اختناق العراق السياسي... وموجة العنف غير المنتهية

 البغداديون باتوا مجرد أهداف متحركة بأعين الإرهابيين

إعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: كان لوقع انفجارات الأحد الدامي الكثير من الأصداء المحلية والدولية نظرا لحجم المأساة التي لحقت بالعراقيين في ذلك اليوم المشئوم.

حيث انهمرت العديد من الرؤى والتحليلات الصحفية والسياسية التي تناولت الهم العراقي وأوضاعه الداخلية، واضعة نصب عينها الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.

الجدير بالذكر إن مختلف التحليلات المطروحة اتفقت على إن الوضع السياسي أو الصراعات الحزبية تحديدا باتت تمثل فراغ سياسي انسحب بدورة على الأوضاع الأمنية. سيما بعد تعرقل تمرير العديد من القوانين الأساسية في مجلس النواب.

نهاية العنف بعيدة المنال

على صفحات صحيفة الاندبندنت البريطانية يقول الكاتب باتريك كوكبيرن حول الأوضاع الامنية في العراق على خلفية التفجيرين اللذين شهدتهما بغداد الاحد وأوقعا أكثر من 130 قتيلا، إن الانفجارات التي شهدها وسط بغداد تظهر إلى اي مدى تظل نهاية العنف في العراق بعيدة المنال.

ويعرب كوكبيرن عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي جعلت نفسها أكثر عرضة للهجمات "بمفاخرتها بأنها تحسن الوضع الأمني".

ويقول الكاتب إن العراق اليوم أكثر أمنا مما كان عليه قبل ثلاث سنوات "لكنه لا يزال واحدا من أكثر الأماكن خطورة في العالم".

ويرى كوكبيرن أنه لا داع للقول بأن تفجيرات الأحد في شارع حيفا كانت بسبب انسحاب القوات الأمريكية من المدن، مضيفا "بوجود القوات الأمريكية أو بدونها، كان بمقدور المفجرين الوصول إلى بغداد منذ أن دمروا مبنى رئاسة الأمم المتحدة عام 2003".

ويقول الكاتب إن من الصعب ايقاف التفجيرات الانتحارية التي تتم بواسطة السيارات، مذكرا في هذا الصدد بـ"النجاح" الذي حققه الجيش الجمهوري الايرلندي خلال عقد التسعينات في استهداف مناطق صغيرة في لندن.

ويشير كوكبيرن إلى أن التفجير الذي استهدف وزارة الخارجية العراقية في 19 اغسطس/ آب، دفع وزير الخارجية هوشيار زيباري إلى القول بأن منفذ الهجوم قد تلقى مساعدة من قبل عناصر في الجيش ورجال الشرطة العاملين في نقاط التفتيش.

ويضيف الكاتب أن هذا الأمر (ما ذهب إليه زيباري) قد يكون ممكنا "لكن من المستحيل على قوات الأمن العراقية أن تفتش كل مركبة، خاصة أن المفجرين سيتأكدون من أن أوراقهم سليمة".

ويرى كوكبيرن أن التفجيرات التي يشهدها العراق ليست هي الدليل الوحيد الذي يثبت أن البلاد لا تزال غير آمنة، مضيفا "للأسف هناك مؤشرات أخرى، مثل الفشل في إعادة 1.6 مليون نازح من دياره داخل البلاد إلى مناطقهم".

ويشير الكاتب في هذا الصدد إلى دراسة اعدتها المنظمة الدولية للهجرة وعزت فيها عدم رغبة النازحين في العودة إلى ديارهم إلى عدم توافر الخدمات الأساسية في مناطقهم من تعليم وكهرباء ومياه ورعاية صحية. ثم يتساءل كوكبيرن عمن يقف خلف التفجيرات، قبل أن يجيب بأن من شبه المؤكد أنها "شبكة ما من القاعدة من المرجح أنها تعمل بإرشاد أو مساعدة حزب البعث أو الاجهزة الأمنية للنظام القديم".

ويقول الكاتب إن العراقيين يميلون إلى اعتبار موجة العنف غير المنتهية "علامة على أن جيرانهم يهدفون لإعاقة ظهور عراق قوي". ويرى كوبكيرن أن ايران ترغب في وجود دولة شيعية أخرى في الخليج لكنها لا تريد دولة قوية في العراق، بينما ظلت السعودية "مذعورة" لفترة طويلة من رؤية العراق "وهو يتحول إلى أول حكومة شيعية في العالم العربي منذ أن أطاح صلاح الدين بالفاطميين".

ويقول الكاتب إن الكويت لا زالت تشارك العراق في عوائده النفطية تعويضا عن خسائرها في حرب الخليج. ثم ينتقل الكاتب إلى محاولات إعادة الإعمار الاقتصادي، مشيرا إلى أن العراق ظل في حالة حرب وعقوبات اقتصادية طيلة 30 عاما.

ويرى كوبكيرن أن هناك بعض الأخبار الجيدة مثل ارتفاع سعر النفط إلى 80 دولارا للبرميل، لكنه يستدرك قائلا إنه حتى في المدن الآمنة نسبيا هناك أناس لا يتلقون أجورا.

ويختم مقاله بالقول إن الحكومة العراقية "فشلت في مداواة جروح الماضي العميقة"، وأن "تفجيرات (الأحد)، الأعنف خلال عامين، أوضحت إلى أي مدى العراق بعيد من حل مشاكله".

الهدوء الامني خادع

فيما رأت صحيفة الـ غارديان The Guardian البريطانية ان تفجيرات الاحد، هي “اعلان مبيت من جماعات التمرد” لتعطيل الانتخابات والأضرار بسمعة رئيس الوزراء، واصفة الهدوء الامني بأنه “خادع”.

وقالت الصحيفة ان هجمات اليوم الاحد، بدت انها “تمثل اعلانا مبيتا من جانب جماعات التمرد المستهترة بعد التكهنات الاخيرة بموجة عنف جديدة، بقصد تعطيل الانتخابات المزمع اجراؤها في كانون الثاني يناير المقبل”.

واضافت الصحيفة ان “فشل النواب العراقيين بتمرير قانون الانتخابات يثير احتمال تاخير الاقتراع، الامر الذي يتعارض مع الدستور”.

ورأت الصحيفة ان “تأخر البرلمان العراقي باقرار القانون، حمل معه تحذيرات من احتمال تحرك عنيف من جانب المتمردين الساعين الى استغلال الفراغ السياسي والاضرار بسمعة رئيس الوزراء نوري المالكي”.

واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الامريكي باراك اوباما، وفي اتصال هاتفي برئيس الوزراء المالكي وصف التفجيرات بانها “مشينة،” وبأنها محاولة لعرقلة التقدم في العراق.

ورأت الصحيفة انه بالنسبة للكثير من العراقيين، فان “هذه الهجمات تشكل تذكيرا لحال بلدهم في السابق ـ ولربما كان نذيرا لما ستؤول اليه الامور اذا لم تجر الانتخابات في موعدها المقرر”.

وتعتقد الصحيفة ان الهدوء الامني “أمر خادع، فالانفلات الامني لا يزال منتشرا في انحاء البلاد جميعا، وهذا واقع يتمثل بحادث وقع بعد تفجيرات اليوم الأحد”.

ويعتبر هذا الهجوم أعنف هجوم من نوعه منذ تفجيرات “الأربعاء الدامي”  يوم 19 آب أغسطس الماضي التي استهدفت مبنيي وزارتي الخارجية والمالية موقعة مئات الضحايا وتدميرا هائلا في الوزارتين. بحسب أصوات العراق.

وتروي الصحيفة انه بينما كانت الشرطة “تسعى الى تأمين محيط الحادث، سمعوا ضربات هائجة داخل صندوق سيارة تضررت بفعل التفجير وفيها جثتين على مقعد الركاب. فاكتشفت الشرطة رجلا كان مقيدا بعد خطفه في وقت سابق من اليوم”، مضيفة أن “عمليات الخطف لا زالت منتشرة في العراق.

الأمن الهش

اما الإيكونوميست العربية، فكتبت تقول... لا تزال التوقعات أكثر تفاؤلا بكثير منها قبل عامين. فقد انخفض مستوى العنف إلى مستواه في الأشهر القليلة التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003. ومن المرجح أن يشارك الناخبون بأعداد كبيرة في الانتخابات العامة المقررة في السادس عشر من كانون الثاني (يناير).

وحتى الآن، تم اختيار التحالفات الانتخابية الرئيسية من مختلف ألوان الطيف الطائفي. ولم يتحدد بعد ما إذا كانت العراق ستكون إسلامية أم فيدرالية أم مركزية في الطابع والدستور. ولكن يبدو أن معظم السياسيين صادقون في الإصرار على أنه سيتم تحديد ذلك من قبل البرلمان وليس بالقوة. والمتمردون ضعفاء جدا بحيث لا يستطيعون الإطاحة بالنظام الناشئ حديثا. فهم لا يسيطرون على مساحات كبيرة من العراق كما كانوا في السابق. وهناك بعض المناطق الخطرة، إلا أن القوات العراقية تستطيع الذهاب إلى أي مكان تريده تقريبا. ومع ذلك، لا يزال استمرار وجود 120 ألف جندي أمريكي يدعم الأمن، مع أنهم توقفوا عن تسيير دوريات في الشوارع في تموز (يوليو). إلا أن باراك أوباما طمأن الأسبوع الماضي رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الذي كان يزور واشنطن، بأن جميع القوات الأمريكية المقاتلة ستغادر البلاد بحلول نهاية آب (أغسطس) المقبل وأن جميع القوات ستغادر بحلول نهاية عام 2011.

إلا أن كثيرا من الضباط الأمريكيين يخشون ألا يدوم هذا الهدوء النسبي، خاصة مع تصاعد الحملة الانتخابية. وقد شن المتمردون، الذين يرتبط بعضهم بالقاعدة، بعض الهجمات الانتحارية الوحشية في الآونة الأخيرة.

وقد يزيدون جهودهم مباشرة قبل وخلال وبعد الانتخابات. ويقول الجنرال Raymond Odierno، القائد العسكري الأمريكي الأعلى: ''لا شك أن القاعدة تحاول عرقلة نجاح الانتخابات. وهي تأمل، عن طريق شن الهجمات، تقويض ثقة الشعب بمؤسسات الحكومة في العراق''.

وقد يختار هؤلاء المتمردون تحالف دولة القانون بقيادة المالكي، الذي يدعي الفضل في تحسن الأمن في العراق.

وإذا تمكن المتمردون من خلق الفتنة بين طوائف المسلمين، قد يتم استفزاز الشيعة والسنة بحيث يتخلون عن التحالفات غير الطائفية ويعودون إلى الولاءات الطائفية.

وهناك سبب آخر للتوتر، وهو أن البرلمان العراقي لا يزال غير قادر على الاتفاق على قانون انتخابي جديد يسمح للناخبين بالاختيار من بين مرشحين فرديين بدلا من قوائم حزبية، خاصة بما أن الأكراد والعرب لا يستطيعون الاتفاق على كيفية إجراء الانتخابات في مدينة ومحافظة كركوك المتنازع عليها.

وعلى أية حال، لا شك أن مرحلة ما بعد الانتخابات ستكون خطرة. فمن غير المرجح أن يفوز أي من التحالفات المتنافسة بأغلبية مطلقة، لذا من المحتمل أن يتبع ذلك مساومات مطولة متوترة، قد تدوم ثلاثة أشهر.

وعلى الرغم من وجود نظام مراقبة شامل تم إنشاؤه وتعيين موظفين أجانب وعراقيين فيه، إلا أن مزاعم الاحتيال ستزيد الأمور سوءا على الأرجح.

ويأمل الجنرال Odierno تسريع انسحاب الجنود حال انتهاء الانتخابات، حيث سيتم إرسال 70 ألف جندي إلى الوطن بحلول نهاية آب (أغسطس). فهل سيتمكن الجنود المتبقون، البالغ عددهم 50 ألفا من السيطرة على زمام الأمور إذا زادت حدة القتال أو اندلع بين الجماعات التي أقامت الآن سلاما هشا بين بعضها بعضا؟

والسلام أكثر هشاشة على طول ''خط الزناد'' الذي يمتد بين المناطق الكردية والمناطق العربية السنية في المنطقة الشمالية الشرقية.

ويحاول المتمردون استفزاز كلا الجانبين. وقد زعم الجيش العراقي تحقيق بعض النجاح في احتوائهم في وحول الموصل، المدينة الأكثر دموية في الدولة.

إلا أن الضرورة الملحة الآن هي التوفيق بين العرب والأكراد. ويحاول الأمريكيون بناء الثقة عن طريق تأسيس دوريات عسكرية عربية كردية على طول الحدود بين الجماعتين. إلا أن هذه المبادرة توقفت.

وتعتبر محافظة الأنبار، غرب بغداد، منطقة أخرى مثيرة للقلق. فهذه المدينة، التي كانت في السابق معقل المتمردين، هادئة نسبيا منذ العامين الماضيين.

إلا أنها أصبحت أكثر دموية في الأسبوعين الماضيين. ففي السابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر)، فجر المتمردون جسرا كبيرا على الطريق الرئيسي المؤدي إلى سورية والأردن.

وفي عام 2007، أقنع الأمريكيون القبائل السنية في الأنبار بتأسيس حركة للدفاع عن النفس تعرف باسم الصحوة وبالتحول ضد القاعدة.

ويتساءل أحد كبار الضباط الأمريكيين بعصبية: ''هل ستصمد الصفقات التي عقدناها؟'' وحتى الآن، انضم 23 ألف عضو من حركة الصحوة إلى قوات الأمن العراقية، وتم استيعاب 15 ألفا آخرين في الخدمة المدنية. وهم لا يتلقون أجرهم دائما في الموعد المحدد، إلا أن هذا الترتيب صامد حتى الآن.

وبشكل عام، تتحسن قوات الأمن العراقية تحت الوصاية الأمريكية. ولكن من غير الواضح مدى إخلاص طبقة الضباط الجديدة في العراق في تعزيز المصالحة والديمقراطية. وقد أشار أحد الضباط الأمريكيين إلى أن ''الثقافة العسكرية للنموذج البعثي - السوفياتي تحت رئاسة صدام حسين لا تزال راسخة ولن تتغير'.

قراءة جديدة

في حين نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية، مقالا للكاتب الأمريكي ديفيد إغناتيوس، تناول فيه التفجيرات التي شهدتها بغداد الاحد الماضي واستهدفت وزارة العدل ومجلس المحافظة.

وقال الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان (بغداد العنيدة في يوم من الرعب) “من نسيم صباح الأحد، بدت المدينة وكأنها استعادت سالف عهدها، حيث كان بمقدورك مشاهدة قوارب صغيرة تتحرك، بجانب المنزلقات المائية”، مضيفا “لكن وراء هذا السطح، اتضح أنه كان صباح يوم في الجحيم، حيث أقدم إرهابيون على تفجير سيارتين مفخختين بمقر وزارة العدل والإدارة البلدية في بغداد، مما تسبب في مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة ما يتجاوز 500 آخرين”.

ويضيف الكاتب “كان ذلك أسوأ يوم تشهده البلاد من حيث أعمال العنف هذا العام، والواضح أن الإرهابيين عمدوا من وراء على التذكير بهشاشة الأمن العراقي، الأمر الذي نجحوا فيه”.

وكان تفجيران انتحاريان بشاحنتين ملغمتين استهدفتا وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد، الاحد الماضي (25- 10) راح ضحيتهما 155 قتيلا و500 جريح، حسب اخر احصائية لوزارة الداخلية.

وتابع الكاتب قائلا “في الوقت الذي ضرب الإرهابيون المدينة، كنت أحلق فوقها في طائرة مروحية طراز بلاك هوك برفقة الجنرال ديفيد بيترايوس باعتباره قائد القوات الأميركية في العراق بين عامي 2007 و2008 وكان عائدا إلى البلاد كقائد للقيادة المركزية، وقرر في طريقه من المطار القيام بواحدة من جولاته التفقدية جوا فوق المدينة”، مضيفا “من الطائرة، بدت مؤشرات استعادة البلاد عافيتها في كل مكان”.

وينقل الكاتب ماقاله ديفيد بيترايوس اثناء تحليقهما فوق بغداد، حيث يقول “أثناء تحليقنا فوق العاصمة، قال بيترايوس انظر، المنازل أصبحت مسكونة من جديد، في اشارة إلى حي كان منذ عدة سنوات أشبه بمدينة أشباح، من الجيد دوما مشاهدة رافعة مشيرا إلى موقع بناء جديد ورؤية ازدحام المرور”.

ويوضح الكاتب “بدت العاصمة أمامي شبيهة بما كانت عليه أثناء زيارتي لها عام 1981، حيث بدت كبيرة، وبالنسبة لمدينة عربية، منظمة على نحو جيد نسبيا”.

ويرى الكاتب ان “جميع مباني الوزارات التي جرى طلاؤها حديثا والبغداديون المتحركون بهمة ونشاط بدت مجرد أهداف كثيرة في أعين الإرهابيين”.

ويتابع الكاتب مقاله بالقول “أخبرني صديق عراقي لاحقا أنه عندما انفجرت القنابل، انهار نظام الهواتف النقالة لفترة مؤقتة، مع إقدام الكثير من الأفراد المذعورين على إجراء اتصالات هاتفية للاطمئنان على سلامة أحبائهم”، مضيفا بالقول “ربما ينسى الأجانب عندما يشاهدون مذابح بغداد التي لا حصر لها على شاشات التلفزيون أن العراقيين بشر مثل غيرهم من الشعوب، وأنهم يحبون أزواجهم وأطفالهم وأجدادهم تماما مثلما الحال معي ومعك تجاه ذوينا”.

واختتم الكاتب مقاله بالقول “أثناء تحليقنا فوق المدينة ليلا، بدت بغداد تعج بالحركة والحياة مجددا، رغم الأحداث التي شهدتها صباحا”.

وعلى صعيد متصل قالت صحيفة البيان الامارتية (يومية سياسية) في مقال لها كتب باسم رأي البيان وحمل عنوان (متتالية الدم في العراق) إن “عودة جنون التفجير والقتل المروع إلى العراق، تذكير مفجع بمعضلته الأمنية السياسية، المزمنة والمستعصية”.

واضافت الصحيفة أن “عدد الضحايا والجرحى الذين سقطوا في التفجيرين، مخيف ويحمل رسائل مختلفة ويد العنف والإرهاب أثبتت أنها لا تزال، حتى الآن، قادرة على تسديد ضربات بمثل هذه الصورة المرعبة الذي لا شك فيه أن هناك فجوات أمنية خطيرة”.

ويقع المبنيان المستهدفان في تفجيري الاحد الماضي بالقرب من المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد والتي تخضع لاجراءات امنية مشددة لكونها تضم مباني دوائر حكومية وسفارات اجنبية. بحسب اصوات العراق.

وتابعت الصحيفة “تبقى جذور المشكلة كامنة في الخلل الذي استبد بالعملية السياسية ومنع استكمالها، بحيث تتكفل بسد مثل هذه الفجوات وهنا كان، وما زال، لب المعضلة، التهاب سياسي يفرز التهابات أمنية”.

وترى الصحيفة أن “عمليات التفخيخ والتفجير وسفك الدماء بالجملة ليست أمراً طارئاً على الساحة العراقية”، مضيفة “صحيح أن الحالة الأمنية شهدت تحسناً ملموساً والعاصمة بغداد عادت إليها دورة حياة شبه عادية، في أكثر من جانب. الحركة انتعشت”.

وتشير الصحيفة الى ان “الاختناق السياسي يولد احتقانات تجد تعبيراتها في العودة إلى العنف، أو أنها تجد من يغتنم فرصتها لترجمة هذه العودة وهي معادلة صارت معروفة في المشهد العراقي”.

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول “إنجاز العملية السياسة هو المدخل الذي يكفل كسر هذه القاعدة في أقله يحاصرها ويقلل خسائرها، تمهيدا لإخراج الساحة المنكوبة من نفق العنف القاتل، للعراق والعراقيين”.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 31/تشرين الثاني/2009 - 11/ذو القعدة/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1430هـ  /  1999- 2009م