نظرية الماء..

هادي جلو مرعي

او ما يطلق عليها (h2o) اعلنها سياسي عراقي مرموق، اشار بها الى تحالفات مقبلة اعتمادا على تفاعلات هذه النظرية الكيمياوية.. الكلام جد والله العظيم.

المشهد السياسي المحلي مضطرب تماما كحال المشهد العام وان كان السياسي يؤثر فيه وربما دفع به الى حافة المواجهة العنيفة كما حصل في مناسبات عدة عانى منها الوطن كما لم يعان من قبل وفي عهود مضت..

ولان الانتخابات قادمة، فلابد من بناء تحالفات قوية تستطيع استقطاب بسطاء الناس ليدلوا باصواتهم مع ان احد سواق التاكسي اقسم انه لن يضمخ اصبعه بالحبر البنفسجي وتمادى حتى وضع اصبعه بين اسنانه وادعى انه سيقضمه لكي لا يذهب الى المركز الانتخابي، وعلمت منه انه صديق لاحد اعضاء مجلس النواب وان العضو كان زميلا له في الدراسة وانهم تخرجوا مجموعة كاملة وكانوا غير مؤهلين بحكم الاختصاص لدراسة الماجستير او الدكتوراه، ويتساءل.. كيف حصل النائب الصديق على الدكتوراه التي يخرج بها على الناس وفي وسائل الاعلام. حيث يتردد اسمه.. الدكتور فلان الفلاني..

هذا ليس مهما.. سائق التاكسي اتفق معي ان نكون صديقين وطلب ان لا اشي للسيد النائب بقوله بعد ان اكتشف اني اعمل صحفيا، واستطيع الوصول الى عرين البرلمان العتيد..

 المهم اكثر كيف يمكن لنظرية الماء ان تكون فاعلة ليتسنى للسياسي بناء تحالفاته عليها، الا اذا كان ذكاؤه يدفعه لاستخدام اللفظة باعتبار تأثيرها في عقلية ووجدان ملايين القشامرا مثالي، اذ ان دجلة ومعه الفرات يذويان رويدا ويشوبهما كدر الجفاف، ونحن نعاني العطش ونفتقد الخدمات العامة ومنها الماء الصالح للشرب، ولان العراقي محكوم بعقدة الحرمان فربما تأثر بدعايات الماء السياسية..

واحد من المشاكسين -واظنه انا- علق على نظرية الماء بالقول يبدوان السياسيين سيتخلون عن دعاياتهم الانتخابية التقليدية وسيلجئون الى دعايات مبتكرة وبدلا من الصوبات والشراشف والموبايلات (1100) سيقدمون للمواطنين في حفلات الدعاية المقبلة انواع من منتجات شركات الماء المعبا بقنان بلاستكية مستوردة من دول الجوار وخاصة المهتمة بدعم الارهاب..

وبما ان جميع الجوار متهم فاننا سنحظي بدعاية انتخابية مميزة وبأحجام مختلفة من قنان الماء وربما اجود بكثير مما يقدم لاصدقائنا الامريكان في معسكراتهم..

هل يمكن للجيران ان يساعدوا في انتصار احدى القوائم الانتخابية من خلال ضخ كميات من الماء في الانهار والروافد وعبر السدود المنتشرة على الحدود ومن ورائها ؟ الله اعلم.  

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 2/تشرين الثاني/2009 - 13/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م