ارتفاع طلبات اللجوء الإنساني والعراقيون يتصدرون القائمة

 

شبكة النبأ: اعلنت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان طلبات اللجوء في العالم ارتفعت بنسبة 10 بالمئة في النصف الاول من العام الجاري. في حين يتصدر العراقيين للسنة الرابعة على التوالي قائمة طالبي اللجوء في البلدان الصناعية متقدمين على الفاّرين من الحروب في أفغانستان والصومال...

وفي ذات السياق، وصل عدد اللاجئين المسجلين رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة حتى سبتمبر الماضي إلى 41,423 لاجئ. ويشكل السودانيون أكبر مجموعة من اللاجئين من أصل واحد، إذ يصل عددهم إلى 22,689 شخص، 35 بالمائة منهم تقريباً من جنوب السودان..

عدد طالبي اللجوء ارتفعت بنسبة 10%

وقالت مفوضية شؤون اللاجئين الدولية في تقرير لها انه تم تسجيل 185 الف طلب لجوء في 38 دولة اوروبية اضافة الى الولايات المتحدة وكندا واليابان واستراليا ونيوزيلندة وكوريا.

ولاحظ التقرير ان طلبات اللجوء من العراق ظلت في المرتبة الاولى بتسجيل اكثر من 13 الف طلب للسنة الرابعة على التوالي فيما حل الافغان ثانيا ب12 الف طلب والصومال ثالثا ب11 الف طلب بسبب تدهور الاوضاع الامنية فيها.

وجاءت الطلبات بعد ذلك من الصين وصربيا بما في ذلك كوسوفو والاتحاد الروسي ونيجيريا والمكسيك وزيمبابوي وباكستان وسريلانكا.

واكد مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان هذه الاحصائيات تبين ان استمرار العنف وعدم الاستقرار في بعض البلاد يدفع الناس الى الفرار والسعي الى الحماية في دول امنة مؤكدا ان هناك حاجة ملحة كي تبقى الدول ابوابها مفتوحة لطالبي اللجوء.

وبلغت طلبات اللجوء في اوروبا 75 بالمئة من اجمالي الطلبات وظلت الولايات المتحدة اكبر دولة تتلقى طلبات اللجوء بنسبة 13 بالمئة اي اكثر من 23 الف طلب.

العراقيون يتصدرون قائمة طالبي اللجوء

ويتصدر العراقيون للسنة الرابعة على التوالي قائمة طالبي اللجوء في البلدان الصناعية متقدمين على الفارين من الحروب في أفغانستان والصومال، حسب ما قال تقرير نشرته وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة.

وقالت وكالة اللاجئين إن 13,200 عراقي قدموا طلبات لجوء، إضافة إلى 12,000 أفغاني، و 11,000 صومالي.

وقالت الأمم المتحدة إن 185,000 شخص قدموا للحصول على لجوء في الشهور الستة الأولى من العام 2009، وهذا يمثل زيادة بنسبة 10% على العام الماضي.

وذكر التقرير أن طالبي اللجوء في العالم يأتون من بلدان الصين، والصرب (من بينها كوسوفو)، وروسيا، ونيجيريا، والمكسيك، وزمبابوي، وباكستان، وسري لانكا.

وتقلت الولايات المتحدة معظم طلبات اللجوء ـ 23,700 أو 13% ـ فيما تلقى 38 بلدا أوربيا 75% من عموم الطلبات.

آلاف اللاجئين توّاقون لإعادة التوطين في الغرب

وفي شهر أكتوبر المنصرم، صرحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنها أوصت منذ عام 2007 بإعادة توطين 82,500 لاجئ عراقي من الشرق الأوسط إلى بلدان ثالثة خصوصاً في الغرب.

اللاجئة العراقية ليلى إيشو، عقدت العزم على أن تكون هذه السنة آخر سنواتها في سوريا. وتعلق على عزمها هذا، وهي تحتضن أطفالها الثلاثة داخل الغرفة المزدحمة التي يقيمون فيها بحي مساكن برزة بدمشق، قائلة: "معظم أفراد أسرتنا متفرقون في أوروبا بالإضافة إلى قريب لي في كندا أيضاً. لذلك، فأنا لا أهتم كثيراً بالمكان الذي سأنتقل إليه بقدر ما يهمني كثيراً أن نتمكن من الخروج من هذا المكان لأن الحياة هنا أصبحت صعبة للغاية".

وتشهد أعداد الأسر العراقية الراغبة في إعادة التوطين من سوريا والشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا الشمالية تزايداً سريعاً في ظل نفاذ المدخرات وقصور الدخل وفرط التضخم وتطبيق شروط صارمة للحصول على التأشيرات بالإضافة إلى خطورة العودة إلى بغداد بالنسبة للبعض.

وكان أندريج ماهيسك، الناطق باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة بجنيف، قد صرح في وقت سابق من هذا الشهر أن المفوضية أوصت منذ 2007 بإعادة توطين 82,500 لاجئ عراقي من الشرق الأوسط إلى بلد ثالث، منهم 62,000 إلى الولايات المتحدة الأمريكية والباقي إلى كندا وأستراليا ونيوزيلندا والسويد وعدد آخر من الدول الأوروبية.

من جهتها، أفادت الحكومة السورية أنها قامت بتسجيل 1.1 مليون عراقي عبروا إلى سوريا منذ 2007 في الوقت الذي سجل فيه مكتب مفوضية اللاجئين بدمشق رسميا 215,429 لاجئا حتى آخر سبتمبر 2009 منهم 27,198 لاجئا تم تسجيلهم خلال عام 2009 وحده.

إرغام دول أوربية طالبي لجوء على العودة

من جانب اخر أعربت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء قيام بعض الدول الأوربية مؤخرا بإرغام طالبي اللجوء السياسي من وسط العراق على العودة.

وقال المتحدث باسم المفوضية، أندريه ماهسيتش، "تنصح المفوضية بعدم إعادة أي عراقيين من وسط العراق حتى يكون هناك تحسن واضح في الوضع الأمني وحقوق الإنسان في البلاد".

وتأتي المطالبة بعد إعادة الحكومة البريطانية 44 لاجئاً عراقياً قسراً إلى بلادهم، قبلت الحكومة العراقية عشرة فقط وأعادت البقية حيث يحتجزون في مركز للهجرة، كما أعادت الدنمارك 38 عراقياً، معظمهم من وسط وجنوب العراق، بينما أعادت السويد 250  لاجئاً. بحسب سي ان ان.

ويشار إلى أن المفوضية قد أصدرت توجيها في نيسان/أبريل الماضي بضرورة اعتبار طالبي اللجوء السياسي من وسط العراق، الذي كان مسرحا لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بحاجة إلى حماية دولية، وفق الأمم المتحدة.

وأوصت المفوضية بضرورة تقييم حالات العراقيين القادمين من ثلاث محافظات في الشمال ومن محافظات الجنوب والأنبار بالنظر إلى كل حالة على حدة.

وبحسب تقرير صادر عن المفوضية فإن العراقيين يتصدرون قائمة عدد الأشخاص المطالبين بحق اللجوء السياسي في الدول الصناعية هذا العام ومن بعدهم الأفغان والصوماليين.

توزيع الغذاء على اللاجئين العراقيين برسائل SMS

بدأ برنامج الأغذية العالمي WFP التابع للأمم المتحدة مشروعاً تجريبياً لتوزيع المساعدات الغذائية عبر رسائل نصية SMS على أرقام الهواتف المحمولة للاجئين العراقيين في سوريا.

يشمل هذا المشروع، الذي سيستمر لأربعة شهور، ألف أسرة من اللاجئين الذين يعيشون في نطاق العاصمة دمشق، وفي حالة نجاح المرحلة التجريبية فسيتم تعميم المشروع لباقي اللاجئين في المحافظات السورية، وفي دول أخرى.

ووفقاً لما أعلن البرنامج العالمي، فإن اللاجئين سوف يتلقون رسالة نصية على هواتفهم المحمولة تحتوي على رمز يمكنهم من تبديل "القسيمة الافتراضية" كلها أو جزء منها، مقابل سلع غذائية من بعض المتاجر الحكومية المختارة. بحسب سي ان ان.

ومن المقرر أن تحصل كل أسرة على قسيمة واحدة لكل فرد من أفرادها كل شهرين، وتبلغ قيمة القسيمة 22 دولارا. وبعد كل معاملة تتلقى كل أسرة رسالة قصيرة على هاتفها المحمول تطلعها على الرصيد المتاح لها.

وقالت المتحدثة باسم البرنامج لمنطقة الشرق الأوسط، عبير عطيفة، إن الهدف الرئيسي من هذا المشروع "تسهيل الإجراءات على اللاجئين، للحصول على المساعدات الغذائية التي يحتاجونها بدون السفر إلى مسافات بعيدة."

كما أشارت إلى أن المشروع يهدف أيضاً إلى تخفيف المعاناة على اللاجئين، خاصة النساء وذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لن يتعين عليهم الوقوف في طوابير طويلة للحصول على حصصهم من المساعدات الغذائية.

ويستطيع اللاجئون الذهاب بهذه القسائم إلى بعض المتاجر الموجودة في المناطق التي يعيشون فيها، وأن يحصلوا على المساعدات الغذائية التي يحتاجونها.

وتابعت قائلة: "إذا لم تكن لديهم الرغبة في الحصول على أسماك معلبة، فبإمكانهم الحصول على البيض"، وليس عليهم بالضرورة أن يحصلوا على جملة المساعدة في أول الشهر، ولكنهم يستطيعون الحصول على ما يريدونه منها، وبعد فترة يأتون للحصول على بقية المساعدات.

اللاجئون الصوماليون باليمن يعانون مرارة العيش والغربة

هدى علي، سيدة صومالية، قررت اللجوء إلى المهربين لتهريبها إلى اليمن، فرارا من ويلات الحرب المشتعلة في بلدها.

رحلة الهرب بدأت في 2006 على متن قارب متجه إلى الأردن، حيث قضت أكثر من عامين ونصف قبل أن تلجأ للمهربين لتوصيلها إلى اليمن.

ولكن عند وصولها إلى اليمن لم تحصل سوى على حق الحماية دون حق المساعدة، بسبب عدم تمكنها من التسجيل كلاجئة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفقا لشبكة الأنباء الإنسانية (ايرين).

وتعيش هدى حاليا مع ابنتيها بلا مأوى على بعد أمتار من مكتب المفوضية في صنعاء، وتحكي قصتها قائلة "لا أحد يمد لنا يد المساعدة، ليس لدي وطفلتيَّ أي دخل، فأنا مرغمة على التسول من المارة للحصول على المال كي أتمكن من إطعام طفلتيَّ ونفسي."بحسب سي ان ان.

وتضيف: "أعيش في هذا المكان منذ ثلاثة أشهر دون أي إمكانية للاغتسال أو الحصول على مياه للشرب.. لا أحد يأبه لمعاناتي."

وتروي عمر بداية قصتها في عمان بالقول: "عندما كنت في عمان وقعت من سيارة متحركة، واضطررت لقضاء خمسة أشهر في أحد المستشفيات الحكومية هناك، حيث كنت أحصل على الرعاية والأدوية مجانا."

وتتابع "لكن عندما سمعت عن المعاملة الإنسانية التي توفرها منظمات الإغاثة الدولية والمحلية للاجئين الصوماليين في اليمن قررت السفر إلى هناك.. ولكن للأسف لم أحصل على أي رحمة أو تعاطف أو معاملة إنسانية عندما وصلت."

لا تسمح الإعاقة لهدى عمر بالتحرك دون استعمال العكازين، كما أنها لا زالت تحتاج إلى الأدوية لتخفيف آلامها وفقا للتقارير الطبية.

وتقول هدى: "لقد أجبرتنا الحرب على مغادرة بيوتنا، وترك محاصيلنا قبل حصادها، وفقدان قطعان ماشيتنا التي كنا نعتمد عليها لكسب قوتنا. لا أستطيع أن أتصور كيف تبدو مزارعنا الآن. كان من الأفضل لي لو مكثت في الصومال، حتى وإن كان ذلك وسط نيران الحرب التي حرمتني من زوجي."

لاجئ سوداني: لا أعلم أين سأكون غداً

يقول جون سايمون (ليس اسمه الحقيقي)، البالغ من العمر 33 عاماً، من قبيلة الدينكا بجنوب السودان ويعيش كلاجئ في القاهرة، أنه لا يريد أن يظهر وجهه مخافة تعرضه للاضطهاد من قبل قوات الأمن السودانية

وصل عدد اللاجئين المسجلين رسمياً لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة حتى سبتمبر الماضي إلى 41,423 لاجئ. ويشكل السودانيون أكبر مجموعة من اللاجئين من أصل واحد، إذ يصل عددهم إلى 22,689 شخص، 35 بالمائة منهم تقريباً من جنوب السودان، وفقاً للمفوضية.

وفي أول مقابلة من سلسلة مقابلات أجرتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) مع اللاجئين في القاهرة، تحدثت الشبكة إلى جون سايمون (ليس اسمه الحقيقي) 33 عاماً والمنتمي إلى قبيلة الدينكا بجنوب السودان، عن سبب مغادرته لدياره وعما يتوقع الحصول عليه في هذا البلد الذي استضافه. وقد أجاب جون عن هذا السؤال بقوله:

"غادرت السودان عام 2002 بسبب عزم قوات الأمن الحكومية على قتلي. كنت طالباً في الجامعة وكنت قد التحقت بمجموعة لدراسة الإنجيل كانت تحاول مساعدة مسيحيين آخرين عن طريق تزويدهم بالملابس والطعام. لم أكن أعلم حينها أن الحكومة كانت تراقب اجتماعاتنا وأنشطتنا. اكتشفت ذلك فيما بعد عندما ألقي القبض علي وزُجَّ بي في سجن الخرطوم. بحسب تقرير لـ إيرين. 

واضاف سايمون، لقد اتهموني بمحاولة تنصير المسلمين. ولكن الأمر لم يكن يتعلق بالدين فقط. فقد شعروا أن هناك خطراً من أن تقوم قبيلتي بانقلاب عليهم. وبعد الإفراج عني في المرة الثانية لعدم توفر الأدلة الكافية لإدانتي، ساعدني أحد أصدقائي على تجهيز أوراقي للمغادرة إلى مصر.

وتابع، استغرق تسجيلي كلاجئ لدى مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في القاهرة وقتاً طويلاً. تمكنت من التسجيل عام 2004 وبدأت أحصل على بعض المساعدات. أنا ممتن للدعم الذي أحصل عليه من المفوضية ولكن كل ما أريده بالفعل هو إنهاء تعليمي والحصول على عمل جيد وإعالة أسرتي.

كما أنني أحصل على بعض المساعدة من منظمة كاريتاس [وهي منظمة غير حكومية وشريك تنفيذ مع مفوضية اللاجئين في مصر]، ولكن ما أريده هو الحصول على حل دائم.

واستطرد سايمون، أتقاسم شقة صغيرة في عين شمس بالقاهرة مع سودانيين جنوبيين آخرين. يوجد الكثير منا في الجوار. يستطيع معظم السودانيين الحصول على عمل هنا ولكن الرواتب منخفضة جداً، وبالكاد تكفي لدفع قيمة الإيجار. إنها ليست غلطة مصر لأن المصريين أنفسهم فقراء ويواجهون الصعوبات ذاتها.

عادة ما نبتعد نحن السودانيون الجنوبيون عن الشماليين لأننا لا نثق بهم. وإذا اكتشفوا أني لاجئ سيرغبون في معرفة السبب وراء ذلك. وعادة ما ينطوي الأمر على خطورة كبيرة بالنسبة لي.

وتابع، أتمنى أن أتمكن من العودة إلى موطني عندما يعمه الأمن. البعض اعتقد أنه قد أصبح آمناً بالفعل وعاد إلى أهله، مثل عمي. ولكن لم تصلني أية أخبار منه مما يجعلني أعتقد أن الوضع لم يتغير. سمعت أن والديَّ لا يزالان على قيد الحياة ولكن لا يوجد أحد هناك لمساعدتهما في مثل هذه السن. لقد قضيت سبع سنوات في مصر ولم أرسل إليهما جنيهاً واحداً.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/تشرين الثاني/2009 - 8/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م