إيران... وأزمتي النظام والمجتمع الدولي

الشائعات تجتاح البلاد ونجاد يقدم امن السلطة على الصلاة

 

شبكة النبأ: يصف الكثير من المتابعين للشؤون الإيرانية الأوضاع القائمة هناك وفق تسلل الأحداث التي سبقت سقوط العديد من النظم الديكتاتورية السابقة، فحجم الغليان والتذمر التي تسود أوساط المجتمع الإيراني تتجاوز قبضة سلطة احمدي نجاد وأجهزة الدولة القمعية. سيما إن إرادات الشعوب ومخاضها في سبيل كسب الحرية والديمقراطية أثبتت في العديد من التجارب المشابهة عجز النظم الديكتاتورية كبحها أو الحد من نشاطها.

النظام أهم من الصلاة

حيث حض الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد «النخبة» في البلد على التمييز بين الصديق والعدو، فيما انتقد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني المعارضة لاعتمادها شعارات انحرافية حسب قوله.

في غضون ذلك، اعتبر قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري أن الحفاظ على النظام يبرر الامتناع عن أداء الصلاة.

ونقل موقع «أيانده نيوز» المقرّب من رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني عن جعفري قوله خلال اجتماع لـ «الحرس» في مدينة أورمية، ان «الحفاظ على نظام الجمهورية الإسلامية أكثر أهمية من (فريضة) أداء الصلاة»، معتبراً أن «الأعداء الداخليين في البلد يحاولون إسقاط النظام بمساعدة أعداء أجانب».

وتابع: «يجب ألا يجرؤ أحد على تحدي مبادئ هذا النظام». الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن نجاد قوله إن «تعريف الهوية يعدّ من أهم مسؤوليات النخبة»، مضيفاً أن «التمييز بين العدو والصديق هو أحد أهم واجبات النخبة».

أما لاريجاني فاعتبر «الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ألد أعداء الشعب الإيراني»، منتقداً «الذين يريدون توجيه الأنظار الى روسيا والصين ونسيان هذين العدوين الرئيسيين».

ونقلت وكالة «فارس» عن لاريجاني قوله إن «بعض الذين اطلقوا شعارات حاولوا تهميش اطلاق الشعار الرئيسي في إيران وهو: الموت لأميركا والموت لإسرائيل، واعتماد شعارات انحرافية». بحسب رويترز.

في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء العمالية (ايلنا) بأن القضاء الإيراني أطلق الخميس الماضي محمد قوشاني رئيس تحرير صحيفة «اعتماد ملي» التابعة للمرشح الإصلاحي الخاسر في الانتخابات الرئاسية مهدي كروبي، بكفالة قدرها بليون ريال (100 ألف دولار).

وكان عدد من الإصلاحيين بينهم قوشاني، مثلوا أمام المحكمة الثورية في طهران في 25 آب (أغسطس) الماضي بتهمة انهم «العقل المدبر» للتظاهرات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. واعتقل مجهولون قوشاني في 20 حزيران في منزله.

وفاة خامنئي 

ذكرت مواقع الكترونية ايرانية معارضة ان المرشد الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي توفي امس الأول بعد غيبوبة دخل فيها مؤخرا.

لكن السيد محمد باقر المهري وكيل خامنئي في الكويت نفى الاشاعة واكد ان السيد علي خامنئي بصحة جيدة.

وكانت المواقع نقلت عن مصادر في المستشفى ان الوفاة كانت طبيعية، و«لم تكن نتيجة تسمم».

واشارت المصادر الى ان الوفاة قد تكون نتيجة للارهاق العصبي الناجم عن التوترات السياسية التي تشهدها ايران منذ الانتخابات الرئاسية الاخيرة، كما ان وقوف المرشد الأعلى مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد قد تسبب له في احراج وسط الزعماء الدينيين في بلاده.

وبدأت المواقع الالكترونية في سرد الدلائل على الوفاة، التي لم يتم اعلانها رسميا حتى الآن، ومن بينها ظهور جميع مذيعي التلفزيون الوطني بملابس سوداء وانتشار قوات الباسيج (قوات التعبئة الشعبية) في الشوارع. لكن هذا الكلام سرعان ما تبخر واعتبر مجرد اشاعات من مواقع الكترونية، حيث نفى ذلك السيد محمد باقر المهري.

على صعيد آخر حذرت هيئة حماية الدستور في ولاية هامبورغ الالمانية من عمليات تهديد وترهيب مناهضي النظام الايراني من قبل المخابرات الايرانية في المانيا.

وقال مانفريد مورك، نائب رئيس هيئة حماية الدستور المحلية في هامبورغ، في تصريحات للقناة الاولى في التلفزيون الالماني (ايه. ار. دي): «نعرف ان المخابرات الايرانية تكلف اشخاصا بالسير في المظاهرات (وسط المتظاهرين)».

واكد مورك صحة ما ذهبت اليه ابحاث القناة الاولى في التلفزيون الالماني من ان المخابرات الايرانية تحاول تحديد هوية المتظاهرين خلال التظاهرات المناهضة لحكومة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد».

إلى ذلك قال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو ان بلاده التي تمانع في عزل ايران في صراعها مع الغرب حول برنامجها النووي ستبقى على تعاونها مع طهران وستعزز «التنسيق الوثيق في الشؤون الدولية».

وذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) أن ون أدلى بهذه التصريحات اثناء زيارة محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني الى بكين للمشاركة في منتدى لدول آسيا الوسطى.

ونقلت «شينخوا» عن ون قوله ان الصين مستعدة «للابقاء على العلاقات رفيعة المستوى مع ايران وتشجيع التفاهم والثقة المتبادلة وتعزيزالتعاون العملي بين الجانبين والتنسيق الوثيق في الشؤون الدولية».

واضاف: «الصين مستعدة للاستمرار في لعب دور بناء لتعزيز التوصل لحل سلمي للملف النووي الايراني».

أوباما وساركوزي

وأجرى باراك اوباما ونيكولا ساركوزي محادثات هاتفية حول الملف النووي الايراني، وشدد الرئيس الامريكي على ضرورة قيام جبهة موحدة، فيما اعرب نظيره الفرنسي عن الامل في حصول «تقدم حاسم»، كما ذكرت الرئاستان.

وقال البيت الابيض: إن الرئيسين شددا على «ضرورة الاستمرار في مقاربة دولية موحدة لمواجهة الطموحات النووية الايرانية».

من جهته، ذكر الاليزيه انهما «اعربا عن املهما في ان يؤدي إحياء الحوار الى تقدم حاسم خلال الاسابيع المقبلة، انسجاما مع الالتزامات الدولية لايران، وذكرا بأن التعاون الايراني سيتم تقويمه قبل نهاية العام».

من جانبها حاولت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان تقلل في ختام زيارة الى موسكو، اهمية الخلافات في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وروسيا حول احتمال فرض عقوبات جديدة على ايران.

وقالت وزيرة الخارجية الامريكية في مقابلة مع شبكة (اي. بي. سي) التلفزيونية الامريكية، «اعتقد اننا سنحصل على دعم روسيا اذا ما تبين ان العقوبات ضرورية».

عقوبات

إلى ذلك تبنى مجلس النواب الامريكي مشروع قانون يجيز للولايات والحكومات المحلية استبعاد المؤسسات التي تتعامل مع ايران في قطاع الطاقة من الاسواق العامة.

ويستهدف مشروع القانون الذي اقر بـ 414 صوتا في مقابل ستة اصوات، الشركات التي تستثمر 20 مليون دولار او أكثر في قطاع الطاقة في ايران.

وقد أيده الديموقراطي بارني فرانك والجمهوري مارك كيرك.

وقال كيرك: إن «عددا كبيرا من المؤسسات الدولية تستمر في تغذية الطموحات النووية الايرانية من خلال استثمار مليارات الدولارات في قطاع الطاقة الايراني».

من جهة أخرى أكد وزير اسرائيلي مساء الاربعاء ان الدولة العبرية ستعرف كيف تتخذ «الاجراءات اللازمة» اذا شعرت انها في خطر بسبب الطموحات النووية الايرانية، معتبرا ان اوروبا لم تدرك الى حد كاف الخطر الذي تمثله ايران.

وقال عوزي لاندو وزير البنى التحتية الذي ينتمي الى الحزب القومي المتشدد «اسرائيل بيتنا» «سنتخذ الاجراءات اللازمة لبقائنا» اذا وجد وضع من هذا النوع.

واضاف: «سنقوم باللازم في الابان»، مؤكدا انه «يفضل حاليا عدم الدخول في تفاصيل» العمليات التي ستتم.

وكان لاندو يتحدث على هامش مراسم لإقامة مكتب للمؤتمر اليهودي العالمي في بروكسل.

تحول في الاهتمام

فقي السياق ذاته سيحاول قادة ايران المتشددون كسب الوقت لبرنامج البلاد النووي في المحادثات التي تجري مع ست قوى عالمية في جنيف وتعزيز مصداقيتهم في الداخل بعد اشهر من الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات.

وعلى الرغم من المجازفة بالتعرض لعقوبات أقسى فان الزعماء الايرانيين قد يشعرون بثقة اكبر في التعامل مع امور الكبرياء الوطني والهيبة والردع العسكري اكثر مما يشعرون به في التعامل مع الانقسامات الداخلية التي كشفتها الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها وجرت في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وقال باقر معين المحلل المتخصص في الشؤون الايرانية "القيادة تستطيع الذهاب للمفاوضات واثقة الخطى اكثر من اي وقت منذ الانتخابات" مشيرا الى أن الجمهورية الاسلامية تستخدم الازمات الخارجية منذ فترة طويلة للتغطية على الانقسامات الداخلية. وأضاف "كسب الوقت هو استراتيجيتهم الوحيدة بسبب غياب الثقة على الجانبين."

وأظهرت تجارب اطلاق الصواريخ الايرانية التي جرت هذا الاسبوع تحديا مألوفا بعد ايام من استغلال الدول الغربية كشف طهران عن امتلاك محطة ثانية لتخصيب اليورانيوم لمطالبة ايران باتاحة مزيد من المعلومات وامكانية الدخول لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وعلى الرغم من هذا سيحاول الزعماء الايرانيون منع تنامي اي توافق بين القوى الكبرى لفرض عقوبات دولية أشد على الانشطة النووية التي يشتبه الغرب أنها تهدف الى امتلاك القدرة على تصنيع قنابل وليس فقط محطات لتوليد الكهرباء مثلما تقول طهران.

وقال معين "انهم يرغبون في التنازل عما يستلزمه الامر لتجنب انضمام الصين وروسيا لهم (الغرب) دون المساومة على التخصيب. لابد أن يكون هذا الخط الاحمر بالنسبة لهم."

وكانت ايران قد سارعت الى تأكيد أن محطتها التي كشفت عنها مؤخرا والمدفونة اسفل جبل قرب مدينة قم قانونية ويستطيع مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيشها.

وهزت الاضطرابات التي وقعت بعد الانتخابات قيادة ايران المتشددة لكن الحياة عادت الى طبيعتها في الشوارع بعد المؤتمرات الحاشدة التي لم يسبق لها مثيل المناهضة لاعادة انتخاب محمود احمدي نجاد لولاية ثانية وبعد أن قمعتها السلطات بالقوة.

غير أن أنصار المرشحين المهزومين مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين يقولان ان الانتخابات زورت على الرغم من النفي الرسمي المتكرر ما زالوا ينظمون احتجاجات متقطعة على نطاق أصغر.

ولم تلتئم الجراح داخل النظام الحاكم بعد وذلك بعد أن انتقد بعض الساسة ورجال الدين البارزين تلميحا او تصريحا اسلوب تعامل الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي مع اخطر أزمة داخلية منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979.

وربما يعتمد خامنئي على أنه يستطيع استعادة الدعم من خلال الدفاع عن خطط ايران النووية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها.

ويقول جالا رياني في مذكرة لمؤسسة (اي.اتش.اس) جلوبال اينسايت المتخصصة في التحليلات وتتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها "لا يزال البرنامج النووي يخاطب العناصر الوطنية للهوية الايرانية.

"كما أنه مرتبط بشدة بنضال النظام الحالي من أجل الشرعية. فوسط الانقسامات السياسية الداخلية فانه أداة فعالة ولازمة لتحقيق الوحدة الداخلية."

وكان زعماء المعارضة بايران قد انتقدوا خطاب احمدي نجاد الحاد فيما يتصل بالقضية النووية وليس البرنامج نفسه.

وقال علي رضا نادر المحلل في مؤسسة راند التي تتخذ من واشنطن مقرا لها ان المتشددين الايرانيين لا يريدون أن يبدو وكأنهم يتنازلون على صعيد المسألة النووية خاصة لان هذا سيعتبر علامة على الضعف بين أنصارهم الاساسيين.

ومضى يقول "في الوقت نفسه هم يدركون أن عليهم التحرك بحذر حتى لا يزيد الضغط على ايران لان من الممكن أن تشعل العقوبات غضب رجال الاعمال المحافظين الذين كانوا يدعمون الجمهورية الاسلامية تاريخيا لكنهم شعروا بالاستياء بسبب أداء احمدي نجاد الاقتصادي."

وقال معين ان المتشددين ربما يستفيدون من فرض عقوبات جديدة على المدى القصير عبر سيطرتهم على مؤسسات الدولة التي ستستخدم للتحايل على الاجراءات لكن العزلة الدولية ستضعهم في موقف دفاعي بدرجة اكبر على المدى الاطول.

وأحجمت الصين وروسيا مرارا فيما سبق عن الاقتراحات بتشديد العقوبات والتي تحبذها الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون فرنسا وبريطانيا والمانيا على نطاق واسع. وستمثل الدول الست في محادثات جنيف مع ايران.

اما الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي هزه الفتور الذي استقبلت به ايران مبادراته المبكرة وانتقد لرد فعله المعتدل على الاضطرابات التي اعقبت الانتخابات في ايران فسيتطلع الى محادثات جنيف بحثا عن اي مؤشر على أن طهران مستعدة للحوار الاوسع نطاقا الذي تصوره لتهدئة عقود من الحقد المتبادل.

ولهذه الفكرة جاذبية تجاوز الجدل بشأن فرض مزيد من العقوبات وهو ما قد يضر بالشعب الايراني دون ان يدفع زعماءه الى تغيير مسارهم فضلا عن الخيارات المزعجة مثل القيام بعمل عسكري او التعايش مع ايران وهي تمتلك قدرات نووية.

وبالنسبة للمتشددين الايرانيين فان التواصل مع الغرب اشكالي كما أن أهدافهم تؤثر على بعض مصالح الولايات المتحدة بالشرق الاوسط.

وقال نادر من مؤسسة راند "النخبة الحاكمة في ايران... تود اعترافا بدور ايران بالمنطقة وسترغب بنهاية المطاف في التمتع بموقف جيوسياسي مهيمن."

ويريد القادة الايرانيون المزايا الامنية والاقتصاددية التي قد تعقب المقاربة لكنهم قلقون من التأثيرات الثقافية والسياسية الغربية.

وقال "الانفتاح على الغرب يمكن أن يقوض تدريجيا ركائز الجمهورية الاسلامية التي هي في جوهرها كيان ثوري مناهض للغرب."

وأشار معين الى أن الغرب بحاجة الى استراتيجية واضحة ونهج مشترك مع روسيا والصين لكنه تساءل عما اذا كانت الولايات المتحدة تستطيع أن تعطي ايران الاعتراف الاقليمي الذي تتوق اليه دون اغضاب حلفائها العرب والاسرائيليين.

وقال "ما سنراه في هذه المفاوضات هو ما اذا كان هناك اي مؤشر عن اي نهج تجاه بناء الثقة التدريجي ام لا."

اغلاق ثلاث صحف

طهامرت لجنة حكومية مكلفة وسائل الاعلام باغلاق ثلاث صحف ايرانية دون تبرير قرارها على ما افادت وكالات الانباء.

وتحدثت وكالة الانباء الايرانية عن اغلاق صحيفتي فرهنق اشدي (ثقافة ومصالحة) وارمن (مثل) بينما اكدت ايرنا اغلاق صحيفة "تحليل روز" (تحليل اليوم).

واكدت الوكالات ان الاوامر صدرت عن لجنة حكومية مكلفة الاشراف على وسائل الاعلام في ايران.

ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن امامي ناصري مدير فرهنق اشدي قوله "بدانا ننشر الصحيفة قبل ثلاثة اشهر وتلقينا القرار عبر جهاز الفاكس" دون تحديد التاريخ الذي اتخذ فيه القرار.

كذلك اعلن بهمان حقات-نيان مسؤول "تحليل روز" ان صحيفته التي تصدر في شيراز (جنوب) اغلقت بناء على قرار اللجنة "دون اي مبرر" كما افادت "ايرنا".

ومنذ 2005 ومع تولي محمود احمدي نجاد الرئاسة تعرضت الصحف ومواقع الانترنت ووكالات الانباء من كافة الانتماءات الى سلسلة من قرارات الاغلاق. بحسب فرانس برس.

وقمعت وسائل الاعلام بشدة في سياق اعادة انتخاب الرئيس احمدي نجاد في 12 حزيران/يونيو. واعتقل العديد من الصحافيين الاصلاحيين بتهمة لعب دور في الاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية وما زال العديد منهم معتقلين.

جذور أحمدي نجاد يهودية

تبين الصورة التي يبدو فيها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وهو يرفع بيده هويته الذاتية خلال انتخابات مارس 2008، تبين بوضوح أن لأسرته جذورا يهودية، إذ بمقدور أي شخص يلقي نظرة من قريب على بطاقة هوية نجاد أن يكتشف أنه كان معروفا سابقا باسم «سابورجيان» وهو اسم يهودي يعني «حائك نسيج» وتبين الملاحظة القصيرة المكتوبة على البطاقة أن أسرته غيرت اسمها عندما اعتنقت الإسلام بعد مولده. بحسب ديلي تليغراف

وذكرت صحيفة الديلي تليغراف في مقال كتبه داميان ماكيلودي أنه يبدو أن الأسرة تنحدر من «أرادان» مسقط رأس أحمدي نجاد كما أن اسمه مشتق من كلمة يهودية تعني: «حائك السابور» بل وصنفت وزارة الداخلية في إيران هذا الاسم ضمن فئة أسماء اليهود في البلاد.

ويقول الخبراء ان سجل أحمدي نجاد في هجومه على اليهود هو لإخفاء ماضيه وفي هذا السياق يقول علي نوري زاده من مركز الدراسات العربية والإيرانية: يبين هذا الجانب من ماضي أحمد نجاد الكثير من الاشياء، فمن المعروف ان كل عائلة تعتنق ديانة مختلفة تنتقد عادة الديانة القديمة، لذا، يحاول نجاد بتصريحاته المناهضة لاسرائيل تبديد الشكوك بشأن ماضيه اليهودي فهو يشعر بالضعف وسط المجتمع الشيعي الراديكالي في ايران.

جدير بالذكر ان الرئيس الايراني لم ينكر ان اسمه تغيّر عندما انتقلت اسرته الى طهران في خمسينيات القرن الماضي، لكنه لم يكشف عن اسمه السابق أو عن السبب الذي دعا الى ذلك التغيير، وفي اتصال مع السفارة الايرانية في لندن، رفض المتحدث باسمها رون جيدور التحدث حول ماضي الرئيس احمدي نجاد، واكتفى بالقول: «هذا شيء، لا يمكننا التحدث عنه».

ابنة مستشار تطلب اللجوء

من جانب آخر طلبت ابنة مستشار بارز للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اللجوء في ألمانيا بعد تلقيها تحذيرات من أنها قد تتعرض للخطر اذا عادت الى بلادها بسبب موقفها المنتقد لايران.

وسافرت نرجس كلهور ابنة مهدي كلهور المستشار الاعلامي لاحمدي نجاد الى ألمانيا لعرض فيلمها القصير (درخيش) أو (المدمة) في مهرجان نورمبرج السينمائي بشأن حقوق الانسان.

وطبقا لموقع المهرجان على الانترنت يصور الفيلم ومدته عشر دقائق الة تستخدم في تعذيب المسجونين ببشاعة بوصفها رمزا "للبربرية الاستبدادية".

وقالت كلهور "في اليوم الاخير للمهرجان السينمائي تلقيت مكالمة من ايران لابلاغي بانه سيكون من الافضل ألا أعود الى ايران بسبب مشاكل سياسية."

وأبلغت كلهور تلفزيون رويترز "اذا عدت الى ايران سيتعين علي الرد على كل أنواع الاسئلة وقد يشكل هذا بعض الخطر علي .. في الحقيقة أكثر من مجرد ( خطر) محدود."

ولم تقل من الذي حذرها من العودة الى ايران.

وقالت كلهور (25 عاما) ان فيلمها لا ينتقد الحكومة الايرانية ولكنه يعكس " وضعها الشخصي". بحسب رويترز.

وقالت تقارير وسائل اعلام في ألمانيا ان كلهور التي قالت انها لم تتصل بوالدها منذ أكثر من عام تقدمت رسميا بطلبها للجوء الى ألمانيا أحد أكبر الشركاء التجاريين لايران في الغرب.

وفي مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمر دويتشلاند قالت كلهور انها شاركت في احتجاجات الشوارع التي جرت بعد انتخابات الرئاسة الايرانية المتنازع عليها في وقت سابق من العام.

هجرة الصحافيين

دانت منظمة "مراسلون بلا حدود" هجرة الصحافيين الايرانيين اثر اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو الفائت، مؤكدة انه "الاكبر منذ ثورة 1979".

وقال رضا مويني المكلف مكتب ايران وافغانستان في المنظمة لوكالة فرانس برس "انها اكبر هجرة للصحافيين منذ ثورة 1979 (التي ارست الجمهورية الاسلامية) (...) وهناك ملفات كثيرة يجب التعامل معها". بحسب فرانس برس.

واوضح مويني ان اكثر من 35 صحافيا ايرانيا غادروا البلاد منذ 12 حزيران/يونيو، مستندا الى عدد الملفات التي لدى المنظمة، لكنه قدر عدد الصحافيين المعنيين بما بين 40 و45 شخصا. واضاف ان "طليعة الصحافيين المغادرين ضمت مصورين، تلاهم مسؤولون عن مواقع اعلامية الكترونية ثم صحافيون في صحف تم تعليق" صدورها.

ولفتت المنظمة الى ان هؤلاء الصحافيين تمكنوا من مغادرة ايران في شكل غير قانوني بواسطة مهربين ولجأوا الى دول مجاورة، مضيفة ان "الاكثر حظا بينهم نجحوا في الوصول الى دول اوروبية".

وتابع مويني ان "هؤلاء الصحافيين يتعرضون لتهديدات، كون بعضهم كان شاهدا على احداث تزعج النظام الايراني، وكذلك عائلاتهم التي استدعتها السلطات". واكد "انهم متهمون جميعا بالتحرك ضد الامن القومي والمشاركة في تظاهرات غير قانونية او كتابة مقالات دعائية ضد النظام الاسلامي"، موضحا ان 19 صحافيا وخمسة مدونين لا يزالون معتقلين.

وتظاهر مئات الالاف في شوارع طهران في الاسابيع التي اعقبت اعلان اعادة انتخاب احمدي نجاد في 13 حزيران/يونيو.

وتحدث المرشحون الخاسرون عن عمليات تزوير كبيرة. وتحولت هذه الحركة الاحتجاجية احيانا مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن، في اخطر ازمة داخلية منذ قيام الجمهورية الاسلامية.

على صعيد متصل فاز مدونون ايرانيون بجائزة صحفية كبيرة لجهودهم في تغطية الانتخابات الرئاسية الايرانية المتنازع على نتيجتها.

وتلقت الصحفية الايرانية دلبار توكلي التي فرت من بلادها بعد أن فقدت وظيفتها يوم الجمعة جائزة محمد أمين لعام 2009 بالنيابة عن المدونين " لالتزامهم وشجاعتهم واخلاصهم في ظل ظروف مروعة وضغوط غير اعتيادية أثناء تغطية الانتخابات الرئاسية."

وقال كريستوف بليتجين رئيس الانشطة الاعلامية في وكالة رويترز للانباء " المدونون الايرانيون أعادوا تعريف مفهوم الصحافة الشعبية والتواصل الاجتماعي عبر الانترنت عندما أصبحوا المصدر الوحيد للاخبار في ايران ما بعد الانتخابات."

وتأسست هذه الجائزة عام 1997 تكريما للراحل محمد أمين وهو مصور للخدمة الافريقية في رويترز قتل في حادث خطف طائرة. وتمنح الجائزة السنوية لافراد يعملون خلف الكواليس. وترعى طومسون رويترز هذه الجائزة.

وفر العشرات من الصحفيين والمصورين والمدونين من ايران أو لا يزالون يحاولون الفرار بسبب الخوف من العقاب على تغطيتهم للانتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي أجريت في يونيو حزيران. وألقي القبض على العديد من الصحفيين بينما اختبأ اخرون.

وأغلقت الحكومة الايرانية عدة صحف خلال الاشهر الاخيرة واتهمت وسائل الاعلام بالكذب بشأن الاحتجاجات التي أعقبت الاعلان عن نتيجة الانتخابات.

وقالت توكلي "أهدي هذه الجائز الى الصحفيين الايرانيين الذين عملوا بجد كي يعرف العالم ما يجري في ايران...من الصعب جدا العمل في الصحافة في ايران...والسبب الرئيسي لذلك هو لرقابة."

وقالت توكلي في اسطنبول حيث تسلمت جائزتها "أنا أتمنى أن أعود الى بلادي...لقد تركت قلمي دون ارادتي للمرة الاولى منذ 13 عاما."

وعملت توكلي المولودة في طهران صحفية على مدار 13 عاما الماضية. وقبل الانتخابات قامت بتغطية موضوعات لها صلة بالمرأة والسياحة لصحف اعتماد ملي وسرمايه وعملت كرئيسة تحرير وكالة شهر للانباء.

رحلة مأهولة للفضاء

من جهة اخرى بعد ثمانية أشهر من إطلاق قمر صناعي محلي الصنع، أعلنت إيران عن خطط لإطلاق مركبة مأهولة للفضاء الخارجي.

ونقل موقع "بريس" الإلكتروني عن وزير الإعلام والاتصالات الإيراني، رضا تقيبور، قوله إن العلماء يستطلعون كيفية تطبيق خطط مبدئية لإرسال رائد فضاء في رحلة مأهولة للفضاء الخارجي.

وكانت إيران قد أعلنت في فبراير/شباط الماضي إطلاق أول قمر صناعي من تصنيعها - "أميد" باستخدام صاروخ "سفير-2"، فيما اعتبرته "إنجازاً" في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها لتنضم بذلك إلى قلة من الدول التي تمتلك تقنيات لتصنيع أقمار صناعية وإطلاقها للفضاء من منصات إطلاق محلية، حسب التقرير.

وتتعرض إيران لعقوبات اقتصادية من قبل الأمم المتحدة لرفضها التخلي عن برنامجها النووي، حيث تتهمها الولايات المتحدة والغرب بمحاولة إنتاج أسلحة نووية، وتنفي الجمهورية الإسلامية ذلك وتؤكد أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي.

وصمم القمر الصناعي الإيراني، المخصص لمعالجة البيانات للدوران حول الأرض 15 مرة كل 24 ساعة، وإرسالها لمركز الفضاء الإيراني بواسطة موجتي تردد وثمانية هوائيات.

واحترق القمر الصناعي في مارس/آذار بعد إكماله بنجاح دورته المقررة حول الأرض واستغرقت 50 يوماً. بحسب (CNN).

وكان الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قد أعلن أن إطلاق الصاروخ جاء بهدف نشر "الإيمان والسلم والعدالة في العالم" بينما قال وزير خارجيته منوشهر متقي إن القمر الصناعي هو فقط للأغراض السلمية وان من حق كل الدول الاستفادة من هذه التكنولوجيا.

وأثار إطلاق القمر الصناعي مخاوف في الغرب من أن يستخدم لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، ربما برؤوس نووية.

وقد أعربت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عن قلقهما من هذه الخطوة.

وشككت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" في صحة التقارير التي روجتها وسائل الإعلام الإيرانية، بأن الجمهورية الإسلامية أطلقت صاروخاً يحمل أول قمر صناعي إيراني للفضاء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/تشرين الثاني/2009 - 4/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م