة باسم مكتب منسق الشؤون الانسانية بالأمم المتحدة ان الوضع في صعدة والمحافظات القريبة لا يزال "متوترا وغير مستقر". وقالت "وضع النازحين يشكل تحديا متناميا مع استمرار الصراع واقتراب الشتاء."

وأشير الى أن بعض النازحين لا يجد مأوى غير أفرخ من البلاستيك في مناطق في العراء في ظروف غير صحية حيث لا يوجد أي مأوى مناسب. وأضافت بيرس أن كثيرا من النازحين نساء يرعون أطفالا "روعهم" القصف الذي شهدوه.

وقالت منظمة الصحة العالمية ان النازحين الذين زاروا عيادة في مخيم المزرق للاجئين في محافظة حجة يعانون من أمراض رئيسية من بينها الاسهال والامراض الجلدية والملاريا.

وأضافت أن هناك حاجة ملحة للعقاقير الطبية والادوية والحصول على مياه شرب نظيفة في مخيم المندبة الذي يأوي ما بين ثمانية الاف وعشرة الاف نازح. وقال مكتب منسق الشؤون الانسانية ان ما بين 140 شخصا و210 أشخاص جدد يصلون يوميا.

من جهتها أشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى تلقيها معلومات من شركاء لها في شمال اليمن تفيد بمقتل عدد من النازحين الذين فروا من المعارك في محافظة صعدة.

وذكرت المفوضية أن الضحايا كانوا ضمن مجموعة من الذين دفعهم القتال للنزوح عن مناطقهم، ويقدر عددهم بنحو 500 شخص،  لجأوا إلى "مخيم السام" على مشارف مدينة صعدة، وهو أحد مخيمين في منطقة القتال.

ونقلت الأمم المتحدة في موقعها الإلكتروني عن أندريه ماهيتش، المتحدث باسم المفوضية في جنيف،  إن المعلومات المتوفرة القليلة عن الحادث تفيد بأن صاروخاً أو قذيفة سقطت في المعسكر أدت إلى مقتل وجرح عدد من النازحين بينهم نساء وأطفال.

وأضاف: ""إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تعبر عن صدمتها وحزنها حيال تلك التقارير التي تفيد بمقتل نازحين والاستهداف العشوائي للمدنيين اليمنيين الذين أجبروا على مغادرة منازلهم". بحسب (CNN).

وجدد ماهيتش دعوة المفوضية كافة الأطراف لاحترام أمن وسلامة وحقوق الإنسان للمدنيين العالقين في مناطق القتال.

ووفق تقديرات الأمم المتحدة، تشرد نحو 150 ألف شخص من ديارهم بسبب القتال المتقطع الدائر بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظة صعدة بشمال البلاد، والذي تجدد اعتبارا من منتصف آب/أغسطس.

وبحسب مفوضية اللاجئين فإن المدنيين، بمن فيهم 35 ألف نازح، في مدينة صعدة ما زالوا عالقين ولا يستطيعون الوصول إلى أماكن آمنة.

وقالت المفوضية "يعيشون في ظروف صعبة ويواجهون معاناة يومية حيث بدأ الطعام والسلع الأخرى في النفاد وتتوفر المياه بصورة متقطعة".

ودعت الأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية في شمال اليمن للسماح للمدنيين بمغادرة مناطق النزاع وتمكين المنظمات الإنسانية من توفير المساعدات.

جذور الصراع

وفيما يلي خلفية عن المتمردين الحوثيين الذين يسمون نسبة الى زعيمهم عبد الملك الحوثي:

- ينتمي الحوثيون مثل معظم رجال القبائل في مرتفعات شمال اليمن الى الطائفة الزيدية الشيعية وقد حكمت الاسرة الهاشمية التي تنتمي الى هذه الطائفة اليمن لالف عام قبل قيام ثورة عام 1962 .

- تعايش الزيديون الذين يمثلون نحو ثلث سكان اليمن البالغ عددهم 23 مليون نسمة بسهولة مع الاغلبية السنية في الماضي لكن بدر الدين الحوثي وهو رجل دين من محافظة صعدة بشمال البلاد روج لاحياء المذهب الزيدي في السبعينات ولعب على وتر المخاوف من أن السلفيين المتأثرين بالسعودية يهددون الهوية الزيدية.

- بعد توحيد شمال وجنوب اليمن عام 1990 أنشأت الحركة حزب الحق وجماعة الشباب المؤمن التي أسسها بدر الدين الحوثي. وانتخب حسين ابن الحوثي لعضوية البرلمان عام 1993. وظلت صعدة مهملة اقتصاديا من قبل حكومة صنعاء.

- في البداية استغل الرئيس علي عبد الله صالح وهو نفسه زيدي الحوثيين لتحقيق توازن مع الجماعات السلفية. وصورت الحكومة جماعة الشباب المؤمن فيما بعد على أنها جماعة أصولية تريد قلب نظام الحكم واستعادة الإمامة الزيدية.

- بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة أعلن صالح دعمه "للحرب على الارهاب" التي قادتها واشنطن وكان الهدف من هذا الاستعانة بدعم واشنطن ضد الحوثيين الذين يتهمهم مسؤولون يمنيون بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة وايران او حزب الله اللبناني.

- ويرد الحوثيون بأن الحكومة بدعم من الولايات المتحدة والسعودية تستهدف الزيديين بوجه عام مما يضطرهم الى حمل السلاح للدفاع عن قراهم ضد هذا القمع.

- وبدأ الصراع بعد أن أحرج الحوثيون صالح عندما رددوا هتافات "الموت لامريكا... الموت لاسرائيل... اللعنة على اليهود... النصر للاسلام" أثناء وجوده بمسجد في صعدة عام 2003.

- قتلت قوات الامن حسين الحوثي في سبتمبر ايلول 2004 لتتفجر جولات جديدة من القتال في الجبال المحيطة بمدينة صعدة وكانت كل جولة أعنف من التي قبلها.

- توسطت قطر من اجل اعلان وقف لاطلاق النار لم يدم طويلا في يونيو حزيران عام 2007 ورعت اتفاقا للسلام وقع في فبراير شباط عام 2008 لكن سريعا ما تجددت الاشتباكات. وأعلن صالح انتهاء الحرب من جانب واحد في يوليو تموز العام الماضي. واستؤنف القتال على نطاق كامل بعد ذلك بعام.

رد فعل الولايات المتحدة وايران

- يأتي اليمن على رأس مصادر القلق بالنسبة لمسؤولي مكافحة الارهاب الامريكيين الذين يشاركون السعودية قلقها العميق من انعدام الاستقرار والتشدد المتزايد في جارتها الفقيرة والمكاسب التي قد يجنيها تنظيم القاعدة من اضعاف سيطرة الحكومة.

- قد لا تؤيد الولايات المتحدة توغلا سعوديا لكن من غير المرجح أن تعترض بشدة اذا أوضح اليمن أنه يرحب بمساعدة الجيش السعودي في مواجهة المتمردين بالشمال.

- تنفي ايران مساعدة المتمردين لكنها متعاطفة معهم. وقد يثير تدخل عسكري سعودي رد فعل اكثر حدة من قبل طهران.

- تركز السعودية على تأمين حدودها ضد تسلل متشددي القاعدة الذين يتخذون من اليمن مقرا لهم وبينهم كثيرون من السعوديين عقدوا العزم على الإطاحة بالملكية في الرياض. ويعقد العصيان الشيعي المطول في شمال اليمن بشدة أمن الحدود بالنسبة للسلطات السعودية واليمنية.

- تنظر السعودية الى المتمردين على أنهم وكلاء لايران ألد خصومها في المنطقة التي يغلب على سكانها الشيعة على الرغم من أن الرياض نفسها لها سجل من دعم قبائل زيدية عدة لكسب النفوذ في اليمن.

- هناك اختلافات ايديولوجية بين السعودية والمتمردين الذين تشمل دوافعهم تأكيد هويتهم الزيدية الشيعية ضد ما يعتبرونه انتشارا للجماعات السلفية التي تدعمها السعودية وتستلهم المذهب الوهابي الذي تتبعه المملكة المحافظة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 8/تشرين الثاني/2009 - 9/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م